- 5 أكتوبر 2009
- 432
- 4
- 0
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المتقين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذه ترجمة الحافظين: الدارقطني والخطيب البغدادي -رحمهما الله وجزاهما عنا خير الجزاء-
نقلتها من كتاب (تذكير النابهين بسِيَر أسلافهم حُفَّاظ الحديث من السابقين واللاحقين) للعلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-, وإليكم نص كلامه في الترجمتين:
الحافظ الدارقطني ت (385) (ط12)
ترجم له الذهبي في التذكرة (3/991-995)، فقال:الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المتقين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذه ترجمة الحافظين: الدارقطني والخطيب البغدادي -رحمهما الله وجزاهما عنا خير الجزاء-
نقلتها من كتاب (تذكير النابهين بسِيَر أسلافهم حُفَّاظ الحديث من السابقين واللاحقين) للعلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-, وإليكم نص كلامه في الترجمتين:
الحافظ الدارقطني ت (385) (ط12)
" الإمام شيخ الإسلام حافظ الزمان أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي الحافظ الشهير صاحب السنن، مولده سنة ست وثلاثمائة.
وسمع البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، والحضرمي، وابن دريد، وابن نيروز، وعلي بن عبد الله ابن مبشر، ومحمد بن القاسم المحاربي، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي، وأبا عمر القاضي، وأبا جعفر أحمد بن البهلول، وابن زياد النيسابوري، وبدر بن الهيثم القاضي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، وأبا طالب الحافظ، وخلائق ببغداد والبصرة والكوفة وواسط.
وارتحل في كهولته إلى مصر والشام، وصنف التصانيف (الفائقة).
حدث عنه الحاكم، وأبو حامد الإسفرايينى، وتمام الرازي، والحافظ عبد الغني الأزدي، وأبو بكر البرقاني، وأبو ذر الهروي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو محمد الخلال وأبو القاسم بن المحسن، وأبو طاهر ابن عبد الرحيم، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأبو بكر بن بشران، وأبو القاسم حمزة السهمي، وأبو محمد الجوهري، وأبو الحسين بن الآبنوسي، وعبد الصمد بن المأمون، وأبو الحسين بن المهتدى بالله، وأمم سواهم.
قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماما في القراء والنحويين، وأقمت في سنة سبع وستين ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا، فصادفته فوق ما وصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ، وله مصنفات يطول ذكرها، فأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله.
وقال الخطيب: كان فريد عصره وإمام وقته، وانتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال، مع الصدق والثقة وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم كالقراءات فإن له فيها مصنفا سبق فيه إلى عقد الأبواب قبل فرش الحروف، وتأسى القراء به بعده ومن ذلك المعرفة بمذاهب الفقهاء، بلغني أنه درس الفقه على أبي سعيد الإصطخرى ومنها المعرفة بالآداب والشعر، فقيل كان يحفظ دواوين جماعة، وحدثني حمزة بن محمد بن طاهر أنه كان يحفظ ديوان السيد الحميري، ولهذا نسب إلى التشيع.
قال ابن الذهبي: ما أبعده من التشيع.
قال الخطيب: وحدثني الأزهري، قال: بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار وقعد ينسخ جزءا والصفار يملى، فقال رجل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فقال: فهمى للإملاء خلاف فهمك، أتحفظ كم أملى الشيخ؟ قال: لا أدري، قال: أملى ثمانية عشر حديثاً، الحديث الأول عن فلان عن فلان، ومتنه كذا وكذا، والثاني عن فلان عن فلان ومتنه كذا وكذا، ومر في ذلك حتى أتى على الأحاديث، فتعجب الناس منه. أو كما قال.
قال رجاء بن محمد المعدل: قلت للدارقطني: هل رأيت مثل نفسك؟ فقال: قال الله تعالى: (فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ)؛ فألححت عليه، فقال:لم أر أحدا جمع ما جمعت.
وقال أبو ذر الحافظ، قلت للحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو لم ير مثل نفسه، فكيف أنا؟ رواها الخطيب (أبو بكر) في تاريخه، عن أبي الوليد الباجي، عن أبي ذر.
وكان عبد الغني إذا ذكر الدارقطني قال: أستاذي.
قال القاضي أبو الطيب الطبري: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث.
وقال الخطيب: قال لي أبو القاسم الأزهري: كان الدارقطني ذكيا إذا ذكر شيئا من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر، لقد حدثني محمد بن طلحة النعالي أنه حضر مع الدارقطني دعوة، فجرى ذكر الأكلة، فاندفع الدارقطني يورد نوادر الأكلة حتى قطع أكثر ليلته بذلك.
قال الأزهري: رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس عن علة حديث، أو اسم، فقال: يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيري.
قال الخطيب في ترجمة الدارقطني: سألت البرقاني: هل كان أبو الحسن يملي عليك العلل من حفظه؟ قال: نعم، وأنا الذي جمعتها وقرأها الناس من نسختي.
وحدثنا العتيقي، قال: حضرت مجلس الدارقطني، وجاءه أبو الحسن البيضاوي برجل غريب وسأله أن يملى عليه أحاديث، فأملى عليه من حفظه مجلسا يزيد أحاديثه على العشرين متون جميعها: نعم الشيء الهدية أمام الحاجة.
فانصرف الرجل ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئا، فقربه إليه فأملى عليه من حفظه سبعة عشرة حديثا متونها: إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه.
قلت: هنا يخضع للدارقطني ولسعة حفظه الجامع لقوة الحافظة، ولقوة الفهم والمعرفة، وإذا شئت أن تبين براعة هذا الإمام (الفرد) فطالع العلل له، فإنك تندهش ويطول تعجبك.
قال السلمي: سمعت الدارقطني يقول: ما شيء أبغض إلي من الكلام.
قال ابن طاهر: اختلفوا ببغداد، فقال قوم: علي أفضل من عثمان -رضي الله عنهما– فتحاكموا إلى الدارقطني، قال: فأمسكت، وقلت: الإمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت، وقلت: عثمان أفضل لاتفاق جماعة أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على هذا، وهو قول أهل السنة، وهو أول عقد (يحل) من الرفض.
قال ابن طاهر: للدارقطني مذهب خفي في التدليس، يقول فيما لم يسمعه من البغوي: قرئ على أبي القاسم البغوي، حدثكم فلان، قال يوسف القواس: كنا نمر إلى البغوي والدارقطني صبي يمشى خلفنا بيده رغيف عليه كامخ.
قال: أبو ذر الحافظ: سمعت أن الدارقطني قرأ كتاب النسب على مسلم العلوي، فقال له الأديب المعيطي: أنت يا أبا الحسن أجرأ من خاصى الأسد، تقرأ مثل هذا الكتاب مع ما فيه من الشعر والأدب فلا يؤخذ عليك فيه لحنة؟ حكاها الخطيب عن الأزهري، فقال: مسلم بن عبيد الله العلوي كان يروى الكتاب عن الخضر بن داود عن الزبير.
قال عبد الغني: أحسن الناس كلاماً على الحديث ابن المديني في زمانه، وموسى بن هارون في وقته، والدارقطني في وقته.
الصوري: سمعت رجاء بن محمد يقول:كنا عند الدارقطني وهو يصلي، فقرأ القارئ نسير ابن ذعلوق، فصيره بشيراً، فسبح الدارقطني، فقال: بُشير، فسبح الدارقطني، فقال: يسير، فتلا الدارقطني (نون والقلم)، وحكى حمزة نحوها وأن القارئ قرأ عمرو بن سعيد، فسبح الدارقطني، فوقف القارىء فتلا (يا شعيب أصلوتك تأمرك).
قال الخطيب: حدثني أبو نصر بن ماكولا، قال: رأيت كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة فقيل لي: ذلك يدعى الإمام في الجنة.
قلت: أخذ الدارقطني الحروف عن ابن مجاهد، وتلا على النقاش (وابن ثوبان)، وأحمد بن محمد الديباجي، وعلى بن ذاويه القزاز، وتصدّر في آخر أيامه للإقراء أيضا.
توفى في ثامن ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
الخطيب البغدادي ت ( 463) (ط14)
ترجم له الذهبي في تذكرة الحفاظ ( 3/ 1135-1146)، فقال:وسمع البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، والحضرمي، وابن دريد، وابن نيروز، وعلي بن عبد الله ابن مبشر، ومحمد بن القاسم المحاربي، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي، وأبا عمر القاضي، وأبا جعفر أحمد بن البهلول، وابن زياد النيسابوري، وبدر بن الهيثم القاضي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، وأبا طالب الحافظ، وخلائق ببغداد والبصرة والكوفة وواسط.
وارتحل في كهولته إلى مصر والشام، وصنف التصانيف (الفائقة).
حدث عنه الحاكم، وأبو حامد الإسفرايينى، وتمام الرازي، والحافظ عبد الغني الأزدي، وأبو بكر البرقاني، وأبو ذر الهروي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو محمد الخلال وأبو القاسم بن المحسن، وأبو طاهر ابن عبد الرحيم، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأبو بكر بن بشران، وأبو القاسم حمزة السهمي، وأبو محمد الجوهري، وأبو الحسين بن الآبنوسي، وعبد الصمد بن المأمون، وأبو الحسين بن المهتدى بالله، وأمم سواهم.
قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماما في القراء والنحويين، وأقمت في سنة سبع وستين ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا، فصادفته فوق ما وصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ، وله مصنفات يطول ذكرها، فأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله.
وقال الخطيب: كان فريد عصره وإمام وقته، وانتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال، مع الصدق والثقة وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم كالقراءات فإن له فيها مصنفا سبق فيه إلى عقد الأبواب قبل فرش الحروف، وتأسى القراء به بعده ومن ذلك المعرفة بمذاهب الفقهاء، بلغني أنه درس الفقه على أبي سعيد الإصطخرى ومنها المعرفة بالآداب والشعر، فقيل كان يحفظ دواوين جماعة، وحدثني حمزة بن محمد بن طاهر أنه كان يحفظ ديوان السيد الحميري، ولهذا نسب إلى التشيع.
قال ابن الذهبي: ما أبعده من التشيع.
قال الخطيب: وحدثني الأزهري، قال: بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار وقعد ينسخ جزءا والصفار يملى، فقال رجل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فقال: فهمى للإملاء خلاف فهمك، أتحفظ كم أملى الشيخ؟ قال: لا أدري، قال: أملى ثمانية عشر حديثاً، الحديث الأول عن فلان عن فلان، ومتنه كذا وكذا، والثاني عن فلان عن فلان ومتنه كذا وكذا، ومر في ذلك حتى أتى على الأحاديث، فتعجب الناس منه. أو كما قال.
قال رجاء بن محمد المعدل: قلت للدارقطني: هل رأيت مثل نفسك؟ فقال: قال الله تعالى: (فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ)؛ فألححت عليه، فقال:لم أر أحدا جمع ما جمعت.
وقال أبو ذر الحافظ، قلت للحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو لم ير مثل نفسه، فكيف أنا؟ رواها الخطيب (أبو بكر) في تاريخه، عن أبي الوليد الباجي، عن أبي ذر.
وكان عبد الغني إذا ذكر الدارقطني قال: أستاذي.
قال القاضي أبو الطيب الطبري: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث.
وقال الخطيب: قال لي أبو القاسم الأزهري: كان الدارقطني ذكيا إذا ذكر شيئا من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر، لقد حدثني محمد بن طلحة النعالي أنه حضر مع الدارقطني دعوة، فجرى ذكر الأكلة، فاندفع الدارقطني يورد نوادر الأكلة حتى قطع أكثر ليلته بذلك.
قال الأزهري: رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس عن علة حديث، أو اسم، فقال: يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيري.
قال الخطيب في ترجمة الدارقطني: سألت البرقاني: هل كان أبو الحسن يملي عليك العلل من حفظه؟ قال: نعم، وأنا الذي جمعتها وقرأها الناس من نسختي.
وحدثنا العتيقي، قال: حضرت مجلس الدارقطني، وجاءه أبو الحسن البيضاوي برجل غريب وسأله أن يملى عليه أحاديث، فأملى عليه من حفظه مجلسا يزيد أحاديثه على العشرين متون جميعها: نعم الشيء الهدية أمام الحاجة.
فانصرف الرجل ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئا، فقربه إليه فأملى عليه من حفظه سبعة عشرة حديثا متونها: إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه.
قلت: هنا يخضع للدارقطني ولسعة حفظه الجامع لقوة الحافظة، ولقوة الفهم والمعرفة، وإذا شئت أن تبين براعة هذا الإمام (الفرد) فطالع العلل له، فإنك تندهش ويطول تعجبك.
قال السلمي: سمعت الدارقطني يقول: ما شيء أبغض إلي من الكلام.
قال ابن طاهر: اختلفوا ببغداد، فقال قوم: علي أفضل من عثمان -رضي الله عنهما– فتحاكموا إلى الدارقطني، قال: فأمسكت، وقلت: الإمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت، وقلت: عثمان أفضل لاتفاق جماعة أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على هذا، وهو قول أهل السنة، وهو أول عقد (يحل) من الرفض.
قال ابن طاهر: للدارقطني مذهب خفي في التدليس، يقول فيما لم يسمعه من البغوي: قرئ على أبي القاسم البغوي، حدثكم فلان، قال يوسف القواس: كنا نمر إلى البغوي والدارقطني صبي يمشى خلفنا بيده رغيف عليه كامخ.
قال: أبو ذر الحافظ: سمعت أن الدارقطني قرأ كتاب النسب على مسلم العلوي، فقال له الأديب المعيطي: أنت يا أبا الحسن أجرأ من خاصى الأسد، تقرأ مثل هذا الكتاب مع ما فيه من الشعر والأدب فلا يؤخذ عليك فيه لحنة؟ حكاها الخطيب عن الأزهري، فقال: مسلم بن عبيد الله العلوي كان يروى الكتاب عن الخضر بن داود عن الزبير.
قال عبد الغني: أحسن الناس كلاماً على الحديث ابن المديني في زمانه، وموسى بن هارون في وقته، والدارقطني في وقته.
الصوري: سمعت رجاء بن محمد يقول:كنا عند الدارقطني وهو يصلي، فقرأ القارئ نسير ابن ذعلوق، فصيره بشيراً، فسبح الدارقطني، فقال: بُشير، فسبح الدارقطني، فقال: يسير، فتلا الدارقطني (نون والقلم)، وحكى حمزة نحوها وأن القارئ قرأ عمرو بن سعيد، فسبح الدارقطني، فوقف القارىء فتلا (يا شعيب أصلوتك تأمرك).
قال الخطيب: حدثني أبو نصر بن ماكولا، قال: رأيت كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة فقيل لي: ذلك يدعى الإمام في الجنة.
قلت: أخذ الدارقطني الحروف عن ابن مجاهد، وتلا على النقاش (وابن ثوبان)، وأحمد بن محمد الديباجي، وعلى بن ذاويه القزاز، وتصدّر في آخر أيامه للإقراء أيضا.
توفى في ثامن ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
الخطيب البغدادي ت ( 463) (ط14)
" الحافظ الكبير، الإمام محدث الشام والعراق أبو بكر أحمد بن علي بن مثبت بن أحمد بن مهدي البغدادي، صاحب التصانيف.
ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وكان والده خطيب قرية دَرزيجان من سواد العراق ممن سمع وقرأ القرآن على الكتاني، فحرص على ولده هذا وأسمعه في الصغر سنة ثلاث وأربعمائة، ثم ألهم طلب هذا الشأن، ورحل فيه إلى الأقاليم، وبرع وصنف وجمع وسارت بتصانيفه الركبان، وتقدم في عامة فنون الحديث.
سمع أبا الحسن بن الصلت الأهوازي، وأبا عمر بن مهدي، وأبا الحسين بن المتيم، والحسين ابن الحسن الجواليقي، وابن رزقويه، وابن أبي الفوارس، وهلالا الحفار، وإبراهيم بن مخلد الباخرجي، والموجودين ببغداد، وارتحل سنة اثنتي عشرة إلى البصرة، فسمع أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي راوية السنن، وعلي بن القاسم الشاهد، والحسن بن علي النيسابوري.
وسمع بنيسابور أبا القاسم عبد الرحمن بن (محمد) السراج، والقاضي أبا بكر الحيري، وطبقتهما.
وسمع بأصبهان أبا الحسن بن عبدكويه، ومحمد بن عبد الله بن شهريار، وأبا نعيم الحافظ (وطبقتهم)، وسمع بالدينور أبا نصر الكسار وطائفة.
وبهمذان محمد بن عيسى وطائفة، وبالكوفة، والري، والحرمين، ودمشق، والقدس وصور، وغير ذلك، وكان مجيئه إلى دمشق سنة خمس وأربعين وأربعمائة، ثم حج، ثم قدم الشام سنة إحدى وخمسين فسكنها إحدى عشرة سنة.
روى عنه البرقاني شيخه، وأبو الفضل بن خيرون، والفقيه نصر المقدسي، وأبو عبد الله الحميدي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو نصر بن ماكولا، وعبد الله بن أحمد السمرقندي، والمبارك بن الطيوري، ومحمد بن مرزوق الزعفراني، وأبو بكر بن الخاضبة، وأبي النرَسي، وأبو القاسم النسيب، وهبة الله ابن الأكفاني، وعلي بن أحمد بن قيس الغسان، ومحمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، وأبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي، وعبد الكريم بن حمزة، وطاهر بن سهل الأسفراييني، وهبة الله بن عبد الله الشروطي، وأبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، وعبد الرحمن بن محمد الشيباني القزاز، وأبو منصور ابن خيرون المقرئ، ويوسف بن أيوب الهمذاني نزيل مصر، وخلق يطول عدهم، وكان من كبار الشافعية، تفقه بأبي الحسن بن المحاملي وبالقاضي أبي الطيب.
وقال: أول ما سمعت في المحرم سنة ثلاث، واستشرت البرقاني في الرحلة إلى عبد الرحمن بن النحاس بمصر، أو أخرج إلى نيسابور، فقال: إن خرجت إلى مصر إنما تخرج إلى رجل واحد، فإن فاتك ضاعت رحلتك، وإن خرجت إلى نيسابور ففيها جماعة، فخرجت إلى نيسابور، وكنت كثيرا أذاكر البرقاني بالأحاديث فيكتبها عني ويضمنها جموعه، وحدث عني وأنا أسمع.
قال ابن ماكولا: كان أبو بكر الخطيب آخر الأعيان، ممن شاهدناه معرفة وحفظا وإتقانا وضبطا لحديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، وتفننا في علله وأسانيده وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه.
ثم قال: ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله، وسألت الصوري عن الخطيب وأبي نصر السجزي ففضل الخطيب تفضيلا بينا.
وقال مؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني مثل الخطيب.
وقال أبو علي البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه.
وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه: أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه.
قال أبو سعد السمعاني: كان الخطيب مهيبا، وقورا، ثقة، متحريا، حجة حسن الخط، كثير الضبط، فصيحا، ختم به الحفاظ.
قال: وقرأ بمكة على كريمة الصحيح في خمسة أيام.
قال السمعاني: له ستة وخمسون مصنفا: التاريخ، الجامع، الكفاية، السابق واللاحق، شرف أصحاب الحديث مجيليد، المتفق والمفترق مجلد كبير، تلخيص المتشابه مجلد كبير، تالي التلخيص في أجزاء، الفصل والوصل مجلد، المكمل في المهمل مجلد، الموضح مجلد، التطفيل مجيليد، الأسماء المهمة مجلد، الفقيه والمتفقه مجلد، الرواة عن مالك مجلد، تمييز متصل الأسانيد مجلد، البخلاء مجيليد، الفنون مجيليد، كتاب البسملة وأنها من الفاتحة جزء، الجهر بها جزءان، غنية المقتبس في تمييز الملتبس مجلد، من وافقت كنيته اسم أبيه ثلاثة أجزاء، من حدث ونسي جزء، الحيل ثلاثة أجزاء، الأسماء المبهمة جزء، رواية الأبناء عن آبائهم جزء، المؤتنف لتكملة المؤتلف والمختلف، الرحلة جزء، اقتضاء العلم جزء، الاحتجاج بالشافعي جزء، مبهم المراسيل مجلد، مقلوب الأسماء مجلد، العمل بشاهد ويمين جزء، أسماء المدلسين أربعة أجزاء، تقييد العلم ثلاثة أجزاء، القول في النجوم جزء، ما روى الصحابة عن التابعين جزء، صلاة التسبيح جزء صوم يوم الشك جزء، إجازة المجهول جزء.
قلت: ومعجم الرواة عن شعبة مجلد، المؤتلف والمختلف مجلد كبير، مسند محمد بن سوقة أربعة أجزاء، المسلسلات ثلاثة أجزاء، الرباعيات ثلاثة أجزاء، طرق قبض العلم ثلاثة أجزاء، غسل الجمعة ثلاثة أجزاء، وغير ذلك.
أخبرنا أبو علي بن الخلال، أنا جعفر، أنا أبو طاهر الحافظ، نا محمد بن مرزوق الزعفراني، نا الحافظ أبو بكر الخطيب، قال:
أما الكلام في الصفات، فإن ما روى منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها واجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله، وحققها قوم من المثبتين، فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف.
والفصل إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين ودين الله بين الغالي فيه والمقصر عنه.
والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات، ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله.
وإذا كان معلوم أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية فكذلك إثبات صفاته، إنما هو إثبات وجود، لا إثبات تحديد وتكييف.
فإذا قلنا لله يد وسمع وبصر، فإنما هي صفات أثبتها الله تعالى لنفسه، ولا نقول إن معنى اليد القدرة، ولا أن معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول إنها جوارح ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل، ونقول إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى: ( ليس كمثله شيء )، (ولم يكن له كفوا أحد ).
وقال ابن النجار في ترجمة الخطيب: نشأ ببغداد، وقرأ القرآن بالروايات، وتفقه وعلق شيئا من الخلاف، وآخر من حدث عنه بالسماع محمد بن عمر الأرموي القاضي.
قلت: وآخر من حدث عنه بالإجازة مسعود بن الحسن الثقفي الذي انفردت بإجازته عجيبة بنت الباقداري.
ثم طعن أبو موسى المديني في نقل إجازة الخطيب لمسعود، فتورع الرجل عنها.
قال أبو منصور علي بن علي الأمير: كتب الخطيب إلى القائم إني إذا مت يكون مالي لبيت المال، فليؤذن لي حتى أفرقه على من شئت، فأذن له، ففرقها على المحدثين.
قال ابن ناصر: حدثتني أمي أن أبي حدثها، قال: دخلت على الخطيب في مرضه فقلت له يوما: يا سيدي إن ابن خيرون لم يعط من الذهب شيئا الذي أمرته أن يفرقه على أصحاب الحديث، فرفع الخطيب رأسه من المخدة، وقال: خذ هذه -بارك الله لك فيها- فكان فيها أربعون دينارا.
وقال مكي الرميلي: مرض الخطيب في رمضان من سنة ثلاث وستين في نصفه إلى أن اشتد به الحال في أول ذي الحجة، ومات يوم سابعه.
ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وكان والده خطيب قرية دَرزيجان من سواد العراق ممن سمع وقرأ القرآن على الكتاني، فحرص على ولده هذا وأسمعه في الصغر سنة ثلاث وأربعمائة، ثم ألهم طلب هذا الشأن، ورحل فيه إلى الأقاليم، وبرع وصنف وجمع وسارت بتصانيفه الركبان، وتقدم في عامة فنون الحديث.
سمع أبا الحسن بن الصلت الأهوازي، وأبا عمر بن مهدي، وأبا الحسين بن المتيم، والحسين ابن الحسن الجواليقي، وابن رزقويه، وابن أبي الفوارس، وهلالا الحفار، وإبراهيم بن مخلد الباخرجي، والموجودين ببغداد، وارتحل سنة اثنتي عشرة إلى البصرة، فسمع أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي راوية السنن، وعلي بن القاسم الشاهد، والحسن بن علي النيسابوري.
وسمع بنيسابور أبا القاسم عبد الرحمن بن (محمد) السراج، والقاضي أبا بكر الحيري، وطبقتهما.
وسمع بأصبهان أبا الحسن بن عبدكويه، ومحمد بن عبد الله بن شهريار، وأبا نعيم الحافظ (وطبقتهم)، وسمع بالدينور أبا نصر الكسار وطائفة.
وبهمذان محمد بن عيسى وطائفة، وبالكوفة، والري، والحرمين، ودمشق، والقدس وصور، وغير ذلك، وكان مجيئه إلى دمشق سنة خمس وأربعين وأربعمائة، ثم حج، ثم قدم الشام سنة إحدى وخمسين فسكنها إحدى عشرة سنة.
روى عنه البرقاني شيخه، وأبو الفضل بن خيرون، والفقيه نصر المقدسي، وأبو عبد الله الحميدي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو نصر بن ماكولا، وعبد الله بن أحمد السمرقندي، والمبارك بن الطيوري، ومحمد بن مرزوق الزعفراني، وأبو بكر بن الخاضبة، وأبي النرَسي، وأبو القاسم النسيب، وهبة الله ابن الأكفاني، وعلي بن أحمد بن قيس الغسان، ومحمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، وأبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي، وعبد الكريم بن حمزة، وطاهر بن سهل الأسفراييني، وهبة الله بن عبد الله الشروطي، وأبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، وعبد الرحمن بن محمد الشيباني القزاز، وأبو منصور ابن خيرون المقرئ، ويوسف بن أيوب الهمذاني نزيل مصر، وخلق يطول عدهم، وكان من كبار الشافعية، تفقه بأبي الحسن بن المحاملي وبالقاضي أبي الطيب.
وقال: أول ما سمعت في المحرم سنة ثلاث، واستشرت البرقاني في الرحلة إلى عبد الرحمن بن النحاس بمصر، أو أخرج إلى نيسابور، فقال: إن خرجت إلى مصر إنما تخرج إلى رجل واحد، فإن فاتك ضاعت رحلتك، وإن خرجت إلى نيسابور ففيها جماعة، فخرجت إلى نيسابور، وكنت كثيرا أذاكر البرقاني بالأحاديث فيكتبها عني ويضمنها جموعه، وحدث عني وأنا أسمع.
قال ابن ماكولا: كان أبو بكر الخطيب آخر الأعيان، ممن شاهدناه معرفة وحفظا وإتقانا وضبطا لحديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، وتفننا في علله وأسانيده وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه.
ثم قال: ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله، وسألت الصوري عن الخطيب وأبي نصر السجزي ففضل الخطيب تفضيلا بينا.
وقال مؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني مثل الخطيب.
وقال أبو علي البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه.
وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه: أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه.
قال أبو سعد السمعاني: كان الخطيب مهيبا، وقورا، ثقة، متحريا، حجة حسن الخط، كثير الضبط، فصيحا، ختم به الحفاظ.
قال: وقرأ بمكة على كريمة الصحيح في خمسة أيام.
قال السمعاني: له ستة وخمسون مصنفا: التاريخ، الجامع، الكفاية، السابق واللاحق، شرف أصحاب الحديث مجيليد، المتفق والمفترق مجلد كبير، تلخيص المتشابه مجلد كبير، تالي التلخيص في أجزاء، الفصل والوصل مجلد، المكمل في المهمل مجلد، الموضح مجلد، التطفيل مجيليد، الأسماء المهمة مجلد، الفقيه والمتفقه مجلد، الرواة عن مالك مجلد، تمييز متصل الأسانيد مجلد، البخلاء مجيليد، الفنون مجيليد، كتاب البسملة وأنها من الفاتحة جزء، الجهر بها جزءان، غنية المقتبس في تمييز الملتبس مجلد، من وافقت كنيته اسم أبيه ثلاثة أجزاء، من حدث ونسي جزء، الحيل ثلاثة أجزاء، الأسماء المبهمة جزء، رواية الأبناء عن آبائهم جزء، المؤتنف لتكملة المؤتلف والمختلف، الرحلة جزء، اقتضاء العلم جزء، الاحتجاج بالشافعي جزء، مبهم المراسيل مجلد، مقلوب الأسماء مجلد، العمل بشاهد ويمين جزء، أسماء المدلسين أربعة أجزاء، تقييد العلم ثلاثة أجزاء، القول في النجوم جزء، ما روى الصحابة عن التابعين جزء، صلاة التسبيح جزء صوم يوم الشك جزء، إجازة المجهول جزء.
قلت: ومعجم الرواة عن شعبة مجلد، المؤتلف والمختلف مجلد كبير، مسند محمد بن سوقة أربعة أجزاء، المسلسلات ثلاثة أجزاء، الرباعيات ثلاثة أجزاء، طرق قبض العلم ثلاثة أجزاء، غسل الجمعة ثلاثة أجزاء، وغير ذلك.
أخبرنا أبو علي بن الخلال، أنا جعفر، أنا أبو طاهر الحافظ، نا محمد بن مرزوق الزعفراني، نا الحافظ أبو بكر الخطيب، قال:
أما الكلام في الصفات، فإن ما روى منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها واجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله، وحققها قوم من المثبتين، فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف.
والفصل إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين ودين الله بين الغالي فيه والمقصر عنه.
والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات، ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله.
وإذا كان معلوم أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية فكذلك إثبات صفاته، إنما هو إثبات وجود، لا إثبات تحديد وتكييف.
فإذا قلنا لله يد وسمع وبصر، فإنما هي صفات أثبتها الله تعالى لنفسه، ولا نقول إن معنى اليد القدرة، ولا أن معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول إنها جوارح ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل، ونقول إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى: ( ليس كمثله شيء )، (ولم يكن له كفوا أحد ).
وقال ابن النجار في ترجمة الخطيب: نشأ ببغداد، وقرأ القرآن بالروايات، وتفقه وعلق شيئا من الخلاف، وآخر من حدث عنه بالسماع محمد بن عمر الأرموي القاضي.
قلت: وآخر من حدث عنه بالإجازة مسعود بن الحسن الثقفي الذي انفردت بإجازته عجيبة بنت الباقداري.
ثم طعن أبو موسى المديني في نقل إجازة الخطيب لمسعود، فتورع الرجل عنها.
قال أبو منصور علي بن علي الأمير: كتب الخطيب إلى القائم إني إذا مت يكون مالي لبيت المال، فليؤذن لي حتى أفرقه على من شئت، فأذن له، ففرقها على المحدثين.
قال ابن ناصر: حدثتني أمي أن أبي حدثها، قال: دخلت على الخطيب في مرضه فقلت له يوما: يا سيدي إن ابن خيرون لم يعط من الذهب شيئا الذي أمرته أن يفرقه على أصحاب الحديث، فرفع الخطيب رأسه من المخدة، وقال: خذ هذه -بارك الله لك فيها- فكان فيها أربعون دينارا.
وقال مكي الرميلي: مرض الخطيب في رمضان من سنة ثلاث وستين في نصفه إلى أن اشتد به الحال في أول ذي الحجة، ومات يوم سابعه.