إعلانات المنتدى


وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
بسم الله الرحمن الرحيم

ذكّرني أحد جلسائي بأبيات من الشعر، كنت نسيتها، وهي من أثير الشعر إلى نفسي..
خلت فلسطين من أبنائها النُّجُبِ وأقْفَرت من بني أبنائها الشُّهُبِ
طارت على الشاطئ الخالي حمائمُه وأقلعت سفن الإسلام والعرب
يا أخت أندلس صبراً وتضحيةً وطولَ صبر على الأرزاء والنَّوَب
ذهبتِ في لجَّةِ الأيام ضائعةً ضياعَ أندلسٍ من قبل في الحِقَب
وطوّحت ببنيكِ الصيد نازلةٌ بمثلها أمة الإسلام لم تُصَبِ!

وتداعت بي الذكريات إلى كتيب كنت قرأته زمن المراهقة، وشدّني بتفسيره الجديد لآيات سورة الإسراء: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً . إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً . عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً} [الإسراء:4-8]، أظنّه للشيخ أسعد بيوض التميمي، يقرر في ذلك الكتاب أن وعد الآخرة هنا هو الاحتشاد اليهودي الحالي، وما أمدّ الله به شعب بني إسرائيل من الأموال والبنين والنفير، وما يتبعه من تسليط غيرهم عليهم ليسوؤا وجوههم، {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً} [الإسراء:7].

وذلك مرتبط موضوعيّاً بقوله تعالى في آخر السورة ذاتها: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً} [الإسراء:104].

وسواء كان هذا التنزيل للآيات سديداً، كما مال إليه جمع من المعاصرين، كتّاباً ومتحدثين ومفسرين، أو كان الأمر كما قاله الطبري في تفسيره (9/27): "وأما إفسادهم في الأرض المرة الآخرة، فلا اختلاف بين أهل العلم، أنه كان قتلهم يحيى بن زكريا...".
فإن قوله تعالى: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} متضمن للإفسادات المتلاحقة التي يجترحها شعب إسرائيل، والعقوبات العادلة التي يتلقاها دون اعتبار.

وفي سورة الأعراف: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [الأعراف:167].
وهذا؛ لأنهم رفضوا الرحمة التي وُعدوا بها {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ} وهي بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان رحمةً لهم وللعالمين، فحقّت عليهم كلمة العذاب، ففرّقهم الله تعالى في الأرض أُمماً، وسلّط عليهم الجبّارين.

إن اختيار اليهود لفلسطين بالذات كان قطعاً لاعتبارات دينية وتاريخية، وليس اقتصادية أو سياسية، ولذا دفعوا ويدفعون الثمن غالياً لهذا الاختيار؛ فقد يجوز لو أنهم اختاروا أي بلد آخر في العالم، أو في العالم الإسلامي لاستقروا فيه، ونسي، ونُسوا.

ولكن كيف تُنسى أرض نوّه الله بذكرها في القرآن؟ كيف تمحى الأرض المقدسة من ذاكرة المسلمين؟ كيف تغيب القرى التي بارك الله فيها؟ كيف يُهدر المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله؟!

أم كيف لهم أن يختاروا غيرها، وهي موعد الملاحم التي يصرخ فيها الشجر والحجر: "يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي ورائي فاقتله"!

{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ الله فَأَتَاهُمُ الله مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر:2].
إنها السُّنن، أهل القلاع والحصون والمنعة والسلاح يخطئون في حساباتهم، فيضطرون للتراجع والانسحاب، ويخربون بيوتهم بأيديهم مباشرة، وبأيدي المؤمنين المنصورين عليهم.

وها هو حلم (إسرائيل) الكبرى، وشهوة التوسع والابتلاع.. ترتدّ أعباءً مادية، ومعنوية، داخلية ودولية، ومن ثم تتحول تلك الأحلام إلى تصورات واقعية، لا تلغي من حولها ولا تعتد بقوتها، ولا تبالغ في الاعتماد على العنصر الخارجي.

وإذا كان للعولمة آثار سيئة ضخمة في شتى مجالات الحياة، فربما كان من إيجابياتها أن الدور الريادي والمنفرد الذي كانت تقوم به (إسرائيل) في خدمة المشروع الغربي لم يعد بذاك الوهج والقوة والمركزية، فنطاق المصالح أصبح أوسع وأشمل، وتأمين المستقبل صار أسهل وأمكن، والتبرم الشعبي مما يقتطع من قوته لصالح اليهود بدأ ينمو، ومثله التبرم الثقافي والعلمي من الاستخدام السيء لقانون معاداة السامية، والذي يؤخذ به كثير من المؤرخين والمحللين والباحثين بحجة العنصرية ومعاداة اليهود لمجرد تشكيكهم في المحرقة، أو في بعض جوانبها وتفصيلاتها.

الكثيرون يصيبهم الرعب حينما يسمعون التقارير المؤكدة عن امتلاك اليهود لمئتي رأس نووي، أو امتلاكهم لسلاح الجمرة الخبيثة، أو تطويرهم لأنواع أخرى من الأسلحة الجرثومية أو سواها.
وهذا دون شك أمر مقلق فعلاً، ومن حق الشعوب المستهدفة أن تبدي دهشتها واعتراضها.

لكن.. من يدري؟ ها هي الدول الشرقية تعاني من تبعات تدمير الأسلحة النووية التي خلّفها لها الاتحاد السوفيتي،
وتعاني من تكاليف الرقابة الفنية والأمنية عليها، ها هو السلاح الذي كان مصدر رعب وقوة يصبح في الدول ذاتها مصدر ضعف وخوف.

العولمة تقدم آليات جديدة للصراع، في مقدمتها تكنولوجيا المعلومات، وشبكة الاتصالات، وسباق الإبداع والابتكار.

بالتأكيد؛ هذا لا يلغي آليات الصراع التقليدية، لكنها لم تعد في الصدارة في هذه المرحلة.
(إسرائيل) متفوقة في الأولى، كما هي متفوقة في الثانية أيضاً، وكما كانت تقدم نفسها على أنها الحارس الأمين
لمصالح الغرب المادية، فهي تقدم نفسها أيضاً على أنها النموذج الحضاري المتفوق في الأرض العربية.

فهل نعي ما يجب علينا فعله في دوّامة هذا الصراع؟!

د. سلمان العودة / رئيس موقع الإسلام اليوم
 

فتاة الأمل

مشرفة سابقة
29 نوفمبر 2009
5,701
104
0
الجنس
أنثى
رد: وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً

جزاك الله خير اختي وبارك فيك...
 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً

سبحان الله العظيم:no:

لا أقول إلا اللهم اجعل هذه الآيات شهيده وشفيعه علينا يوم القيامه..

جزاك الله خيرا أختي
 

عيش المشتاقين

مشرفة سابقة
3 ديسمبر 2010
2,186
86
48
الجنس
أنثى
رد: وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً

ألا إن نصر الله قريب !

جزاكِ الله خير الجزاء ..
 

فتاة صادقة

مزمار داوُدي
8 أكتوبر 2009
7,553
310
0
الجنس
أنثى
رد: وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً

جزاكِ الله خيرًا أختي الفاضلة ونفع بكِ..
 

شذى الروح

مزمار داوُدي
7 مايو 2008
3,503
46
0
الجنس
أنثى
رد: وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً

جزاكِ الله خيراً ،،
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد

مادي 15

مشرفة الركن العام
المشرفون
16 مايو 2008
12,244
855
113
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
عبد الله المطرود
علم البلد
رد: وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً

.....
نسأل الله النصر والتمكين للأمة الإسلامية
موضوع قيّم وشيّق أختي نور
بـارك الله فيكِ ونفع بكِ
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً

.....
نسأل الله النصر والتمكين للأمة الإسلامية
موضوع قيّم وشيّق أختي نور
بـارك الله فيكِ ونفع بكِ

بارك الله فيك أختي على مرورك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع