- 7 مايو 2010
- 179
- 1
- 18
- الجنس
- ذكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكرر قوله تعالى :{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } في القرآن الكريم مرتين لا ثالث لهما
الموضع الأول : في سورة الحاقة حيث يقول الله تعالى :{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ }الحاقة40 .
الموضع الثاني : في سورة التكويرحيث يقول الله تعالى : {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ }التكوير19.
*** الرسول في الآيتين مختلف :
1- في سورة الحاقة : الرسول هو سيِّدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
2- في سورة التكوير : الرسول هو جبريل عليه السلام.
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة
وأما قوله تعالى: [FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P568]ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]، فهذا قد ذكره في موضعين فقال في الحاقة: [FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P568]ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ[/FONT][FONT=QCF_P568]ﭴ[/FONT][FONT=QCF_P568] ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ[/FONT][FONT=QCF_P568]ﭼ[/FONT][FONT=QCF_P568] ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]الحاقة: ٤٠ - ٤٢فالرسول هنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال في التكوير:[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P586]ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]التكوير: ١٩ - ٢٣ فالرسول هنا جبريل فأضافه إلى الرسول من البشر تارة وإلى الرسول من الملائكة تارة باسم الرسول ولم يقل إنه لقول ملك ولا نبي؛ لأن لفظ الرسول يبِّين أنه مبلِّغ عن غيره لا منشئ له من عنده[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P398]ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]العنكبوت: ١٨ فكان قوله: [FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P586]ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]بمنزلة قوله لتبليغ رسول أو مبلغ من رسول كريم أو جاء به رسول كريم أو مسموع عن رسول كريم وليس معناه أنه أنشأه أو أحدثه أو أنشأ شيئاً منه أو أحدثه رسول كريم إذ لو كان منشئاً لم يكن رسولاً فيما أنشأه وابتدأه وإنما يكون رسولاً فيما بلغه وأداه ومعلوم أن الضمير عائد إلى القرآن مطلقاً.
وأيضاً فلو كان أحد الرسولين أنشأ حروفه ونظمه امتنع أن يكون الرسول الآخر هو المنشئ المؤلف لها فبطل أن تكون إضافته إلى الرسول لأجل إحداث لفظه ونظمه ولو جاز أن تكون الإضافة هنا لأجل إحداث الرسول لـه أو لشيء منه لجاز أن نقول إنه قول البشر وهذا قول الوحيد الذي أصلاه الله سقر"([1])ثم توسَّع في ردِّه على باقي جزئيات السؤال لكن هنا اقتصر الكلام بما لـه تعلق بأول السؤال...
وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة مقرراً معتقد أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم في موضع آخر[2]: "ومن الإيمان بالله وكتبه الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود وأن الله تعالى تكلم به حقيقة وأن هذا القرآن الذى أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة عنه بل إذا قرأه الناس أوكتبوه بذلك فى المصاحف لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى حقيقة؛ فإن الكلام إنما يضاف حقيقة الى من قاله مبتدئا لا الى من قاله مبلغا مؤدياً وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعانى ولا المعانى دون الحروف".انتهى.
وهكذا أصل هذا الإمام أمرا ًهاماً من الأمور العقدية وهو كلام الله حقيقة فبيَّن من خلال التفسير أصل عقيدة أهل السنة والجماعة ورد ضلال المبطلين وفي هذا تعليم وتربية لاستخدام التفسير لتأكيد أمر عقدي يستلزمإثبات ذلك القول الفاسد وجود تعارض في آيات الكتاب فبيَّن فساد ذلك بأسلوب علمي تربوي رصين.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه والتابعين كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
[1]-الإمام ابن تيمية، التفسير الكبير، جـ4 ص 345- 353 بتصرف واختصار، مجموع الفتاوى له، جـ12 ص 135 –136.
[2] - في العقيدة الواسطية وهي في مجموع الفتاوى ، جـ 3 ص 144.
تكرر قوله تعالى :{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } في القرآن الكريم مرتين لا ثالث لهما
الموضع الأول : في سورة الحاقة حيث يقول الله تعالى :{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ }الحاقة40 .
الموضع الثاني : في سورة التكويرحيث يقول الله تعالى : {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ }التكوير19.
*** الرسول في الآيتين مختلف :
1- في سورة الحاقة : الرسول هو سيِّدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
2- في سورة التكوير : الرسول هو جبريل عليه السلام.
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة
وأما قوله تعالى: [FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P568]ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]، فهذا قد ذكره في موضعين فقال في الحاقة: [FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P568]ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ[/FONT][FONT=QCF_P568]ﭴ[/FONT][FONT=QCF_P568] ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ[/FONT][FONT=QCF_P568]ﭼ[/FONT][FONT=QCF_P568] ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]الحاقة: ٤٠ - ٤٢فالرسول هنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال في التكوير:[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P586]ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]التكوير: ١٩ - ٢٣ فالرسول هنا جبريل فأضافه إلى الرسول من البشر تارة وإلى الرسول من الملائكة تارة باسم الرسول ولم يقل إنه لقول ملك ولا نبي؛ لأن لفظ الرسول يبِّين أنه مبلِّغ عن غيره لا منشئ له من عنده[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P398]ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]العنكبوت: ١٨ فكان قوله: [FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P586]ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]بمنزلة قوله لتبليغ رسول أو مبلغ من رسول كريم أو جاء به رسول كريم أو مسموع عن رسول كريم وليس معناه أنه أنشأه أو أحدثه أو أنشأ شيئاً منه أو أحدثه رسول كريم إذ لو كان منشئاً لم يكن رسولاً فيما أنشأه وابتدأه وإنما يكون رسولاً فيما بلغه وأداه ومعلوم أن الضمير عائد إلى القرآن مطلقاً.
وأيضاً فلو كان أحد الرسولين أنشأ حروفه ونظمه امتنع أن يكون الرسول الآخر هو المنشئ المؤلف لها فبطل أن تكون إضافته إلى الرسول لأجل إحداث لفظه ونظمه ولو جاز أن تكون الإضافة هنا لأجل إحداث الرسول لـه أو لشيء منه لجاز أن نقول إنه قول البشر وهذا قول الوحيد الذي أصلاه الله سقر"([1])ثم توسَّع في ردِّه على باقي جزئيات السؤال لكن هنا اقتصر الكلام بما لـه تعلق بأول السؤال...
وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة مقرراً معتقد أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم في موضع آخر[2]: "ومن الإيمان بالله وكتبه الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود وأن الله تعالى تكلم به حقيقة وأن هذا القرآن الذى أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة عنه بل إذا قرأه الناس أوكتبوه بذلك فى المصاحف لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى حقيقة؛ فإن الكلام إنما يضاف حقيقة الى من قاله مبتدئا لا الى من قاله مبلغا مؤدياً وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعانى ولا المعانى دون الحروف".انتهى.
وهكذا أصل هذا الإمام أمرا ًهاماً من الأمور العقدية وهو كلام الله حقيقة فبيَّن من خلال التفسير أصل عقيدة أهل السنة والجماعة ورد ضلال المبطلين وفي هذا تعليم وتربية لاستخدام التفسير لتأكيد أمر عقدي يستلزمإثبات ذلك القول الفاسد وجود تعارض في آيات الكتاب فبيَّن فساد ذلك بأسلوب علمي تربوي رصين.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه والتابعين كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
[1]-الإمام ابن تيمية، التفسير الكبير، جـ4 ص 345- 353 بتصرف واختصار، مجموع الفتاوى له، جـ12 ص 135 –136.
[2] - في العقيدة الواسطية وهي في مجموع الفتاوى ، جـ 3 ص 144.