إعلانات المنتدى


لـؤلـؤة حلب | بقلم علاء الأعرج

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الشهاب

مشرف سابق
8 ديسمبر 2006
8,690
58
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
bnn.png



..


السجن جنات ونار .. شداها محمد أبو راتب لحناً شجياً .. وتغنت بها أوتاره المفعمة بمعاني التضحية .. لامست كلماته وأنغامه قلوباً مؤمنة .. كتبها كثر على جدران زنازينهم .. واستلهمها آخرون في أقبية الشبح والتعذيب و الارهاب .. فكانت ناراً ونوراً .. واليوم .. يواصل أبو راتب الحداء .. يكمل ترنيمته المباركة كما بدأها .. ولكن .. بنفس جديد و لحن أندى وصوت تختلط فيه أنّات المظلومين مع عزة أبناء الأكارم ..



محمد أبو راتب .. مدرسة الفن الإسلامي الأصيل .. جزء من مدرسة دعوة التجديد الإسلامية .. تلك الدعوة التي ما انفكت يوما تزاوج بين الفعل و القول .. والمبدأ و التطبيق .. وهذه حلقة من حلقاتها وصولة من صولاتها ..


محمد أبو راتب مثال المدرسة السورية في التربية و إنتاج الفضلاء .. امتدادٌ لأسماء كبار تركت بصمتها في ساحة العمل الإسلامي قبل أن تعانق أرواح بعضهم عنان السماء فيما ينتظر بعضهم الاخر مرابطاً على ثغور الدعوة حاميا لها .. يوسف العظمة .. مصطفى السباعي .. سعيد حوى .. مصطفى الزرقا .. حسن هويدي .. منير الغضبان .. " أبو الجود " .. وآخرون غمرهم إخلاصهم .. كلٌ في صرحه وكل في مجاله ..


محمد أبو راتب تسور صرح النشيد الإسلامي بل وتجاوزه إلى النشيد الإنساني الذي يحفظ للانسان قيمته وكرامته .. فأبدع وأنجز .. وترك بصمة لها مكان خاص في روع كل داعية مجاهد في مختلف أرجاء المعمورة ..

واليوم تعود سورية للأنين كما أنٌت من قبل .. تشكو إلى الله فراق الأحبة .. وتنتظر اللقاء .. وبين هذا وذاك .. تبقى على العهد كما هم أبناؤها و أوفياؤها ..

لقد كان أبو راتب واحدا من أصحاب العقائد والأفكار كما وصفهم الشهيد سيد قطب في أفراح الروح بقوله :
" التجار " وحدهم هم الذين يحرصون على " العلامات التجارية " لبضائعهم كي لا يستغلها الآخرون ويسلبوهم حقهم من الربح، أما المفكرون و أصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم لا إلى أصحابها الأولين !..

فانطلق ينشر الفكرة بلا قيود .. ويحيا لها .. ويوقد سراجها من حريته .. وليس وراء ذلك من بحث عن شهرة أو منصب .. اللهم إلا اعتناق الناس الفكرة وابتغاء الأجر بذلك ..

لقد أدرك أبو راتب واخوانه من آباء الفن الإسلامي أن للكلمة الطيبة في حياة الدعاة أكبر الأثر .. وللحن الشجي فيهم مكان ومقام .. وللمسحة الإيمانية أعظم الحاجة .. ولمعاني الحرية و العزة ورفض الذل والخنوع أقصر السبل للوصول .. فكان شدوهم تربية تكمل تربية النقيب وتثبت المعاني وتشحن الهمم ..

لقد أصل محمد أبو راتب فنّيا " لدعوة الحق " و " مسيرة الخلود " .. وعبد الطريق " لثورة النور " و "غضبة الحق " .. ونادى " سامعي الصوت " بأن " المجد قادم " وأن " الأمل عائد " .. وما بخل ..


..

لك منا أبا راتب كل الحب و الوفاء ..
ليس مثلنا من يصبّر مثلكم وليس منا من ينكر فضلكم ..
وليس لدعوة الإسلام إلا أن تفخر بكم و تحدجكم بعين الغبطة و الانتظار ..
حين ترى أبناءها يخطون الطريق نحو المعالي .. يرسمون بتضحياتهم خارطة الطريق ..
ويعبدونه بدمائهم و آهاتهم ..وحتى موعد اللقاء ..
سلام عليك في الأتقياء .. ولا نامت أعين الجبناء ..



..
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع