إعلانات المنتدى


تفسير (وإذ قال ابراهيم لأبيه آزر)

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

سُلطان

مشرف سابق
11 نوفمبر 2010
7,248
169
63
الجنس
ذكر
الألفاظ المشتركة في الآية الكريمة : أزر- أصل الأزر: الإزار الذي هو اللباس، يقال: إزار وإزارة ومئزر، ويكنى بالإزار عن المرأة. قال الشاعر:- 13 - ألا أبلغ أبا حفص رسولا *** فدى لك من أخي ثقة إزاري(البيت لأبي المنهال الأشجعي واسمه بقيلة، وهو صحابي. وهو في اللسان (أزر) ؛ وشمس العلوم 1/82؛ وتأويل مشكل القرآن ص 265؛ وغريب الحديث للخطابي 2/101. وله قصة انظرها في اللسان)وتسميتها بذلك لما قال تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن( [البقرة/187].وقوله تعالى: (اشدد به أزري( [طه/31]، أي: أتقوى به، والأزر: القوة الشديدة، وآزره: أعانه وقواه، وأصله من شد الإزار، قال تعالى: (كزرع أخرج شطأه فآزره( [الفتح/29].يقال: آزرته فتأزر، أي: شددت أزره، وهو حسن الإزرة، وأزرت البناء وآزرته: قويت أسافله، وتأزر النبت: طال وقوي، وآزرته ووازرته: صرت وزيره، وأصله الواو، وفرس آزر: انتهى بياض قوائمه إلى موضع شد الإزار.قال تعالى: (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر( [الأنعام/74]، قيل: كان اسم أبيه تارخ فعرب فجعل آزر، وقيل: آزر معناه الضال في كلامهم (راجع اللسان - آزر)، في آخر المادة، والتعريب والمعرب ص 35).صنم- الصنم: جثة متخذة من فضة، أو نحاس، أو خشب، كانوا يعبدونها متقربين به إلى الله تعالى، وجمعه: أصنام. قال الله تعالى: (أتتخذ أصناما آلهة( [الأنعام/74]، (لأكيدن أصنامكم( [الأنبياء/57]، قال بعض الحكماء: كل ما عبد من دون الله، بل كل ما يشغل عن الله تعالى يقال له: صنم، وعلى هذا الوجه قال إبراهيم صلوات الله عليه: (اجنبني وبني أن نعبد الأصنام( [إبراهيم/35]، فمعلوم أن إبراهيم مع تحققه بمعرفة الله تعالى، واطلاعه على حكمته لم يكن ممن يخاف أن يعود إلى عبادة تلك الجثث التي كانوا يعبدونها، فكأنه قال: اجنبني عن الاشتغال بما يصرفني عنك.
تفسير الجلالين : 74 - واذكر (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر) هو لقبه واسمه تارخ (أتتخذ أصناما آلهة) تعبدها استفهام توبيخ (إني أراك وقومك) باتخاذها (في ضلال) عن الحق (مبين) بين
تفسير ابن كثير : قال الضحاك عن ابن عباس إن أبا إبراهيم لم يكن اسمه آزر وإنما كان اسمه تارخ رواه ابن أبي حاتم وقال أيضا حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل حدثنا أبي حدثنا أبو عاصم شبيب حدثنا عكرمة عن ابن عباس في قوله " وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر " يعني بآزر الصنم وأبو إبراهيم اسمه تارخ وأمه اسمها شاني وامرأته اسمها سارة وأم إسماعيل اسمها هاجر وهي سرية إبراهيم . وهكذا قال غير واحد من علماء النسب إن اسمه تارخ وقال مجاهد والسدي آزر اسم صنم قلت كأنه غلب عليه آزر لخدمته ذلك الصنم فالله أعلم وقال ابن جرير وقال آخرون هو سب وعيب بكلامهم ومعناه معوج ولم يسنده ولا حكاه عن أحد . وقد قال ابن أبي حاتم ذكر عن معتمر بن سليمان سمعت أبي يقرأ " وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر " قال بلغني أنها أعوج وأنها أشد كلمة قالها إبراهيم عليه السلام ثم قال ابن جرير والصواب أن اسم أبيه آزر ثم أورد على نفسه قول النسابين أن اسمه تارخ ثم أجاب بأنه قد يكون له اسمان كما لكثير من الناس أو يكون أحدهما لقبا وهذا الذي قاله جيد قوي والله أعلم واختلف القراء في أداء قوله تعالى " وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر" فحكى ابن جرير عن الحسن البصري وأبي يزيد المدني أنهما كانا يقرآن " وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة " معناه يا آزر أتتخذ أصناما آلهة وقرأ الجمهور بالفتح إما على أنه علم أعجمي لا ينصرف وهو بدل من قوله لأبيه أو عطف بيان وهو أشبه وعلى قول من جعله نعتا لا ينصرف أيضا كأحمر وأسود فأما من زعم أنه منصوب لكونه معمولا لقوله " أتتخذ أصناما " تقديره يا أبت أتتخذ آزر أصناما آلهة فإنه قول بعيد في اللغة فإن ما بعد حرف الاستفهام لا يعمل فيما قبله لأن له صدر الكلام . كذا قرره ابن جرير وغيره وهو مشهور في قواعد العربية والمقصود أن إبراهيم وعظ أباه في عبادة الأصنام وزجره عنها ونهاه فلم ينته كما قال " وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة " أي أتتأله لصنم تعبده من دون الله " إني أراك وقومك " أي السالكين مسلكك " في ضلال مبين " أي تائهين لا يهتدون أين يسلكون بل في حيرة وجهل وأمركم في الجهالة والضلال بين واضح لكل ذي عقل سليم . وقال تعالى" واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا " فكان إبراهيم عليه السلام يستغفر لأبيه مدة حياته فلما مات على الشرك وتبين إبراهيم ذلك رجع عن الاستغفار له وتبرأ منه كما قال تعالى " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم " وثبت في الصحيح أن إبراهيم يلقى أباه آزر يوم القيامة فيقول له آزر يا بني اليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم أي رب ألم تعدني أنك لا تخزني يوم يبعثون وأي خزي أخزى من أبي الأبعد ؟ فيقال يا إبراهيم انظر ما وراءك فإذا هو بذبح متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار .
تفسير القرطبي : تكلم العلماء في هذا ; فقال أبو بكر محمد بن محمد بن الحسن الجويني الشافعي الأشعري في النكت من التفسير له : وليس بين الناس اختلاف في أن اسم والد إبراهيم تارح . والذي في القرآن يدل على أن اسمه آزر . وقيل : آزر عندهم ذم في لغتهم ; كأنه قال : وإذ قال لأبيه يا مخطئ " أتتخذ أصناما آلهة " وإذا كان كذلك فالاختيار الرفع . وقيل : آزر اسم صنم . وإذا كان كذلك فموضعه نصب على إضمار الفعل ; كأنه قال : وإذ قال إبراهيم لأبيه أتتخذ آزر إلها , أتتخذ أصناما آلهة . قلت : ما ادعاه من الاتفاق ليس عليه وفاق ; فقد قال محمد بن إسحاق والكلبي والضحاك : إن آزر أبو إبراهيم عليه السلام وهو تارخ , مثل إسرائيل ويعقوب ; قلت فيكون له اسمان كما تقدم . وقال مقاتل : آزر لقب , وتارخ اسم : وحكاه الثعلبي عن ابن إسحاق القشيري . ويجوز أن يكون على العكس . قال الحسن : كان اسم أبيه آزر . وقال سليمان التيمي : هو سب وعيب , ومعناه في كلامهم : المعوج . وروى المعتمر بن سليمان عن أبيه قال : بلغني أنها أعوج , وهي أشد كلمة قالها إبراهيم لأبيه . وقال الضحاك : معنى آزر الشيخ الهم بالفارسية . وقال الفراء : هي صفة ذم بلغتهم ; كأنه قال يا مخطئ ; فيمن رفعه . أو كأنه قال : وإذ قال إبراهيم لأبيه المخطئ ; فيمن خفض . ولا ينصرف لأنه على أفعل ; قاله النحاس . وقال الجوهري : آزر اسم أعجمي , وهو مشتق من آزر فلان فلانا إذا عاونه ; فهو مؤازر قومه على عبادة الأصنام وقيل : هو مشتق من القوة , والأزر القوة ; عن ابن فارس . وقال مجاهد ويمان : آزر اسم صنم . وهو في هذا التأويل في موضع نصب , التقدير : أتتخذ آزر إلها , أتتخذ أصناما . وقيل : في الكلام تقديم وتأخير , التقدير : أتتخذ آزر أصناما . قلت : فعلى هذا آزر اسم جنس . والله أعلم . وقال الثعلبي في كتاب العرائس : إن اسم أبي إبراهيم الذي سماه به أبوه تارح , فلما صار مع النمروذ قيما على خزانة آلهته سماه آزر . وقال مجاهد : إن آزر ليس باسم أبيه وإنما هو اسم صنم . وهو إبراهيم بن تارح بن ناخور بن ساروع بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام . و " آزر " فيه قراءات : " أإزرا " بهمزتين , الأولى مفتوحة والثانية مكسورة ; عن ابن عباس . وعنه " أأزرا " بهمزتين مفتوحتين . وقرئ بالرفع , وروي ذلك عن ابن عباس . وعلى القراءتين الأوليين عنه " تتخذ " بغير همزة . قال المهدوي : أإزرا ؟ فقيل : إنه اسم صنم ; فهو منصوب على تقدير أتتخذ إزرا , وكذلك أأزرا . ويجوز أن يجعل أإزرا على أنه مشتق من الأزر وهو الظهر فيكون مفعولا من أجله ; كأنه قال : أللقوة تتخذ أصناما . ويجوز أن يكون إزر بمعنى وزر , أبدلت الواو همزة . قال القشيري : ذكر في الاحتجاج على المشركين قصة إبراهيم ورده على أبيه في عبادة الأصنام . وأولى الناس باتباع إبراهيم العرب ; فإنهم ذريته . أي واذكر إذ قال إبراهيم . أو " وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت " [ الأنعام : 70 ] وذكر إذ قال إبراهيم . وقرئ " آزر " أي يا آزر , على النداء المفرد , وهي قراءة أبي ويعقوب وغيرهما . وهو يقوي قول من يقول : إن آزر اسم أب إبراهيم . " أتتخذ أصناما آلهة " مفعولان لتتخذ وهو استفهام فيه معنى الإنكار .
 

۩ العضو النادر ۩

مشرف سابق
7 ديسمبر 2009
9,545
155
0
الجنس
ذكر
رد: تفسير (وإذ قال ابراهيم لأبيه آزر)

جميل جداً
بس ياليت ترتبتها فضلاً لا امراً ليسهل علينا القراءة والفهم,
وجعله ذالك من موازين اعمالك.
 

حفيدة عمر

مزمار داوُدي
1 سبتمبر 2010
4,580
77
0
الجنس
أنثى
رد: تفسير (وإذ قال ابراهيم لأبيه آزر)

جزاك الله خير وبارك الله فيك
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: تفسير (وإذ قال ابراهيم لأبيه آزر)

بورك فيك أخانا الطويرقي، وأضيف صوتي لصوت النادر مطالبا بالتنسيق إن أمكن، وجزيت الخير.
 

سمو قلب

مشرف سابق
16 سبتمبر 2008
6,635
13
0
الجنس
ذكر
رد: تفسير (وإذ قال ابراهيم لأبيه آزر)

بارك الله فيك
ونفع الله بك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع