- 9 نوفمبر 2009
- 1,243
- 25
- 0
بين سورة الناس ونسق المصحف الشريف
يقول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة:2-7].
وفي هذه البداية الكريمة بث الطمأنينة في القلب المعبر عنها بالحمد عنوان الرضى والسعادة والإقرار لله بالربوبية ثم الإيمان بالبعث والإقرار لله بملك يوم الدين ثم الالتزام بالعبادة لله وحده والالتجاء إليه مستعيناً به مستهدياً الصراط المستقيم سائلاً صحبة الذين أنعم عليهم.
***
ثم يأتي بعدها مباشرة في أول سورة البقرة {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة:2] أي إن الهدى الذي تنشده إلى الصراط المستقيم فهو في هذا الكتاب لا ريب فيه ثم بين المتقين الذين أنعم الله عليهم بقوله: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة:3-4].
ثم تترسل السورة في تقسيم الناس إلى الأقسام الثلاثة مؤمنين وكافرين ومذبذبين بين بين وهم المنافقون.
***
ثم يأتي النداء الصريح وهو أول نداء في المصحف لعموم الناس {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة:21] ويقيم البراهين على استحقاقه للعبادة وعلى إمكان البعث
وبعد تقرير الأصل وهي العقيدة تمضي السورة في ذكر فروع الإسلام فتشتمل على أركان الإسلام كلها وعلى كثير من مسائل المعاملات والجهاد وقل باب من أبواب الفقه إلا وله ذكر في هذه السورة ويأتي ما بعدها مبينا لما أجمل فيها أو لما يذكر ضمنها.
***
وهكذا حتى ينتهي القرآن بكمال الشريعة وتمام الدين.
***
فلكأن نسق المصحف الشريف يشير إلى ضرورة ما يجب الانتباه إليه من أن القرآن بدأ بالحمد ثناء على الله بما أنعم على الإنسان بإنزاله وإرسال الرسول صاحبه به ثم نقله من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة وهو الأعظم قدرا وخطرا ثم رسم له الطريق الذي سلكه المهتدون أهل الإنعام والرضى ثم أوقفه عليه ليسلك سبيلهم.
وفي هذه البداية الكريمة بث الطمأنينة في القلب المعبر عنها بالحمد عنوان الرضى والسعادة والإقرار لله بالربوبية ثم الإيمان بالبعث والإقرار لله بملك يوم الدين ثم الالتزام بالعبادة لله وحده والالتجاء إليه مستعيناً به مستهدياً الصراط المستقيم سائلاً صحبة الذين أنعم عليهم.
***
ثم يأتي بعدها مباشرة في أول سورة البقرة {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة:2] أي إن الهدى الذي تنشده إلى الصراط المستقيم فهو في هذا الكتاب لا ريب فيه ثم بين المتقين الذين أنعم الله عليهم بقوله: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة:3-4].
ثم تترسل السورة في تقسيم الناس إلى الأقسام الثلاثة مؤمنين وكافرين ومذبذبين بين بين وهم المنافقون.
***
ثم يأتي النداء الصريح وهو أول نداء في المصحف لعموم الناس {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة:21] ويقيم البراهين على استحقاقه للعبادة وعلى إمكان البعث
وبعد تقرير الأصل وهي العقيدة تمضي السورة في ذكر فروع الإسلام فتشتمل على أركان الإسلام كلها وعلى كثير من مسائل المعاملات والجهاد وقل باب من أبواب الفقه إلا وله ذكر في هذه السورة ويأتي ما بعدها مبينا لما أجمل فيها أو لما يذكر ضمنها.
***
وهكذا حتى ينتهي القرآن بكمال الشريعة وتمام الدين.
***
فلكأن نسق المصحف الشريف يشير إلى ضرورة ما يجب الانتباه إليه من أن القرآن بدأ بالحمد ثناء على الله بما أنعم على الإنسان بإنزاله وإرسال الرسول صاحبه به ثم نقله من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة وهو الأعظم قدرا وخطرا ثم رسم له الطريق الذي سلكه المهتدون أهل الإنعام والرضى ثم أوقفه عليه ليسلك سبيلهم.
وهكذا إلى أن جاء به بعد كمال البيان والإرشاد والهداية جاء به إلى نهاية هذا الصراط المستقيم فاستوقفه ليقول له إذا اطمأننت
واعتقدت مجيء يوم الدين وعرفت طريق المهتدين ورأيت أقسام الناس الثلاث مؤمنين وكافرين ومنافقين ونهاية كل منهم فالزم هذا الكتاب وسر على هذا الصراط ورافق أهل الإنعام وجانب المغضوب عليهم والضالين وأحذر من مسلك المنافقين المتشككين
وحاذر كل الحذر من موجب ذلك كله وهو الوسواس الخناس أن يشككك في متعلقات الإيمان أو في استواء طريقك واستقامته أو في عصمة كتابك وكماله وكن على يقين مما أنت عليه ولا تنس خطره على أبويك من قبل إذ هما في الجنة دار السلام ولم يسلما منه ودلاهما بغرور فحاذر منه ولذ بي كلما ألم بك أو مسك طائف منه وكن كسلفك الصالح {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [لأعراف:201].
وقد علمت عداوته لك من بُعد وعداوته ناشئة عن الحسد.
ولكأن ارتباط السورتين ليشير إلى منشأ تلك العداوة وارتباطها بهذا التحذير إذ في الأولى {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} فحسد الشيطان آدم على إكرام الله إياه كما أسلفنا.
والعدو الحاسد لا يرضيه إلا زوال النعمة عن المحسود ولئن كانت توبة آدم هي سبيل نجاته كما في قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} [البقرة:37].
فنجاتك أيضا في كلمات تستعيذ بها من عدوك
برب الناس ملك الناس إله الناس
لأن الرب هو الذي يرحم عباده وملك الناس هو الذي يحميهم ويحفظهم ويحرسهم وإله الناس الذي يتألهون إليه ويتضرعون ويلوذون به سبحانه.
وحاذر كل الحذر من موجب ذلك كله وهو الوسواس الخناس أن يشككك في متعلقات الإيمان أو في استواء طريقك واستقامته أو في عصمة كتابك وكماله وكن على يقين مما أنت عليه ولا تنس خطره على أبويك من قبل إذ هما في الجنة دار السلام ولم يسلما منه ودلاهما بغرور فحاذر منه ولذ بي كلما ألم بك أو مسك طائف منه وكن كسلفك الصالح {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [لأعراف:201].
وقد علمت عداوته لك من بُعد وعداوته ناشئة عن الحسد.
ولكأن ارتباط السورتين ليشير إلى منشأ تلك العداوة وارتباطها بهذا التحذير إذ في الأولى {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} فحسد الشيطان آدم على إكرام الله إياه كما أسلفنا.
والعدو الحاسد لا يرضيه إلا زوال النعمة عن المحسود ولئن كانت توبة آدم هي سبيل نجاته كما في قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} [البقرة:37].
فنجاتك أيضا في كلمات تستعيذ بها من عدوك
برب الناس ملك الناس إله الناس
لأن الرب هو الذي يرحم عباده وملك الناس هو الذي يحميهم ويحفظهم ويحرسهم وإله الناس الذي يتألهون إليه ويتضرعون ويلوذون به سبحانه.
المصدر: منقول بتصرف يسير من كتاب ( أضواء البيان )