- 6 نوفمبر 2015
- 158
- 136
- 0
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستعاذة عند قراءة القرآن الكريم لها فوائد كثيرة، منها:
1 ـ أنها تجعل القارئ يتذكَّر حقيقة الشيطان، ويتفكر في أمره، وكيف صار
شـيطاناً رجيماً ـ بعد أن كـان مخلوقاً كريماً ـ بفسـقه عن أمر ربِّه؛ حيث أبى
السـجود لآدم واستكبر. هذا التذكُّر يدفع القارئ إلى أن يهيِّيء نفسه لأن
يأتمر بما جاءه من أوامر الله تعالى في القرآن، وينتهي عما نهاه عنه احترازاً عن
المخالفة، فيزداد خشوعاً وتواضعاً أمام جلال الله وعظمته.
2 ـ للاستعاذة تأثير فعَّال على تالي القرآن، حيث تمنحه الصفاء من وساوس
الشيطان، وتنقِّيه من حديث النفس وهواجسها؛ ليشعر بحلاوة كلام الله،
فتزكو نفسه وينجلي قلبه بنور الله.
3 ـ الاستعاذة خطوة أوَّلية نحو فهم وإدراك كلِّ كلمة وإشارة في القرآن
الكريم، إذ أنَّ هناك حقائق ومعانيَ لا يعيها إلا قلب مطهَّر من الوساوس.
وللاستعاذة بالله في سائر الظروف، فضل كبير في إزالة الغضب وإشاعة الهدوء
في النفس، فقد روى البخاري ومسلم عن سليمان بن صرد
قال: «استبَّ رجلان عند النبي
ويحمَرُّ وجهه وتنتفخ أوداجه، فنظر إليه النبي
لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».
إلا أن التلفُّظ بالاستعاذة وحده لا يُجدي، إن لم يَجْمَعِ القارئ في قلبه بين
الإيمان والتوكُّل على الله؛ فالإيمان نور والتوكُّل يقين، فلابدَّ أن يستقِرَّا معاً في
وعاء القلب، ليشكِّلا رادعاً في وجه الشيطان، ولجوءاً لقوَّة الله وحفظه وأمنه.
وتبقى للشيطان سيطرة على ضعاف النفوس، ممَّن حكمت الأنانية تصرُّفاتهم،
واحتلَّت الأهواء ساحة قلوبهم، لتصبح مرتعاً له، فصاروا بذلك أدواتٍ منفِّذةً
لرغائبه في الإفساد والتخريب، وأولياء له من دون الله الواحد القهار.
..منقـــول..