- 7 مارس 2006
- 5,489
- 17
- 0
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
أبو فراس الحمداني
امتداد الكفاح ( من 321 هـ إلى 357 هـ ) من نشأة يتيم الأب ذي الأعوام الثلاثة إلى مقتل الشاب ذي الستة والثلاثين ربيعا !
وبينهما تاريخ مجدٍ خالد , وديوان شعرٍ جزل ٍ صادق ..
تولى النجيب ولاية منبج وحران وهو ابن ستة عشر عاما , وتزوج ولمـا يبلغ العشرين ..
أسره الروم عام 351 هـ وظل أربعة أعوام لم يـُـفــْـدَ لأسباب يجهلها التاريخ ويعرفها أبو فراس وحده !
لم يفت الأسر من عضده ؛ بل وقف شامخا : فيفرح وهو محزون ، ويضحك وهو مأسور .. دمعه من خصائصه الكبرُ ، دمعٌ -دوما- في الحوادث غالٍ ..
لم توهن السيوف والرماح قواه ، بل ألــِفها حتى أنه استضافها بين أضلاعه وأي استضافة ! .. لك أن تتخيل أن نصل رمح عبر جسده فمكث عامين ونصف العام فلما خرج منه بعد مشقة قال: "تأمل الصور البيانية بمدلولاتها : حقا لا مجاز فيها " :
ولا تصفــنّ الحرب عندي فإنها ... طعامي مذ بعتُ الصبا وشرابي
وقد عرفت وقع المسامير مهجتي ... وشقــَّـقَ عن زُرق النصول إيهابي !
ولججتُ في حلو الزمان ومـُرِّه ... وأنفقت من عمري بغير حساب ِ !
فيا لـَلبدن الجواد !
نقطة ضعفه الوحيدة : فراق الحبيبة في منبج !
لولا العجوز بمنبج ...ما خفتُ أسباب المنية !
ولكان لي عما سألت من الفدا نفسٌ أبية !
فيها التقى والدين مجموعان في نفس زكية
يا أمتا لا تحزني .. وثقي بفضل الله فيــّه
أوصيك بالصبر الجميل ..فإنه خير الوصيــّة !
و للصبر مع أبي فراس حكايـــــــــــــــات! ممتدة بامتداد إبائه ..تستحق أن يخصص لها الباحثون دراسة خاصة .. ولو قلــَّـبْتَ ديوانه لوجدتَ شفرة مكررة في صفحاته هي كلمة "الصبر " وغالبا ما جاءت : الصبر الجميل !
خارطة هذا النص تؤدي إلى : تفهمٍ عقلاني لطبيعة الأصدقاء ، وإلى تقبلٍ روحاني لتصاريف القضاء ..
القصيدة "الراية" :
مُصابي جليلٌ , والعزاء جميل ُ ... وظني بأن اللــــــــــــــــــــهَ سوف يُديل ُ
جـِــراحٌ ، وأسْـــــرٌ , واشتيـــاقٌ, وغربةٌ !.. أُحـَـمـــَّــلُ؟! إنـّـي بعدها : لـَحمول ُ!
القصيدة كلهـــــــــــا محض عزاء جميل يعزي به نفسه ويسليها ..
يقينه بقرب مولاه عز وجل صهوة هذا العزاء ..
المطلع : راية بيضاء .. يعترف فيها بالضعف – كل الضعف – أمام قسوة الحياة , وتحديات التجارب ,
راية بيضاء : يسلــّم فيها بقوة الجراح المتنوعة ويفاوضها ..
راية ٌ بيضاء : لا يرفعها إلا أمام ذاته ومســـــاءً، حتى إذا تنفـّس الصبح طواها تحت وسادته ونهض على جراحه ودموعه إلى أن "يضويه الليل " فيبسطها كرةً أخرى :
وإنِّي َ, في هذا الصباح , لصالحٌ ؛ ... ولكنَّ خـَطـْبي َ في الظلامِ جليــــــلُ !!
جمل مركزةٌ قصيرة ؛ حيث أن أنينه قصير المدى غير متفجعٍ ولا نوّاح ..
وبيان شعري بإضاءة تصويرية خافتة ؛ حيث أن التصوير واقعي ّ ٌ ليلي ّ ,
لا أعرف لمَ كثُرت الفواصل بين كلمات هذه القصيدة ؟ هل شعر النُســَّاخ بآهته وهو يتوقف ليلتقط أنفاسه ؟أم تسرّب الأنين إليهم فالتقطوا بين الكلمات دمعاتهم ؟
وما نال مني الأسرُ ما تريانهُ, ... ولكنني دامي الجراح ، عليــل ُ
جراحٌ تحاماها الأساةُ؛ مخوفة ، .. وسُقمان : بادٍ ، منهما ، ودخيلُ
الراية البيضاء : ليست للعدو ..
أمام الجراح .. الظاهرة والدفينة ..والموجعات الجسدية والمعنوية .. وليس منها في الأسر القاسي إلا فراق الأحباب :
وأسرٌ أُقاسيه , وليلٌ نجومه ...أرى كلَّ شيء , غيرهنّ , يزولُ
تطولُ بي الساعات , وهي قصيرةٌ ... وفي كل دهــر- لا يسرك – طولُ!
يشعر براحة البوح قليلا ، ويهدأ ، فيحدد أسباب الوجع ، ويعدد أوصاف التعب ..
ثم يدلي بنصائحه ومشوراته ، لتكون خارطة طريق للتعايش السلمي مع تقلبات الحياة بأقل صدمات ممكنة ,
مع الصبر على نكوص الأصدقاء وتخاذل الإخوة , يرسمها بعصارة تجربته لنتعلـــَّـم مما تعلـــَّم ، فلا نتألـــَّم كما تألــَّم :
تناساني الأصحاب ، إلا عُصيبة ٌ ... ستلحق بالأخرى ، غدا ، وتحول ُ
ومن ذا الذي يبقى على العهد ؟ إنهم ... وإن كثرت دعواهم ُ، لقليــلُ
أُقلـِّـب ُ طرفي ، لا أرى غير صاحبٍ، ... يميلُ مع النعماء ، حيث تميلُ
وصرنا نرى أن المُتــاركَ محسنٌ, ... وأنَّ صديقا- لا يضرُّ – خليلُ !!!!
وليس زماني غادرٌ بي وحده .. ولا صاحبي ، دون الرجال ، ملولُ !
تصفحتُ أقوال الرجال فلم يكن ... إلى غير شاك ٍ في الزمان وصولُ !
فكل خليل –هكذا- غير منصفٍ ... وكل زمان بالكرام بخيل ُ!!!
فيا حسرتي ! من لي بخلٍّ موافقٍ ...أقول بشجوي ، مرة ، ويقولُ ؟!
للـــه أنت أبا فراس !
قبل أن ينتقل أبو فراس للجزء الآخر من خارطته عرّج به الشجن على نقطة ضعفه ، وبؤرة نزفه :
وإنّ وراء الســترِ ، أُمـَّـاً بكاؤها ... عليَّ ، وإن طال الزمان ، طويلُ
فيا أمَّــــتا ، لا تعدمي الصبر ؛ إنه ... إلى الخير والنجح القريب رسولُ
ويا أُمَّــــتا ، لا تحبطي الأجر ! إنه ... على قدَرِ الصبر الجميل :جزيل ُ
ويا أُمَّــــتا ، صبرا فكل ملمـَّة ... تجلى ، على علاتها ، وتزولُ
أما لك في ذات النطاقين أسوةٌ ! ... بمكة والحرب العوان تجولُ
أراد ابنها أخذ الأمان ، فلم تُجبْ ... وتعلمُ ، علما ، أنه لقتيل ُ
تأسـَّـي ! كفاك الله ما تحذرينه ...فقد غال هذا الناس ، قبلك ، غولُ
حق لها أن تبكي مثله !
فأي الصفات الحسنة غابت عنه؟ ولكن قدر الله وما شاء فعل ، وبات جديرا به أن يعيد تصدير هذه المواساة إلى ذاته ؛ فقد رحلت قبله !
رحلت لتختبر الصبر في أعلى درجات توهجه وغليانه ..
رحلت فكان غيابها النصل الأعمق توغلا ، والأعنف تمزيقا ، لم ينتزع منه إلا بصعود روحه بعدها ببضع سنين ..
رثاها بحب صادق لا فخر فيه ولا مديح ، يليق بحبه للتي كانت أبا وأما وصديقا ..
أيا أم الأسير سقاك غيثٌ .. بكره منك ما لقي الأسيرُ!!!
الجزء الآخر من الخارطة : تقبل الأقدار, والتكيف مع المكتوب، تكيف المؤمن الذي يوقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه .. إنه الرضا والتسليم لقضاء الله وقدره ، وصدق التوكل عليه سبحانه ، وحسن الظن بعفوه ومغفرته ..
ومن لم يوقّ الله فهو ممزق ٌ ... ومن لم يعز اللهُ فهو ذليلُ
ومن لم يُرده الله في الأمر كله ...فليس لمخلوق إليه سبيل ُ
وإن هو لم يدللك في كل مسلك... ضللتَ، ولو أن السماك دليلُ!
إذا ما وقاك الله أمرا تخافه ...فما لك مما تتقيه مـقيــلُ
وإن هو لم ينصرك لم تلق ناصرا ... وإن جل أنصار وعز قبيلُ
وإنَّ رجائـيــه وظني بفضله... –على قُبحِ ما قدمته – لـَجميلُ !!!
يقال : إنه ردد هذه الأبيات بعد إصابته القاتلة فاللهم اجعلها شاهدة له ، اللهم و تجاوز عنه واغفر له وارحمه ووالديه ووالدينا والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..
ختاما , يقول :
وقد علمت أمِّــــــــــي بأن منيتي ... بحدّ سنانٍ أو بحد قضيبِ
رضيتُ لنفسي " كان غير موفق " .. ولم ترض نفسي " كان غير نجيبِ"
وأنا أشهد- وهو في غنى - أنه فارسٌ شاعرٌ نجيبٌ موفق !
المصدر : شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربيّة
امتداد الكفاح ( من 321 هـ إلى 357 هـ ) من نشأة يتيم الأب ذي الأعوام الثلاثة إلى مقتل الشاب ذي الستة والثلاثين ربيعا !
وبينهما تاريخ مجدٍ خالد , وديوان شعرٍ جزل ٍ صادق ..
تولى النجيب ولاية منبج وحران وهو ابن ستة عشر عاما , وتزوج ولمـا يبلغ العشرين ..
أسره الروم عام 351 هـ وظل أربعة أعوام لم يـُـفــْـدَ لأسباب يجهلها التاريخ ويعرفها أبو فراس وحده !
لم يفت الأسر من عضده ؛ بل وقف شامخا : فيفرح وهو محزون ، ويضحك وهو مأسور .. دمعه من خصائصه الكبرُ ، دمعٌ -دوما- في الحوادث غالٍ ..
لم توهن السيوف والرماح قواه ، بل ألــِفها حتى أنه استضافها بين أضلاعه وأي استضافة ! .. لك أن تتخيل أن نصل رمح عبر جسده فمكث عامين ونصف العام فلما خرج منه بعد مشقة قال: "تأمل الصور البيانية بمدلولاتها : حقا لا مجاز فيها " :
ولا تصفــنّ الحرب عندي فإنها ... طعامي مذ بعتُ الصبا وشرابي
وقد عرفت وقع المسامير مهجتي ... وشقــَّـقَ عن زُرق النصول إيهابي !
ولججتُ في حلو الزمان ومـُرِّه ... وأنفقت من عمري بغير حساب ِ !
فيا لـَلبدن الجواد !
نقطة ضعفه الوحيدة : فراق الحبيبة في منبج !
لولا العجوز بمنبج ...ما خفتُ أسباب المنية !
ولكان لي عما سألت من الفدا نفسٌ أبية !
فيها التقى والدين مجموعان في نفس زكية
يا أمتا لا تحزني .. وثقي بفضل الله فيــّه
أوصيك بالصبر الجميل ..فإنه خير الوصيــّة !
و للصبر مع أبي فراس حكايـــــــــــــــات! ممتدة بامتداد إبائه ..تستحق أن يخصص لها الباحثون دراسة خاصة .. ولو قلــَّـبْتَ ديوانه لوجدتَ شفرة مكررة في صفحاته هي كلمة "الصبر " وغالبا ما جاءت : الصبر الجميل !
خارطة هذا النص تؤدي إلى : تفهمٍ عقلاني لطبيعة الأصدقاء ، وإلى تقبلٍ روحاني لتصاريف القضاء ..
القصيدة "الراية" :
مُصابي جليلٌ , والعزاء جميل ُ ... وظني بأن اللــــــــــــــــــــهَ سوف يُديل ُ
جـِــراحٌ ، وأسْـــــرٌ , واشتيـــاقٌ, وغربةٌ !.. أُحـَـمـــَّــلُ؟! إنـّـي بعدها : لـَحمول ُ!
القصيدة كلهـــــــــــا محض عزاء جميل يعزي به نفسه ويسليها ..
يقينه بقرب مولاه عز وجل صهوة هذا العزاء ..
المطلع : راية بيضاء .. يعترف فيها بالضعف – كل الضعف – أمام قسوة الحياة , وتحديات التجارب ,
راية بيضاء : يسلــّم فيها بقوة الجراح المتنوعة ويفاوضها ..
راية ٌ بيضاء : لا يرفعها إلا أمام ذاته ومســـــاءً، حتى إذا تنفـّس الصبح طواها تحت وسادته ونهض على جراحه ودموعه إلى أن "يضويه الليل " فيبسطها كرةً أخرى :
وإنِّي َ, في هذا الصباح , لصالحٌ ؛ ... ولكنَّ خـَطـْبي َ في الظلامِ جليــــــلُ !!
جمل مركزةٌ قصيرة ؛ حيث أن أنينه قصير المدى غير متفجعٍ ولا نوّاح ..
وبيان شعري بإضاءة تصويرية خافتة ؛ حيث أن التصوير واقعي ّ ٌ ليلي ّ ,
لا أعرف لمَ كثُرت الفواصل بين كلمات هذه القصيدة ؟ هل شعر النُســَّاخ بآهته وهو يتوقف ليلتقط أنفاسه ؟أم تسرّب الأنين إليهم فالتقطوا بين الكلمات دمعاتهم ؟
وما نال مني الأسرُ ما تريانهُ, ... ولكنني دامي الجراح ، عليــل ُ
جراحٌ تحاماها الأساةُ؛ مخوفة ، .. وسُقمان : بادٍ ، منهما ، ودخيلُ
الراية البيضاء : ليست للعدو ..
أمام الجراح .. الظاهرة والدفينة ..والموجعات الجسدية والمعنوية .. وليس منها في الأسر القاسي إلا فراق الأحباب :
وأسرٌ أُقاسيه , وليلٌ نجومه ...أرى كلَّ شيء , غيرهنّ , يزولُ
تطولُ بي الساعات , وهي قصيرةٌ ... وفي كل دهــر- لا يسرك – طولُ!
يشعر براحة البوح قليلا ، ويهدأ ، فيحدد أسباب الوجع ، ويعدد أوصاف التعب ..
ثم يدلي بنصائحه ومشوراته ، لتكون خارطة طريق للتعايش السلمي مع تقلبات الحياة بأقل صدمات ممكنة ,
مع الصبر على نكوص الأصدقاء وتخاذل الإخوة , يرسمها بعصارة تجربته لنتعلـــَّـم مما تعلـــَّم ، فلا نتألـــَّم كما تألــَّم :
تناساني الأصحاب ، إلا عُصيبة ٌ ... ستلحق بالأخرى ، غدا ، وتحول ُ
ومن ذا الذي يبقى على العهد ؟ إنهم ... وإن كثرت دعواهم ُ، لقليــلُ
أُقلـِّـب ُ طرفي ، لا أرى غير صاحبٍ، ... يميلُ مع النعماء ، حيث تميلُ
وصرنا نرى أن المُتــاركَ محسنٌ, ... وأنَّ صديقا- لا يضرُّ – خليلُ !!!!
وليس زماني غادرٌ بي وحده .. ولا صاحبي ، دون الرجال ، ملولُ !
تصفحتُ أقوال الرجال فلم يكن ... إلى غير شاك ٍ في الزمان وصولُ !
فكل خليل –هكذا- غير منصفٍ ... وكل زمان بالكرام بخيل ُ!!!
فيا حسرتي ! من لي بخلٍّ موافقٍ ...أقول بشجوي ، مرة ، ويقولُ ؟!
للـــه أنت أبا فراس !
قبل أن ينتقل أبو فراس للجزء الآخر من خارطته عرّج به الشجن على نقطة ضعفه ، وبؤرة نزفه :
وإنّ وراء الســترِ ، أُمـَّـاً بكاؤها ... عليَّ ، وإن طال الزمان ، طويلُ
فيا أمَّــــتا ، لا تعدمي الصبر ؛ إنه ... إلى الخير والنجح القريب رسولُ
ويا أُمَّــــتا ، لا تحبطي الأجر ! إنه ... على قدَرِ الصبر الجميل :جزيل ُ
ويا أُمَّــــتا ، صبرا فكل ملمـَّة ... تجلى ، على علاتها ، وتزولُ
أما لك في ذات النطاقين أسوةٌ ! ... بمكة والحرب العوان تجولُ
أراد ابنها أخذ الأمان ، فلم تُجبْ ... وتعلمُ ، علما ، أنه لقتيل ُ
تأسـَّـي ! كفاك الله ما تحذرينه ...فقد غال هذا الناس ، قبلك ، غولُ
حق لها أن تبكي مثله !
فأي الصفات الحسنة غابت عنه؟ ولكن قدر الله وما شاء فعل ، وبات جديرا به أن يعيد تصدير هذه المواساة إلى ذاته ؛ فقد رحلت قبله !
رحلت لتختبر الصبر في أعلى درجات توهجه وغليانه ..
رحلت فكان غيابها النصل الأعمق توغلا ، والأعنف تمزيقا ، لم ينتزع منه إلا بصعود روحه بعدها ببضع سنين ..
رثاها بحب صادق لا فخر فيه ولا مديح ، يليق بحبه للتي كانت أبا وأما وصديقا ..
أيا أم الأسير سقاك غيثٌ .. بكره منك ما لقي الأسيرُ!!!
الجزء الآخر من الخارطة : تقبل الأقدار, والتكيف مع المكتوب، تكيف المؤمن الذي يوقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه .. إنه الرضا والتسليم لقضاء الله وقدره ، وصدق التوكل عليه سبحانه ، وحسن الظن بعفوه ومغفرته ..
ومن لم يوقّ الله فهو ممزق ٌ ... ومن لم يعز اللهُ فهو ذليلُ
ومن لم يُرده الله في الأمر كله ...فليس لمخلوق إليه سبيل ُ
وإن هو لم يدللك في كل مسلك... ضللتَ، ولو أن السماك دليلُ!
إذا ما وقاك الله أمرا تخافه ...فما لك مما تتقيه مـقيــلُ
وإن هو لم ينصرك لم تلق ناصرا ... وإن جل أنصار وعز قبيلُ
وإنَّ رجائـيــه وظني بفضله... –على قُبحِ ما قدمته – لـَجميلُ !!!
يقال : إنه ردد هذه الأبيات بعد إصابته القاتلة فاللهم اجعلها شاهدة له ، اللهم و تجاوز عنه واغفر له وارحمه ووالديه ووالدينا والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..
ختاما , يقول :
وقد علمت أمِّــــــــــي بأن منيتي ... بحدّ سنانٍ أو بحد قضيبِ
رضيتُ لنفسي " كان غير موفق " .. ولم ترض نفسي " كان غير نجيبِ"
وأنا أشهد- وهو في غنى - أنه فارسٌ شاعرٌ نجيبٌ موفق !
المصدر : شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربيّة