- 22 يوليو 2008
- 16,039
- 146
- 63
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يعد خافياً على أحد من أهل العربية ما يراد بها وبثقافتها من تدابير شيطانية معلنة وخفية للإجهاز عليها ومحوها من ميدان الاستعمال في كل ميادين الحياة التي تعمل فيها اللغات وذلك بهدف إنشاء أجيال قادمة لا تمت للعروبة ولا للإسلام بصلة.
إن أعداء العربية – وهم يعلمون تلازم العربية والإسلام – يدركون أثر هذا الدين وقوّته في نفوس أبنائه ويوقنون أنه الصخرة الشماء التي تقف في وجه مشاريعهم الاستعمارية التي تسعى بشتى الوسائل للاستيلاء على أرض المسلمين.. وإخضاع أهلها وثرواتها الهائلة حتى لا تنهض وتأخذ مكانها بين الأمم فتُهدَّد هيمنتهم على مقدرات الشعوب.
إنهم يجتهدون في تحطيم العربية.. يسعون في إبعادها عن أهلها وإبعاد أهلها عنها.. يدعون إلى إبعادها عن قاعات الدرس.. وينشرون المدارس الأجنبية التي تستبعد اللسان العربي من التعلم وهم يحشدون الوسائل والأساليب والضغوط، حشداً جامعاً يستقصي كل ما يقدرون عليه لتحقيق مآربهم..!!
وهذه صرخة من مصر..!؟؟
حذّر الدكتور إمام حنفي سيد – أستاذ الفلسفة الإسلامية، في كلمة ألقاها في المؤتمر السادس عشر للجمعية المصرية لتعريب العلوم: "إن استبعاد اللغة العربية من مرحلة التعليم العام وجعل اللغة الأجنبية هي لغة التعليم من الحضانة إلى الجامعة، سيخلق أوضاعاً اجتماعية طبقية تهدد السلم الاجتماعي، حيث سيكون لدينا خريج للجامعة الأجنبية أمامه فرص للعمل وارتقاء المناصب العليا وخريج لجامعة تدرّس بالعربية يجد الأبواب أمامه مغلقة".
وشدّد على أن "التعليم باللغة القومية يلعب دوراً مهمّاً في ترسيخ الهوية، وقيم الانتماء الوطني؛ فالإحساس القومي لدى (الإسرائيليين) الذين يدرسون العبرية من الحضانة حتى نهاية الجامعة، يتمتعون بحس قومي عال.. وانتماء لدولتهم"!
وهكذا نجد – نحن أهل العربية – أبناءنا الذين يدرسون باللغة الأجنبية بلا انتماء ولا ولاء لأمتهم.. وهل هذا معقول..؟!
وطالب الدكتور عبد الحافظ حلمي – رئيس الجمعية بضرورة "أن يصدر قرار سياسي بجعل العربية هي لغة التعليم في مصر".
وقال الدكتور محمد يونس الحملاوي – أستاذ الحاسبات بهندسة الأزهر: "إن لـ(إسرائيل) ثلاث جامعات تدرّس باللغة العبرية هي من أفضل (500) جامعة في العالم.. بينما لا توجد جامعة عربية واحدة تدرّس بلغة أجنبية من هذه الجامعات"!
وأضاف: إننا الوحيدون في العالم الذين يدرسون (في الجامعات) بغير لغتهم الوطنية"!
استيعاب العلوم.. واللغة الوطنية؟؟
أشارت دراسة على نتيجة امتحان المجلس الطبي للأطباء الأجانب في أمريكا (الذي يرخص لمزاولة المهنة): أن الأطباء الذين درسوا بالعربية (حالة سوريا) قد حصلوا على معدل علامات أعلى من المتوسط العام للأطباء المتقدمين للامتحان من مختلف أنحاء العالم..!!
وقال الدكتور الحملاوي: "إن دراسات أخرى تشير إلى أن التفوق كان من نصيب الدارسين باللغة العربية في المرحلة الجامعية، وما قبل الجامعية، وأن سرعة القراءة باللغة العربية تزيد عن سرعة قراءة نفس المادة باللغة الإنجليزية بنسبة (43%)".
وقد شنّت نجوى فوزي – وهي عضو جمعية المترجمين العرب – هجوماً حادّاً على مدارس اللغات والكليات التي تدرّس بالإنجليزية وقالت: "إن انتشارها بهذا الشكل الهستيري إنما هو مؤامرة على اللغة العربية ومخطط للقضاء عليها واستبعادها من مجال التعليم والحياة، وجريمة في حق هوية أبنائنا والأجيال القادمة"!!
فماذا يقول أصحاب الأمر في ذلك؟!
المؤامرة وأساليبها..!!؟
"منظمة الإسلام والغرب": تتألف هذه المنظمة من (35) عضواً منهم (10) من المسلمين. وهي إحدى أذرع منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، ويرأس هذه المنظمة اللورد كارادون الإنجليزي صاحب القرار (242)! جاء في دستورها المنشور في (3/10/1979م): "إن مؤلفي الكتب المدرسية لا ينبغي لهم أن يصدروا أحكاماً على القيم صراحة أو ضمناً، كما لا يصح أن يقدموا الدين على أنه معيار أو هدف".
وفيه أيضاً: "المرغوب فيه أن الأديان يجب عرضها ليفهم منها التلميذ ليس أهداف الدين الأساسية وإنما ما تشترك فيه مع غيرها من الأديان (؟!) ويلزم فحص الكتب الدراسية التي قامت بتقديم الظاهرة الدينية على أن يقوم بذلك علماء من كافة التخصصات، وكذلك أعضاء من أصحاب العقائد الأخرى وكذلك اللادينيون"!!
فهل ذلك معقول؟! هل يرضاه مسلم؟
وإنفاذاً لهذا المخطط:
- الجهات المانحة تشترط تغيير المناهج أو استبعاد بعض المقررات مقابل منح المساعدات.
- أصبح لقرارات اليونسكو وتوصياتها شبه إلزام بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام (1990م).
- مؤتمرات حوار الأديان توصي دائماً بتغيير المناهج.
- الشراكة الأوروبية المتوسطية تشترط تغيير المناهج مقابل المِنح!!
إن هذا المخطط هو من أخطر الهجمات العدوانية التي توجه للإسلام وثقافته.. وللمناهج الدراسية التي تقوم على عقائده وأحكامه!!
ومما يُشاهَد من أثر لهذه السياسة الدولية المدمرة في المناهج الدراسية في العالم العربي والإسلامي ينذر بأوخم العواقب؟!
صرخة عالم..!!
يعتقد كثير من (أهل العلم) أن الدعوة إلى التعليم باللغة الأجنبية أيسر السبل إلى التقدم والبحث العلمي!!
وتؤكد الدراسات والآراء التي بسطنا بعضاً منها إلى إسقاط هذه الحجة بل وتؤكد عكسها تماماً!!
ولكن لماذا يُروِّج المروجون هذه الدعاوى الكاذبة وقد ثبت فشلها؟!
إن ذلك خدمة للمخطط الاستعماري الذي يستهدف هدم مقومات الأمة وإفشال سعيها في العودة إلى التأثير الإيجابي في العالم بكل ما تعنيه هذه الأهداف من امتلاك أسباب القوة!
وهو بعض المؤامرة!!
واستمعوا إلى رأي عالم ثقة – هو الدكتور رشدي رشاد، وهو رجل له من القدرات العلمية العصرية ما يكاد العقل أن لا يصدّقه!
إنه رئيس المركز الفرنسي (في باريس) للبحوث العلمية النظرية منذ ما يزيد على أربعة عقود! وله ما يزيد عن (60) مؤلفاً... وقد حاضر في عدة جامعات مرموقة... يقول في مقابلة تلفزيونية له: "كل جامعات العالم: اليابان، الصين، فرنسا، بريطانيا... كلها تدرّس العلوم الحديثة باللغة الوطنية! وما تدرَّس به العلوم في بلادنا العربية إنما هي خليط من العربية والأجنبية، والزعم بأن التدريس باللغة الإنجليزية يدفع البحث العلمي إلى الأمام هو محض خرافة"!!
كما عرّج على الجامعات الأجنبية التي تقوم في الأرض العربية وقال: "إنها لن تساعد في إتمام شيء، ولن تقدّم شيئاً جديداً، وما يقال عن فوائدها.. خرافة أيضاً"!
وحقيقة الأمر، أن لا جامعاتنا ولا تلك الأجنبية القائمة في أرضنا هي من الجامعات المجيدة التي حصلت على موقع متقدم في مسابقة أفضل (500) جامعة في العالم!!
إن هذه اللغة الكريمة تحتاج من النظام الرسمي العربي إلى عون يحميها من السقوط والاندثار.. ولن يُعذَر أحد في تهاونه في نجدة العربية... لغة القرآن الكريم.
اللهم عونك على وعدك: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:51].
(مصطفى محمد هديب)
لم يعد خافياً على أحد من أهل العربية ما يراد بها وبثقافتها من تدابير شيطانية معلنة وخفية للإجهاز عليها ومحوها من ميدان الاستعمال في كل ميادين الحياة التي تعمل فيها اللغات وذلك بهدف إنشاء أجيال قادمة لا تمت للعروبة ولا للإسلام بصلة.
إن أعداء العربية – وهم يعلمون تلازم العربية والإسلام – يدركون أثر هذا الدين وقوّته في نفوس أبنائه ويوقنون أنه الصخرة الشماء التي تقف في وجه مشاريعهم الاستعمارية التي تسعى بشتى الوسائل للاستيلاء على أرض المسلمين.. وإخضاع أهلها وثرواتها الهائلة حتى لا تنهض وتأخذ مكانها بين الأمم فتُهدَّد هيمنتهم على مقدرات الشعوب.
إنهم يجتهدون في تحطيم العربية.. يسعون في إبعادها عن أهلها وإبعاد أهلها عنها.. يدعون إلى إبعادها عن قاعات الدرس.. وينشرون المدارس الأجنبية التي تستبعد اللسان العربي من التعلم وهم يحشدون الوسائل والأساليب والضغوط، حشداً جامعاً يستقصي كل ما يقدرون عليه لتحقيق مآربهم..!!
وهذه صرخة من مصر..!؟؟
حذّر الدكتور إمام حنفي سيد – أستاذ الفلسفة الإسلامية، في كلمة ألقاها في المؤتمر السادس عشر للجمعية المصرية لتعريب العلوم: "إن استبعاد اللغة العربية من مرحلة التعليم العام وجعل اللغة الأجنبية هي لغة التعليم من الحضانة إلى الجامعة، سيخلق أوضاعاً اجتماعية طبقية تهدد السلم الاجتماعي، حيث سيكون لدينا خريج للجامعة الأجنبية أمامه فرص للعمل وارتقاء المناصب العليا وخريج لجامعة تدرّس بالعربية يجد الأبواب أمامه مغلقة".
وشدّد على أن "التعليم باللغة القومية يلعب دوراً مهمّاً في ترسيخ الهوية، وقيم الانتماء الوطني؛ فالإحساس القومي لدى (الإسرائيليين) الذين يدرسون العبرية من الحضانة حتى نهاية الجامعة، يتمتعون بحس قومي عال.. وانتماء لدولتهم"!
وهكذا نجد – نحن أهل العربية – أبناءنا الذين يدرسون باللغة الأجنبية بلا انتماء ولا ولاء لأمتهم.. وهل هذا معقول..؟!
وطالب الدكتور عبد الحافظ حلمي – رئيس الجمعية بضرورة "أن يصدر قرار سياسي بجعل العربية هي لغة التعليم في مصر".
وقال الدكتور محمد يونس الحملاوي – أستاذ الحاسبات بهندسة الأزهر: "إن لـ(إسرائيل) ثلاث جامعات تدرّس باللغة العبرية هي من أفضل (500) جامعة في العالم.. بينما لا توجد جامعة عربية واحدة تدرّس بلغة أجنبية من هذه الجامعات"!
وأضاف: إننا الوحيدون في العالم الذين يدرسون (في الجامعات) بغير لغتهم الوطنية"!
استيعاب العلوم.. واللغة الوطنية؟؟
أشارت دراسة على نتيجة امتحان المجلس الطبي للأطباء الأجانب في أمريكا (الذي يرخص لمزاولة المهنة): أن الأطباء الذين درسوا بالعربية (حالة سوريا) قد حصلوا على معدل علامات أعلى من المتوسط العام للأطباء المتقدمين للامتحان من مختلف أنحاء العالم..!!
وقال الدكتور الحملاوي: "إن دراسات أخرى تشير إلى أن التفوق كان من نصيب الدارسين باللغة العربية في المرحلة الجامعية، وما قبل الجامعية، وأن سرعة القراءة باللغة العربية تزيد عن سرعة قراءة نفس المادة باللغة الإنجليزية بنسبة (43%)".
وقد شنّت نجوى فوزي – وهي عضو جمعية المترجمين العرب – هجوماً حادّاً على مدارس اللغات والكليات التي تدرّس بالإنجليزية وقالت: "إن انتشارها بهذا الشكل الهستيري إنما هو مؤامرة على اللغة العربية ومخطط للقضاء عليها واستبعادها من مجال التعليم والحياة، وجريمة في حق هوية أبنائنا والأجيال القادمة"!!
فماذا يقول أصحاب الأمر في ذلك؟!
المؤامرة وأساليبها..!!؟
"منظمة الإسلام والغرب": تتألف هذه المنظمة من (35) عضواً منهم (10) من المسلمين. وهي إحدى أذرع منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، ويرأس هذه المنظمة اللورد كارادون الإنجليزي صاحب القرار (242)! جاء في دستورها المنشور في (3/10/1979م): "إن مؤلفي الكتب المدرسية لا ينبغي لهم أن يصدروا أحكاماً على القيم صراحة أو ضمناً، كما لا يصح أن يقدموا الدين على أنه معيار أو هدف".
وفيه أيضاً: "المرغوب فيه أن الأديان يجب عرضها ليفهم منها التلميذ ليس أهداف الدين الأساسية وإنما ما تشترك فيه مع غيرها من الأديان (؟!) ويلزم فحص الكتب الدراسية التي قامت بتقديم الظاهرة الدينية على أن يقوم بذلك علماء من كافة التخصصات، وكذلك أعضاء من أصحاب العقائد الأخرى وكذلك اللادينيون"!!
فهل ذلك معقول؟! هل يرضاه مسلم؟
وإنفاذاً لهذا المخطط:
- الجهات المانحة تشترط تغيير المناهج أو استبعاد بعض المقررات مقابل منح المساعدات.
- أصبح لقرارات اليونسكو وتوصياتها شبه إلزام بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام (1990م).
- مؤتمرات حوار الأديان توصي دائماً بتغيير المناهج.
- الشراكة الأوروبية المتوسطية تشترط تغيير المناهج مقابل المِنح!!
إن هذا المخطط هو من أخطر الهجمات العدوانية التي توجه للإسلام وثقافته.. وللمناهج الدراسية التي تقوم على عقائده وأحكامه!!
ومما يُشاهَد من أثر لهذه السياسة الدولية المدمرة في المناهج الدراسية في العالم العربي والإسلامي ينذر بأوخم العواقب؟!
صرخة عالم..!!
يعتقد كثير من (أهل العلم) أن الدعوة إلى التعليم باللغة الأجنبية أيسر السبل إلى التقدم والبحث العلمي!!
وتؤكد الدراسات والآراء التي بسطنا بعضاً منها إلى إسقاط هذه الحجة بل وتؤكد عكسها تماماً!!
ولكن لماذا يُروِّج المروجون هذه الدعاوى الكاذبة وقد ثبت فشلها؟!
إن ذلك خدمة للمخطط الاستعماري الذي يستهدف هدم مقومات الأمة وإفشال سعيها في العودة إلى التأثير الإيجابي في العالم بكل ما تعنيه هذه الأهداف من امتلاك أسباب القوة!
وهو بعض المؤامرة!!
واستمعوا إلى رأي عالم ثقة – هو الدكتور رشدي رشاد، وهو رجل له من القدرات العلمية العصرية ما يكاد العقل أن لا يصدّقه!
إنه رئيس المركز الفرنسي (في باريس) للبحوث العلمية النظرية منذ ما يزيد على أربعة عقود! وله ما يزيد عن (60) مؤلفاً... وقد حاضر في عدة جامعات مرموقة... يقول في مقابلة تلفزيونية له: "كل جامعات العالم: اليابان، الصين، فرنسا، بريطانيا... كلها تدرّس العلوم الحديثة باللغة الوطنية! وما تدرَّس به العلوم في بلادنا العربية إنما هي خليط من العربية والأجنبية، والزعم بأن التدريس باللغة الإنجليزية يدفع البحث العلمي إلى الأمام هو محض خرافة"!!
كما عرّج على الجامعات الأجنبية التي تقوم في الأرض العربية وقال: "إنها لن تساعد في إتمام شيء، ولن تقدّم شيئاً جديداً، وما يقال عن فوائدها.. خرافة أيضاً"!
وحقيقة الأمر، أن لا جامعاتنا ولا تلك الأجنبية القائمة في أرضنا هي من الجامعات المجيدة التي حصلت على موقع متقدم في مسابقة أفضل (500) جامعة في العالم!!
إن هذه اللغة الكريمة تحتاج من النظام الرسمي العربي إلى عون يحميها من السقوط والاندثار.. ولن يُعذَر أحد في تهاونه في نجدة العربية... لغة القرآن الكريم.
اللهم عونك على وعدك: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:51].
(مصطفى محمد هديب)