- 21 فبراير 2011
- 145
- 25
- 28
- الجنس
- أنثى
- القارئ المفضل
- سعد سعيد الغامدي
- علم البلد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (كُلُّ نَفسٍ بِمَا كَسَبَت رَهِينَةٌ )سورة المدثر 38
أي كل نفس مرتهنة مجبوسة وموثقة بكسبها السيء وحبسها في العذاب السيء , وذلك لأن الجزاء من جنس العمل , فكما حبس المجرمون مالديهم لله ولخلقه من الحقوق اللازمة فلم يؤدواالصلاة التي هي أكبر العبادات المتضمنة للإخلاص للمعبود , ولاأطعموا المساكين من الحق الذي أوجبه الله في أموالهم , ولاحبسوا نفوسهم على ماشرع وقيدوها بقيود الدين بل أطلقوها فيما شاءوا من المرادات الفاسدة فخاضوا بالباطل مع الخائضين , ولاصدقواربهم ورسله مع تواتر الآيات بل كانوا يكذبون بيوم الدين فلذلك حبسوا في هذا المحبس الفظيع وأدخلوا في سقر .
ولما كان أصحاب اليمين قد حبسوا نفوسهم في الدنيا على شرع الله تصديقا وعملا , وأطلقواجوارحهم وألسنتهم في طاعة الله ومرضاته أطلق الله أسارهم وفك رهنهم فلم يكونوا في ذلك اليوم مرتهنين بل كانوا مطلقين فيما اشتهت أنفسهم ولذت عيونهم .
فعمل العبدفي الدنيا إما أن يكون سببا لإرتهانه أو سببا لخلاصه بل الأصل أن الإنسان في حبس وأن عمله سيرتهن لأنه ظلوم وجهول طبعا إلا من خلصه الله من هذا ومنَّ عليه بالصبروعمل الصالحات فلهذا جعل الإرتهان عاما واستثنى منه أصحاب اليمين فقال تعالى (كُلُ نَفسٍ بِمَا كَسَبَت رَهِينَةٌ إِلاّ أَصحَابَ اليَمِينِ)