- 12 سبتمبر 2007
- 1,826
- 14
- 0
- الجنس
- ذكر
قــال أُستاذي :
بعث إليّ أحدُ الكِرامِ بملَفٍّ لا بَاركَ الله في عُجَرِهِ وبُجرِهِ ( أعني الملفّ ) ، فقد أثارَ في حَاسُوبي حَرباً ولا كحربِ البَسُوسِ ، وأسرفَ فِي بَرامِجي قتلاً وتنكيلاً وسلباً . والقِصّةُ يا كِرامُ أنّني لمّا فتحتُ ملفّ صاحِبي سَامَحهُ اللهُ وعفا عنّي وعنهُ ، بادَرني رئيسُ الشُرطَةِ فِي حاسُوبي الّذي يُسمّونَهُ مُكافِحُ الفيرُساتِ ، وقالَ ليَ : احذَر يَامَولايَ ، فإنّ هذَا الملفّ خَطيرٌ ، بَل هُو المَوتُ بعَينِهِ ! فقُلتُ لهُ : وَمَا أدرَاكَ يا فهّامَةَ الزمانِ ؟ فوَاصَلَ التحذيرَ ، وَساقَ الأيمَانَ ، إنّي لكَ لناصِحٌ ، وعَلى حاسُوبكَ لمُشفقٌ ، وإنّكَ إن تَفتَح هذا الملفّ تندمْ ندَماً عَظِيماً ! ثُمّ إنّي لِسوءِ حَظّي وفسَادِ رأيِي ، ضَربتُ صَفحاً عَن نصيحَتِهِ ، وازدَريتُ رأيَهُ ومَشُورَتَهُ ، وأيمُ اللهِ لقَد صدقني المِسكينُ ، وقلتُ لهُ : لئن لم تَكُفّ عَن تَدَخّلِكَ فيمَا لا يَعنيكَ لأفصُلنّك مِن مَنصبِكَ ، ولأرميَنّ بكَ خَارِجَ أسوَارِ حَاسوبي ، فالرأيُ ما أرى لا مَا تَرى ، فَلا تتعَرضنّ لهذا الملفّ وَدَعهُ وشأنَهُ ! فأطرقَ وَوجمَ ، ثُمّ أعرضَ عَنّي وكَأنّي بهِ يقولُ : لقَد محضتُكَ النّصحَ ، وصدَقتُكَ الخَبرَ ، فأنتَ وشَأنكَ ، ثُمّ تَمثّلَ قَولَ المُتلمّسِ : من مبلغُ الشعراءِ عن أخوَيْهِمُ ... نبأً فَتَصْدُقُهم بذاكَ الأنفُسُ أودَى الّذِي عَلِقَ الصّحيفةَ منهُمَا ... ونجَا حِذارَ حَياتِهِ المُتَلَمِّسُ ثُمّ - أيّهَا الكِرامُ - إنّ أخَاكُم دحرَجَ فأرتَهُ وساقَها لفَتحِ الملفّ المشئومِ ، وَمَا هُوَ إلاّ ذاكَ حَتّى انطَلق مِنهُ فَيروسٌ أغبرُ ، كَأنّهُ رأسُ شَيطانٍ رَجيمٍ ، يعيثُ فِي الحَاسُوبِ فَسَاداً ، يقتُلُ الأبرياء ، ويسفِكُ الدّماءَ ، وكَانَ أوّل ما ابتدَأ ببرنَامَجِ الرسّامِ المِسكينِ ، إذ اقتطفهُ قَطفَةً لم تَترك لهُ أثرَاً ، ثُمّ سَارَ إلى برنَامَجِ الطّابِعَةِ فقتَلهُ ، ثُمّ إلى برنَامجِ الصوتِ الذي يسمّونهُ ريل بلير فأنكَلَ بِهِ وجعلَهُ عِبرةً ، ثُمّ إلى قَارئِ أكروبت فجعَلهُ أعمَى أصمّ لا يقرأُ ولا يعِي ، لَهفِي عليهِ المِسكينُ كانَ قابِعاً عَلى سطحِ مكتَبي واللهِ مَا رأيتُ مِنهُ أذيّةً يَوماً ، ثُمّ تَوجّهَ الأغبَرُ إلى ملفّاتِ النّظامِ فعَاثَ فيهَا فسَاداً ، وأرهَقهَا قَتلاً ونَهباً ولا كَعنتَرةِ بنِ شدّادٍ ! مَا كانَ مِن أخيكُم إلا أن امتطَى صَهوَةَ فأرتِهِ ، وصَاحَ بأعلَى صَوتهِ : وما الحربُ إلاّ مَا علِمتُمْ وذقتمُ ... وَما هوَ عَنهَا بالحَديثِ المُرَجّمِ إليّ بِرَئيسِ الشُرطَةِ وقَائِدِ الجَيشِ . فَجَاءَ يجُرّ أذيَالَهُ ، ويَسحَبُ أسمَالهُ ، فصَرختُ بِهِ : أينَ أنتَ عَن هذا الفسادِ المنتَشرِ والفتنَةِ المشرئبّةِ ؟ ألا تَرى مَا حَلّ بالبَرامِجِ مِن قَتلٍ وسلبٍ ونَهبٍ ؟ قَالَ لِي : يَا مَولايَ ! لَقد نصحتُكَ فأعرَضتَ عَن نُصحي ، وعِلاجُ الأمرِ فِي إقبَالِهِ خَيرٌ مِن إدبَارِهِ ! قلتُ : وكيفَ السبيلُ إذنْ ؟ قالَ : أمّا أنا فَلا أستَطيعُ فِعلَ شئٍ ، ولكنّ الفَيرُوس المَلعُونَ اسمُهُ : win32/polip فَسَل عَنهُ أهلَ الرّأيِ والمَشُورَةِ يُفتُوكَ بِشأنِهِ ، والسّلامُ .
بعث إليّ أحدُ الكِرامِ بملَفٍّ لا بَاركَ الله في عُجَرِهِ وبُجرِهِ ( أعني الملفّ ) ، فقد أثارَ في حَاسُوبي حَرباً ولا كحربِ البَسُوسِ ، وأسرفَ فِي بَرامِجي قتلاً وتنكيلاً وسلباً . والقِصّةُ يا كِرامُ أنّني لمّا فتحتُ ملفّ صاحِبي سَامَحهُ اللهُ وعفا عنّي وعنهُ ، بادَرني رئيسُ الشُرطَةِ فِي حاسُوبي الّذي يُسمّونَهُ مُكافِحُ الفيرُساتِ ، وقالَ ليَ : احذَر يَامَولايَ ، فإنّ هذَا الملفّ خَطيرٌ ، بَل هُو المَوتُ بعَينِهِ ! فقُلتُ لهُ : وَمَا أدرَاكَ يا فهّامَةَ الزمانِ ؟ فوَاصَلَ التحذيرَ ، وَساقَ الأيمَانَ ، إنّي لكَ لناصِحٌ ، وعَلى حاسُوبكَ لمُشفقٌ ، وإنّكَ إن تَفتَح هذا الملفّ تندمْ ندَماً عَظِيماً ! ثُمّ إنّي لِسوءِ حَظّي وفسَادِ رأيِي ، ضَربتُ صَفحاً عَن نصيحَتِهِ ، وازدَريتُ رأيَهُ ومَشُورَتَهُ ، وأيمُ اللهِ لقَد صدقني المِسكينُ ، وقلتُ لهُ : لئن لم تَكُفّ عَن تَدَخّلِكَ فيمَا لا يَعنيكَ لأفصُلنّك مِن مَنصبِكَ ، ولأرميَنّ بكَ خَارِجَ أسوَارِ حَاسوبي ، فالرأيُ ما أرى لا مَا تَرى ، فَلا تتعَرضنّ لهذا الملفّ وَدَعهُ وشأنَهُ ! فأطرقَ وَوجمَ ، ثُمّ أعرضَ عَنّي وكَأنّي بهِ يقولُ : لقَد محضتُكَ النّصحَ ، وصدَقتُكَ الخَبرَ ، فأنتَ وشَأنكَ ، ثُمّ تَمثّلَ قَولَ المُتلمّسِ : من مبلغُ الشعراءِ عن أخوَيْهِمُ ... نبأً فَتَصْدُقُهم بذاكَ الأنفُسُ أودَى الّذِي عَلِقَ الصّحيفةَ منهُمَا ... ونجَا حِذارَ حَياتِهِ المُتَلَمِّسُ ثُمّ - أيّهَا الكِرامُ - إنّ أخَاكُم دحرَجَ فأرتَهُ وساقَها لفَتحِ الملفّ المشئومِ ، وَمَا هُوَ إلاّ ذاكَ حَتّى انطَلق مِنهُ فَيروسٌ أغبرُ ، كَأنّهُ رأسُ شَيطانٍ رَجيمٍ ، يعيثُ فِي الحَاسُوبِ فَسَاداً ، يقتُلُ الأبرياء ، ويسفِكُ الدّماءَ ، وكَانَ أوّل ما ابتدَأ ببرنَامَجِ الرسّامِ المِسكينِ ، إذ اقتطفهُ قَطفَةً لم تَترك لهُ أثرَاً ، ثُمّ سَارَ إلى برنَامَجِ الطّابِعَةِ فقتَلهُ ، ثُمّ إلى برنَامجِ الصوتِ الذي يسمّونهُ ريل بلير فأنكَلَ بِهِ وجعلَهُ عِبرةً ، ثُمّ إلى قَارئِ أكروبت فجعَلهُ أعمَى أصمّ لا يقرأُ ولا يعِي ، لَهفِي عليهِ المِسكينُ كانَ قابِعاً عَلى سطحِ مكتَبي واللهِ مَا رأيتُ مِنهُ أذيّةً يَوماً ، ثُمّ تَوجّهَ الأغبَرُ إلى ملفّاتِ النّظامِ فعَاثَ فيهَا فسَاداً ، وأرهَقهَا قَتلاً ونَهباً ولا كَعنتَرةِ بنِ شدّادٍ ! مَا كانَ مِن أخيكُم إلا أن امتطَى صَهوَةَ فأرتِهِ ، وصَاحَ بأعلَى صَوتهِ : وما الحربُ إلاّ مَا علِمتُمْ وذقتمُ ... وَما هوَ عَنهَا بالحَديثِ المُرَجّمِ إليّ بِرَئيسِ الشُرطَةِ وقَائِدِ الجَيشِ . فَجَاءَ يجُرّ أذيَالَهُ ، ويَسحَبُ أسمَالهُ ، فصَرختُ بِهِ : أينَ أنتَ عَن هذا الفسادِ المنتَشرِ والفتنَةِ المشرئبّةِ ؟ ألا تَرى مَا حَلّ بالبَرامِجِ مِن قَتلٍ وسلبٍ ونَهبٍ ؟ قَالَ لِي : يَا مَولايَ ! لَقد نصحتُكَ فأعرَضتَ عَن نُصحي ، وعِلاجُ الأمرِ فِي إقبَالِهِ خَيرٌ مِن إدبَارِهِ ! قلتُ : وكيفَ السبيلُ إذنْ ؟ قالَ : أمّا أنا فَلا أستَطيعُ فِعلَ شئٍ ، ولكنّ الفَيرُوس المَلعُونَ اسمُهُ : win32/polip فَسَل عَنهُ أهلَ الرّأيِ والمَشُورَةِ يُفتُوكَ بِشأنِهِ ، والسّلامُ .