- 28 يونيو 2009
- 13,806
- 111
- 63
- الجنس
- ذكر
:: بسم الله الرحمن الرحيم ::
:
:
إخواني، دنا رحيلكم، وقد بان سبيلكم، وسيهجركم خليلكم، وقد نصحكم دليلكم.
يا مقيميــن ارحلوا للذهاب *** بشفير القبـــور حط الركاب
نعمـوا الأوجه الحســان *** فما صونكموها إلا لعَفْر التراب
والبسـوا ناعم الثيـاب ففي *** الحفرة تعرون عن جميع الثياب
قد نَعَتْك الأيام نعيا صحيحا *** بفــراق الإخوان والأصحـاب
؛؛
تذكر يا من جنى ركوب الجنازة! وتصور ما من مأوى في طول المفازة، ودع الدنيا مودعا للحلاوة والـمُزَازة، ارقمْ من قلبك ذكر الجزاء على جُزَازَة. كم ظالم تعدى وجار! فما رعى الأهل ولا الجار، حل به الموت فحل الأزرار، وأدبر عن الأوامر فأحاط به الأدبار، ودار عليه بالدوائر فأخرجه من الدار، وخلا بعمله ثاني اثنين ولكن لا في الغار، فانتبهوا فإنما هي جنة أو نار.
تعــلقت بآمــال *** طــوال أي آمــال
وأقبلت عـلى الدنيا *** ملحــا أي إقبـــال
فيا هذا تجهز لفراق *** الأهــل والمـــال
فلا بد من المـوت *** على حــال من الحال
؛؛
يا من يحدثه الأمل فيستمع! ويخوفه الأجل فلا يرتدع، وصل الصالحون إلى المنى يا منقطع، وجوزوا على صبرهم، إي والله لم يضع. تلمح العواقب فتلمحها للعقل وضع، كأنه ما جاع قط من شبع. إذا تلاقحت غروس المجاهدة تلاحقت ثمار المدائح.
أفلح قوم إذا دُعوا وثبـوا *** لا يحسبون الأخطار إن ركبوا
سارون لا يسألون ما فعل *** الفجر ولا كيف مالت الشهب
عودهم هجرهم مطالبــة *** الراحة أن يظفروا بما طلبوا
؛؛
إشراف الأوصال أوصاف الأشراف، سادات العادات عادات السادات، أحرار الشيم شيم الأحرار، أقدموا على الفضائل وتأخرت، وقدموا الأهم وأخرت. الشجاع يلبس القلب على الدرع، والجبان يلبس الدرع على القلب.
للمتنبي:
وتكاد الظبا لما عـــوَدوها *** تَنْتَضي نفسها إلى الأعناق
وإذا أشفق الفوارس من وقع *** القَنَا أشفقــوا من الإشفاق
ومعــال لو ادعاها سواهم *** لزمــته جنـاية السـراق
؛؛
لوح للقوم فأجابوا، وكرر الصياح بك وما تلتفت. إذا سمعوا موعظة غرست في قلوبهم نخيل العزائم، ونبات عزمك عند الزواجر كنبات الكشوثا. كم بين ثالثة الأثافي وسادسة الأصابع! بع باعا من عيشك بفتر من حياتهم. لو صدق عزمك قذفتك ديار الكسل إلى بيداء الطلب.
كان سلمان رضي الله عنه أعجميا، فلما سمع بنبي عربي صار بدوي القلب.
ولقد أحــنّ إلى زرود وطيــــنتي *** من غير ما فطرت عليه زرود
ويشوقني عَجَف الحجاز وقد ضفا *** ريف العراق وظله الممدود
ويطــرب الشــادي وليس يهـزني *** وينــال مني السـائق الغريد
؛؛
أين وصفك من هذه الأوصاف؟ أين شجرة الزيتون من شجر الصفصاف؟ صعد القوم ونزلتَ، وجدّوا في الجد وهزلت.
شمّ العـرانين في أنافهم أنف *** من القبيح وفي أعــناقهم صيد
إن تلقـهم تلق منهم في مجالسهم *** قوما إذا سئلوا جادوا بما وجدوا
نالوا السماء وحطوا من نفوسهم *** إن الكرام إذا انحطوا فقد صعدوا
؛؛
إن بينك وبين القوم كما بين اليقظة والنوم. أين مسك من حَمْأة، ونجور من بخور، وصفوة من قَذى؟
دخلوا على عابد فقالوا له: لو رفقت بنفسك، فقال: من الرفق أتيت.
اسمع يا كسلان! كانوا في طلب العلى يجتهدون، ولا يرضون بدون على أنهم يعانون فيما يعانون، القوم مع الحق حاضرون عن الخلق غائبون، فقولوا لعاذليهم: لمن تعذلون؟
للمهيار:
كثــر فيــك اللوم *** فأين سمــعي منهم
قــلبي واللوم عليك *** منجـــد ومتــهم
قالوا سهرت والعيون *** الساهــرات نــوم
وليس مــن جسمك *** إلا جـلدة وأعظــم
ومــا عليهم سهري *** ولا رقــادي لـهم
وهــل سمات الحب *** إلا سهـر وسقــم
خذ أنت في شــأنك *** يا دمعي وخـل عنهم
؛؛
كان بشر رحمه الله لا ينام الليل ويقول: أخاف أن يأتي أمر وأنا نائم.
رقد السمّــار وأرقــه *** هم للبيــــن يـــــردده
فبكاه النجــــم ورق له *** مما يرعـاه ويرصـــــده
وغدا يقضــي أو بعد غد *** هل من نظــــــر يتزوده
يهوى المشتــاق لقاءكــم *** وصُـروف الدهر تقــيده
؛؛
بقي بشر رحمه الله خمسين سنة يشتهي شهوة فما صفا له درهم، وبضائع أعماركم كلها منفقة في الشهوات من الشبهات.
أبشروا بطول المرض يا مخلطين.
وويــلاه من ضيـاع كل العمر *** قد مر جمـيعه بمـر الهـجر
ضاعت حيلي وضل عني صبري *** يا قوم عجزت من تلافي أمري
؛؛
يا من فاتوه وتخلف! بلّ ثراهم من دمع الأسف.
دع شأن عينك يا حزين وشأنها *** وضع اليدين على الحشا وتململ
هذا وإن فــراقهم ولقـل ما *** يغني وقوفك سـاعة في المنزل
؛؛
جُزْ بنادي المحبة، وناد بالقوم تراهم كالفراش تحت النيران.
للشريف الرضى رحمه الله:
يا دار من قتل الهوى بعدي *** وجدوا ولا مثل الذي عندي
لو حـركت ذاك الرماد يد *** لرأت بقايا الجمر والوقـد
؛؛
تشتد عليهم نار الخوف، فيشرفون على التلف. ينبسطون انبساط المحب، ثم ينقبضون انقباض الخائف. هذا اللَّيْنُوفَر ينشر أجنحة الطرب في الدجى، فإذا أحس بالفجر جمع نفسه واستحى من فارط، فإذا طلعت الشمس نكس رأسه في الماء خجلا من انبساطه.
أباسطه على جزع *** كشرب الطائر الفزع
رأى ماء فأطمـعه *** وخاف عواقب الطمع
فصادف فرصة فدنا *** ولم يلتذ بالجــرع
؛؛
كلما جاء كلامي صعد، كلما زادت الوقود فاحت ريح العود. أفيكم مستنشق أو كلكم مزكوم؟ أتجدون، يا إخواني، ما أجد من ريح النسيم؟
ألا يا نسيم الريح مالك كلما *** تجاوزت ميلا زاد نشْرُك طيبا
أظن سليمى خبرت بسقامنا *** فــأعطتك ريّاها فجئت طبيبا
؛؛
:

إخواني، دنا رحيلكم، وقد بان سبيلكم، وسيهجركم خليلكم، وقد نصحكم دليلكم.
يا مقيميــن ارحلوا للذهاب *** بشفير القبـــور حط الركاب
نعمـوا الأوجه الحســان *** فما صونكموها إلا لعَفْر التراب
والبسـوا ناعم الثيـاب ففي *** الحفرة تعرون عن جميع الثياب
قد نَعَتْك الأيام نعيا صحيحا *** بفــراق الإخوان والأصحـاب
؛؛
تذكر يا من جنى ركوب الجنازة! وتصور ما من مأوى في طول المفازة، ودع الدنيا مودعا للحلاوة والـمُزَازة، ارقمْ من قلبك ذكر الجزاء على جُزَازَة. كم ظالم تعدى وجار! فما رعى الأهل ولا الجار، حل به الموت فحل الأزرار، وأدبر عن الأوامر فأحاط به الأدبار، ودار عليه بالدوائر فأخرجه من الدار، وخلا بعمله ثاني اثنين ولكن لا في الغار، فانتبهوا فإنما هي جنة أو نار.
تعــلقت بآمــال *** طــوال أي آمــال
وأقبلت عـلى الدنيا *** ملحــا أي إقبـــال
فيا هذا تجهز لفراق *** الأهــل والمـــال
فلا بد من المـوت *** على حــال من الحال
؛؛
يا من يحدثه الأمل فيستمع! ويخوفه الأجل فلا يرتدع، وصل الصالحون إلى المنى يا منقطع، وجوزوا على صبرهم، إي والله لم يضع. تلمح العواقب فتلمحها للعقل وضع، كأنه ما جاع قط من شبع. إذا تلاقحت غروس المجاهدة تلاحقت ثمار المدائح.
أفلح قوم إذا دُعوا وثبـوا *** لا يحسبون الأخطار إن ركبوا
سارون لا يسألون ما فعل *** الفجر ولا كيف مالت الشهب
عودهم هجرهم مطالبــة *** الراحة أن يظفروا بما طلبوا
؛؛
إشراف الأوصال أوصاف الأشراف، سادات العادات عادات السادات، أحرار الشيم شيم الأحرار، أقدموا على الفضائل وتأخرت، وقدموا الأهم وأخرت. الشجاع يلبس القلب على الدرع، والجبان يلبس الدرع على القلب.
للمتنبي:
وتكاد الظبا لما عـــوَدوها *** تَنْتَضي نفسها إلى الأعناق
وإذا أشفق الفوارس من وقع *** القَنَا أشفقــوا من الإشفاق
ومعــال لو ادعاها سواهم *** لزمــته جنـاية السـراق
؛؛
لوح للقوم فأجابوا، وكرر الصياح بك وما تلتفت. إذا سمعوا موعظة غرست في قلوبهم نخيل العزائم، ونبات عزمك عند الزواجر كنبات الكشوثا. كم بين ثالثة الأثافي وسادسة الأصابع! بع باعا من عيشك بفتر من حياتهم. لو صدق عزمك قذفتك ديار الكسل إلى بيداء الطلب.
كان سلمان رضي الله عنه أعجميا، فلما سمع بنبي عربي صار بدوي القلب.
ولقد أحــنّ إلى زرود وطيــــنتي *** من غير ما فطرت عليه زرود
ويشوقني عَجَف الحجاز وقد ضفا *** ريف العراق وظله الممدود
ويطــرب الشــادي وليس يهـزني *** وينــال مني السـائق الغريد
؛؛
أين وصفك من هذه الأوصاف؟ أين شجرة الزيتون من شجر الصفصاف؟ صعد القوم ونزلتَ، وجدّوا في الجد وهزلت.
شمّ العـرانين في أنافهم أنف *** من القبيح وفي أعــناقهم صيد
إن تلقـهم تلق منهم في مجالسهم *** قوما إذا سئلوا جادوا بما وجدوا
نالوا السماء وحطوا من نفوسهم *** إن الكرام إذا انحطوا فقد صعدوا
؛؛
إن بينك وبين القوم كما بين اليقظة والنوم. أين مسك من حَمْأة، ونجور من بخور، وصفوة من قَذى؟
دخلوا على عابد فقالوا له: لو رفقت بنفسك، فقال: من الرفق أتيت.
اسمع يا كسلان! كانوا في طلب العلى يجتهدون، ولا يرضون بدون على أنهم يعانون فيما يعانون، القوم مع الحق حاضرون عن الخلق غائبون، فقولوا لعاذليهم: لمن تعذلون؟
للمهيار:
كثــر فيــك اللوم *** فأين سمــعي منهم
قــلبي واللوم عليك *** منجـــد ومتــهم
قالوا سهرت والعيون *** الساهــرات نــوم
وليس مــن جسمك *** إلا جـلدة وأعظــم
ومــا عليهم سهري *** ولا رقــادي لـهم
وهــل سمات الحب *** إلا سهـر وسقــم
خذ أنت في شــأنك *** يا دمعي وخـل عنهم
؛؛
كان بشر رحمه الله لا ينام الليل ويقول: أخاف أن يأتي أمر وأنا نائم.
رقد السمّــار وأرقــه *** هم للبيــــن يـــــردده
فبكاه النجــــم ورق له *** مما يرعـاه ويرصـــــده
وغدا يقضــي أو بعد غد *** هل من نظــــــر يتزوده
يهوى المشتــاق لقاءكــم *** وصُـروف الدهر تقــيده
؛؛
بقي بشر رحمه الله خمسين سنة يشتهي شهوة فما صفا له درهم، وبضائع أعماركم كلها منفقة في الشهوات من الشبهات.
أبشروا بطول المرض يا مخلطين.
وويــلاه من ضيـاع كل العمر *** قد مر جمـيعه بمـر الهـجر
ضاعت حيلي وضل عني صبري *** يا قوم عجزت من تلافي أمري
؛؛
يا من فاتوه وتخلف! بلّ ثراهم من دمع الأسف.
دع شأن عينك يا حزين وشأنها *** وضع اليدين على الحشا وتململ
هذا وإن فــراقهم ولقـل ما *** يغني وقوفك سـاعة في المنزل
؛؛
جُزْ بنادي المحبة، وناد بالقوم تراهم كالفراش تحت النيران.
للشريف الرضى رحمه الله:
يا دار من قتل الهوى بعدي *** وجدوا ولا مثل الذي عندي
لو حـركت ذاك الرماد يد *** لرأت بقايا الجمر والوقـد
؛؛
تشتد عليهم نار الخوف، فيشرفون على التلف. ينبسطون انبساط المحب، ثم ينقبضون انقباض الخائف. هذا اللَّيْنُوفَر ينشر أجنحة الطرب في الدجى، فإذا أحس بالفجر جمع نفسه واستحى من فارط، فإذا طلعت الشمس نكس رأسه في الماء خجلا من انبساطه.
أباسطه على جزع *** كشرب الطائر الفزع
رأى ماء فأطمـعه *** وخاف عواقب الطمع
فصادف فرصة فدنا *** ولم يلتذ بالجــرع
؛؛
كلما جاء كلامي صعد، كلما زادت الوقود فاحت ريح العود. أفيكم مستنشق أو كلكم مزكوم؟ أتجدون، يا إخواني، ما أجد من ريح النسيم؟
ألا يا نسيم الريح مالك كلما *** تجاوزت ميلا زاد نشْرُك طيبا
أظن سليمى خبرت بسقامنا *** فــأعطتك ريّاها فجئت طبيبا
؛؛
دعواتكم