رد: سؤال واتمنى الأجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخى الحبيب ، هذا فى معرض ذكر الله تعالى الأقرب فالأقرب ، بمعنى أنه أخر الأقرب ، وقدم الأبعد كما قال الرازى فى تفسيره :
ذكروا في فائدة الترتيب كأنه قيل : { يوم يفر المرء من أخيه } بل من أبويه فإنهما أقرب من الأخوين بل من الصاحبة والولد ، لأن تعلق القلب بهما أشد من تعلقه بالأبوين . ثم إنه تعالى لما ذكر هذا الفرار أتبعه بذكر سببه فقال تعالى : { لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأَنٌ يُغْنِيهِ } .
وفى بحر العلوم للسمرقندى
وقال شهر بن حوشب يوم يفر المرء من أخيه يعني : هو هابيل يفر من أخيه قابيل { وَأُمّهِ وَأَبِيهِ } يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم من أمه وأبيه وإبراهيم من أبيه { وصاحبته } يعني : لوط عليه السلام من امرأته { وَبَنِيهِ } يعني : نوح عليه السلام من ابنه ، ويقال هذا في بعض أحوال يوم القيامة أن كل واحد منهم يشتغل بنفسه يعني : فلا ينظر المرء إلى أخيه وإلى أبيه وإلى ابنه .
وفى تفسير اللباب لابن عادل :
قال ابنُ الخطيب : المراد : أن الذين كان المرء يفرُّ إليهم في دار الدنيا ، ويستجيرُ بهم ، فإنه يفرُّ منهم في دار الآخرة ، وذكروا في فائدة الترتيب كأنَّه قيل : { يَوْمَ يفرُّ المَرْءُ من أخِيهِ } ، بل من أبويه ، فإنهما أقرب من الأخوين ، بل من الصَّاحبة والولد؛ لأنَّ تعلُّق القلب بهما أشد من تعلُّقه بالأبوين . ثم لمَّا ذكر الفِرارَ أتبعه بذكر سببه فقال تعالى : { لِكُلِّ امرىء مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }.
وقال النسفى فى تفسيره :
بدأ بالأخ ثم بالأبوين لأنهما أقرب منه ثم بالصاحبة والبنين لأنهم أحب . قيل : أول من يفر من أخيه هابيل ، ومن أبويه إبراهيم ، ومن صاحبته نوح ولوط ، ومن ابنه نوح { لِكُلِّ امْرِىءٍ مِّنهُمْ يَوْمَئذٍ شَأْنٌ } في نفسه { يُغنِيهِ } يكفيه في الاهتمام به ويشغله عن غيره .
وعلى هذا مدار الكلام فى مجمل التفاسير وكلام أهل العلم .
هذا ما وفقنى الله فيه ، أتمنى أن يشفى ذلك صدر أخى .