- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
** فتوى الشيخ / إبن عُثيمين في من تكلم في العلماء ونفر الناس منهم والتجريح **
--------------------------------------------------------------------------------
((( بـــــــســـم الله الرحـمــن الــرحــــيــــم )))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أمـــــــــا بــــــــعــــــــد
الــــــــســــــــؤال
ما رأي فضيلة الشيخ في بعض الشباب ومنهم بعض طلبة العلم الذين صار ديدنهم التجريح في بعضهم البعض وتنفير الناس عنهم والتحذير منهم، هل هذا عمل شرعي يثاب عليه أو يعاقب عليه؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:
الذي أرى أن هذا عمل محرّم فإذا كان لا يجوز لإنسان أن يغتاب أخاه المؤمن وإن لم يكن عالماً فكيف يسوغ له أن يغتاب إخوانه العلماء من المؤمنين. والواجب على الإنسان المؤمن أن يكفّ لسانه عن الغيبة في إخوانه المؤمنين. قال اللَّه تعالى : {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ ?جْتَنِبُواْ كَثِيراً مّنَ ?لظَّنّ إِنَّ بَعْضَ ?لظَّنّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ} [الحجرات: 12]الآية،
وليعلم هذا الذي ابتلي بهذه البلوى أنه إذا جرّح العالم فسيكون سبباً في رد ما يقوله هذا العالم من الحق.. فيكون وبال رد الحق وإثمه على هذا الذي جرح العالم لأن جرح العالم في الواقع ليس جرحاً شخصياً بل هو جرح لإرث محمد صلى الله عليه وسلم.
فإن العلماء ورثة الأنبياء فإذا جرح العلماء وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم وهو موروث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحينئذ لا يثقون بشيء من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جُرِح. ولست أقول إن كل عالم معصوم، بل كل إنسان معرض للخطأ، وأنت إذا رأيت من عالم خطأ فيما تعتقده، فاتصل به وتفاهم معه، فإن تبينَ لك أن الحق معه وجب عليك إتباعه وإن لم يتبيّن لك ولكن جدت لقوله مساغاً وجب عليك الكف وإن لم تجد مساغاً وجب عليك الكف وإن لم تجد لقوله مساغاً فاحذر من قوله لأن الإقرار على الخطأ لا يجوز
لكن لا تجرّحه وهو عالم معروف مثلا بحُسن النيّة ولو أردنا أن نجرّح العلماء المعروفين بحُسن اَلنيّة لخطأ وقعوا فيه من مسائل الفقه، لجرّحنا علماء كباراً، ولكن الواجب هو ما ذكرت وإذا رأيت من عالمِ خطأ فناقشه وتكلم معه، فإما أن يتبينّ لك أن الصواب معه فتتبعه أو يكون الصواب معك فيتبعك.. أو لا يتبين الأمر ويكون الخلاف بينكما من الخلاف السائغ وحينئذ يجب عليك الكف عنه وليقل هو ما يقول ولتقل أنت ما تقول.
والحمد للَّه.. الخلاف ليس في هذا العصر فقط.. الخلاف من عهد الصحابة إلى يومنا، وأما إذا تبيّن الخطأ ولكنه أصرّ انتصاراً لقوله وجب عليك أن تبينّ الخطأ وتنفر منه، لكن لا على أساس القدح في هذا الرجل وإرادة الانتقام منه، لأن هذا الرجل قد يقول قولاً حقاً في غير ما جادلته فيه..
[gl]فالمهم أنني أحذر إخواني من هذا البلاء وهذا المرض وأسأل اللَّه لي ولهم الشفاء من كل ما يعيبنا أو يضرنا في ديننا ودنيانا[/gl]
وصـلــى الله وســلـــم عــلــى نــبــيــنا مــحــمــد وعـــلــى آلــــه وصـــحــبـــه أجـــمـــيــن
--------------------------------------------------------------------------------
((( بـــــــســـم الله الرحـمــن الــرحــــيــــم )))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أمـــــــــا بــــــــعــــــــد
الــــــــســــــــؤال
ما رأي فضيلة الشيخ في بعض الشباب ومنهم بعض طلبة العلم الذين صار ديدنهم التجريح في بعضهم البعض وتنفير الناس عنهم والتحذير منهم، هل هذا عمل شرعي يثاب عليه أو يعاقب عليه؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:
الذي أرى أن هذا عمل محرّم فإذا كان لا يجوز لإنسان أن يغتاب أخاه المؤمن وإن لم يكن عالماً فكيف يسوغ له أن يغتاب إخوانه العلماء من المؤمنين. والواجب على الإنسان المؤمن أن يكفّ لسانه عن الغيبة في إخوانه المؤمنين. قال اللَّه تعالى : {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ ?جْتَنِبُواْ كَثِيراً مّنَ ?لظَّنّ إِنَّ بَعْضَ ?لظَّنّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ} [الحجرات: 12]الآية،
وليعلم هذا الذي ابتلي بهذه البلوى أنه إذا جرّح العالم فسيكون سبباً في رد ما يقوله هذا العالم من الحق.. فيكون وبال رد الحق وإثمه على هذا الذي جرح العالم لأن جرح العالم في الواقع ليس جرحاً شخصياً بل هو جرح لإرث محمد صلى الله عليه وسلم.
فإن العلماء ورثة الأنبياء فإذا جرح العلماء وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم وهو موروث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحينئذ لا يثقون بشيء من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جُرِح. ولست أقول إن كل عالم معصوم، بل كل إنسان معرض للخطأ، وأنت إذا رأيت من عالم خطأ فيما تعتقده، فاتصل به وتفاهم معه، فإن تبينَ لك أن الحق معه وجب عليك إتباعه وإن لم يتبيّن لك ولكن جدت لقوله مساغاً وجب عليك الكف وإن لم تجد مساغاً وجب عليك الكف وإن لم تجد لقوله مساغاً فاحذر من قوله لأن الإقرار على الخطأ لا يجوز
لكن لا تجرّحه وهو عالم معروف مثلا بحُسن النيّة ولو أردنا أن نجرّح العلماء المعروفين بحُسن اَلنيّة لخطأ وقعوا فيه من مسائل الفقه، لجرّحنا علماء كباراً، ولكن الواجب هو ما ذكرت وإذا رأيت من عالمِ خطأ فناقشه وتكلم معه، فإما أن يتبينّ لك أن الصواب معه فتتبعه أو يكون الصواب معك فيتبعك.. أو لا يتبين الأمر ويكون الخلاف بينكما من الخلاف السائغ وحينئذ يجب عليك الكف عنه وليقل هو ما يقول ولتقل أنت ما تقول.
والحمد للَّه.. الخلاف ليس في هذا العصر فقط.. الخلاف من عهد الصحابة إلى يومنا، وأما إذا تبيّن الخطأ ولكنه أصرّ انتصاراً لقوله وجب عليك أن تبينّ الخطأ وتنفر منه، لكن لا على أساس القدح في هذا الرجل وإرادة الانتقام منه، لأن هذا الرجل قد يقول قولاً حقاً في غير ما جادلته فيه..
[gl]فالمهم أنني أحذر إخواني من هذا البلاء وهذا المرض وأسأل اللَّه لي ولهم الشفاء من كل ما يعيبنا أو يضرنا في ديننا ودنيانا[/gl]
وصـلــى الله وســلـــم عــلــى نــبــيــنا مــحــمــد وعـــلــى آلــــه وصـــحــبـــه أجـــمـــيــن