- 20 نوفمبر 2008
- 6,805
- 49
- 48
- الجنس
- أنثى

وفاء السموأل
لما أراد امرؤ القيس المضي إلى قيصر ملك الروم ، أودع عند السوأل دروعاً وسلاحًا وأمتعة تساوي جملة كثيرة ، فلما مات امرؤ القيس ، أرسل ملك كِندة ، يطلب الدروع والأسلحة المودعة عند السموأل .
فقال السموأل : لا أدفعها إلا إلى مستحقيها ، وأبى أن يدفع إليه منها شيئاً ، فعاوده ، فأبى ، وقال : لا أغدر بذمتي ، ولا أخون أمانتي ، ولا أترك الوفاء الواجب عليَّ .
فقصده ذلك الملك من كندة بعسكره ، فدخل السموأل في حصنه وامتنع به ، فحاصره ذلك الملك ، وكان ولد السموأل خارج الحصن ، فظفر به الملك وأخذه أسيراً ثم طاف حول الحصن ، فلم رآه قال له : إن ولدك قد أسرته ، وهو ذا معي ، فإن سلمت إلىَّ الدروع والسلاح رحلت عنك ، وسلمت إليك ولدك ، وإن امتنعت من ذلك ، ذبحت ولدك وأنت تنظر ، فاختر أيهما شئت .
فقال له السموأل : ما كنت لأخفر ذمامي وأُبطل وفائي ، فاصنع ما شئت ، … فذبح ولده – وهو ينظر – ثم لما عجز عن الحصن رجع خائباً ، واحتسب السموأل ذبح ولده ، وصبر محافظة على وفائه ، فلما جاء الموسم وحضر ورثة امرىء القيس ، سلم إليهم الدروع والسلاح ، ورأى حفظ ذمامه ، ورعاية وفائه ، أحب إليه من حياة ولده وبقائه ، وقال في ذلك :
وفيتُ بأدرع الكندي إني *** إذا ما خان أقوامٌ وفيتُ
قصة أعجبتني أسأل الله أن يردنا أليه ردا جميلا ويهدينا لأحسن الأخلاق