- 26 مايو 2009
- 25,394
- 1,156
- 0
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
-
:::لولا فصاحتهم لضَربتُ أعناقهم :::
أمر الحجاج بن يوسف صاحب حرسه أن يطوف بالليل ، فمن رآه بعد العشاء سكرانًا ضربَ عنقه
فطاف ليلةً من الليالي ، فوجد ثلاثة فتيان ٍ يتمايلون ، وعليهم أمارات السُكر ، فقال لهم صاحبُ الحرس :
من أنتم حتى خالفتم أمر أمير المؤمنين ، وخرجتم في مثل هذا الوقت ! فقال أحدهم :
أنا ابنُ من دانت ِ الرقابُ له *** ما بين مخزومـِـها وهاشـِمها
تأتيه بالرغم ِ وهي صاغرةُ *** يأخذ من مالـِـها ومن دَمـِـها
فأمسك عنه، وقال لعلَّه من أقارب أمير المؤمنين، ثم قال للآخر: وأنت من تكون؟.. فقال:
أنا ابن لمن لا تنزل الدهر قدره *** وإن نزلت يومًا فسوف تعود
ترى الناس أفواجًا إلى ضوء ناره *** فمنهم قائم حولها وقعود
فأمسك عنه، وقال: لعلَّه ابن أشرف العرب، ثم قال للآخر: وأنت من تكون؟.. فأنشد على البديهة:
أنا ابنٌ لمن خاض الصفوف بعزمه *** وقوّمها بالسيف حتى استقامت
وركباه لا ينفك رجلاه منهما إذا *** الخيل في يوم الكريهة ولّت
فأمسك عنه أيضًا، وقال: لعلَّه ابن أشجع العرب، واحتفظ عليهم. فلما كان الصباح رفع أمرهم للحجاج
فأمر بإحضارهم وكشف عن حالهم، فإذا الأول ابن حجّام، والثاني ابن فوّال، والثالث ابن حائك.
فتعجب من فصاحتهم ، وقال لجلسائه: علّموا أولادكم الأدب
فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم ، ثم أنشد الحجاج:
كن ابن من شئت واكتسب أدبًا *** يغنيك محموده عن النسب
إن الفتى من يقول : ها أنـا ذا *** ليس الفتى من يقول : كان أبي