إعلانات المنتدى


من نصائح الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله إلى عامة الأمة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

سي العفاسي

مزمار ألماسي
3 مارس 2007
1,205
1
0
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من المسلمين، وفقهم الله لما فيه رضاه وزادهم من العلم والإيمان آمين.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد:

فقد بلغني أن كثيرا من الناس يقع في أخطاء كثيرة في العقيدة وفي أشياء يظنونها سنة وهي بدعة، ومن ذلك إنكار علو الله واستوائه على عرشه، ومعلوم أن الله سبحانه بين ذلك في كتابه الكريم حيث قال سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الآية.

ذكر ذلك سبحانه في سبع آيات من كتابه العظيم منها هذه الآية. ولما سئل مالك رحمه الله عن ذلك قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب)، وهكذا قال غيره من أئمة السلف.

ومعنى الاستواء معلوم: يعني من جهة اللغة العربية وهو العلو والارتفاع. وقال سبحانه: فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ وقال سبحانه: وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ وقال عز وجل: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ في آيات كثيرات كلها تدل على علوه وفوقيته وأنه سبحانه فوق العرش فوق جميع الخلق، وهذا قول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم. فالواجب اعتقاد ذلك والتواصي به وتحذير الناس من خلافه.

ومن ذلك اتخاذ المساجد على القبور والصلاة عندها وجعل القباب عليها، وهذا كله من وسائل الشرك وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى على ذلك وحذر منه فقال صلى الله عليه وسلم: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد متفق على صحته، وقال صلى الله عليه وسلم: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك أخرجه مسلم في صحيحه من حديث جندب، وخرج مسلم في صحيحه أيضا عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

فالواجب على المسلمين الحذر من ذلك، والتواصي بتركه لتحذير النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك، ولأن ذلك من وسائل الشرك بأصحاب القبور ودعائهم والاستغاثة بهم وطلبهم النصر إلى غير ذلك من أنواع الشرك.

ومعلوم أن الشرك هو أعظم الذنوب وأكبرها وأخطرها، فالواجب الحذر منه ومن وسائله وذرائعه. وقد حذر الله عباده من ذلك في آيات كثيرات، منها قوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ومنها قوله سبحانه:
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ومنها قوله عز وجل: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ والآيات في هذا المعنى كثيرة.

ومن أنواع الشرك الأكبر دعاء الأموات والغائبين والجن والأصنام والأشجار والنجوم والاستغاثة بهم وسؤالهم شفاء المرضى والنصر على الأعداء، وهذا هو دين المشركين الأولين من كفار قريش وغيرهم كما قال الله سبحانه عنهم: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ الآية، وقال سبحانه:

فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ والآيات في هذا المعنى كثيرة وهي تدل على أن المشركين الأولين يعلمون أن الله هو الخالق الرازق النافع الضار وإنما عبدوا آلهتهم ليشفعوا لهم عند الله ويقربوهم لديه زلفى، فكفرهم سبحانه بذلك، وحكم بكفرهم وشركهم، وأمر نبيه بقتالهم حتى تكون العبادة لله وحده كما قال سبحانه:
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ الآية، وقد كتب العلماء في ذلك كتبا كثيرة وأوضحوا فيها حقيقة الإسلام الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه، وبينوا فيها دين الجاهلية وعقائدهم وأعمالهم المخالفة لشرع الله كعبد الله ابن الإمام أحمد، والإمام الكبير محمد ابن خزيمة في كتاب التوحيد، ومحمد بن وضاح، وغيرهم من الأئمة، ومن أحسن ما كتب في ذلك ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتبه الكثيرة ومن أخصرها كتابه القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة، ومن ذلك ما كتبه الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله في كتابه: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد.

ومن الأعمال المنكرة الشركية الحلف بغير الله كالحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، أو بغيره من الناس، والحلف بالأمانة، وكل ذلك من المنكرات ومن المحرمات الشركية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من حلف بشيء دون الله فقد أشرك خرجه الإمام أحمد رحمه الله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإسناد صحيح، وأخرج أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من حلف بالأمانة فليس منا والأحاديث في ذلك كثيرة، والحلف بغير الله من الشرك الأصغر عند أهل العلم، فالواجب الحذر منه وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر، وهكذا قول ما شاء الله وشاء فلان، ولولا الله وفلان، وهذا من الله ومن فلان، والواجب أن يقال ما شاء الله ثم شاء فلان، أو لولا الله ثم فلان، أو هذا من الله ثم من فلان لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:

لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان

ومن المنكرات المبتدعة: الاحتفال بالموالد سواء كان ذلك بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، أو غيره؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا بقية الصحابة رضي الله عنهم، ولا أتباعهم بإحسان في القرون الثلاثة المفضلة، وإنما حدث في القرن الرابع وما بعده بسبب الفاطميين، وغيرهم من الشيعة، ثم فعله بعض أهل السنة جهلا بالأحكام الشرعية وتقليدا لمن فعله من أهل البدع، فالواجب الحذر من ذلك لكونه من البدع المنكرة الداخلة في قول صلى الله عليه وسلم:
إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وقوله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها، وقوله صلى الله عليه وسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد خرجه مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم في خطبه:
أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة خرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، والأحاديث في هذا الباب كثيرة؛ ولأن الاحتفال بالموالد من وسائل الغلو والشرك، فالواجب الحذر منها، والتحذير منها، والتواصي بالاستقامة على السنة، وترك ما خالفها.

والله المسئول أن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين لما فيه رضاه، وأن يمنحنا جميعا الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من مضلات الفتن، ونزغات الشيطان، إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 

ابن ماجة

مشرف سابق
22 أغسطس 2006
15,601
1,319
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: من نصائح الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله إلى عامة الأمة

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك أخي سي العفاسي وحشرك ربي في زمرة الموحدين
رحم الله شيخنا سماحة الوالد ابن باز وأسكنه فسيح جناته
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: من نصائح الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله إلى عامة الأمة

جزاك الله خيرا ونفع بك
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: من نصائح الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله إلى عامة الأمة

جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم على هذا التذكير المفيد ونفع بك
 

عمر 7

مزمار داوُدي
9 مارس 2007
3,701
6
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: من نصائح الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله إلى عامة الأمة

بارك الله فيك وأجزل لك الخير
 

سي العفاسي

مزمار ألماسي
3 مارس 2007
1,205
1
0
الجنس
ذكر
رد: من نصائح الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله إلى عامة الأمة

بارك الله فيكم جميعا على هذه الرودود الجميلة
 

أم ياسر

مزمار ذهبي
10 يناير 2007
981
1
0
رد: من نصائح الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله إلى عامة الأمة

جزاك الله خيرا اخي على هذا النقل و بارك الله فيك
 

محمد الجنابي

عضو شرف
عضو شرف
9 فبراير 2007
15,361
18
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: من نصائح الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله إلى عامة الأمة

بارك الله فيك اخي الكريم ورحم شخنا الجليل العلامه بن باز
 

سي العفاسي

مزمار ألماسي
3 مارس 2007
1,205
1
0
الجنس
ذكر
رد: من نصائح الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله إلى عامة الأمة

بارك الله فيكم جميعا على هذه الرودود الجميلة
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع