إعلانات المنتدى


أتدرون ما هذه الريح ؟

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أبو أويس المكي

عضو موقوف
10 مايو 2007
106
0
0
الجنس
ذكر
(بسم الل)
يقول الله سبحانه وتعالى ممتنن على عباده ( ( الم نجعل له عينين ولساناً وشفتين))
إن اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه العجيبة صغير جُرْمهِ عظيم طاعته وجُرمهُ ؛ إذ لايستبين الكفر والايمان إلا بشهادة اللسان ؛ بااللسان يطاع الله وبه يُعصى قال نبينا محمد الحمد لله تملئا الميزان وسبحان الله والحمد لله تملئان أو تملئا ما بين السماء والارض : وقال  كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الي الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم : وحث رسول الله  على الصدق فقال عليكم بالصدق فأن الصدق يهدي الي البر وإن البر يهدي الي الجنة ؛ ومازال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقا ؛ وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي الي الفجور وإن الفجور يهدي الي النار وما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا : قال حذيفة  سمعت النبي  يقول (لايدخل الجنة نمام ) : اللسان رحب الميدان ليس له مرد ولا لمجاله منتهى وحد ؛ فمن أطلق عذبة لسانه وأهمله سلك به الشيطان في كل ميدان وساقه الي جرف هار وهل يُكَبْ الناس في النار على وجوههم الاحصائد السنتهم ؛ لاينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع فلا يُطْلِقهُ إلا في ما ينفعه في الدنيا والآخرة ؛: تقويم اللسان على شرع الله ثقيل عسير ذلك أن أعصى الاعضاء على الانسان اللسان ؛ فأنه لاتعب في إطلاقه ولا مؤنة في تحريكه وقد تساهل كثير من الخلق في الاحتراز من آفاته وغوائله والحذر من مصائده وحبائله ولانجاة من ضرر اللسان الا بالعمل بوصية رسول الله  : ( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيراً أو ليصمت ) وقال عبد الله ابن مسعود  والله الذي لا اله الا هو ما شيء أحوج الي طول سجناً من اللسان وقال وهب إبن منبه في حكمة : حق على العابد أن يكون عارفاً بزمانه حافظاً للسانه مقبلاً على شأنه : وقال الحسن البصري رحمه الله ما حفظ دينه من لم يحفظ لسانه : وقال محمد ابن واسع حفظ اللسان أشدْ على الناس من حفظ الدينار والدرهم ؟ آفات اللسان كثيرة فمنها الكذب والنميمة والمراء وتزكية النفس والخصومة وغيرها والبلية أن لهذه الآفات حلاوة في القلب وعليها بواعث من الطبع والشيطان ؛ والخائض قلْ ما يقدر أن يُمسك لسانه كان وهيب أبن الوردي يقول والله لترك الغيبة عندي أحبُ الي من التصدق بجبل من ذهب ؛ الغيبة وما أدراك ما الغيبة ؟ فاكهةُ كثيراً من المجالس الا ما رحم ربك ؛ ما سلم منها الا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى : الغيبة عرْفها أهل العلم بأنها ذكر العيب بظهر الغيب : قال نبينا  أتدرون ما الغيبة فقالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قال أرايت إن كان في أخى ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد إغتبته وإن لم يكن فقد بهته ) خرجه الامام مسلم في الصحيح إذا أردت أن تُدْرك قبح الغيبة فقدر أن الذي أغتيب هو أنت ؟ أترضى أن يقع الناس في عرضك فتكون حديث المجالس يقول ربنا جل جلاله ( ولايغتب بعضكم بعضا ايحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ) كان نبينا  يحذر من الغيبة قال جابر  كنا مع النبي فارتفعت ريح منتنة قال  أتدرون ما هذه الريح ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين رواه الامام احمد في مسنده الغيبة سلعة رائجة فأن لله وإن اليه راجعون ؛ الزوجة تغتاب زوجها والزوج يغتابها ؛ والطالب يغتاب معلمه والموظف يغتاب رئيسه ورفقائه في العمل والقريب قد آذا قريبه ؛ وحدث ولا حرج كغيبة الجار لجاره والاجير لرب العمل والرعية للحاكم : من عقوبة الغيبة التعذيب في القبر فعن أبي بكرة  قال مر النبي  بقبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فيعذب في البول وأما الاخر فيعذب في الغيبة رواه الامام احمد : مر عمرابن العاص على بغل ميت فقال لبعض أصحابه لأن يأكل الرجل من هذا حتى يملاء بطنه خيراً له من أن يأكل لحم رجل مسلم : كان السلف يعدون ترك الغيبة من صالح الاعمال ؛ قال وهيب أبن الوردي والله لترك الغيبة عندي أحب الي من التصدق بجبل من ذهب ؛ وقال عمر  عليكم بذكر الله فأنه شفاء ؛ وإياكم وذكر الناس فأنه داء ؛ قال الحسن البصري يا أبن أدم إنك لن تصيب حقيقة الايمان حتى لاتعيب الناس بعيب هو فيك ؛ كان أصحاب النبي  كانوا يتلاقون بالبُشْر ولايغتابون عند الغيبة ويرون ذلك أفضل الاعمال ؛ ويرون خلافه عادة المنافقين ؛ قال بعضهم أدْركنا السلف وهم لايرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة ولكن في الكف عن أعراض المؤمنين ؛: كان سلفنا الصالح أهل التقى والورع يُبغِضون الغيبة ويذمون أهلها أشد الذم ؛ سمع علي أبن الحسين رجل يغتاب آخر فقال له أياك والغيبة فأنها إدام كلاب الناس ؛ وقال أبو عوف دخلت علىمحمد ابن سيرين رحمه الله فنلت من عرض الحجاج ابن يوسف عنده وكان الحجاج حاكماً ظالماً فقال لي محمد ابن سيرين يا أبا عوف إن الله حكم عدل فكما ينقم من الحجاج كذلك ينتقم للحجاج ؛: غيبة الناس والوقوع في أعراضهم تسلطهم على حسناتك في يوم الدين .؟ روى الامام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله  قال أتدرون من المفلس إن المفلس إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فأن فنيت حسناته قبل أن يقضىِ ما عليه أُخذا من خطايهم فطرحت عليه ثم طرح في النار :
أما بعد فمن الامور التي لاتدخل في الغيبة المحرمة بل هي من النصيحة ذكر أهل الاهواء والفتنة وبيان مخالفاتهم وتحذير أهل الايمان منهم فليس ذا من الغيبة المحرمة كما يلبس المفتونون : ها هو نبينا e يذكر المسيح الدجال ويبين فتنته ومخرجه وما معه من الأمور العظام ثم يوصي أهل الأسلام بالبعد عنه وعدم مصاحبته و من سمعه فلينأى عنه وليهرب بدينه فهل هذا ياعباد الله من الغيبة : وها هو رجل يستأذن على النبي e فقال إذنوا له بئس أخو العشيرة ؛ فهل هذا من الغيبة أيضاً : ولما قال ذو الخويصرة يا محمد إعدل فأنك لم تعدل قال له النبي e قال النبي في حق هذا الرجل يخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وقراتكم عند قراتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فهل هذا من الغيبة : أم من النصيحة ؟ فرق معاشر المؤمنين بين الغيبة والنصيحة إنما يعرف ذلك أهل العلم قال رجل للامام أحمد وقد سمعه يقع في رجل ويحذر عنه وكان الأمام أحمد شديدا في ذلك فقد قال في حق الكرابيسي ؛ هتكه الله الخبيث ؛ فقال ذلك الرجل للامام أحمد لاتغتاب المسلمين ؛ فقال الامام أحمد إمام أهل السنة : ياهذا إنما نحن نغتاب للمسلمين ؛ ولما وقع قتادة وكان من أئمة السلف لما وقع وتكلم في عمرو أبن عبيد المبتدع وحذر منه قال عاصم الاحول العلماء يقع بعضهم في بعض فقال له قتادة يا أحول وما تدري أن الرجل إذا أحدث ينبغي أن يذكر ليحذر والذي يقول لاتذكروا أهل الاهواء والفتنة ويحتج بأنها غيبة هو أحد رجلين إما جاهل حقه أن يأخذ سبورة ويجالس علماء السنة والتوحيد : وإما أنه رجل سيء القصد يميل اليهم أو هو منهم كما قال عقبة أبن علقمة كنت عند أرطاه أبن المنذري فسئل عن الرجل يماشي أهل السنة فاذا ذُكِرَ أهل الاهواء قال دعونا منهم لاتذكروهم فقال أرطاه أبن المنذري : هو منهم لايلبس عليكم أمره قال فتعجبت من ذلك وذهبت الي الامام الاوزاعي وكان كشافاً عن هذه الامور إذا بلغته فسالته فقال صدق أرطاه القول ما قال :هذا ينهى عن ذكرهم متى يعُلموا ومتى يُحذروا إذا لم يبين ذكرهم وقيل للامام أحمدلما تكلم في أُناس وحذر منهم قيل له ياأمام أحمد أما تخشى أن تكون هذه غيبة قال إذا سكتُ أنا وسكتَ أنت ؛ فمتى يعلم الناس الصحيح من السقيم : فأنتبهوا بارك الله فيكم من تحايل أهلِ الاهواء والبدع ولايستغل هذا الامر وهو تحذير النبي e من الغيبة فأنه كما حذر منها ؟ حذر من أهل الأهواء والفتن بأعيانهم وأوصافهم والله الموفق والهادي الي سوى السبيل ؛ اللهم ياحي يا قيوم ياذا الجلال والاكرام اللهم إنا نسائلك الهدى والتقى والعفاف والغنى ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار.
 

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
رد: أتدرون ما هذه الريح ؟

بورك فيك أخي أبو أويس وحياك ربي في منتديات مزامير آل داود وننتظر إبداعاتك .. وروائعك ..
 

ابومالك الازدي

مزمار داوُدي
2 يونيو 2007
3,474
2
0
الجنس
ذكر
رد: أتدرون ما هذه الريح ؟

بارك الله فيك
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: أتدرون ما هذه الريح ؟

اللهم ياحي يا قيوم ياذا الجلال والاكرام اللهم إنا نسئلك الهدى والتقى والعفاف والغنى ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم آمين


جزاك الله خير الجزاء أخي الفاضل ومرحبا بك معنا في هذا الصّرح الطيّب
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: أتدرون ما هذه الريح ؟

اللهم اجعل السنتنا تلهج بذكرك واجعلها يوم العرض عليك حجة لنا لاحجة علينا

جزاك الله خيرا اخي الكريم واهلا وسهلا بك وبداية موفقة ان شاء الله
 

ربيع القلوب

مزمار ألماسي
28 فبراير 2007
1,355
0
0
الجنس
ذكر
رد: أتدرون ما هذه الريح ؟

جزاك الله خيرا اخي الكريم واهلا وسهلا بك بين أخوانك و أخواتك
 

أم ياسر

مزمار ذهبي
10 يناير 2007
981
1
0
رد: أتدرون ما هذه الريح ؟

بارك الله فيك اخي و جزاك الله خيرا
 

عمر 7

مزمار داوُدي
9 مارس 2007
3,701
6
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: أتدرون ما هذه الريح ؟

بورك فيك أخي أبو أويس وجزاك الله الخير
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع