- 6 ديسمبر 2010
- 175
- 3
- 0
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمان الرحيم
اقدم لكم
تلاوة تصويرية مرتلة لايات خلق الانسان وأدلة الإيمان والوحدانية في الكون وإنعام الله على الإنسان من سورة المومنون.الايات : 12-22
تحليل :
قبل وضع التلاوة لابد من الاشارة الى بعض المعاني التي تتضمنها الايات ..
يقول الله عز وجل :
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة , فخلقنا العلقة مضغة , فخلقنا المضغة عظاما , فكسونا العظام لحما . ثم أنشأناه خلقا آخر . فتبارك الله أحسن الخالقين . ثم إنكم بعد ذلك لميتون . ثم إنكم يوم القيامة تبعثون.
ومن صفات المؤمنين ينتقل إلى دلائل الإيمان في حياة الإنسان ذاته , وفي أطوار وجوده ونموه , مبتدئا بأصل النشأة الإنسانية , منتهيا إلى البعث في الآخرة ....
...
وفي أطوار هذه النشأة , وتتابعها بهذا النظام , وبهذا الإطراد , ما يشهد بوجود المنشى ء أولا , وما يشهد بالقصد والتدبير في تلك النشأة وفي اتجاهها أخيرا . فما يمكن أن يكون الأمر مصادفة عابرة , ولا خبط عشواء بدون قصد ولا تدبير....
(ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين). . وهذا النص يشير إلى أطوار النشأة الإنسانية ولا يحددها . فيفيد أن الإنسان مر بأطوار مسلسلة , من الطين إلى الإنسان . فالطين هو المصدر الأول , أو الطور الأول . والإنسان هو الطور الأخير . . وهي حقيقة نعرفها من القرآن , ولا نطلب لها مصداقا من النظريات العلمية التي تبحث عن نشأة الإنسان , أو نشأة الأحياء .
إن القرآن يقرر هذه الحقيقة ليتخذها مجالا للتدبر في صنع الله , ولتأمل النقلة البعيدة بين الطين وهذا الإنسان
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)
وبتلك القوة الكامنة في الخلية المستمدة من الناموس الماضي في طريقه بين التدبير والتقدير . . حتى تجيء مرحلة العظام . . (فخلقنا المضغة عظاما)فمرحلة كسوة العظام باللحم: (فكسونا العظام لحما). . وهنا يقف الإنسان مدهوشا أمام ما كشف عنه القرآن من حقيقة في تكوين الجنين لم تعرف على وجه الدقة إلا أخيرا بعد تقدم علم الأجنة التشريحي . ذلك أن خلايا العظام غير خلايا اللحم . وقد ثبت أن خلايا العظام هي التي تتكون أولا في الجنين . ولا تشاهد خلية واحدة من خلايا اللحم إلا بعد ظهور خلايا العظام , وتمام الهيكل العظمي للجنين . وهي الحقيقة التي يسجلها النص القرآني: (فخلقنا المضغة عظاما , فكسونا العظام لحما). . فسبحان العليم الخبير !
(ثم أنشأناه خلقا آخر). . هذا هو الإنسان ذو الخصائص المتميزة . فجنين الإنسان يشبه جنين الحيوان في أطواره الجسدية . ولكن جنين الإنسان ينشأ خلقا آخر , ويتحول إلى تلك الخليقة المتميزة , المستعدة للارتقاء . ويبقى جنين الحيوان في مرتبة الحيوان , مجردا من خصائص الارتقاء والكمال , التي يمتاز بها جنين الإنسان . .....
ثم إنكم بعد ذلك لميتون . ثم إنكم يوم القيامة تبعثون .
فهو الموت نهاية الحياة الأرضية , وبرزخ ما بين الدنيا والآخرة . وهو إذن طور من أطوار النشأة الإنسانية وليس نهاية الأطوار .
ثم هو البعث المؤذن بالطور الأخير من أطوار تلك النشأة . وبعده تبدأ الحياة الكاملة , المبرأة من النقائص الأرضية , ومن ضرورات اللحم والدم , ومن الخوف والقلق ,.....
يتبع..
اقدم لكم
تلاوة تصويرية مرتلة لايات خلق الانسان وأدلة الإيمان والوحدانية في الكون وإنعام الله على الإنسان من سورة المومنون.الايات : 12-22
تحليل :
قبل وضع التلاوة لابد من الاشارة الى بعض المعاني التي تتضمنها الايات ..
يقول الله عز وجل :
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة , فخلقنا العلقة مضغة , فخلقنا المضغة عظاما , فكسونا العظام لحما . ثم أنشأناه خلقا آخر . فتبارك الله أحسن الخالقين . ثم إنكم بعد ذلك لميتون . ثم إنكم يوم القيامة تبعثون.
ومن صفات المؤمنين ينتقل إلى دلائل الإيمان في حياة الإنسان ذاته , وفي أطوار وجوده ونموه , مبتدئا بأصل النشأة الإنسانية , منتهيا إلى البعث في الآخرة ....
...
وفي أطوار هذه النشأة , وتتابعها بهذا النظام , وبهذا الإطراد , ما يشهد بوجود المنشى ء أولا , وما يشهد بالقصد والتدبير في تلك النشأة وفي اتجاهها أخيرا . فما يمكن أن يكون الأمر مصادفة عابرة , ولا خبط عشواء بدون قصد ولا تدبير....
(ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين). . وهذا النص يشير إلى أطوار النشأة الإنسانية ولا يحددها . فيفيد أن الإنسان مر بأطوار مسلسلة , من الطين إلى الإنسان . فالطين هو المصدر الأول , أو الطور الأول . والإنسان هو الطور الأخير . . وهي حقيقة نعرفها من القرآن , ولا نطلب لها مصداقا من النظريات العلمية التي تبحث عن نشأة الإنسان , أو نشأة الأحياء .
إن القرآن يقرر هذه الحقيقة ليتخذها مجالا للتدبر في صنع الله , ولتأمل النقلة البعيدة بين الطين وهذا الإنسان
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)
وبتلك القوة الكامنة في الخلية المستمدة من الناموس الماضي في طريقه بين التدبير والتقدير . . حتى تجيء مرحلة العظام . . (فخلقنا المضغة عظاما)فمرحلة كسوة العظام باللحم: (فكسونا العظام لحما). . وهنا يقف الإنسان مدهوشا أمام ما كشف عنه القرآن من حقيقة في تكوين الجنين لم تعرف على وجه الدقة إلا أخيرا بعد تقدم علم الأجنة التشريحي . ذلك أن خلايا العظام غير خلايا اللحم . وقد ثبت أن خلايا العظام هي التي تتكون أولا في الجنين . ولا تشاهد خلية واحدة من خلايا اللحم إلا بعد ظهور خلايا العظام , وتمام الهيكل العظمي للجنين . وهي الحقيقة التي يسجلها النص القرآني: (فخلقنا المضغة عظاما , فكسونا العظام لحما). . فسبحان العليم الخبير !
(ثم أنشأناه خلقا آخر). . هذا هو الإنسان ذو الخصائص المتميزة . فجنين الإنسان يشبه جنين الحيوان في أطواره الجسدية . ولكن جنين الإنسان ينشأ خلقا آخر , ويتحول إلى تلك الخليقة المتميزة , المستعدة للارتقاء . ويبقى جنين الحيوان في مرتبة الحيوان , مجردا من خصائص الارتقاء والكمال , التي يمتاز بها جنين الإنسان . .....
ثم إنكم بعد ذلك لميتون . ثم إنكم يوم القيامة تبعثون .
فهو الموت نهاية الحياة الأرضية , وبرزخ ما بين الدنيا والآخرة . وهو إذن طور من أطوار النشأة الإنسانية وليس نهاية الأطوار .
ثم هو البعث المؤذن بالطور الأخير من أطوار تلك النشأة . وبعده تبدأ الحياة الكاملة , المبرأة من النقائص الأرضية , ومن ضرورات اللحم والدم , ومن الخوف والقلق ,.....
يتبع..