- 5 يناير 2010
- 8,498
- 406
- 83
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
-
من أسرار القرآن
(ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن)
.( سورة البقرة:221)
بقلم: د. زغلول النجار
هذا النص القرآني الكريم جاء في الربع الأخير من سورة' البقرة' ونركز فيها علي وجه الإعجاز التشريعي في تحريم زواج المسلمين من المشركات ـ وتحريم زواج المسلمات من المشركين كما حددته هذه الآية المباركة.
من أوجه الإعجاز التشريعي في النص الكريم
يقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ في محكم كتابه
ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلي النار والله يدعو إلي الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون).( البقرة:221).
وهذه الآية القرآنية الكريمة يأمر فيها ربنا ـ تبارك وتعالي- جميع الذكور من المسلمين بألايتزوجوا من المشركات حتى يؤمن بالله ـ تعالي ـ ربا واحدا أحدا ـ فردا صمدا ـ بغير شريك ـ ولا شبيه ـ ولا منازع ـ ولاصاحبة ولا ولد ـ وأن ينزهن هذا الخالق العظيم عن جميع صفات خلقه ـ وعن كل وصف لايليق بجلاله ـ وأن يؤمن بملائكة الله ـ وكتبه ـ ورسله ـ واليوم الآخر ـ وبالقدر خيره وشره ـ وهذه هي أركان الإيمان.
وتؤكد الآية الكريمة لكل رجل مسلم أن زواجه من أمة مؤمنة( أي الأنثي المملوكة بملك اليمين) أفضل من زواجة من حرة مشركة- مهما كان جمالها ـ وثراؤها ـ وسلطانها وغير ذلك من المغريات التي يمكن أن تدفعه إلي الاقتران بها ـ وفي ذلك يقول المصطفي]:
(1)' لا تنكحوا النساء لحسنهن فعسي حسنهن أن يرديهن ـ ولا تنكحوهن علي أموالهن فعسي أموالهن أن تطغيهن ـ وانكحوهن علي الدين ـ فلأمة سوداء جرداء ذات دين أفضل'( ابن ماجه).
(2)' تنكح المرأة لأربع: لمالها ـ ولحسبها ـ ولجمالها ـ ولدينها ـ فاظفر بذات الدين تربت يداك'( البخاري ومسلم).
(3)' الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة'( مسلم).
(4)' إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ـ إلاتفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض'( ابن ماجه).
(5)' تخيروا لنطفكم ـ وأنكحوا الأكفاء ـ وأنكحوا إليهم'( ابن ماجه).
وفي المقابل يأمر ربنا ـ تبارك وتعالي ـ جميع المسلمين بألا يزوجوا المشركين من نسائهم المؤمنات حتى يؤمن هؤلاء المشركون لله ـ تعالي ـ ربا واحدا أحدا فردا صمدا, بغير شريك ولا شبيه ولا منازع ولا صاحبة ولا ولد, وأن ينزهوا الله' تعالي' عن جميع صفات خلقه ـ وعن كل وصف لا يليق بجلاله ـ وأن يؤمنوا بملائكة الله ـ وكتبه ـ ورسله ـ واليوم الأخر ـ وبالقدر خيره وشره.
وتؤكد الآية الكريمة أن زواج المسلمة من عبد مؤمن خير من زواجها من مشرك ـ مهما كان ثراؤه أو جاهه أو سلطانه. وليس هذا من قبيل التعصب الديني لأن الإسلام العظيم يؤكد الأخوة المطلقة بين بني الإنسان الذين ينتهي نسبهم إلي أب واحد وأم واحدة ولكن الحكمة من هذا التشريع أن رابطة الزوجية هي أعمق رابطة تربط بين ذكر وأنثي ـ ومن ثم فإنها تستلزم القيام علي أقوي الركائز وأدومها ـ وهي ركيزة الإيمان الصحيح بالله ـ سبحانه وتعالي ـ ـ والذي ينبني عليه فهم الإنسان لرسالته في هذه الحياة الدنيا: عبدا لله ـ مطالبا بعبادته وحده بما أمر ـ ومستخلفا في الأرض ـ مطالبا بحسن القيام بواجبات الاستخلاف فيها وذلك بعمارتها وبإقامة شرع الله وعدله في ربوعها ـ وأول ما يجب تحقيق ذلك يكون في نطاق الأسرة لأنها هي أساس المجتمع ـ فإذا صلحت صلح المجتمع كله, وإذا فسدت انهار المجتمع من أساسه. والنظام الاجتماعي في الإسلام قائم علي نظام الأسرة ـ ولذلك فإنه يعتبر أية علاقة بين الجنسين خارج هذا الإطار هي علاقة محرمة تحريما قاطعا. والأسرة تلبي كل احتياجات الفطرة الإنسانية وترسيخ مقوماتها حيث تتوحد في ظلها القلوب والعقول وماينتج عن ذلك التوحد من المفاهيم والمشاعر والأحاسيس. وإذا لم تبدأ الأسرة علي أساس من العقيدة الدينية الصحيحة فإن مثل هذا اللقاء لايمكن له أن يتحقق ـ وذلك لأن الحياة بطبيعتها مليئة بالابتلاءات والشدائد والمصاعب ـ والتي إذا لم تصادف وحدة علي العقيدة الصحيحة فإن العلاقات الزوجية سرعان ماتنهار تحت ضغط تلك الشدائد ـ ويكون لانهيارها من التبعات ما لا يعلمه إلا الله. ومن هنا فإن الاستجابة السريعة لعاصفة عابرة تؤجحبها غمزات الشياطين لا يمكن أن تكون مبررا لإقامة علاقة زوجية مع اختلاف في العقيدة بين الزوجين مهما كانت مساحة الإغراءات لتحقيق ذلك ـ والتجارب السابقة كلها تؤكد علي حتمية انهيار تلك العلاقة مهما بدت دوافع تحقيقها مغرية وميسرة وممكنة في أول الأمر. فالزوجة إذا لم تكن علي دين زوجها فإنها تحاول أن تصبغ بيتها بصبغة معتقداتها ـ وأن تغرس تلك المعتقدات في عقول وقلوب أبنائها مما يؤدي إلي تمزق الأسرة عقديا وعباديا ـ وفكريا ـ وسلوكيا وما يمكن أن يحدثه ذلك في تنشئة الأبناء والبنات منذ بدايات الإدراك الأولي عندهم بشروخ حقيقية في المعتقدات والعبادات والسلوكيات. ولذلك ختمت الآية الكريمة بقول الحق ـ تبارك وتعالي:
(....أولئك يدعون إلي النار والله يدعو إلي الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون).( البقرة:221).
أي أن مصاهرة المشركين تؤدي بالمسلمين حتما إلي النار ـ وأن الثبات علي أوامر الله ـ تعالي ـ بتحريم ذلك يؤدي بالمسلمين إلي جنات الله ومغفرته ـ والله ـ سبحانه وتعالي ـ يوضح مبررات أوامره للناس حتي يفيقوا من ركام الادعاءات المادية الباطلة فيميزوا بين الخير والشر ـ والطيب والخبيث ـ وبين ما ينفعهم في الدنيا والآخرة ـ وما يدمرهم في الدارين ـ والله يقول الحق ويهدي إلي سواء السبيل.
وفي قوله- تعالي-
ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم...).
أي لاترتبطوا بزواج أي من المشركات إلي أن يؤمن إيمانا صادقا صحيحا لا لبس فيه ولامجاملة ـ والمراد بالنكاح هنا هو عقد عقدة الزواج وهو من الفعل الثلاثي( نكح) أي عقد عقدة الزواج ـ وهذا الفعل الثلاثي لايتعدي إلا إلي مفعول واحد هو هنا( المشركات).
وفي قوله ـ تعالي-
... ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم...).( البقرة:221).
(ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن)
.( سورة البقرة:221)
بقلم: د. زغلول النجار
هذا النص القرآني الكريم جاء في الربع الأخير من سورة' البقرة' ونركز فيها علي وجه الإعجاز التشريعي في تحريم زواج المسلمين من المشركات ـ وتحريم زواج المسلمات من المشركين كما حددته هذه الآية المباركة.
من أوجه الإعجاز التشريعي في النص الكريم
يقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ في محكم كتابه
وهذه الآية القرآنية الكريمة يأمر فيها ربنا ـ تبارك وتعالي- جميع الذكور من المسلمين بألايتزوجوا من المشركات حتى يؤمن بالله ـ تعالي ـ ربا واحدا أحدا ـ فردا صمدا ـ بغير شريك ـ ولا شبيه ـ ولا منازع ـ ولاصاحبة ولا ولد ـ وأن ينزهن هذا الخالق العظيم عن جميع صفات خلقه ـ وعن كل وصف لايليق بجلاله ـ وأن يؤمن بملائكة الله ـ وكتبه ـ ورسله ـ واليوم الآخر ـ وبالقدر خيره وشره ـ وهذه هي أركان الإيمان.
وتؤكد الآية الكريمة لكل رجل مسلم أن زواجه من أمة مؤمنة( أي الأنثي المملوكة بملك اليمين) أفضل من زواجة من حرة مشركة- مهما كان جمالها ـ وثراؤها ـ وسلطانها وغير ذلك من المغريات التي يمكن أن تدفعه إلي الاقتران بها ـ وفي ذلك يقول المصطفي]:
(1)' لا تنكحوا النساء لحسنهن فعسي حسنهن أن يرديهن ـ ولا تنكحوهن علي أموالهن فعسي أموالهن أن تطغيهن ـ وانكحوهن علي الدين ـ فلأمة سوداء جرداء ذات دين أفضل'( ابن ماجه).
(2)' تنكح المرأة لأربع: لمالها ـ ولحسبها ـ ولجمالها ـ ولدينها ـ فاظفر بذات الدين تربت يداك'( البخاري ومسلم).
(3)' الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة'( مسلم).
(4)' إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ـ إلاتفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض'( ابن ماجه).
(5)' تخيروا لنطفكم ـ وأنكحوا الأكفاء ـ وأنكحوا إليهم'( ابن ماجه).
وفي المقابل يأمر ربنا ـ تبارك وتعالي ـ جميع المسلمين بألا يزوجوا المشركين من نسائهم المؤمنات حتى يؤمن هؤلاء المشركون لله ـ تعالي ـ ربا واحدا أحدا فردا صمدا, بغير شريك ولا شبيه ولا منازع ولا صاحبة ولا ولد, وأن ينزهوا الله' تعالي' عن جميع صفات خلقه ـ وعن كل وصف لا يليق بجلاله ـ وأن يؤمنوا بملائكة الله ـ وكتبه ـ ورسله ـ واليوم الأخر ـ وبالقدر خيره وشره.
وتؤكد الآية الكريمة أن زواج المسلمة من عبد مؤمن خير من زواجها من مشرك ـ مهما كان ثراؤه أو جاهه أو سلطانه. وليس هذا من قبيل التعصب الديني لأن الإسلام العظيم يؤكد الأخوة المطلقة بين بني الإنسان الذين ينتهي نسبهم إلي أب واحد وأم واحدة ولكن الحكمة من هذا التشريع أن رابطة الزوجية هي أعمق رابطة تربط بين ذكر وأنثي ـ ومن ثم فإنها تستلزم القيام علي أقوي الركائز وأدومها ـ وهي ركيزة الإيمان الصحيح بالله ـ سبحانه وتعالي ـ ـ والذي ينبني عليه فهم الإنسان لرسالته في هذه الحياة الدنيا: عبدا لله ـ مطالبا بعبادته وحده بما أمر ـ ومستخلفا في الأرض ـ مطالبا بحسن القيام بواجبات الاستخلاف فيها وذلك بعمارتها وبإقامة شرع الله وعدله في ربوعها ـ وأول ما يجب تحقيق ذلك يكون في نطاق الأسرة لأنها هي أساس المجتمع ـ فإذا صلحت صلح المجتمع كله, وإذا فسدت انهار المجتمع من أساسه. والنظام الاجتماعي في الإسلام قائم علي نظام الأسرة ـ ولذلك فإنه يعتبر أية علاقة بين الجنسين خارج هذا الإطار هي علاقة محرمة تحريما قاطعا. والأسرة تلبي كل احتياجات الفطرة الإنسانية وترسيخ مقوماتها حيث تتوحد في ظلها القلوب والعقول وماينتج عن ذلك التوحد من المفاهيم والمشاعر والأحاسيس. وإذا لم تبدأ الأسرة علي أساس من العقيدة الدينية الصحيحة فإن مثل هذا اللقاء لايمكن له أن يتحقق ـ وذلك لأن الحياة بطبيعتها مليئة بالابتلاءات والشدائد والمصاعب ـ والتي إذا لم تصادف وحدة علي العقيدة الصحيحة فإن العلاقات الزوجية سرعان ماتنهار تحت ضغط تلك الشدائد ـ ويكون لانهيارها من التبعات ما لا يعلمه إلا الله. ومن هنا فإن الاستجابة السريعة لعاصفة عابرة تؤجحبها غمزات الشياطين لا يمكن أن تكون مبررا لإقامة علاقة زوجية مع اختلاف في العقيدة بين الزوجين مهما كانت مساحة الإغراءات لتحقيق ذلك ـ والتجارب السابقة كلها تؤكد علي حتمية انهيار تلك العلاقة مهما بدت دوافع تحقيقها مغرية وميسرة وممكنة في أول الأمر. فالزوجة إذا لم تكن علي دين زوجها فإنها تحاول أن تصبغ بيتها بصبغة معتقداتها ـ وأن تغرس تلك المعتقدات في عقول وقلوب أبنائها مما يؤدي إلي تمزق الأسرة عقديا وعباديا ـ وفكريا ـ وسلوكيا وما يمكن أن يحدثه ذلك في تنشئة الأبناء والبنات منذ بدايات الإدراك الأولي عندهم بشروخ حقيقية في المعتقدات والعبادات والسلوكيات. ولذلك ختمت الآية الكريمة بقول الحق ـ تبارك وتعالي:
(....أولئك يدعون إلي النار والله يدعو إلي الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون).( البقرة:221).
أي أن مصاهرة المشركين تؤدي بالمسلمين حتما إلي النار ـ وأن الثبات علي أوامر الله ـ تعالي ـ بتحريم ذلك يؤدي بالمسلمين إلي جنات الله ومغفرته ـ والله ـ سبحانه وتعالي ـ يوضح مبررات أوامره للناس حتي يفيقوا من ركام الادعاءات المادية الباطلة فيميزوا بين الخير والشر ـ والطيب والخبيث ـ وبين ما ينفعهم في الدنيا والآخرة ـ وما يدمرهم في الدارين ـ والله يقول الحق ويهدي إلي سواء السبيل.
وفي قوله- تعالي-
أي لاترتبطوا بزواج أي من المشركات إلي أن يؤمن إيمانا صادقا صحيحا لا لبس فيه ولامجاملة ـ والمراد بالنكاح هنا هو عقد عقدة الزواج وهو من الفعل الثلاثي( نكح) أي عقد عقدة الزواج ـ وهذا الفعل الثلاثي لايتعدي إلا إلي مفعول واحد هو هنا( المشركات).
وفي قوله ـ تعالي-