- 8 أكتوبر 2009
- 7,553
- 310
- 0
- الجنس
- أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
"الإعتصـام بحبــل الله"
يقول تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"
الإعتصام بحبل الله يتحقق بثلاثـــة أشياء لا بدمنها:
الأولى:قبول القرآن كله سوره وآياته وحروفه وقبول كلما صح عن رسولنا _صلى الله عليه وسلم_ إذ أن كثيرا من
الفرق الضالة تقبل بعضا من صحيح سنة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وترفض البعض الآخر بدعوى عدم التواتر
وغير ذلك، ناهيك عمن لا يرى الاحتجاج بالسنة بالكلية كالفرقة القرآنية الضالة, فمتى قبل المسلم القرآن كله وما صح
من السنة كلها فقد تحقق لديه الإيمان بحفظ الله لكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (الحجرات)، والذكر يشمل القرآن الكريم والسنة المطهرة فألفاظهما
محفوظة بحفظ الله من أنواع التحريف والتبديل والزيادة والنقص.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن الناس عليهم أن يجعلوا كلام الله ورسوله هو الأصل المتبع والإمام المقتدى
به سواء علموا معناه أو لم يعلموه فيؤمنون بلفظ النصوص ولو لم يعرفوا حقيقة معناها وأما ما سوى كلام الله فلا يجوز
أن يجعل أصلا بحال).
الثانية:ارتباط فهم الخلف للقرآن وارتباط فهمهم للسنة النبوية بفهم السلف الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان
لأن الصحابة قد شاهدوا الوحي وعلموا مقاصد التشريع وتربوا على ذلك.
الثالثة: عمل الخلف بمقتضى ماعمل به السلف لأن الله أمرنا باتباع الصحابة قال تعالى: {ومن يشاق الرسول من بعد
ماتبين لهم الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) النساء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عند هذه الآية: (وقد شهد الله لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان بالإيمان
فعلم قطعا أنهم المراد بالآية الكريمة).
والأدلة على وجوب اتباع الصحابة كثيرة اتباعا للقرآن والسنة وبالوجوب قال مالك وأحمد والشافعي وأبو حنيفة وعامة
علماء الحديث قديما وحديثا , وهذه المرتبة أخص من المرتبة الثانية وعامة ضلال أهل البدع والتحزب بسبب تركهم لهذه
المرتبة ولو اجتهدوا في الالتزام بالمرتبتين السابقتين دون عمل بالمرتبة الثالثة لما سلموا من الانحرافات وبقدر ما تركوا
من المرتبة الثالثة يكون ضلالهم وزيغهم وبهذه الثلاث المراتب يحصل الائتلاف التام بين المعتصمين بحبل الله.
قال العلامة الشاطبي في قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} فبين أن التأليف إنما يحصل عندالائتلاف
على التعلق بمعنى واحد وأما إذا تعلق كل شيعة بحبل غير ما تعلقت به الأخرى فلا بد من التفرق وهو معنى قوله
تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعواالسبل فتفرق بكم عن سبيله)ا.هـ
وبالقيام بالمراتب الثلاث والتسليم يتحقق للمؤمن أنه قد آمن إيمانا تاما بكمال الشريعة المحمدية من جميع الوجوه التي
قال الله فيها: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكمالإسلام دينا} (المائدة)،
قال الإمام ابن القيم: (فقد أكمل الله لنا الدين فيماأمرنا به من فريضة وفضيلة وندب وكل سبب ينال به صلاح القلب
والدين وفيما نهانا عنه من كل مكروه ومحرم وكل سبب يؤثر فسادا في القلب والدين)ا.هـ
وقال أيضا: (تأمل كيف وصف الدين الذي اختاره لهم بالكمال... إيذانا في الدين بأنه لا نقص ولا عيب ولا خلل ولا
شيءخارجا عن الحكمة بوجه).
من محاضرة للشيخ "محمدالإمام"بعنوان "الإعتصام"
..منقول..
..في حفظ الرحمن..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
"الإعتصـام بحبــل الله"
يقول تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"
الإعتصام بحبل الله يتحقق بثلاثـــة أشياء لا بدمنها:
الأولى:قبول القرآن كله سوره وآياته وحروفه وقبول كلما صح عن رسولنا _صلى الله عليه وسلم_ إذ أن كثيرا من
الفرق الضالة تقبل بعضا من صحيح سنة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وترفض البعض الآخر بدعوى عدم التواتر
وغير ذلك، ناهيك عمن لا يرى الاحتجاج بالسنة بالكلية كالفرقة القرآنية الضالة, فمتى قبل المسلم القرآن كله وما صح
من السنة كلها فقد تحقق لديه الإيمان بحفظ الله لكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (الحجرات)، والذكر يشمل القرآن الكريم والسنة المطهرة فألفاظهما
محفوظة بحفظ الله من أنواع التحريف والتبديل والزيادة والنقص.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن الناس عليهم أن يجعلوا كلام الله ورسوله هو الأصل المتبع والإمام المقتدى
به سواء علموا معناه أو لم يعلموه فيؤمنون بلفظ النصوص ولو لم يعرفوا حقيقة معناها وأما ما سوى كلام الله فلا يجوز
أن يجعل أصلا بحال).
الثانية:ارتباط فهم الخلف للقرآن وارتباط فهمهم للسنة النبوية بفهم السلف الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان
لأن الصحابة قد شاهدوا الوحي وعلموا مقاصد التشريع وتربوا على ذلك.
الثالثة: عمل الخلف بمقتضى ماعمل به السلف لأن الله أمرنا باتباع الصحابة قال تعالى: {ومن يشاق الرسول من بعد
ماتبين لهم الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) النساء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عند هذه الآية: (وقد شهد الله لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان بالإيمان
فعلم قطعا أنهم المراد بالآية الكريمة).
والأدلة على وجوب اتباع الصحابة كثيرة اتباعا للقرآن والسنة وبالوجوب قال مالك وأحمد والشافعي وأبو حنيفة وعامة
علماء الحديث قديما وحديثا , وهذه المرتبة أخص من المرتبة الثانية وعامة ضلال أهل البدع والتحزب بسبب تركهم لهذه
المرتبة ولو اجتهدوا في الالتزام بالمرتبتين السابقتين دون عمل بالمرتبة الثالثة لما سلموا من الانحرافات وبقدر ما تركوا
من المرتبة الثالثة يكون ضلالهم وزيغهم وبهذه الثلاث المراتب يحصل الائتلاف التام بين المعتصمين بحبل الله.
قال العلامة الشاطبي في قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} فبين أن التأليف إنما يحصل عندالائتلاف
على التعلق بمعنى واحد وأما إذا تعلق كل شيعة بحبل غير ما تعلقت به الأخرى فلا بد من التفرق وهو معنى قوله
تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعواالسبل فتفرق بكم عن سبيله)ا.هـ
وبالقيام بالمراتب الثلاث والتسليم يتحقق للمؤمن أنه قد آمن إيمانا تاما بكمال الشريعة المحمدية من جميع الوجوه التي
قال الله فيها: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكمالإسلام دينا} (المائدة)،
قال الإمام ابن القيم: (فقد أكمل الله لنا الدين فيماأمرنا به من فريضة وفضيلة وندب وكل سبب ينال به صلاح القلب
والدين وفيما نهانا عنه من كل مكروه ومحرم وكل سبب يؤثر فسادا في القلب والدين)ا.هـ
وقال أيضا: (تأمل كيف وصف الدين الذي اختاره لهم بالكمال... إيذانا في الدين بأنه لا نقص ولا عيب ولا خلل ولا
شيءخارجا عن الحكمة بوجه).
من محاضرة للشيخ "محمدالإمام"بعنوان "الإعتصام"
..منقول..
..في حفظ الرحمن..