إعلانات المنتدى


المدرسة البغدادية وعدم انتشارها على الصعيد العالمي

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الدكتور ضاري العاصي

عضو شرف
عضو شرف
29 سبتمبر 2007
519
0
0
الجنس
ذكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد بينت في مقالتي السابقة عن مدرستنا الاقرائية العراقية البغدادية المتمثلة بالتراث الاقرائي العراقي الاصيل والنابعة من جذور اهل الفصل والحسب , اهل الحضارة والعلم والمستمدة من اهل بابل وسومر والمنصور وهارون الرشيد . ومن هذا فكانت مدرستي الكوفة والبصرة امتدادا لتلك الحضارة العراقية التي غرست وعلمت الدنيا جميع العلوم وهذا ليس تعصبا او انحيازا لبلدي .فهذا تاريخ بلد , بلد الرافدين العظيم . ومن تلك العلوم علوم الاداء والاقراء والفن والمقام في الاداء العراقي البغدادي الاصيل .فقد امتازت القراءة العراقية بالمقام العراقي الاصيل بكافة انواعه ووصله وهذه هي سمة يتسم بها القارىء الماهر والضابط بالاحكام والقواعد والنغم عن المدارس الاخرى . ولهذا يستطيع القارىء العراقي ان يقلد اي مدرسة اقرائية ويجيدها باحسن حال . فقد تميز المرحوم زميلنا القارىء عبد الرحمن توفيق (رحمه الله) بالاداء المصري وقد اشاد به المقرىء ابو العينين شعيشع عندما زرت القاهرة عام 1996وهذه شهادة من عملاق المدرسة المصرية للمرحوم عبد الرحمن توفيق (رحمه الله). الا ان الاداء العراقي يتميز بالمقام والمقام يحتاج الى حنجرة تمتلك مساحة صوتية واسعة تحيط من القرار الى الجواب وهذا ليس هينا , فلهذا تأثرت المدرسة العراقية البغدادية بطابع مقامي بغدادي نابع من اصالتها فمثلا كانوا البغادة يتمتعون بالاستماع الى نغمة ( التطويح البغدادي والمنصوري الذي يسمونه شكوى الرجال) وغير ذلك من المقامات البغدادية العريقة . وهذا ما تميز به اهل الابداع من قراء المقام فمثلا استطاع قارىء المقام العراقي محمد القابنجي(رحمه الله), ان ينشأ لنا مقام اللامي ويكنى باسمه!! اما المدرسة المصرية فكان تميزها بالسلم الموسيقي وهذا فرق شاسع يعرفه اهل الفن والنغم واهل الصنعة . لهذا اقتصرت الطريقة العراقية على اهل العراق, وعلى صعيد الفن فبرز ناظم الغزالي (رحمه الله) وعرف في العالم العربي وله مكانة عاليه من محبين ومعجبين ولكن لم يستطع احدا ان يقلده ويؤدي مدرسته. اما نحن العراقيون نستطيع ان نقلد ونقرأ باي اسلوب او مدرسة اقرائية ولا يصعب علينا . ومع كل ذلك فنحن نحترم كل المدارس الاقرائية ولا ننحاز الى احد , ولاننكر المدرسة المصرية فلها تأريخها وعمالقة قرائها ولها الفضل من ازهرها الشريف وهذا ما لتمسته من خلال زيارتنا للعالم الاسلامي لاحياء ليالي رمضان المبارك. واود ان اثبت للتارخ وللعالم حقيقة يغفل عنها بعض الناس او بعض الذين يسيئون الى المدرسة البغدادية العريقة .عندما توفيت الملكة عاليه في الخمسينيات من القرن الماضي وجاء من قراء مصرالى بغداد ومن بينهم المرحوم عبد الفتاح الشعشاعي وابوالعينين شعيشع وهذا معروف عند اهل العراق . قال لي المرحوم القارىء حافط خليل اسماعيل : بعد ما استمعوا لي والى مله مهدي ( رحمهم الله). قال عبدالفتاح الشعشاعي: ( لماذا استدعينا الى بغداد وعندهم هؤلاء القراء !!!!!!!!) وهذه شهادة عملاق القراءة المصرية . لهذا اقول وليس من باب التعصب والانحياز انا اعتز بتراثي الخالد والذي تعلمته ودرسته من شيخي واستاذي علامة العراق المرحوم الشيخ جلال الحنفي (رحمه الله تعالى) فكانت وصيته لي امانة ان احافظ على تراث العراق والمتمثل بالمدرسة البغدادية الاصيلة ولهذا اقول لكل ابناء الرافدين من اهل الاداء والقراءة من اهل المدرسة البغدادية الاصيلة هذه امانة باعناقكم ووصية مشايخكم فحافظوا عليها واحييوا تاريخها ومجدها واعلوا صرحها واسمعوا للعالم باسره اصواتكم ونغمكم العراقي الاصيل ولتصدح حناجرنا بادائنا البغدادي الاصيل , والله اكبر.
 

مينآس محمد

مزمار فعّال
16 أكتوبر 2011
71
3
0
الجنس
أنثى
رد: المدرسة البغدادية وعدم انتشارها على الصعيد العالمي

( ان الاداء العراقي يتميز بالمقام والمقام يحتاج الى حنجرة تمتلك مساحة صوتية واسعة تحيط من القرار الى الجواب وهذا ليس هينا)
صدقتم , ربمآ عدم الإنتشآر هوَ لقلة من يستطيع قرآءة ذلك آلمقآم أو قلة من يقرؤون به ,أتذكر أن آلمنشد وآلقآرىء محمد آلعزآوي في أحد مقآبلآته قرأ مقطعاً قصيراً جداً بمقآمٍ عرآقيّ وآلكثير أعجب به وأصبح يبحث ويستمع لذلك آلمقطع آلقصير
نرجو منكم أن تنشرو قرآءآت بمقآمٍ عرآقيّ علّه يبدأ الإنتشآر منكم
بآرككم الله
 

احمد افندي

مزمار نشيط
19 نوفمبر 2011
38
0
0
الجنس
ذكر
رد: المدرسة البغدادية وعدم انتشارها على الصعيد العالمي

ما اجمل الاداء العراقي
 

الدكتور ضاري العاصي

عضو شرف
عضو شرف
29 سبتمبر 2007
519
0
0
الجنس
ذكر
رد: المدرسة البغدادية وعدم انتشارها على الصعيد العالمي

بعث الينا الاخ ابو العزام مشرف ركن الحداء والاناشيد تعليقا يعزز ماذكرناه عن تراثنا العراقي البغدادي الاصيل والمتمثل بالمدرسة البغدادية التي تمثل ارث العراق العظيم , اترككم لقراته , تحياتي واعتزازي الكبير لاخي ابو العزام على غيرته ومحافظته على تراث العراق الكبير , والله اكبر.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل الدكتور ضاري العاصي
واضيف هذه المقآلة مما تصفحت وعسى أن تثيري الموضوع

رفعة عبد الرزاق محمد
اذا ذكرت مدارس التلاوة القرآنية ، ذكرت الطريقة البغدادية في طليعة القراءات واكثرها انسجاما مع التراث النغمي العربي ، واكثرها حفاظا على التنوع المقامي واصوله التي درج عليها مؤدوه . وقد حافظت الطريقة البغدادية على ما توارثته عبر اجيال من القراء حتى العصر الحديث وشيوع مدارس اخرى ، كالطريقة المصرية التي وجدت لها في العراق مستمعين كثيرين لشيوع استخدام الراديو وزيارات القراء المصريين للعراق .
غير ان الطريقة البغدادية استقرت في ذاكرة بغداد ووجدانها . وحفظ تراث الرواد من اعلامها وتتناقله الاجيال بكل تجلة واعجاب . وبرزت اسماء كبيرة كالملا عثمان الموصلي وجاسم السلامة والحافظ مهدي العزاوي وملا خماس وعبد الفتاح معروف ومحمود عبد الوهاب وعبد القادر الخطيب وعبد الستار الطيار وعبد المنعم ابو السعد وحيدر الجوادي وعلي حسن داود وقصي ابو السعد وعبد المعز شاكر ومحي الخطيب وعلاء القيسي وغيرهم ممن خانتنا الذاكرة بذكرهم .
ويبقى الحافظ خليل اسماعيل شيخ الطريقة البغدادية والمثل الاعلى في ادائها ، ومن محاسن الايام ان يحفظ تراث هذا الرجل في صدور محبيه وفي الات الحفظ الحديثة ليبقى ثروة اقرائية وفنية للاجيال التالية . ومن محاسن ايامي – وما اقلها – ان التقيت بالحافظ خليل اسماعيل لمرات عديدة في بيته في منطقة العطيفية ، وكان غير بعيد عن بيتي ، وسمعت منه الشيء الطيب عن طريقته في التلاوة وتاريخها . وكان كثيرا ما يؤكد ان الطريقة العراقية تخضع لمذهب حفص ابو عمرو بن سليمان من القراءات السبع المجمع عليها ، وقد عاش حفص في البصرة واتصل بالخليل بن احمد الفراهيدي ثم نزل ببغداد وقرأ بها ... واكد ان العراقيين يعشقون هذه الطريقة ولايفضلون غيرها ، ومن الطريف ان الملا عثمان الموصلي قرأ بالقراءات السبع لمعرفة ردود افعال مستمعيه ، فوجد انهم لايستسيغون غير طريقة حفص التي درج عليها القراء منذ القدم .
وعندما جاء ذكر المقام العراقي وتاثر قرائنا به قال ان تاثرنا واضح جدا ، كالحويزاوي والجاركاه والزنكان والمخالف والخنبات والشطراوي والعنيسي والمصلاوي والخابوري والمثنوي وسواها . وعندما زار الموسيقي العربي سامي الشوا بغداد ، اكد علينا بالمحافظة على القراءة العراقية وقال انها مدهشة ، مع انه رجل قبطي لكنه فنان كبير وله ذائقة دقيقة . وذدر انه تاثر كثيرا بالاستاذ محمد القبانجي وكان صديقا له ، وبعده رشيد القندرجي والحاج سلمان الكفجي وجميل بغدادي وغيرهم من القراء الكبار . واضاف انه لم يأبه بالمواليد ويرى انها صنعة متعبة واحيانا تستهلك القاريء على الرغم من وجود الكثير من اللمحات الفنية ةالتراثية الجميلة . ومن الطريف انه كلن يقول ان المواليد من شغل صوب الرصافة واهل باب الشيخ !! . وانه صديق اغلب قراء المواليد مثل ملا خماس وعبد الستار الطيار وملا طه الشيخلي وملا ابراهيم ابو جريشة . ويقول انه حاول مرة قراءة المواليد في جامع ثريا بالكرخ واجاد .
وذكر انه من مواليد محلة سوق حمادة عام 1920 ، ودرس على الملا رشيد والملا عبد الله والملا عواد العبدلي ، ثم درس على الملا محمد ذويب امام مسجد خضر الياس في المدرسة السويدية في المسجد نفسه ، وتعلم التجويد على يد جاسم السلامة النجدي في السنوات 1932- 1937 ، وبعدها دخل المدرسة الدينية في جامع نائلة خاتون في الحيدرخانة ، وكانت بادارة الشيخ قاسم القيسي ثم الشيخ نجم الدين الواعظ . وتخرج فيها عام 1943 ثم دخلها ثانية وتخرج عام 1952 وكان متفوقا على اقرانه . ومن ذكرياته فيها ان الواعظ كان يحب ان يسمع منه مقام الخلوتي من الماهوري والمخالف والبهيرزاوي .
وفي عام 1937 عين في جامع السراي المقابل للقشلة ، ثم انتقل الى جوامع اخرى كان آخرها جامع الحاج محمود البنية قارئا ومدرسا . وكان الكثير من المعجبين بصوته وطريقته يحضرون الى هذه الجوامع للاستماع اليه وتسجيل ما يقرأه . وقد ذكر انه قرأ بنغم ومقام الزنكران ، ولم يجرؤ احد من القراء على ذلك لصعوبته ، لكنه قرأه باتقان كبير . وكثيرا ما كان يردد الحديث النبوي : زينوا القرأن باصواتكم فأن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا .
وتحدث عن اول دخوله الاذاعة فقال : في عام 1941 ذهبت الى الاذاعة وكان مديرها فائق السامرائي وسكرتيره سلمان الصفواني ، فاشارا علي ان اختبر لدى الحاج محمود عبد الوهاب فرفضت ! .لكنهم سمعوني بعد فترة وانا اقرأ في جامع الشيخ صندل في الكرخ ، فقبلوني بسرعة ، واول تلاوة لي على الهواء كانت يوم 11 تشرين الثاني 1941 واول مذيع قدمني هو حامد محمود الهاشمي ، ثم اخذت اتلو مع عبد الستار الطيار والحافظ صلاح الدين .وفي عام 1943 سجلت لي اذاعة لندن بعض التسجيلات اخذت تذيعها الى يومنا هذا .
في عام 2000 اشتد عليه المرض ، فدخل دار التمريض الخاص في مدينة الطب ببغداد في اواخر الشهر الاول من تلك السنة ، واجريت له عملية غسل الكلية ، غير ان هذه العملية استمرت لمرات عديدة ، فأ تعبته كثيرا حتى وافاه الاجل المحتوم ظهر الاربعاء الخامس من تموز 2000 فشيع تشييعا مهيبا من جامع المعز القريب من بيته في العطفية الى مقبرة الكرخ العامة .
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع