- 9 نوفمبر 2009
- 1,243
- 25
- 0
مهارة المراجعة
من الضرورة أن تكون مراجعة القرآن ذات أولوية كبرى ولست هنا أقصد المبالغة بل المقصد هو جعل وقت خاص بالمراجعة وأن يعتنى بالمراجعة أكثر من العناية بالحفظ بمعنى أن تكون المراجعة هي ذات الأولوية الأولى فالمراجعة دائما وأبدا يجب أن تكون منهج مثبت وقد قال عليه الصلاة والسلام عن القرآن : ( تعاهدوا هذا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها )
ولعل أن نقرب الموضوع ونضعه على شكل نقاط للتوضيح :
1- اجعل لك منهج تسير عليه ويكون لك كالواجب اليومي ,لابد من ذلك لكي تضبط محفوظك أن يكون لك رؤية في مراجعة محفوظك السابق والحالي ( الجديد ) خلال فترة معينة محددة وواضحة مع الآخذ بالاعتبار للمستجدات والظروف والطوارئ المحتملة
2- كن جادا في الالتزام ببرنامج المراجعة الذي وضعته لنفسك لا تتخلى عنه أيا كانت ظروفك وأيّا كانت إلتزاماتك بناء على الخطة التي رسمتها قبل فيكون لك وقت خاص تراجع فيه محفوظك , المهم لا تركن للصوارف وتأنس بالملهيات وتنساق مع مجريات الحياة وتغرق في بحر المشاغل العادية بل أحيانا الغير ضرورية
3- اجعل لديك مبدأ أن المراجعة مقدمة على الحفظ فالأهم هو ضبط المحفوظ القديم وتثبيته وإتقانه وليس الاشتغال بحــفظ جــديد وفتح جبهة جديدة عليك , لذا عليك تعويد نفــسك على المراجعــة المستمرة المكثفة والقوية والتي تشعر بالرضا منها
4- حين تنتهي من حفظ سورة فلا بد من مراجعتها كاملة من أول السورة إلى نهايتها في مجلس واحد ولا تبدأ بحفظ سورة جديدة حتى تكون راضيا بدرجة عالية عن مستوى ضبطك للسورة قبلها
5- اعلم يقينا أن الحفظ الضعيف سيؤدي لانغلاق النفسية وعدم المراجعة أو لمراجعة ضعيفة ولذا من الضرورة بمكان أن يكون أساس الحفظ قوي فالحفظ القوي سبب لمراجعة مستمرة ومرضية
6- الصلاة بالمحفوظ والمراجع سبب رئيس للتثبيت فاجتهد في أن تقرئ في صلواتك من محفوظك الجديد أو من مراجعتك وليكن المصحف بجوارك(ضروري جدا) فما أن تخطئ فمباشرة بعد ما تنصرف من صلاتك افتح المصحف وانظر موضع الخطأ والصحيح فيها وتأملها جيدا وانظر سبب الخطأ
وإن كانت تشابهت مع آية أخرى فانظر مباشرة في الآية الأخرى المشابهة لها وتأمل في الآيتين سويا وحاول التفريق بينهما وضع لكل آية رابط خاص بها
7- من الوســائل المســاعدة التنافس مع زميل في المراجعة فتكون بينكما منهجية موحدة تراجعان ســويّا من خلال التقاءكما أو من خلال الهاتف أو الإنترنت فيسمع لك وتسمع له فهو يقرأ ويراجع ويسمع لك مثلا الأثمان الفردية وأنت تسمع له الأثمان الزوجية ثم إذا انتهيتم تنقلب المسألة فهو يأخذ الأثمان الفردية وأنت تكون لك الأثمان الزوجية وهذه المراجعة تكون مستمرة بشكل طويل ستجد بإذن الله أثر ذلك رائعا جدا وما أجمل أن يكون الاجتماع على كتاب الله , ولك في نبي الله موسى عليه السلام أسـوة ( فبهداههم اقتده ) حين دعا ربه
( واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا )
( واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا )
8- عليك أخي الكريم الاعتناء بالربط بين مقاطع الســورة والتي سـرت عليها خلال حفظك لهذه الســورة فهي مما يعينك على الضبط ,فيجب الاهتمام بربط هذه المقاطع اعطائها شيء من التركيز والخصوصية لأنها هي مفاتيح تقودك للانطلاق
10- اعلم أن الانقطاع عن المراجعة سيؤدي بك تراكم نفسي ثم شعور بالإحباط ثم تراخ وانقطاع ثم إصدار الحكم على النفس بأني لا أصلح للحفظ , فلا تمنح لنفسك فرصة للتراخي وتترك حبل المراجعة بل واصل واستمر وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.
فلذا من المهم والضروري استمرار المراجعة ولو كانت نصف صفحة المهم أن تعيش مع القرآن وتعيش الهدف الذي تسير إليه
فلذا من المهم والضروري استمرار المراجعة ولو كانت نصف صفحة المهم أن تعيش مع القرآن وتعيش الهدف الذي تسير إليه
11- حاول أن تراجع بطريقة الترسيخ وهي بعدة طرق لعلي اكتفي بواحدة منها والغاية منها هي نقل الحفظ من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى وهي على النحو التالي :
أ ) طريقة زائد ( + ) ثـمن وناقص ( – ) ثـمن
فمثلا تلتزم بمراجعة جزء يوميا ولنضرب مثال بسورة البقرة فتراجع أول يوم جزء كامل إلى سيقول السفهاء
أ ) طريقة زائد ( + ) ثـمن وناقص ( – ) ثـمن
فمثلا تلتزم بمراجعة جزء يوميا ولنضرب مثال بسورة البقرة فتراجع أول يوم جزء كامل إلى سيقول السفهاء
في اليوم الثاني تزيد ثمن( ربع حزب) بعد سيقول السفهاء وتنقص ثمن ( ربع حزب من أول السورة ) فتقرئ من إن الله لا يستحي إلى إن الصفا والمروة وهكذا تزيد واحد من هنا وتنقص واحد من هناك لكن المراجع يكون جزء
ويمكنك مثلا مراجعة السور بنفس الطريقة فمثلا لو أنت حافظ الأجزاء 28و29و30فتراجع اليوم الأول من المجادلة إلى التحريم
وغدا من الحشر إلى الملك وبعد غد من الممتحنة إلى القلم وهكذا , وبهذه الطريقة يكون جهدك منصب على الجديد وهو الزيادة المزادة فقط
بهذا الشكل - بإذن الله تعالى – يكون الحفظ مثبتا بشكل جدا قوي
الخطورة تكمن في الحفظ وتركه وعدم العناية به والاهتمام به وكما قلت لكنّ ســابقا ما تحفظه هو كنز عظيم ظفرت به فمن العقل والحصافة والواجب والضرورة أن تحافظ على هذا الكنز وجعله في حرز مكين داخل عقلك وفؤادك والعمل به ليكون حجة لك يوم يقوم الأشـــهاد .
منقول
