إعلانات المنتدى


تأمُّلات بلاغيــة فى اللام فى آيةِ الصّبر ...

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
تأمُّلات بلاغيــة فى اللام فى آيةِ الصّبر ...


يقول الله سبحانه وتعالى : ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )

ثم نجد في آية ثانية : ( ولَمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )

زادت هنا اللام .. أي إنسان يقول إن زيادة اللام هنا للتأكيد .. كلمة مترادفة .. لا يتوقف عندها كثيرا ..

ولكن المسلم حين يدقق في معاني القرآن الكريم .. يجد أن كل حرف في القرآن الكريم .. قد تم وضعه بحكمه بالغة .. وأنه لا شيء اسمه مترادفات


وإنما لكل لفظ معنى يؤديه , ولا يؤديه اللفظ الآخر .. رغم التشابه ..

فإذا دققنا في المعنى نجد ما يلي :

في الآية الأولى يقول الله سبحانه وتعالى ( واصبر على ما أصابك ) .

والأمر هنا نوعان :

نوع للإنسان فيه غريم ..
ونوع لا يوجد فيه غريم ..


عندما أمرض ليس لي غريم .. وإذا أصابني مكروه بقضاء وقدر .. كأن أكون سائرا في الطريق فيسقط شيء فوقي ليس هناك غريم ..

إنما عندما أسير في الشارع ويعتدي على إنسان بالضرب ..

إذن هناك غريم . فهناك نوعان من الصبر .. صبر النفس وما ليس لي فيه غريم .. وهذا هين لأنه ليس هناك إنسان انفعل عليه .. ولا أملك أن أرد على شيء قد حدث لي .. ما حدث هو قضاء الله .. وأنا ليس أمامي إلا الصبر .. هذا نوع من الصبر لا يحتاج إلى طاقة كبيرة ليمارسه الإنسان .. لأنه ليس هناك غريم أستطيع أن أرد له ما أصابني .

والنوع الثاني من الصبر ..

محتاج إلى جلد .. ومحتاج إلى قوة إرادة .. وهذا النوع هو الذي يوجد لي فيه غريم أستطيع أن انتقم منه .. وأستطيع أن أصفح وأغفر ..

إذن عندما يتحدث الله سبحانه وتعالى عن الصبر بنوعيه .. يعطي لكل نوع ما يستحقه من وصف للنفس البشرية .. فهو عندما يتحدث عن الصبر على شيء ليس له .. فيه غريم يقول : ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )

وعندما يتحدث عن الصبر الذي لي فيه غريم بحيث أستطيع أن أنتقم وأكون منفعلا إذا لم أنتقم .. يقول سبحانه وتعالى : ( إن ذلك لمن عزم الأمور )

هنا اللام للتأكيد في نوع الصبر .. وما يحتاجه من جلد وضبط للنفس .. ففي الحالة الأولى حينما لا تستطيع أن تعاقب بمثل ما عوقبت به .. يكون الصبر من عزم الأمور .. ولكن في الحالة الثانية فإنك تستطيع أن تنتقم من غريمك

ولذلك قال الله سبحانه وتعالى : ( ولَمن صبر وغفر ) وهنا يظهر من كلمة غفر .. أن هناك غريما يمكن الانتقام منه .. وأن هذا الغريم قد غفر الإنسان له .. ومن هنا لابد أن تأتي اللام للتأكيد .. لتؤكد المعنى .. وتؤكد الفرق بين عزم الأمور في الحالة الأولى .. وعزم الأمور في الحالة الثانية .. وهكذا نرى أن حرفا واحدا في القرآن الكريم يصنع معجزة


د/ يحيى الغوثانى .. مركز البحوث والدراسات القرآنية ..
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: تأمُّلات بلاغيــة فى اللام فى آيةِ الصّبر ...

منقوووول
 

غنيم البورسعيدى

مزمار جديد
26 ديسمبر 2007
6
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: تأمُّلات بلاغيــة فى اللام فى آيةِ الصّبر ...

جزاكم الله خيراً أخى أبو خالد
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال



نسأل الله ان يرزقنا الفردوس الاعــلى
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: تأمُّلات بلاغيــة فى اللام فى آيةِ الصّبر ...

وإياكم

بارك الله مروركم
 

عيش المشتاقين

مشرفة سابقة
3 ديسمبر 2010
2,186
86
48
الجنس
أنثى
رد: تأمُّلات بلاغيــة فى اللام فى آيةِ الصّبر ...

سبحان الله العظيم !
جزاك الله خير و أثابك ..
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: تأمُّلات بلاغيــة فى اللام فى آيةِ الصّبر ...

حياكم الله
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع