إعلانات المنتدى


مفارقات في كلمه من سوره الواقعه والصافات (( سبحانك غفرانك))

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

المذنبه

مزمار فضي
17 أغسطس 2008
541
16
0
الســـــــــــــــــلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أضع بين أيديكم مفارقات بين آيات من الواقعة ومن الصافات فسبحانه ما أعظمه وأعظم كتابه وأعظم وأعجب تنسيقه


ينزَّفون و يُنزَفون


ـ الفرق في المعنى بين اللفظين: يُنزِفون، يُنزَفون
* ينزِفون من (أنزَفَ) ، وهذا الفعل له معنيان:
الأول ـ أنزَف يُنزِف بمعنى سَكَر.


والثاني : بمعنى نفد شرابه وانقطع. يقال: أنزف القوم أي نفد شرابهم، وهو فعل لازم غير متعد

ومعنى الآية أن شرابهم لا ينفد، وهم لا يسكرون عنه


* ينزَفون (المبني للمجهول) من نُزَف ينزَف معناه سَكَر وذهب عقله من السكر، وهو فعل متعد. ومعنى الآية أن شربهم خمر الجنة لا يذهب بعقولهم


ـ لماذا اختار القرآن وضع هذا اللفظ هنا وذاك هناك؟ وهل يجوز التبادل بينهما خاصة وأن الفارق لا يتعدى حركة واحدة؟

* سورة الواقعة كانت في وصف نعيم السابقين، وهذه هي الآيات بتمامها


" وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ . أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ . فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ . ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ . وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ . عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ . مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ . يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ . بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ . لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ . وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ . وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ . وَحُورٌ عِينٌ . كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ . جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا . إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا "



* الثانية في وصف عباد الله المخلصين عند استثنائهم من العذاب الأليم


وهذه آيات سورة الصافات


" إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ . وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ . إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ . أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ . فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ . فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ . عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ . يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ . بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ . لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ . وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ . كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ . "



تقدم آيات السورتين وصفا رائعا لخمر الجنة ونساء الجنة وتبين ما بهما من صفات ليست في خمر الدنيا ولا نسائها ، لتنفر من الدنيا وترغب في الآخرة

ولكن تتناول الآيتان صنفين من أصناف المؤمنين وتبين ما أعد لهم في الآخرة



الصنف الأول الذين تحدثت عنهم آيات الواقعة هم السابقون ، وهؤلاء هم ذوو أعلى الدرجات لا يفوقهم غيرهم



والصنف الثاني الذين تحدثت عنهم آيات الصافات هم الآخرون وهم أقل منزلة



فإن كل سابق مخلَص، أما المخلَصون عامة فليسوا كلهم من السابقين بل منهم سابقون ومنهم متأخرون
أدى هذا الاختلاف في الحديث عن أصناف المؤمنين إلى الاختلاف في وصف جزاء كل فريق




ـ فقال عن الآخرين: (لهم رزق معلوم فواكه)، أما السابقون فقال عنهم: " وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون" فأضاف منحهم الحرية في اختيار ما يرغبون كما أضاف ذكر لحم الطير إلى ما أعد لهم فيها. كما إن كلمة (فاكهة) اسم جنس فهي أعم وأوسع من كلمة الفواكه التي تطلق على الأنواع فقط، بينما اسم الجنس يطلق على الأنواع وعلى النوع الواحد، وقال "مما يتخيرون" ليؤكد تعدد الأنواع



ـ وقال في الصافات(وهم مكرمون في جنات النعيموقال في الواقعة (أولئك المقربون في جنات النعيم) ولا شك أن التقريب هو إكرام وزيادة




ـ وقال في الصافات (على سرر متقابلينوفي الواقعة قال: (على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين) والموضونة هي المنسوجة المشبكة بما يسر الناظر ، فزاد في ذكر وصفه حسن فيها وأضاف الاتكاء والتقابل على السرر للسابقين فكان تنعمهم أكثر، ولم يذكر هذا الاتكاء ولا صفة السرر في الصافات




ـ وقال في الصافات : (يطاف عليهم ..)بالفعل المبني للمجهول، أما في الواقعة فقال: (يطوف عليهم ولدان مخلدون)فذكر الطائفين الذين يطوفون على المقربين




ـ وقال في الصافات: (بكأس من معين)، وقال في الواقعة: (بأكواب وأباريق وكأس من معين)فزاد ذكرا لأكواب والأباريق ، وتنوع الأواني يدل على تنوع الأشربة




ـ وقال في الصافات: (لا فيها غوْلٌ ولا هم عنها ينزَفونَ)
وقال في الواقعة: (لا يُصَدّعونَ عنها ولا يُنزِفون)




الغوْل كما يفسره أهل اللغة : إما الإفساد والإهلاك أي تغتال ا لجسم وتهلكه، أو تغتال العقول. فهي تدل على معنيين: لا تفسد الجسم ولا تهلكه. أو لا تغتال عقل الشاربين




(يصدعون) أي لا يصيبهم الصداع منها

ونفي الغول إن كان بمعنى عدم هلاك الجسم فإنه لا ينفي الصداع، فنفي الأكثر لا يدل على نفي الأقل، كما لو قلنا: (هذا شراب لا يميت) فلا ننفي عنه التسبب فيما هو دون الموت



ولكن ما دامت خمره المقربين وصفت بأنها لا تصيب بالصداع فقد نفت أقل الأذى ، فهي قطعا ومن باب أولى لا تتسبب فيما هو أكثر ، فنفي الغول لا ينفي الصداع لكن نفي الصداع ينفي الغول



وإذا كان المقصود بالغول (السكر واغتيال العقول) فيكون (لا فيها غول) و (ولا هم عنها ينزفون) بمعنى واحد ، لأن الغول هو اغتيال العقول ، وينزفون هو السكر، فهما شيء واحد ولكن أحدهما وصف للخمرة ، والآخر وصف للشارب، وكلها تدل على أنها لا تسكر




بينما سورة الواقعة تقول: (لا يصدعون عنها) فهي تنفي ما يتعلق بالغول، وتقول (ولا ينزفون) أي لا تسكر ولا ينقطع الشراب، فالتكريم هنا أعلى جريا على آيات الواقعة التي تدل على الوصف الأكمل والأفضل لنعيم السابقين



ـ وقال تعالى في الصافات: (وعندهم قاصرات الطرف عين) فذكر صفة واحدة من الصفات الجسدية وهي (عين) أي واسعة العينين في جمال




وقال في الواقعة : (وحور عين) فأضاف الحور وهو البياض إلى العين (سعة العيون مع الجمال)





ـ وفي الصافات قال: (كأنهن بيض مكنون)، وفي الواقعة: ( كأمثال اللؤلؤ المكنون) ولا شك أن اللؤلؤ أعلى وأقرب للنفس والقلب من البيض ، فهنا أيضا من وصف ما أعد للسابقين أعلى





ـ ثم قال في الواقعة: "لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما. إلا قيلا سلاما سلاما" فنفى سماع الرديء وأثبت الحسن (سلاما سلاما)
ولم يقل في الصافات مثل هذا




* و (ينزِفون) بالبناء للمعلوم تناسب الواقعة بكل ما فيها ، و(ينزَفون) المجهول ناسب سياق الصافات




وناسب (ينزِفون) المبني للمعلوم (يطوف عليهم ولدان) المبني للمعلوم أيضا، وناسب (ينزَفون) المبني للمجهول (يطاف عليهم) المبني للمجهول في الصافات




** إجمال: في الواقعة نرى التقريب (وهو الإكرام وزيادة) ، وذكر السرر وزيادة وهي صفة (موضونة)، وذكر التقابل وزيادة وهي الاتكاء، وذكر الطواف وزيادة (الطائفون ولدان مخلدون)، وذكر الكأس وزيادة وهي الأكواب والأباريق، وذكر العين وزيادة وهي الحور، ونفي السكر وزيادة وهي عدم النفاد، وزاد نفي اللغو والتأثيم وأثبت الحسن من القول.. كل هذا للسابقين المقربين






اللهم اغفر المذنبه واجعل ما بها كفاره لها يأرب العباد
اللهم ارحمها لو وسدت تحت التراب وحدها
اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات الإحياء منهم والأموات


المرجع : كتاب لمسات بيانيه الدكتور فاضل سامرائي
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: مفارقات في كلمه من سوره الواقعه والصافات (( سبحانك غفرانك))

ما شاء الله بوركت أختاه على اختيارك القيم
تقبل الله منك وزادك علما وايمانا ءامين
 

المذنبه

مزمار فضي
17 أغسطس 2008
541
16
0
رد: مفارقات في كلمه من سوره الواقعه والصافات (( سبحانك غفرانك))

اللهم امين واياك غاليتي اللهم اغفر وارحم واستر واجعل تحت الستر ما تحب لطالما سترت على ما تكره
 

المذنبه

مزمار فضي
17 أغسطس 2008
541
16
0
رد: مفارقات في كلمه من سوره الواقعه والصافات (( سبحانك غفرانك))

اللهم امين استاذي الكريم واياكم اللهم اغفر وارحم واستر واجعل تحت الستر ماتحب لطالما سترت على ماتكره
 

۩ العضو النادر ۩

مشرف سابق
7 ديسمبر 2009
9,545
155
0
الجنس
ذكر
رد: مفارقات في كلمه من سوره الواقعه والصافات (( سبحانك غفرانك))

بارك الله فيك
ونفع بك
 

*ريتاج*

مزمار ألماسي
9 نوفمبر 2009
1,243
25
0
رد: مفارقات في كلمه من سوره الواقعه والصافات (( سبحانك غفرانك))

جزاك الله خيرا أختي الكريمة و جعل ما تقدمين في ميزان أعمالك
 

فتاة صادقة

مزمار داوُدي
8 أكتوبر 2009
7,553
310
0
الجنس
أنثى
رد: مفارقات في كلمه من سوره الواقعه والصافات (( سبحانك غفرانك))

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

جزاكِ الله خيراً أختي الغالية وبارك فيكِ..

وفقكِ الله لكل خير..
 

المذنبه

مزمار فضي
17 أغسطس 2008
541
16
0
رد: مفارقات في كلمه من سوره الواقعه والصافات (( سبحانك غفرانك))

اللهم امين واياكم غفر الله لنا ولكم اللهم اغفر وارحم واستر واجعل تحت الستر ماتحب لطالما سترت على ماتكره
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع