إعلانات المنتدى


الدرر المرصعة في سيرة الخلفاء الأربعة / اعداد لؤي مزهر

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

LUAYMEZHER

مزمار جديد
7 أغسطس 2006
5
0
0
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
] يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون [
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [ .
] يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً[.
اما بعد.
فلقد شرُفَ قلمي بأن يكتب ويسطر بأحرف من نور، عن رجال هم من أعظم البرية، فهما كتب وسطر، وصال وجال، فلن يوفيهم معشار ماهم عليه من صفات واخلاق ودين ،حازوا الدنيا شرفا، وبلغوا الآخرة كرماَ.
وهذه نبذة مختصرة معتصرة، عن سيرة الاعلام الأربعة الذين أضاؤا الدنيا بصفاتهم العظيمة وخصالهم الحميدة مجدهم ومدحهم خالقهم وموالاهم في كتابه العزيز .
فقال تعالى " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواتَبْدِيلاً[1] "
وقال تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً "
وقال تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح : 18)
وقال تعالى: - (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح : 18 )

وقال تعالى: فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (الفتح : 26 )

وقال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة : 100 )

وقال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (الأنفال : 74 )

وقال تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح : 29 )
والقرآن الكريم مليئ بالآيات التي تخبر عن الصحابة ورضوان الله عليهم وعن صفاتهم ومدحهم أيضا وهذا والله يكفيهم شرفا بأن خالقهم قد مدحم وزكاهم في كتابه العزيز .
أما لو جئنا في السنة المطهرة فالأحاديث كثيرة وغزيرة في فضلهم ومناقبهم ومدحهم فهم خير من عايش النبي عليه السلام وهم صفوة الخلق أجمعين بعد النبيين
يقول النبي عليه السلام:" خير القرون قرني الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"
ويقول عليه السلام : لا تسبوا أصحابي . لا تسبوا أصحابي . فوالذي نفسي بيده ! لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مد أحدهم، ولا نصيفه
وقال عليه السلام :
وليس لأحد من الخلق ان ينقص من شأنهم بعدما كرمهم خالقهم بفضله عندما ذكرهم في كتابه ولنا مع كل قمر بل مع كل شمس من هذه الشموس وقفات يسيرات في بحر فضائلهم وجودهم وسيرتهم سائلا المولى أن يوفقنا للصواب.




أبو بكر الصِّدِّيق
" أبو بكر ‏سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله ÷ "
عمر ابن الخطاب








تمهيد
إذا أممُ الأرضِ قامتْ تُفَاخِر وجاءتْ بكلِّ خطيبٍ وشاعر

فإنَّ أبا بكر ليسَ لهُ نظيرٌ يشابِهُهُ في المآثر

أحبُّ البرايَا لقلبِ النبي كذا ابنتُه في النساءِ الحرائر

فأحمدُ صِهْرٌ وعائشُ بنتٌ لِمَنْ غيرُهُ كلُّ تلكَ المفاخر

عَرَفْنَا بهِ الصدقَ مِنْ صدقِهِ وطِيبِ السَّجايَا وأَسْمَى المشاعر

تَوَّلَى الرسولَ بحبٍّ ونصرٍ فكانَ المجاهدَ بعد المُهَاجر

ففي الغارِ كانَ الرفيقَ الأمين وليثُ ببدرٍ على الكفْرِ ثائر

يُكَرِّم آلَ النبيِّ ويحنُ عليهِمْ بحبٍّ كبيرٍ وآَسِر

تَوَلَّى الأمانةَ بعدَ الرسول وقد ضَجَّت الأرضُ مِنْ كلِّ كافر

فَثَابَ بهِ الرشدُ عن غَيِّه وآَبَتْ إلى الحقِّ كلُّ السرائر

لِيصنعَ منهُمْ دعاةَ الفُتُوحِ ويَغْزُونَ بالحقِّ سودَ الضمائر

فلا الرومُ أبْقَى لها قيصراً ولا فارسٌ ظَلَّ فيها الأكاسر



هو صاحب النبي ÷ الذي شدَّ به عضده وسخَّر حياته وبذل ماله كله لله تعالى.
هو لهذا الدين كما اخبر النبي÷ كمنزلة السمع والبصر من الرأس.
هو أحب الرجال الى النبي÷ .
هو الصِّديق الصادق .
هو احد العشرة المبشرين بالجنة .
انزل الله به قرانا يتلى (وسَيُجَنَّبُها الأتْقَى الذِيِ يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكّى).
رفع راية الدين، فكان له السد العالي المنيع الذي لم يقهر.
نصر الله به الدين، وقهر الكفرة الملحدين، وحارب المنافقين المنشقين، فعليك السلام يا أول الخلفاء الراشدين متبوعا بالطيبات إلى يوم الدين.
اسمه: عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن عَمْرو بن كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة بن كعب بن لؤيّ القرشيّ التيميّ. يلتقي مع رسول اللّه في مُرَّة بن كعب، ولد بمكة بعد عام الفيل بثلاث سنوات (50 ق هـ / 573م)
وأمه أم الخير سَلْمَى بنت صخر وهي ابنة عم أبي قحافة.
تزوج أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - قُتيلة بنت عبد العزى وأنجب منها: عبد الله وأسماء ذات النطاقين.
وتزوج أم رومان بنت عامر بن عويمر، وأنجب منها: عبد الرحمن وعائشة.
وتزوج حبيبة بنت خارجة بن زيد ،وأنجب منها أم كلثوم،
وتزوج أسماء بنت عميس الا انه كان حبه لها مختلفاً.
فالصديق كان يحبها ويحترمها، لدرجة أنه أوصى بألا يغسله أحد سوى زوجته أسماء بنت عميس.
وتكنى أسماء بنت عميس بذات الهجرتين، وزوجة الفضلاء.
وهي من المهاجرات الأوائل.
أسلمت قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم.
وهاجرت مع زوجها جعفر الطيار إلى الحبشة وهي عروس في شهر عسلها، وولدت له هناك: عبد الله ومحمداً وعوناً.
عندما عادت من الحبشة إلى المدينة المنورة، داعبها عمر بن الخطاب قائلاً: يا حبشية، سبقناكم بالهجرة.
فقالت: لعمري، لقد صدقت، كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويعلم جاهلكم، وكنا البعداء الطرداء، أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله.
فأتته، فقال صلى الله عليه وسلم: " للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان[2]".

دخلت أسماء في امتحان ، إذ خرج زوجها جعفر إلى “مؤتة” بأمر واختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم قائداً ثانياً لجيش المسلمين، بعد زيد بن حارثة، إذا كتبت له الشهادة وقد كان.
استشهد جعفر بن أبي طالب بعد أن تقطعت يداه وهو يحتضن راية الإسلام، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير في الجنة ذا جناحين يطير بهما حيث شاء مضرجة قوادمه بالدماء"[3].
وكان حزن أسماء بالغاً، فقد كان جعفر الرفيق والزوج والحبيب.
وجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت جعفر في اليوم الثالث لاستشهاده وقال :"لا تبكوا على أخي بعد اليوم." [4]
وراح رسول الله يدعو لأبناء جعفر، ثم جاءت أسماء تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: العَيْلة - أي الفقر والحاجة - تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة[5].
وانكفأت أسماء على نفسها وعلى أبنائها ترعاهم وتربيهم تحت سمع وبصر ويد النبي ÷. حتى كان يوم حنين. فقد توفيت “أم رومان” زوجة أبي بكر الصديق، فزوج رسول الله أبا بكر من أسماء، بعد أن أبدى رغبته في الاقتران بها.

وكان هذا الزواج مواساة لكلا الطرفين.. وانتقلت أسماء إلى بيت الصديق لتعيش زوجة راضية كريمة وفية، ترعى الحق وتصون العهد، ورزقت منه - رضي الله عنه - بولدها محمد بن أبي بكر.
وكان الصديق يحبها ويغار عليها، حتى انه ذهب يشكو إلى النبي دخول أحد الصحابة على أسماء في غيابه، فقضى النبي عليه الصلاة والسلام بألا يدخل الرجل منفرداً على الغائب زوجها، وإنما يدخل الرجلان والثلاثة درءاً للفتنة.
وعندما مرض الصديق مرض الوفاة، أوصى بأن تقوم أسماء على غسله، وهذا منه - رضي الله عنه - منتهى الحب والثقة.
ولأنها كانت صوامة قوامة فقد أوصاها الصديق بأن تفطر في اليوم الذي تُغسله فيه قائلاً: هو أقوى لك وتوفي الصديق وقامت أسماء بتغسيله، وذكرت وصيته في آخر النهار، فدعت بماء وشربت وقالت: والله لا أتبعه اليوم حنثا.
وقد منَّ الله تعالى بكرمه وفضله على ابي بكر الصديق بأن أسلمَ أبويه.
فله الحمد من قبل ومن بعد.
وقد اشتهر بالصِّديق في الجاهلية والاسلام، لأن الرئاسة والوجاهة عمدت اليه، ولأنه صدَّق النبي÷ في ليلة الاسراء والمعراج حينما ذهب اليه المشركون فقال "نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء في غدوة وروحة[6]" فبعدها ما فارقه اسم الصديق .

وهذه شجرة زوجاته وما تفرع منه من أولاد بشكل مختصر

صفاته الخََلْقيَّة:
فلا نزيد عما قالته أمنا عائشة رضي الله عنها حينما في الحديث الذي خرجه مسلم في صحيحه "عن عائشة رضي الله عنها وقد قيل لها صفي أبا بكر قالت: فقالت: كان رجلا أبيض نحيفا، خفيف العارضين، أحنا، لا تستمسك أزرته، تسترخي عن حقويه، معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة، عاري الأشاجع، هذه صفته[7].
وعن قيس بن أبي حازم قال قدمت على أبي بكر مع أبي في مرضه الذي مات فيه فرأيته رجلاً أسمر خفيف اللحم.
خرجه أبو بكر بن مخلد والمشهور ما تقدم من أنه كان أبيض وكان يخضب بالحناء والكتم"
أما صفاته الخُلُقيَّة
فهو الرحيم ، المتواضع ، يقول النبي ÷ في حقه "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر"[8] وهو القوي الشجاع، حين دافع عن النبي÷ بمكة عندما انقض عليه المشركون.
ومن شجاعته في القتال انه لما اسلم، وجب القتال، فكان اقرب المقاتلين الى الرسول عليه السلام في كل غزوة وكل مازق كوقعتي أحد وحنين.
وهو الذي اقام حدود الله تعالى عندما انشق المنافقين بعد موت النبي ÷، وهو الذي تصدى لمانعي الزكاة.
وكان كما وصفته عائشه "غزير الدمعه وقيد الجوانح شجي النشيج [9]" وكان وفيا بوعده، وقد ظهر ذلك حين خطب الرسول ابنته عائشه، فعرض الأمر على المطعم بن عدي، واستشاره في الامر، لانه كان قد خطبها قبل رسول الله ولم يخلف وعده مع المطعم ولا مع غيره قط.
وكان ودودا متواضعا يحب السخاء والانفاق في سبيل الله تعالى .
حياته قبل الاسلام
فقد نشأ ابو بكر في مكة، وعايش صباه فيها، ولما اشتد عوده حببت اليه التجارة فاشتهر فيها، وكان مثال التاجر الصادق الامين، فتوسع في تجارته، وكثر ماله، وأصبح من وجهاء مكة ومن أشرافها.
كان صديقا حميا للنبي÷ قبل الاسلام يجالسه ويؤانسه ويدافع عنه وكان ايضا من علية القوم يُرجع اليه الامر .
فهو النقي الطاهر قبل وبعد الاسلام، لم يرد عنه انه سجد لصنم، وهذا صون من الله تعالى له وكرامة، وهو ايضا ممن حرم على نفسه الخمر في الجاهليه.
فالّلهم ارض عن ابي بكر الصديق وأصحابه.
حياته بعد الاسلام
العتيق[10] كان من السباقين في تصديق النبي÷ والدخول في دين الحق، فهو أول من أسلم من الرجال حين بلغه خبر النبي ÷، فقد قال المصطفى في حقه "ما منكم من أحد إلا وقد كذبني غير أبي بكر" وكان رضي الله عنه أنيس النبي وصديقه وحميه وخليله، فعن جندب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول:" إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله تعالى قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً [11]".
الصحابة رضوان الله عليهم سباقون الى الخيرات ولكن ابي بكر الصديق قد حاز قصب السبق في كل شيئ فمثاله كما قال الإمام :ابن حزم رحمه الله تعالى:

مناي مـن الدنيا علــوم أبثهـا وأنشرها في كل باد وحاضــر
دعاء إلى القرآن والسنن الــتي تناسى رجال ذكرها في المحاضر
وألزم أطراف الثغور مجــاهدا إذا هيعة ثارت فأول نافــــر
لألقى حمامي مقبلا غير مدبــر بسمر العوالي والرقاق البواتـر
كفاحا مع الكفار في حومة الوغى وأكرم موت للفتى قتل كـافـر
فيا رب لا تجعل حمامـي بغيرها ولا تجعلني من قطين المقابـر
اما عن حب النبي لأبي بكر الصديق لا ينضب، فهو احب الناس اليه، فعندما سئل÷ أي الناس أحب إليك ؟ قال " عائشة " قلت : من الرجال ؟ قال " أبوها " قلت : ثم من ؟ قال " عمر " فعد رجالا[12] .
وقد أسلم على يد أبي بكر الصديق خمسة من كبار الصحابة، وهم عثمان بن عفان، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله .بل انهم من العشرة المبشرين بالجنة.
كان الصديق مساندا بدعمه المادي والمعنوي لسيد الخلق ÷، شاركه في هجرته الى يثرب، وهو صاحبه في الغار، ومن عظم حبه للنبي أحب نسبه فأعطاه ابنته عائشة لتكون بعد ذلك اما للمؤمنين، وبعدما أشرقت شمس النبي محمد عليه الصلاة والسلام في العالم الآخر، أوكلت اليه الخلافة بالمبايعة، وقد كان النبي يشير الى خلافة ابي بكر وعمر في حياته ويلمح اليها.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: (مروا أبا بكر يصلي بالناس )[13]
وعن حذيفة رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر )[14]
والاثار في ذلك مستفيضة وكثيرة، فساد في زمن خلافته العدل والقسط بين الناس، بعدما اجتمع على مبايعته المهاجرين والانصار، وها هو ذا خليفتهم يقف بينهم ليعلن عن منهجه، فعن أنس بن مالك قال: لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أيها الناس إني قد قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني قد كنت أرى أن رسول صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا يقول يكون آخرنا وإن الله قد أبقى فيكم الذي به هدى رسول الله فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوه فبايع الناس أبا بكر بعد بيعة السقيفة ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فان أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله[15]
جهاد أبى بكر:
لقد دخل الناس فى دين الله أفواجًا، وقلَّ عدد المشركين الذين يعبدون الأصنام، وطهرت الجزيرة العربية من الشر، لكن بعض الذين دخلوا فى الإسلام كان منهم ضعاف الإيمان، ولم يكن الإيمان قد استقر فى قلوبهم، وقد دخله بعضهم طمعًا فى الأراضى والأموال.

وكانت وفاة الرسول÷ فرصة لهؤلاء وأولئك لكى يظهروا ما أخفوه خلال الفترة الماضية، ولكى يعلنوا ردتهم عن الدين الحنيف، فماذا يفعل الصديق، والخلافة فى أول عهدها ؟!
فهناك جماعة منعت الزكاة، وأخرى ارتدت، بل ادعى بعض الناس منهم النبوة !.
كان عهد أبى بكر امتدادًا لعصر النبى ÷ لم يكن إلا متبعًا ومنفذًا لكل ما أشار به الرسول÷ أو أمر به، لم يبتدع أبو بكر -رضى الله عنه- شيئًا يخالف ما كان عليه رسول الله ، بل كان كل شىء يسير وفقًا لشريعة الإسلام، وانشغل الناس فى فترة خلافته بقتال المرتدين والفتوحات الإسلامية.

ولم يبق فى المدينة إلا من استبقاهم أبو بكر لحمايتها، ولاستشارتهم ولتبادل الرأى معهم، وعلى رأس هؤلاء: عمر بن الخطاب، وعلى بن أبى طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبى وقاص.
وكانت المدينة المنورة فى عهده عاصمة الدولة الإسلامية ومركز الحكم ومقر الخلافة.

قسم أبو بكر الجزيرة العربية إلى ولايات جعل على كل منها أميرًا يؤم الناس فى الصلاة، ويفصل بينهم فى القضايا، ويقيم الحدود، فكان على "مكة" عتاب بن أسيد، وعلى صنعاء المهاجر بن أمية، وعلى عمان والبحرين العلاء بن الحضرمى.

وقد اتخذ الصديق عمر قاضيًا على المدينة، وجعل أبا عبيدة أمينًا على بيت مال المسلمين.
ولقد كانت فترة حكمه قصيرة، لكنها كانت حاسمة فى تاريخ الإسلام، فقد واجه أحرج المواقف، وربما وقف وحده عند إصراره على محاربة المرتدين فى وقت اتجه فيه باقى المسلمين إلى المسالمة، قائلين: كيف نحارب الجزيرة العربية كلها؟! لكنه بإيمانه ويقينه وصدقه سرعان ما ضم المسلمين إلى رأيه، ثم سار بهم جميعًا يدكّ صروح الشرك، ويقضى على الشكوك والأوهام!
ولم يتوقف عند هذا، بل راح يحطم قصور كسرى وقيصر.
رحم الله أبا بكر لقد تمثلت فيه كل المعانى الإسلامية الرائعة.







أما ابرز أعماله فهي جمع المصحف:
استشهد كثير من حفظة القرآن وقرائه فى حروب الردة، وهنا أشار عمر -رضى الله عنه- على أبى بكر بضرورة جمع القرآن الكريم ؛ حيث كان مكتوبًا على سعف النخيل، وقطع الجلد، وألواح عظام الإبل، فأمر أبو بكر زيد بن ثابت ومعه بعض أصحابه بتولى هذه المهمة العظيمة.
وقاموا بتدوين القرآن كله فى دقة متناهية بالترتيب الذى أمر به رسول الله÷ ، ودون أى تغيير، وسموه مصحفًا.
إن القرآن هو دستور المسلمين، وقد تعهد الله بحفظه، وكان أبو بكر أول من أسهم فى هذا الحفظ رحمه الله.
موت الخليفة
وفى هذا العام (13هـ/635م)، مرض أبو بكر، وظل المرض ملازمًا إياه طيلة شهر، ثم عهد بالخلافة لعمر بن الخطاب بعد أن استشار كبار الصحابة.

وبعد ذلك، لقى ربه راضيًا مرضيًّا، وكانت ولايته -رضى الله عنه- سنتين وثلاثة أشهر وعشرة أيام، وصعدت روحه إلى الرفيق الأعلى وله من العمر ثلاثة وستون عامًا.
وكان آخر ما تكلم به:( تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين) [يوسف: 101]. ولم يترك ثروة طائلة، وإنما ترك ذكرى طيبة. وحسبه أنه جمع المسلمين، ووحّد كلمتهم، وأمَّن حدود الدولة، ولقَّن الأعداء درسًا لا يُنسى.
فسلام عليك يا اول الخلفاء الراشدين المهديين وجزاك الله خيرا عن أمة الاسلام بما قدمته لهذا الدين العظيم .



عمر بن الخطاب
قال ÷ ( لو كان نبي بعدي لكان عمر بن الخطاب )[16]








تمهيد
خليفة رسول الله الثاني، الذي قال النبي ÷ ( اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب)[17] .
كان عمودا من اعمدة الدين، لقب بالفاروق، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
كان من اعلم الصحابة، يرجع اليه في هذا الدين، عرف بورعه وزهده وشجاعنه وقوته، انتشرت في عهده الفتوحات الاسلامية، فتوسعت رقعت الدولة الاسلامية، فنشر الحق وكسر اوثان الباطل، هابه البعيد، وأحبه القريب، الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولكنه اذا سلك ابا حفص فجاً " طريقا" سلك الشيطان فجا آخر، فبأبي انت وأمي يا ثاني الخلفاء الراشدين.
اسمه: هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بنمدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهو أبن عمّ زيد بن عمرو بن نفيل الموحد على دين إبراهيم.. لقب بالفاروق لأنه اظهر الاسلام في مكة ففرق بين الحق والباطل وأعلن يوم جديد للاسلام والمسلمين.
يلتقي هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم من كعب ويلتقي أيضا هو وأبو بكر من كعب
قال الواقدي والكلبي :
تزوج عمر في الجاهلية زينب بنت مظعون اخت عثمان بن مظعون فولدت له : عبدالله وعبدالرحمن الاكبر وحفصة 0
وتزوج مليكة بنت جرول فولدت له : عبيدالله فطلقها في الهدنه وقال الواقدي هي ام كلثوم بنت جرول ولدت عبيدالله وزيدا الاصغر 0
وقال المدائني تزوج قريبة بنت امية المخزوني فطلقها في الهدنة
وقيل تزوج ام حكيم بين الحارث بن هشام بعد زوجها فولدت له فاطمة ثم طلقها 0
وتزوج جميلة بنت عاصم بن ثابت ابن ابي الافلح من الاوس
وتزوج عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل وكانت قبله عند عبدالله ابن ابي مليكة ولما قتل عمر تزوجها الزبير بن العوام ويقال انها أم ابنه عياض 0

وكان قد خطب ام كلثوم ابنة ابي بكر الصديق وهي صغيرة وراسل فيها عائشة فقالت ام كلثوم : لاحاجة لي فيه فقالت عائشة : اترغبين عن امير المؤمنين ؟ قالت : نعم ، انه خشن العيش0
وتزوج لهية امرأة من اليمن فولدت له عبدالرحمن الاصغر وقيل الاوسط 0

جملة اولاده رضي اللله عنة ثلاثة عشر، زيد الاكبر وزيد الاصغر ، عاصم ، عبدالله ، عبدالرحمن الاكبر ، عبدالرحمن الاوسط ، عبدالرحمن الاصغر ن عبيدالله ، عياض ، رقية، زينب ، فاطمة.
اما مجموع نسائه اللاتي تزوجهن في الجاهلية والاسلام ممن طلقهن او مات عنهن سبعة وهن:
جميلة بنت عاصم ، زينب بني مظعون ، عاتكة بنت زيد بن عمرو ، قريبة بنت امية ، عاتكة بنت جرول ، ام حكيم بنت الحارث، امك كلثوم بنت علي بن ابي طالب
وله امتان له منهما اولاد ( فكيهة – لهيبة(
وهذه شجرة زوجاته وما تفرع منه من أولاد بشكل مختصر.

صفاته الخَلقية:
قال عبد اللـه بن عمر رضي الله عنه: كان أبي أبيض تعلوه حمرة ، طوالاً ، أصلع ، أشيب , وقال غيره: كان أمهق - أي خالص البياض - ، طُوالاً ، آدم ، أعْسَرَ يَسَر , وقال أبو الرجاء العطاردي: كان طويلاً جسيماً ، شديد الصلع ، شدة الحمرة ، في عارضيه خفه, وقال سِماك: كان عمر يسرع في مشيته , فهذه بعض صفات عمر ، منها الطول والجسامة، والإسراع الذي يدل على المبادرة والإقدام .
صفاته الخُلُقية:
قال معاويه رضي الله عنه لصعصعة بن صوحان :
صف لى عمربن الخطاب فقال :كان عالما برعيته، عادلا في قضيته خاليا من الكبر،
قبولا للعز، سهل الحجاب ، مصون الباب ، متحريا للصواب ، رفيقا بالضعفاء ،
غيرمحاب للقريب، ولا جاف للغريب.
تعلقه بخالقه سبحانه وتعالى وشدة خوفه منه:
فكان عمر يمر بالآية من ورده فيسقط مغشيا عليه أياماً كما ذكر ذلك الحسن.
وما اكتسب عمر- رضي اللـه عنه - هذا الأمر إلا بقوة علاقته باللـه سبحانه .

الحرص على العلم وطلبه والعمل به:
عن ابن مسعود قال: لوأن علم عمر وضع في كفة الميزان ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علمه عليهم.
قال وكيع قال الأعمش فأنكرت ذلك فلقيت إبراهيم فذكرته له فقال وما أنكرت من ذلك؟! فوالله لقد قال ابن مسعود أفضل من ذلك قال إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهب يوم ذهب عمر،[18] وإنما بلغ عمر بما بلغ بعلم وقر في قلبه وظهر على جوارحه وعمله , فقد جمع بين العلم في الرأس وتطبيقه على الواقع.
التواضع والبساطة ولين الجانب: يقول أنس - رضي اللـه عنه- : رأيت بين كتفي عمر أربع رقاع في قميصه, وقال قتادة: كان عمر يلبس وهو خليفة ، جُبَّة من صوف مرقوعة بعضها بأدم, وقال عبداللـه بن عامر بن ربيعة: حججت مع عمر ، فما ضرب فسطاطاً ، ولا خِباء ، وكان يلقي الكساء والنطع على الشجرة ، ويستظل تحته , فكان أنموذجا في البساطة ومثالا في عدم التكلف لازال يضرب حتى اليوم.
البعد عن الكبر والتجبر: يقول عبيد اللـه بن عمر بن حفص: إن عمر بن الخطاب حمل قربة على كتفه ، فقيل له في ذلك: فقال: إن نفسي أعجبتي فأردت أن أذلَّها , وكذا أقوياء الشخصية , يتحكمون في أنفسهم ولا تتحكم فيهم أهواؤهم ويوجهون رغباتهم ولا توجههم رغباتهم , ويؤدبون نفوسهم ويهذبونها بإبعادها عما يضرها وتقريبها مما ينفعها في الدنيا والآخرة.
المحافظة على الحقوق: ولذا قال محمد بن سيرين: قَدِم صِهرٌ لعمر عليه، فطلب أن يعطيه عمر من بيت المال فانتهره عمر ، وقال: أردت أن ألقى اللـه ملكاً خائناً!؟
الورع في المأكل والملبس وخدمة المسلمين: وهو خلق لا يستطيعه إلا الكبار ، قال أنس - رضي اللـه عنه- : تقرقر بطن عمر من أكل الزيت عام الرمادة؛ و كان قد حرم نفسه قال: فنقر بطنه بإصبعه ، وقال: إنه ليس عندنا غيره حتى يحيا الناس -أي غير الزيت-.
قبول النصيحة: وما كان يسمعه من نقد لاذع لم يكن ليوفقه عن منهجه , فعن ابن عباس ، قال: لمَّا ولي عمر قيل له: لقد كان بعض الناس أن يحيد هذا الأمر عنك. قال: وما ذاك ؟ قال: يزعمون أنك فظ غليظ. قال: الحمد للـه الذي ملأ قلبي لهم رحمة، وملأ قلوبهم لي رعباً
العدل: فيروي أصحاب السير أن رجلا أوقفه على منبره وسأله عن ثوبه الذي يلبسه - وكان رجلا طوالا - وكيف له بثوبين ؟! فقال : قم يا عبدالله بن عمر , فقام عبد الله وبين للناس أنه قد أعطى اباه ثوبه فجمعهما في ثوب واحد , ولربما كان الرجل يوقفه ويسأله ويعاتبه وهو يستمع ويحسن ذلك ولربما جاءه بعض العامة يشتكون له من بعض أمرائهم فيأخذ الحق من الأمير للعامي سواء بسواء , ولما جاءه رسول فارس وسأل عنه , لم يجد له قصرا ولا حرسا وقيل له إنه نائم تحت ظل شجرة , فراح ونظر إليه ولكأنه خاطب نفسه فقال : عدلت فأمنت فنمت يا عمر.
حياته قبل الاسلام:
عمر بن الخطاب ظل أكثر من نصف حياته يسجد للأصنام، يقدم فروض العبادة لهبل، فعمر وُلد بعد عام الفيل بـ 13 سنة، فهو أصغر من الرسول صلى الله عليه وسلم بـ 13 سنة، وكان عمره وقت البعثة 27 سنة، وأسلم بعد ستة سنوات كاملة من الرسالة، فكان عمره عند الإسلام 33 سنة.

اشتغل عمر رضي الله عنه بالتجارة وربح منها ما جعله في وضع مادي لا بأس به ، وكسب معارف متعددة في البلاد التي زارها للتجارة ، فرحل الى الشام صيفا والى اليمن شتاءْ ، واحتل مكانة بارزة في المجتمع المكي الجاهلي ، وأسهم بشكل فاعل في بناء تاريخ اسرته ، حيث كان جده نفيل بن عبد العزى تحتكم اليه قريش في منازعاتها ، فضلاْ عن ان جده الاعلى كعب بن لؤي كان عظيم القدر والشأن عند العرب ، فقد ارخوا بسنة وفاته الى عام الفيل ، وتوارث عمر عن اجداده هذه المنزلة الكبيرة ، قال عنه ابن سعد : ( إن عمر كان يقضي بين العرب في خصوماتهم قبل الاسلام).

فهو من أشراف قريش وإليه كانت السفارة ، وقال عنه إبن الجوزي ( كانت السفارة الى عمر بن الخطاب ، إن وقع حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيرا ، او نافرهم منافر ، او فاخرهم مفاخر ، بعثوه منافراْ ومفاخراْ , ورضوا به رضي الله عنه ).
اسلامه رضي الله عنه:
كان عمر بن الخطاب قوياً غليظاً شجاعاً ذو قوة فائقة، وكان قبل إسلامة أشد عداوة لدين الله و كان من أشد الناس عداوة لرسول الله و لم يرق قلبة للإسلام أبداً , و فى يوم من الأيام قرر عمر بن الخطاب قتل سيدنا محمد÷ فسن سيفة فعن أنس بن مالك ‎ قال: أن رجلا من بني زهرة لقي عمر قبل أن يسلم وهو متقلد السيف فقال له: أين تعمد يا عمر ؟ فقال أريد أن أقتل محمدا قال: وكيف تأمن في بني هاشم- أو بني زهرة- وقد قتلت محمدا ؟ قال: ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر ؟ إن ختنك وأختك قد صبوا وتركا دينهما الذي هما عليه قال: فمشى إليهما ذامرا قال إسحاق: يعني: متغضبا حتى دنا من الباب قال: وعندهما رجل يقال له: خباب يقرئهما سورة طه قال: فلما سمع خباب حس عمر دخل تحت سرير لهما فقال: ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم ؟ قالا: ما عندنا حديث تحدثنا بيننا فقال: لعلكما صبوتما وتركتما دينكما الذي أنتما عليه فقال ختنه: يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك قال: فأقبل على ختنه فوطئه وطئا شديدا قال: فدفعته أخته عن زوجها فضرب وجهها فدمى وجهها قال: فقالت له: أرأيت إن كان الحق في غير دينك أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؟ قال: فقال عمر: أروني هذا الكتاب الذي كنتم تقرؤون قال: وكان عمر يعني: ابن الخطاب يقرأ الكتب قال: فقالت أخته: لا أنت رجس أعطنا موثقا من الله لتردنه علينا وقم فاغتسل وتوضأ قال: ففعل قال: فقرأ عمر: {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } إلى قوله: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري إن الساعة آتية أكاد أخفيها} قال: فقال عمر: دلوني على محمد قال: فلما سمع خباب قول عمر: دلوني على محمد خرج إليه فقال: أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك عشية الخميس: اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام قال: فقالوا: هو في الدار التي في أصل الصفا قال إسحاق: يعني: النبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه فانطلق عمر وعلى الباب حمزة بن عبد المطلب وأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: فلما رأى حمزة وجل القوم من عمر قال: نعم فهذا عمر فإن يرد الله به خيرا يسلم ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم وإن يكن غير ذلك يكن قتله علينا هينا قال: فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ جامع ثوبه وحمائل السيف فقال: ما أنت منتهي يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة اللهم هذا عمر بن الخطاب اللهم أعز الدين بعمر فقال عمر: أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم قال: اخرج يا رسول الله[19] و من هنا بادر سيدنا عمر بن الخطاب بشجاعته وقام وقال لرسول الله : يا رسول الله : ألسنا على الحق ؟ قال الرسول نعم , قال عمر أليسوا على الباطل ؟ قال رسول الله : نعم , فقال عمر بن الخطاب : ففيما الإختفاء ؟ قال رسول الله : فما ترى يا عمر ؟ قال عمر : نخرج فنطوف بالكعبة , فقال له رسول الله : نعم يا عمر , فخرج المسلمون لأول مرة يكبروا و يهللوا فى صفين , صف على رأسة عمر بن الخطاب و صف على رأسة حمزة بن عبد المطلب و بينهما رسول الله يقولون: الله أكبر و لله الحمد حتى طافوا بالكعبة فخافت قريش و دخلت بيوتها خوفاً من إسلام عمر و من الرسول و صحابته رضى الله عنهم , و من هنا بدأ نشر الإسلام علناً.

حياته بعد الاسلام:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر [20]
وقال :إن كان إسلام عمر لفتحا وهجرته لنصرا، وإمارته رحمة، والله ما استطعنا أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى ودعونا فصلينا وفيه رواية ما استطعنا أن نصلي عند الكعبة ظاهرين.[21]

كان إسلام عمر رضي الله عنه في السنه السادسه من النبوة بعد اسلام حمزة رضي الله عنه بثلاثة أيام في ذي الحجة . وكان المسلمون يومئذ تسعة وثلاثين . قال عمر رضي الله عنه: لقد رأيتني وما اسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تسعة وثلاثون رجلاْ فكملتهم أربعين . فأظهر الله دينه، واعز الاسلام .
هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بدأت الهجرة إلى المدينة بعد بيعة العقبة . فكان اول من قدم المدينة من اصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم وهم : مصعب ابن عمير ، وابن ام مكتوم ، ثم قدم بلال وسعد وعمار بن ياسر ، ثم قدم ابن الخطاب في عشرين راكباْ .
ولما عزم على الهجرة أخبر عياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص ، واتفقوا على الصحبة على ان يجتمعوا في منازل في بني غفار على -عشرة أميال من مكة -، فمن تخلف عن الموعد تركوه ورحلوا ، فجاء عمر وعياش، وحبس هاشم في مكة وفتن في دينه ، فسار حتى وصل قباء في طرف المدينة فنزل على رفاعة بن عبد المنذر ، فلحقهما أبو جهل وأخوه الحارث ، فقالا لعياش : إن امك قد نذرت الا يظلها سقف ، ولا يمس رأسها دهن حتى تراك ؛ فستشار عمر ، فقال له عمر : والله ما أراد الى ردك عن دينك ، فاحذرهما ولا تذهب ، فوالله لو آذى امك القمل لدهنت وامتشطت، ولو اشتد عليها حر مكة لاستظلت.
قال عياش ، فإن لي بمكة مالا لعلي آخذه فيكون قوه للمسلمين ، وأكون قد بررت قسم أمي، فقال عمر : إنك لتعلم أني لمن أكثر قريش مالاْ ، فلك نصف مالي ولا تذهب معهما ، فأبى إلا ان يخرج معهما ، فلما ابى قال له عمر : اما إذ قد فعلت ما فعلت ، فخذ ناقتي هذه ، فإنها ناقه نجيبة ذلول فالزم ظهرها ، إن رابك من القوم ريب فانج عليها ، فلما كانوا بضجنان - جبل على بريد من مكه - قال أبو جهل : والله يا اخي لقد استغلظت بعيري هذا افلا تعقبني على ناقتك ؟ قال : بلى . فأناخ وأناخا ليتحول عليها ، فلما استووا على الارض اوثقاه ربطاْ ، حتى دخلا به مكه ، فقالا : هكذا يا اهل مكه فافعلوا بسفهائكم ، ثم حبسوه .

وروى علي بن ابي طالب رضي الله عنه : ما علمت أن احد من المهاجرين هاجر إلا متخفيا ، إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؛ فإنه لما هم بالهجره تقلد سيفه ، وتنكب قوسه ، وانتظى في يده اسهماْ واختصر عنزته - العنزة عصا في قدر نصف الرمح ، وهي اطول من العصا وأقوى من الرمح - ، وذهب الى مكه ، والملأ من قريش بفنائها ، فطاف بالبيت ، سبعا متمكناْ ، ثم اتى المقام ، فصلى متمكناْ ، ثم وقف على الحلق واحده واحده ... فقال لهم : شاهت الوجوه ، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس ، من أراد ان تثكله امه ، ويوتم ولده ، او يرمل زوجه فيلقني وراء هذا الوادي . قال علي رضي الله عنه : فما تبعه احد إلا قوم من المستضعفين ، علمهم وارشدهم ومضى لوجهه .

وكان قدوم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى المدينه قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إليها ، وكان معه من لحق به من اهله وقومه ، وأخوه زيد بن الخطاب ، وعمرو وعبد الله أبنا سراقه بن المعتمر ، وخنيس بن حذافه السهمي ، زوج ابنته حفصة ، وابن عمه سعيد بن زيد ، وهو احد العشره المبشرين بالجنه ، وواقد بن عبد الله التيمي ، حليف لهم ، وخولى بن ابي خولى ، ومالك بن ابي خولى ، حليفان لهم من بني عجل وبنو البكير ، وإلياس وخالد ، وعاقل ، وعامر ، وحلفاؤهم من بني سعد بن ليث ، فنزلوا على رفاعه بن المنذر في بني عمرو وبن عوف بقباء .

وهكذا ظل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خدمة دينه وعقيدته بالأقوال والأفعال ، لا يخشى في الله لومة لائم ، وكان رضي الله عنه سنداْ وعيناْ لمن اراد الهجره من مسلمي مكة حتى خرج ، ومعه هذا الوفد الكبير من أقاربه وحلفائه .
ساعد عمر رضي الله عنه غيره من أصحابة الذين يريدون الهجرة ، وخشي عليهم من الفتنه والإبتلاء في أنفسهم .

هذا وقد نزل عمر رضي الله عنه بالمدينه ، واصبح وزير صدق لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عويم بن ساعده ، وقيل : بينه وبين عتبان بن مالك : وقيل : بينه وبين معاذ بن عفراء وقد علق ابن عبد الهادي على ذلك وقال: لا تناقض بين الاحاديث ، ويكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين كل اولئك في اوقات متعدده ؛ فإنه ليس بممتنع ان يؤاخي بينه وبين كل اولئك في اوقات متعدده.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجهاده مع النبي صلى الله عليه وسلم.

أجمع المؤرخون على ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شهد المشاهد جميعها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يغب عن واحده منها .

غزوة بدر : في هذه الغزوه تكلم عمر مع المتكلمين حينما استشارهم الرسول صلى الله عليه وسلم قبل بدء المعركه فأحسن الكلام ، ودعا الى قتل المشركين ، وكان أول من استشهد من المسلمين يوم بدر مهجع مولى عمر رضي الله عنه ، وقتل عمر رضي الله عنه خاله العاص بن هشام المشرك ، وأشار بقتل أسرى بدر من المشركين .
وعندما قدم عمير بن وهب الى المدينه قبل اسلامه ، عرف عمر خبث نواياه فأمسك بحمالة سيف عمير الذي في عنقه بشده فعطله عن إمكانية استخدام سيفه للاعتداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر نفراْ من الصحابة بحراسة الرسول صلى الله عليه وسلم .

غزوة احد : كان من ضمن الصحابه الذين ابلوا بلاءْ حسناْ فيها وثبت مع من ثبت من الصحابه ، وبعد نهاية المعركه قام ابو سفيان بالسؤال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما لعلمه بمكانة هؤلاء الثلاثة في جيش المسلمين ، ففي موتهم يعتقد المشركون انهم قد قضوا على شأفة المسلمين .

غزوة بني المصطلق : كان لعمر موقف يريد فيه قتل عبد الله بن أبي سلول ؛ الذي أضرم فتنه بين المسلمين فقال عمر : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( دعه ، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)[22] .

غزوة الاحزاب : جاء عمر يوم الخندق ، فجعل يسب كفار قريش ويقول : يا رسول الله ، ما صليت العصر حتى كادت الشمس أن تغيب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وأنا والله ما صليتها بعد . قال : فنزل إلى بطحان ، فتوضأ وصلى العصر بعد ما غابت الشمس ، ثم صلى المغرب بعدها[23] .

غزوة صلح الحديبية : ذكر المؤرخون ان عمر رضي الله عنه اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ، فقال : ما زلت أتصدق وأصوم ، وأصلي ، وأعتق من الذي صنعت يومئذ ، مخافة كلامي الذي تكلمت به ، حتى رجوت ان يكون خيراْ .

غزوة خيبر : لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم . فقالوا : فلان شهيد . فلان شهيد . حتى مروا على رجل فقالوا : فلان شهيد . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلا . إني رأيته في النار . في بردة غلها . أو عباءة . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ابن الخطاب ! اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون . قال فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون[24] .

فتح مكة : حينما قام حاطب بن أبي بلتعه بإفشاء سر المسلمين نحو مكه مع احد النساء ، أوحى الله إلى نبيه بالأمر ، وبعد تحقيق الرسول صلى الله عليه وسلم معه قال صلى الله عليه وسلم : أما إنه قد صدقكم ) . فقال عمر : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق . فقال : ( إنه قد شهد بدرا ، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدرا فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم[25] (.

غزوة حنين : كان فيمن ثبت مع الرسول صلى الله عليه وسلم في المعركة من المهاجرين ابو بكر وعمر رضي الله عنهما ، ومن الصحابه من اهل بيته علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، وابنه الفضل ، وابو سفيان بن الحارث ، وابنه ، وغيرهم رضي الله عنهم جميعاْ .
غزوة تبوك : تصدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنصف ماله ، وأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء للناس بالبركة عندما أصاب الناس مجاعة ! قالوا: يا رسول الله: لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا إلى قوله: فدعا بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم حتى اجتمع من ذلك شيء يسير ثم دعا بالبركة ثم قال: خذوا في أوعيتكم فأخذوا حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا ففضلت فضلة فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة.[26]

الفتوحات الاسلامية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فتوحات أمير المؤمنين كثير ونكتفي بذكر فتوحات الاراضي وهي:

العراق : وأهم المعارك التي وقعت بالعراق معركة القادسيه.
إيران : وأهم المعارك التي وقعت في إيران معركة نهاوند .
الشام وفلسطين : وأهم المعارك التي وقعت معركة اليرموك .
مصر وليبيا : وأهم حدث فتح الإسكندرية في 29 رمضان سنة 21 هـ .

خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

قال ابن كثير : كانت وفاة الصديق رضي الله عنه في يوم الإثنين عشية ، وقيل : بعد المغرب ، ودفن من ليلته ، وذلك لثمان بقين من جمادى الاخر سنة ثلاث عشر بعد مرض دام خمسة عشر يوماْ . وكان عمر بن الخطاب يصلي عنه فيها بالمسلمين ، وفي أثناء هذا المرض عهد بالأمر من بعده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكان الذي كتب العهد عثمان بن عفان ، وقرئ على المسلمين فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا .
فكانت خلافة الصديق سنتين وثلاثة اشهر ، وكان عمره يوم توفي ثلاثاْ وستين سنة ، السن الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضي الله عنه وأرضاة .

فقام بالأمر من بعده الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أول من سمي بأمير المؤمنين .
وكان أول من حياه بها المغيرة بن شعبة ، وقيل : غيره وقد تمت بيعة أمير المؤمنين " عمر بن الخطاب " خليفة للمسلمين بإجماع الأمه على ذلك في اليوم التالي لوفاة " أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبدأ الخليفة الجديد يواجه الصعاب والتحديات التي قابلته منذ اللحظة الأولى وبخاصة الموقف الحربي الدقيق لقوات المسلمين بالشام ، وقد أمر عمر على الجيوش أبا عبيدة حين ولاه وعزل خالد بن الوليد رضي الله عنهما ؛ فأرسل على الفور جيشاء إلى العراق بقيادة أبي عبيدة بن مسعود الثقفي .

بعض الاحاديث الصحيحة في مناقب الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

قال ÷ : رأيتني دخلت الجنة ، فإذا أنا بالرميصاء ، امرأة أبي طلحة ، وسمعت خشفة ، فقلت : من هذا ؟ فقال : هذا بلال ، ورأيت قصرا بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا ؟ فقالوا : لعمر ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيرتك . فقال عمر : بأبي وأمي يا رسول الله ، أعليك أغار[27] .

وقال ÷ :بينا أنا نائم . إذ رأيت قدحا أتيت به ، فيه لبن . فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري . ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب . قالوا : فما أولت ذلك ؟ يا رسول الله ! قال : العلم[28]

وقال ÷: لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم ناس محدثون ، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر . زاد زكرياء بن أبي زائدة ، عن سعد ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال ، يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر[29]

وقال ÷: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية الخميس فقال اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام فأصبح عمر يوم الجمعة فأسلم .

مقتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
على الرغم من سياسة العدل والخوف من الله تعالى الذي اتسم به عمر رضي الله عنه في تسيير شؤون الدولة الإسلامية ، إلا ان هذا لم يشفع له عند الحاقدين والمغرضين الذين امتلأت قلوبهم حقداْ وكرهاْ على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ؛ فلا ريب في حقدهم ، فقد طمس بإيمانه العظيم بالله تعالى ، معالم الشرك في البلاد المفتوحة ، وقضى على البدع، والاهواء ، والزيغ ، والفساد ، وأحل بدلاْ من ذلك العدل ، والأمن ، والرخاء ،وكان ابن مسعود إذا ذكر عمر رضي الله عنه أخذ يبكي حتى يبتل الحصى من دموعه ، ثم يقول : (إن عمر كان حصناً حصيناً للإسلام ، وما رأيت عمر إلا وكان بين عينيه ملكاً يسدده .. كان إسلامه فتحاً ، وكانت هجرته نصراً ، وكانت إمارته رحمة (

حقاْ لقد اسس رضي الله عنه دولة إسلاميه مترامية الأطراف ، أقام اركانها ، ووطد بنيانها، وبسطها حتى بلغت بحر قزوين وجنوب آسيا الصغرى شمالاْ ، وحدود ليبيا غرباْ ، وأرض النوبة جنوباْ ، وخراسان وسجستان شرقاْ ، وحكم عشرة أعوام ونحو نصف عام ، فيسر الله تعالى له أن تكون دولته أقوى دولة في زمانه ، لذلك لم يكن مقتل عمر رضي الله عنه حادثاْ فردياْ عابراْ بل كان مؤامرة سياسية واسعة اشتركت فيها كل القوى المعاديه للإسلام آنذاك.

قاتله أبو لؤلؤة فيروز : عبد للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، وأخذه من حروب الفرس ، وكان فارسياْ مجوسياْ ، وقع رقيقاْ عبداْ في أحد حروب المسلمين للفرس ، ولما وزع العبيد الأرقاء على المجاهدين ، كان هو من نصيب المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، وقد ألح المغيرة بن شعبة على عمر رضي الله عنه أن يقيم أبو لؤلؤة في المدينة ، لينتفع به المسلمون ، فهو حداد نجار نقاش صانع ، ويستفيد المغيرة من دخله وأمواله ، لأنه عبد له فأذن عمر بذلك .
وقبل اغتيال عمر رضي الله عنه جاء ابو لؤلؤة فيروز الفارسي شاكياْ سيده المغيره بن شعبة . وقد كان المغيرة يطلب منه ان يدفع له كل يوم اربعة دراهم ، مقابل الآلات الحديدية والطواحين التي يصنعها ، فاعتقد ابو لؤلؤة انه مظلوم عند المغيرة ، وان المغيرة يستغله ويظلمه ، ويأخذ منه مالاْ كثيراْ ! وهو أربعة دراهم في اليوم ! قال أبو لؤلؤة لعمر : يا امير المؤمنين : إن المغيرة قد أثقل علي ، ويأخذ مني مالاْ كثيراْ ، فكلمه ليخفف عني ، قال له عمر : ما طلب منك المغيرة مالاْ كثيراْ ، فاتق الله ، وأحسن على مولاك ، وكان في نية عمر ، ان يكلم المغيرة عندما يقابلة ، ويطلب منه ان يخفف على أبو لؤلؤة ! فذهب ابو لؤلؤة غاضباْ ، وهو يقول : إن عدل عمر وسع الناس كلهم غيري ، فلم يعدل معي ! .

وكان أبو لؤلؤة حاقداْ على عمر بالذات ، لنجاح المسلمين في خلافته في تحطيم الدولة المجوسية . وكان ابو لؤلؤة إذا رأى أطفال السبايا المجوس في المدينة ، يمسح على رؤوسهم ، ويبكي ، ويقول : لقد أكل عمر كبدي !!! . وبعد المحاوره بينه وبين عمر اضمر قتله ، فصنع ابو لؤلؤة خنجراْ له رأسان ، وكان حاداْ ماضياْ ، ونوى قتل عمر به .
ذهب ابو لؤلؤة الى الهرمزان ، واراه الخنجر ، وقال له : كيف ترى هذا ؟ قال الهرمزان : إنك لا تضرب احداْ بهذا الخنجر الى قتلته ! وكان عمر رضي الله عنه يسير يوماْ في المدينة مع مجموعة من الصحابة ، فلقي ابا لؤلؤة في الطريق . فقال له عمر : لقد سمعت انك تقول : لو اشاء لصنعت رحى ( طاحونة ) تطحن بالري ، فأجابه ابو لؤلؤة بغضب وحقد وعبوس : لأصنعن لك رحى يتحدث بها الناس !!. فقال عمر للصحابة الذين معه : إن هذا العبد يهددني ويتوعدني !! واجتمع ثلاثة من المتآمرين : الهرمزان وابو لؤلؤة وجفينة ، يتدارسون كيفية تنفيذ المؤامرة ، واغتيال عمر ، وكان مع ابو لؤلؤة الخنجر الذي اعده لجريمته . وبينما كان الثلاثة مجتمعين ، مر بهم عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهما . فما ان شاهدوه خافوا وفزعوا ، وكانوا جالسين على الارض ، فهبوا واقفين فزعين ، فسقط من ابي لؤلؤة الخنجر الذي كان يحمله ، وهو الخنجر الذي طعن به عمر بعد ذلك !! . ونفذ ابو لؤلؤة مؤامؤته ، وطعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بخنجره المسموم ذي الحدين ، فجر يوم الاربعاء 26 ذي الحجه سنه 23 هـ .

قال احد شهود الحادث العدواني على الخليفه عمر رضي الله عنه ، وهو عمرو بن ميمون الأودي رحمه الله :
إني لقائم - أي : في الصف ينتظر صلاة الفجر- ما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس ، غداة اصيب ، وكان إذا مر بين الصفين ، قال استووا ، فإذا استووا تقدم فكبر ، وربما قرأ سورة يوسف او النحل او نحو ذلك في الركعه الاولى ، حتى يجتمع الناس ، فما هو إلا ان كبر ، فسمعته يقول : قتلني - او أكلني - الكلب ! حين طعنه ، فطار العلج بسكين ذات طرفين ، لا يمر على احد يميناْ تو شمالاْ الا طعنه ، حتى طعن ثلاثة عشر رجلاْ ، مات منهم سبعة ، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنساْ ، فلما ظن العلج انه مأخوذ نحر نفسه ، وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه - للصلاة بالناس - فمن يلي عمر فقد رأى الذي أرى ، وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون ، غير انهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون : سبحان الله ، فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة ، فلما انصرفوا قال عمر : يا ابن عباس ، انظر من قتلني ؟ فجال ساعه ، ثم جاء فقال : غلام المغيرة ، قال : الصنع ، قال : نعم ، قال : قاتله الله قد امرت به معروفاْ ، الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام ! ... قال عمرو بن ميمون يكمل روايته للحادث : فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه ، وكأن الناس لم تصيبهم مصيبة قبل يومئذ ، فأتي بنبيذ - تمرة نبذت في ماء اي : نقعت فيه ، كانوا يفعلون ذلك لاستعذاب الماء - فشربه ، فخرج من جوفه ، ثم اتى بلبن فشربه فخرج من جوفه ، فعلموا انه ميت ، فدخلنا عليه ، وجاء الناس فجعلوا يثنون عليه .. وقال : يا عبد الله بن عمر ، انظر ما علي من الدين . فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين الفاْ او نحوه ، قال : ان وفى له مال آل عمر فأده من أموالهم ، وإلا فسل في بني عدي بن كعب فإن لم تف أموالهم فسل في قريش ، ولا تعدهم إلا غيرهم ، فأد عني هذا المال ، وإنطلق إلى عائشه ام المؤمنين فقل : يقرأ عليك عمر السلام ، ولا تقل امير المؤمنين ، فإني لست اليوم للمؤمنين اميراْ ، وقل : يستأذن عمر بن الخطاب أن يبقى مع صاحبيه . فسلم عبد الله بن عمر ، واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعده تبكي ، فقال : يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه ، فقالت : كنت اريد لنفسي ولاوثرنه به اليوم على نفسي . فلما اقبل قيل : هذا عبد الله بن عمر قد جاء ، قال عمر : ارفعوني ، فاسنده رجل إليه فقال : ما لديك ؟ قال : الذي تحب يا أمير المؤمنين ، أذنت ؟ قال : الحمد لله ، ما كان من شئ أهم إلي من ذلك . فإذا أنا قضيت فاحملني ثم سلم فقل : يستأذن عمر بن الخطاب ؛ فإن أذنت فأدخلوني ، وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين . قال : فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي ، عبد الله بن عمر قال : يستأذن عمر بن الخطاب ، قالت عائشه : أدخلوه . فأدخل ، فوضع هنالك مع صاحبيه .

رحمك الله تعالى ياصاحب الحق يامزلزل اركان الوثنية نصر الله بك هذا الدين فكنت له الدرع المتين وجمعنا الله تعالى فيك يوم الدين.



عثمان بن عفان
" قال صلى الله عليه وسلم " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة "[30]











تمهيد
ذلك الرجل الحيي الذي تستحيي منه الملائكة.
ذلك الرجل السخي الذي انفق ماله واشترى الجنة اكثر من مرة بعطائه وسخائه.
ماذا أقول بحقك واللسان عاجز، والقلم حائر، والفكر غائر، فبحر جودك غمر الفكر والوجدان.
ياذا النورين ياصاب الرسول العظيم يا عمود هذا الدين لك منا السلام الى يوم الدين.

اسمه: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب‏ بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. من بطن بني أمية ومن ساداتها ، وهو ابن عم الصحابي الجليل أبي سفيان بن حرب الذي حارب الرسول وأذاه قبل أن يسلم عند فتح مكة.
يلتقي نسبه مع رسول الله في الجد الرابع من جهة أبيه‏‏‏. يجتمع نسبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في عبدمناف.
وُلِد رضي الله عنه 46 قبل الهجرة_577 ميلادي أي بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أعوام.
زوجاته وأولاده
قبل إسلامه
أم عمرو بنت جندب الدوسية، أنجبت منه: عمرو وخالد وأبان وعمر ومريم.
فاطمة بنت الوليد، أنجبت منه: وليد وسعيد وأم سعيد. عمرو كان أكبر أبناء عثمان وفي فترة ما قبل الإسلام كان يعرف عثمان بأبي عمرو.
بعد إسلامه
رقية بنت محمد ابنة الرسول÷: وقد أنجبت عبد الله بن عثمان, ولكنه توفي مبكراً, وكان يسمى بأبي عبد الله بعد إسلامه.
أم كلثوم بنت محمد÷ ثاني بنات الرسول: ولم تنجب لعثمان, تزوجها بعد وفاة رقية.
فاختة بنت غزوان: تزوجها بعد وفاة أم كلثوم، أنجبت له عبد الله بن عثمان الصغير, وقد توفي صغير السن .
أم البنين بنت عيينة بن حصن: تزوجها بعد وفاة أم كلثوم، أنجبت له عبد الملك بن عثمان، وقد مات صغيرا.
رملة بنت شيبة: أنجبت له عائشة وأم أبان وأم عمرو بنت عثمان.
نائلة بنت الفرافصة: أنجبت له: أم خالد، أم أبان الصغرى وأروى. وولدت له ابنته مريم كما قال ابن الجوزيوابن سعد، وقال آخرون مريم ليست ابنتها. قال ابن الجوزي: ومريم أمها نائلة بنت الفرافصة .
وهذه شجرة زوجاته وما تفرع منه من أولاد بشكل مختصر.

صفاته الخَلقية
كان رجلا ليس بالقصير ولا بالطويل، رقيق البشرة، كث اللحية عظيمها، عظيم الكراديس(جمع كردوس، وهو كل عظمين التقيا في مفصل)، عظيم ما بين المنكبين، كثير شعر الرأس، يصفِّر لحيته.
وقال الزهري: كان عثمان رجلا مربوعا، حسن الشعر، حسن الوجه، أصلع، أروح الرجلين(منفرج ما بينهما), وأقنى(طويل الأنف مع دقة أرنبته، وحدب في وسطه), خدل الساقين(ضخم الساقين), طويل الذراعين، قد كسا ذراعيه جعد الشعر، أحسن الناس ثغرا، جُمَّته(مجتمع شعر الرأس) أسفل من أذنيه، حسن الوجه، والراجح أنه أبيض اللون، وقد قيل:أسمر اللون.
صفاته الخُلقية:
عرف عثمان- رضي اللّه عنه- بالكرم ولين الطبع، وعرف بالحياء فـما كان يُعْرَف أحد أشد حياء منه حتى كان رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يستحي منه إذ قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة".
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء ، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير . فتحركت الصخرة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد [31] .
وعن ابن عمـر- رضي اللّه عنهـما- قال: كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لانفاضل بينهم[32] .
وفي السنة السادسة للهجرة بعثه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى قريش مفاوضاً عنه وذلك عندما منعت قريش دخول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مكة: فبعثه صلى الله عليه وسلم إلى زعماء وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت للحرب وإنه إنـما جاء زائراً لهذا البيت ومعظماً لحرمته فخرج عثمان مخاطراً بنفسه إلى مكة حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ما أرسله به فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إليهم: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف، فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم .
تضحيته بمـاله:
لقـد ضرب الخليفة عثمان- رضي اللّه عنه- أروع الأمثلة في نصرة الإِسلام وإعلاء كلمته فكان أجود المسلمين حيث يَجدُّ الجَدُّ ويدعو داعي الجهـاد.
وروى الترمذي جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار قال الحسن بن واقع وفي موضع آخر من كتابي في كمه حين جهز جيش العسرةفنثرها في حجره قال عبد الرحمن فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين.[33]
ومن مآثره - رضي اللّه عنه - أنه حفر بئر رُومَة فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فقال من يشتري بئر رومة فيجعل فيها دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة[34]"
حياته قبل الاسلام
عثمان بن عفان رضي الله عنه يعتبر من عظماء قريش وسيد من ساداتها وشريف من شرفائها ونجيب من نجبائها فكان في أيام الجاهلية من أفضل الناس في قومه فهو عريض الجاه ثري وكان أجود أهل زمانه شديد الحياء عذب الكلمات.فكان قومه يحبونه أشد
الحب ويوقرونه ويحترمونه لكرم أخلاقه.حتى قيل إن المرأة إذا كانت ترقص صبيها تقول أحبك الرحمن حب قريش عثمان.
اسلامه:
أسلم عثمان رضي اللَّه عنه في أول الإسلام قبل دخول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دار الأرقم.
وكان عمره قد ناهز الرابعة والثلاثين حين دعاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الإسلام.فقال له‏ أبو بكر رضي الله عنه.ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل. هذه الأوثان التي يعبدها قومك أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع‏.
فقال‏: بلى واللَّه إنها كذلك. قال أبو بكر‏‏.هذا محمد بن عبد اللَّه قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏.فقال‏.نعم‏.‏ فلم يعرف عنه تلكؤًا أو تلعثمًا بل كان سبَّاقًا أجاب على الفور دعوة الصديق فكان بذلك من السابقين الأولين.وكان بذلك رابع من أسلم من الرجال.

وفي الحال مرَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.فقال‏:يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه‏‏‏.
‏قال: فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله حتى أسلمت على الفور.
حياته بعد الاسلام:
كانت حيات الصحابي البطل المقدام كلها جهاد في سبيل الله تعالى فجاهد في ماله عندما جهز جيش العسرة ثلث الجيش فكانت نفقته كبيرة وعظيمة واشترى بئر رومة من اليهود بعشرين ألف درهم، وجعلها للمسلمين‏.‏
فحياته رضي الله عنه كباقي الصاحبة تفانوا بعد الشهادة لخدمة هذا الدين واطاعة ربهم ثم رسولهم ونشر هذا الدين .

جهاده
سهم بَدْر
أثبت له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهمَ البدريين وأجرَهم ، وكان غاب عنها لتمريضه زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم فقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم : إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه[35] .

الحديبية
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة ، لكونه أعزَّ بيتٍ بمكة ، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد عثمان وضرب بها على يده قال هذه لعثمان [36]
جهاده بماله
قام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بنفسه وماله في واجب النصرة ، كما اشترى بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدّق بها ، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ المسلمين ، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً .
كان الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاةٍ ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين ، والفرح في وجوه المنافقين ، فلما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك قال والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان، فاشترى أربعَ عشرة راحلةً بما عليها من الطعام ، فوجّه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- منها بتسعٍ ، فلما رأى ذلك النبي قال ما هذا ؟
قالوا أُهدي إليك من عثمان فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والكآبة في وجوه المنافقين ، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه ، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده اللهم اعط عثمان ، اللهم افعل بعثمان

جيش العُسْرة
وجهّز عثمان بن عفان -رضي الله عنه- جيش العُسْرَة بتسعمائةٍ وخمسين بعيراً وخمسين فرساً ، واستغرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء له يومها ، ورفع يديه حتى أُريَ بياض إبطيه فقد جاء عثمان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار حين جهّز جيش العسرة فنثرها في حجره ، فجعل -صلى الله عليه وسلم- يقلبها ويقول ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين
ابرز اعماله:

تولى عثمان الخلافة بعد عمر بن الخطاب واجتماع رجال الشورى وكبار الصحابة عليه بعد مناقشات استمرت ثلاثة أيام، وذلك في آخر ذي الحجة سنة 23 هـ، وكان له أعمال كبيرة منها :

1 ـ توسعة المسجدين الحرام والنبوي وزاد في مساحتهما .

2 ـ مضاعفة العطاء .

3 ـ إحياء الأرض الموات والإذن للعرب بإصلاحها .

4 ـ أول من صنع طعامًا للفقراء في رمضان [موائد الرحمن] .

5 ـ بناء دار القضاء .

6 ـ جمع المسلمين على مصحف واحد وهو من أهم وأجل أعمال عثمان بن عفان رضي الله عنه وحفظ بذلك الأمة من الاختلاف في الكتاب كاختلاف اليهود والنصارى .

7 ـ الفتوحات الإسلامية العظيمة على الجبهتين الشرقية والغربية فلقد فتحت بلاد فارس حتى تركستان وبلخ وكرمان وسجستان وطخارستان وقتل يزدجرد آخر ملوك الفرس، وفتحت أذربيجان وأرمينية أما في الشام فقد وصل المسلمون إلى عمورية [أنقرة اليوم] وفتحت قبرص، وتم إكمال فتح مصر وأنهيت تمامًا السيطرة الرومية على البحر المتوسط الذي كان يسمى بحر الروم، وذلك بعد معركة ذات الصواري سنة 31 هـ، وأصبح البحر المتوسط اسمه بحر العرب، وفتحت بلاد تونس، وأخضعت ثورة بلاد النوبة .
موته:
فتنة مقتل عثمان هي أولى الفتن التي وقعت في الدولة الإسلامية، وتعرف كذلك بـالفتنة الأولى، وهي بداية لأحداث جسيمة عُرفت في التاريخ الإسلامي بـالفتنة الكبرى. أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان في سنة 35 هـ، ثم تسببت في حدوث اضطرابات واسعة في الدولة الإسلامية طوال خلافة علي بن أبي طالب.
في شـوال سنة 35 من الهجرة النبوية، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أنهم وجدوا كتابًا مع البريد يأمر بقتل زعماء أهل مصر، وأنكر عثمان إرسال الكتاب، لكنهم حاصروه في داره عشرين - أو أربعين - يومًا، ومنعوه من الصلاة بالمسجد، بل وحتى منعوا وصول الماء إليه. وكان الصحابة على أهبة الاستعداد للفتك بهؤلاء المتمردين والقضاء عليهم، ولكن عثمان أمرهم بعدم القتال، وشدّد عليهم في ذلك.
أورد الحافظ ابن حجر من طريق كنانة مولى صفية بنت حييّ قال: «قد خرج من الدار أربعة نفر من قريش مضروبين محمولين، كانو يدرؤون عن عثمان». فذكر الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير وابن حاطب ومروان بن الحكم. قلت: «فهل تدمّى (أي تلطخ وتلوث) محمد بن أبي بكر من دمه بشيء؟». قال: «معاذ الله! دخل عليه، فقال له عثمان: لستَ بصاحبي، وكلّمه بكلامٍ، فخرج ولم يُرزَ (أي لم يُصَب) من دمه بشيء. قلت: «فمن قتله؟». قال: «رجلٌ من أهل مصر يقال له: جبلة، فجعل يقول: «أنا قاتل نعثل» (يقصد عثمان). قلت: «فأين عثمان يومئذ؟». قال: «في الدار». وقال كنانة كذلك: «رأيت قاتل عثمان في الدار رجلاً أسود من أهل مصر يقال له: جبلة، باسط يديه، يقول: أنا قاتل نعثل». وعن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال: «دخل عليه رجلٌ من بني سَدوس يقال له: الموت الأسود، فخنقه، وخنقه قبل أن يُضرَب بالسيف، فقال: والله ما رأيتُ شيءًا ألين من خناقه، لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل الجان تردّد في جسده.
وممن ساهم في قتله: قتيرة بن حمران، والغافقي بن حرب, وسودان بن حمران, وكنانة بن بشر بن عتاب. وقد ثبت يقينًا أن أحدًا من الصحابة لم يَرْضَ بما حلّ بعثمان، فضلاً أن يكون قد أعان على قتله. فقد ثبت عن الحسن البصري - وهو شاهد عيان، وكان عمره وقت الفتنة أربع عشرة سنة – عندما سُئِل: «أكان فيمن قتل عثمان أحدٌ من المهاجرين والأنصار؟». فقال: «لا، كانو أعلاجًا من أهل مصر. وكذلك الثابت الصحيح عن قيس بن أبي حازم أن الذين قتلو عثمان ليس فيهم من الصحابة أحد.
اقتحم المتآمرون دار عثمان من الخلف (من دار أبي حزم الأنصاري)، وهجموا عليه وهو يقرأ القرآن، وأكبّت عليه زوجته نائلة لتحميه بنفسها، لكنهم ضربوا يدها بالسيف فقُطعت أصابعها، وتمكنوا من عثمان فضربوه بالسيف، فسال دمه على المصحف الذي كان يقرأ منه، ومات شهيدًا في صبيحة عيد الأضحى سنة35 هـ، ودفن بـالبقيع. وكانت هذه شرارة نشوب فتن وحروب أخرى عديدة، مثل حرب الجمل، ومعركة صفين، وبداية ظهور الخوارج.








علي بن أبي طالب
‏ قال علية الصلاة والسلام "اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأعن من أعانه"[37]













تمهيد
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:
" عليٌّ مني وأنا من عليٍّ"[38]

"أنت أخي في الدنيا والآخرة"[39]

"من آذى عليّاً فقد آذاني"[40]

"من أحب عليّاً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب اللّه، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه [41]"‏

"عليٌّ مع القرآن، والقرآن مع عليٍّ، لا يفترقان حتى يردا عليَّ الحوض[42]"‏
أحاديث قالها النبي عليه السلام في حق ابن عمه علي بن أبي طالب الذي ترعرع في احضان وأكناف النبي عليه الصلاة والسلام فشرب من الدين وتضلع منذ أن كان صغيرا، كان آية في القوة والصبر والثبات على الحق حتى مات رضي الله عنه وارضاه.



اسمه: علي بن أبي طالب(أبو الحسن) بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مولده: ولد بمكة يوم الجمعة الثالث عشر من رجب بعد ثلاثين عاما من عام الفيل.
زوجاته: فقد تزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه الكثير من النساء، ولا يعني هذا أنه جمع بينهن في وقت واحد، والمحرم شرعا هو أن يتزوج الرجل أكثر من أربع في وقت واحد، وأما إذا ماتت بعض نسائه أو طلقها فإنها لا تسمى زوجة له، ويجوز أن يتزوج بغيرها.
و نذكر نساء علي رضي الله عنه اللاتي تزوج بهن أو تسرى بهن على ما ثبت عند أهل السنة والجماعة:
1. فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأولاده: منها الحسن والحسين، وزينب الكبرى، وأم كلثوم الكبرى.
2. أم البنين بنت حزام.
وأولاده: منها العباس وجعفر وعبد الله وعثمان وقد استشهدوا مع الحسين بكربلاء ولا عقب لهم إلا العباس.
3- ليلى بنت مسعود اليتيمة.
وولده: منها أبو بكر، وعبد الله..
4- أسماء بنت عميس:
وولده: منها يحيى ،محمد ،وقيل عون.
5- أم حبيبة بنت ربيعة التغلبية، وهي الصهباء.
وولده: منها عمر ورقية، وقد عاش عمر بن علي هذا حتى بلغ خمسا وثمانين سنة وحاز نصف ميراث علي ومات بينبع.
6- أمامة بنت العاص بن الربيع، أمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وولده : منها محمد الأوسط.
7- الحنفية خولة بنت جعفر.
وولده: منها محمد الأكبر المعروف باسم محمد بن الحنفية.

8- أم سعيد بنت عروة الثقفية.
وولده : منها أم الحسن ، ورملة,.
9- محياة بنت امرئ القيس الكلبية.
وولده: منها جارية، توفيت وهي صغيرة.
وله بنات وبنون أخر رضي الله عنه وأرضاه، وجميع أولاده لصلبه أربعة عشر ذكرا وسبع عشرة أنثى.
وكان النسل من ولد علي لخمسة فقط وهم الحسن والحسين، ومحمد بن الحنفية والعباس وعمر بن التغلبية.
وللاستزادة راجع تاريخ ابن جرير الطبري وغيره من كتب التاريخ.

صفاته الخُلٌقية:
كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول عدلاً ، ويحكم فصلا ، تتفجر الحكمة من جوانبه ، والعلم من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل ووحشته ، وكان عزيز الدمعة طويل الفكرة، يحاسب نفسه اذا خلا ، ويقلّب كفيّه على مامضى ، ويعجبه من اللباس القصير ، ومن المعاش الخشن ، وكان عظيم الهيبته ، لا ترفع الاعين اليه لعظمته ، فان تبسم فعن اللؤلؤ المنظوم ، يعظّم أهل الدين ، ويتحبّب الى المساكين ، لا يخاف القوي ظلمه ، ولا ييأس الضعيف من عدله . كان اذا أرخى الليل سرباله ، وغارت نجومه ، ودموعه تتحادر على لحيته ، وهو يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ، فكأني الآن اسمعه وهو يقول : يا دنيا اليّ تعرّضت ، ام اليّ أقبلتِ ، غرّي غيري ، لا حان حينك ، قد طلّقتكِ ثلاثاً لا رجعة لي فيكِ ، فعيشك حقير ، وخطرك يسير ، اه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، و وحشة الطريق .

صفاته الخَلقية: كان كرم الله وجهه ربعة اميل الى القصر ادم يعني اسمر شديد الادمة اصلع مبيض الراس واللحية طويلة لا يخضبها وقد خضب بالحناء مرة ثم ترك ثقيل العينين في دعج سعة حسن الوجه واضح البشاشة اغيد كانما عنقه ابريق فضة عريض المنكبين لهما مشاش يعني راس العظم كمشاش السبع الضاري لايتبين عضده من ساعده يميل الى السمنة من غير افراط ضخم عضلة الذراع يتكفا في مشيته على نحو يقارب مشية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ويقدم في الحرب مهرولا لايلوي على شيء كان رضي الله عنه على قوة جسدية بالغة في الصلابة ولقد اشتهر عنه رضوان الله عليه انه لم يصارع احدا الا وصرعه ولم يبارز احدا الا قتله وقد يزحزح الحجر الضخم لايزحزحه الا رجال ويحمل الباب الكبير يتعب بقلبه الاشداء ويصيح الصيحة فتخلع قلوب الشجعان .

حياته قبل الاسلام:
قال ابن إسحاق : ثم كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلى معه وصدق بما جاءه من الله تعالى : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، رضوان الله وسلامه عليه ، وهو يومئذ ابن عشر سنين .

وكان مما أنعم الله ( به ) على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أنه كان في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام .

و قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج قال : كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب ،ومما صنع الله له ، وأراده به من الخير ، أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس عمه ، وكان من أيسر بني هاشم ، يا عباس : إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة ، فانطلق بنا إليه ، فلنخفف عنه من عياله ، آخذ من بنيه رجلا ، وتأخذ أنت رجلا ، فنكفلهما عنه فقال العباس : نعم . فانطلقا حتى أتيا أبا طالب ، فقالا له : إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه ؛ فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما - قال ابن هشام :ويقال : عقيلا وطالبا . فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ، فضمه إليه ، وأخذ العباس جعفرا فضمه إليه ؛ فلم يزل علي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبيا ، فاتبعه علي رضي الله عنه ، وآمن به وصدقه ؛ ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه .
حياته بعد الاسلام:
كباقي الصحابة رضوان الله عليهم حين أسلموا قد طلقوا الدنيا ثلاثا طلاقا لارجعة فيها وشمروا عن ساعد الجد وأخذ زمام الامور لنصرة دين الله تعالى.
خرج علي للهجرة إلى المدينة وهو في الثانية والعشرين من عمره، وحسب رواية ابن الأثير في أسد الغابة فقد خرج علي وحيدا يمشي الليل ويكمن النهار . بينما تذكر مصادر أخرى أنه اصطحب ركب من النساء هم أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت محمد وفاطمة بنت الزبير وزاد البعض فاطمة بنت حمزة بنت عبدالمطلب بن عبد المطلب أو ما سمي بركب الفواطم. ولم تمض غير أيام قليلة حتى وصل علي إلى قباء حيث انتظره محمد بها ورفض الرحيل قبل أن يصل علي الذي كان قد أنهكه السفر وتورمت قدماه حتى نزف منهما الدم. وبعد وصوله بيومين نزل علي مع محمد إلى المدينة . حين وصل محمد إلى المدينة قام بما عرف بمؤاخاة المهاجرين والأنصار، لكنه آخى بين علي وبين نفسه وقال له: "أنت أخي في الدنيا والآخرة".
كان عليا موضع ثقة محمد÷، فكان أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة النبي محمد. ÷
وكان أحد سفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام، واستشاره محمد ÷ في الكثير من الأمور مثلما استشاره في ما يعرف بحادثة الإفك .
شهد بيعة الرضوان وأمره محمد÷ حينها بتدوين وثيقة صلح الحديبية وأشهده عليه .
يروى في الاستيعاب أن محمد بعث خالد بن الوليد إلى اليمن ليدعوهم فبقي هناك ستة أشهر فلم يجبه أحد فبعث محمد÷ بعلي إلى اليمن فأسلمت على يديه همدان كلها، وتتابع بعدها أهل اليمن في الدخول إلى الإسلام ؛ ولم تكن هذة المرة الأخيرة التي يذهب فيها علي إلى اليمن حيث ولاه محمد÷ قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له، ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث به عام واحد .
كما ساهم في فض النزاعات وتسوية الصراعات بين بعض القبائل.
وجاء الكامل أنه عند فتح مكة أراد سعد بن عبادة دخول مكة مقاتلاً عكس ما أمر به محمد÷ حيث أنه أراد دخول مكة بلا قتال، فحين سمع محمد÷ ذلك أرسل علي خلف سعد فلحقه وأخذ الراية منه ودخل بها مكة، بعدها أمره محمد÷ بكسر الأصنام التي كانت حول الكعبة .
جهاده:
عرف علي بن أبي طالب ببراعته وقوته في القتال، وقد تجلى هذا في غزوات الرسول؛ ففي غزوة بدر، هزم علي الوليد بن عتبة، وقتل ما يزيد عن 20 . وفي غزوة أحد قتل طلحة بن عبد العزى حامل لواء قريش في المعركة، وأرسله محمد÷ إلى فدك فأخذها في سنة 6 هـ.
وفي غزوة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد فرسان العرب وفي غزوة خيبر، هزم فارس اليهود مرحب، وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام حصن اليهود، قال محمد÷
( لأعطين الراية - أو قال : ليأخذن - غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، أو قال : يحب الله ورسوله ، يفتح الله عليه ) . فإذا نحن بعلي وما نرجوه ، فقالوا : هذا علي، فأعطاه ÷، ففتح الله عليه ، ليقود الجيش، وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين . وقيل إنه اقتحم حصن خيبر متخذاّ الباب درعا له لشدة قوته في القتال. وكان ممن ثبت مع محمد÷ في غزوة حنين . وكان لعلي سيف شهير أعطاه له محمد÷ في غزوة أحد عرف باسم ذو الفقار كما أهداه محمد÷ درعا عرفت بالحطمية ويقال أنها سميت بهذا الاسم لكثرة السيوف التي تحطمت عليها. شهد علي جميع المعارك معه إلا غزوة تبوك خلفه فيها على المدينة وعلى عياله بعده وقال له‏:‏ ‏"‏أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ‏"، وسلم له الراية في الكثير من المعارك .

مناقبه:
انه اول من اسلم من الصبيان كما انه لم يسجد لصنم قط ، وهو المستخلف على الودائع من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت الهجرة وبقي في مكة المكرمة ثلاث ليال بايامها حتى رد ماكان عند الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من الودائع الى اصحابها ثم استخلفه الرسول صلى الله عليه وسلم على العيال والنساء بالمدينة المنورة في وقت الخروج الى غزوة تبوك حتى بكى رضي الله عنه وقال يا رسول الله ان قريشا تقول ان رسول الله استقله فتركه فقال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي وان النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم لما اخى بين المهاجرين والانصار جعل الامام علي رضي الله عنه اخا لنفسه الكريمة وقال انت اخي وصاحبي في الدنيا والاخرة انه الممدوح بالسيادة لما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام قال لفاطمة رضي الله عنها زوجك سيد في الدنيا والاخرة وعن ابن مسعود رضي الله عنه وارضاه قال (ان اقضى اهل المدينة علي ابن ابي طالب)وعن عمر رضي الله عنه قال (علي اقضانا) انه رضي الله عنه وارضاه محبوب المؤمنين ومبغوض المنافقين لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام 'لايحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق) وانه حامل لواء رسول الله عليه الصلاة والسلام فهذه بعض مناقب وصفات امير المؤمنين علي رضي الله .
موته:
كان مقتل الخليفة علي واستشهاده- رضي الله عنه-، على أثر وقعة (النهروان) تلك التي التقى فيها علي – رضي الله عنه- مع (الخوارج) فهزمهم، وقتل عدداً منهم، وكسر شوكتهم، وعلى إثر هذه الوقعة، اجتمع ثلاثة من الخوارج، وتشاوروا واتفقوا على قتل كل من علي ومعاوية وعمرو بن العاص – رضي الله عنهم أجمعين- وتبيتهم في ليلة واحدة، وكان المسؤول عن قتل علي – رضي الله عنه- عبد الرحمن بن ملجم المرادي (أحد الخوارج)، الذي شحذ سيفه وسمّه، ثم ترصد لعلي – رضي الله عنه- حين خروجه لصلاة (الغداة) في مسجد الكوفة، فلما خرج ضربه بالسيف، فكانت الضربة استشهاداً لعلي –رضي الله عنه-، وذلك في رمضان عام أربعين للهجرة، أما المكان الذي دُفن فيه علي –رضي الله عنه-، فقد اُختلف فيه، ومع أن ابن الجوزي – رحمه الله- ذكر عددًا من الروايات في ذلك، فقد قال: (والله أعلم أي الأقوال أصح) (المنتظم 5/178) والله أعلم.



















الخاتمة
تم بحمد الله تعالى الانتهاء من ذكر بعد خصائل الخلفاء الاربعة فلو بريت الاقلام ومدت الصحف لنكتب بحقهم وفضلهم ما نكتب ما أوفيناهم حقهم فقال الرسول عليه السلام :" دعوا لي أصحابي فلو أنفق أحدكم كل يوم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"[43] فهم الذين حملوا الدين على اكتافهم وتصدت لرماح الكفر اعناقهم خاضوا المحن وابتلوا بالفتن فمازادهم الا هذا الا يقيناً بربهم نظروا الى الجنة بدنياهم عندما فاضت عيناهم شوقا للقاء ربهم ومجاورته.
حملوا لنا الدين نقيا من البدع والخرفات ونشروه في الارض لرفع دين رب السماوات فطهروها من الشرك والوثنية ووصلوا الناس برب البرية .
كل شمس كان له اللبنة في اتمام هذا البناء والصرح العظيم فلكم يا اعظم البرية منا السلام والدعاء لكم الى ان نجتمع على حوض النبي عليه الصلاة والسلام .
ونحن كمسلمون يجب علينا ان نواصل المسيرة ونقتدي ونهتدي بهداهم ندرس سيرهم ونأخذ منها العظات والعبر ففي كل مرحلة من مراحل حياتهم دروس كثيرة وعظات كبيرة ويجب علينا ان ندافع عنهم بالعلم والقدرة والاستطاعة من كل حاقد يتطاول عليهم يسبهم ويشتمهم او ينتقص من حقهم وقدرهم ونجعله عبرة وآية لمن بعدهم .
فهم الذين اختارهم النبي عليه السلام لصحبته ومرافقته ولحمل الامانة وما كان النبي ليختار الا من هو اهلا لذلك صلى الله تعالى وسلم على نبيه والاصفياء الاخيار الى يوم الدين وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
كتبه لؤي مزهر 15/1/2012

[1] الأحزاب23

[2] الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 1916
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

[3] الراوي: ابن عباس المحدث: الدمياطي - المصدر: المتجر الرابح - الصفحة أو الرقم: 184
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

[4] الراوي: عبدالله بن جعفر بن أبي طالب المحدث: النووي - المصدر: المجموع - الصفحة أو الرقم: 1/296
خلاصة حكم المحدث: صحيح

[5] الراوي: عبدالله بن جعفر بن أبي طالب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 3/192
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[6] الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 306
خلاصة حكم المحدث: متواتر

[7] الراوي: عائشة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/45
خلاصة حكم المحدث: فيه الواقدي وهو ضعيف

[8] الراوي: أنس بن مالك المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3791
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

[9] الراوي: أحمد السدوسي المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/51
خلاصة حكم المحدث: [فيه] أحمد السدوسي لم يدرك عائشة ولم أعرفه ولا ابنه‏‏

[10] يقال ان امه كان لا يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به الكعبة، فقالت : «اللهم إن هذا عتيقك من الموت، فهبه لي»

[11] الراوي: جندب بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 532
خلاصة حكم المحدث: صحيح

[12] الراوي: عمرو بن العاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم:2384
خلاصة حكم المحدث: صحيح

[13] الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7303
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[14] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2511
خلاصة حكم المحدث: صحيح

[15] الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 6/305
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

[16] الراوي: عقبة بن عامر الجهني المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3686
خلاصة حكم المحدث: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مشرح بن عاها

[17] الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 85
خلاصة حكم المحدث: صحيح دون قوله: "خاصة"

[18] الراوي: - المحدث: الشوكاني - المصدر: در السحابة - الصفحة أو الرقم: 102
خلاصة حكم المحدث: إسناده رجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة

[19] الراوي: أنس بن مالك المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم: 7/166
خلاصة حكم المحدث: سنده ضعيف

[20] الراوي: قيس بن أبي حازم المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3863
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[21] الراوي: - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/65
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح إلا أن القاسم لم يدرك جده ابن مسعود‏‏

[22] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4907
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[23] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 945
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[24] الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 114
خلاصة حكم المحدث: صحيح

[25] الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4274
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[26] الراوي: أبو هريرة أو أبو سعيد المحدث: ابن الوزير اليماني - المصدر: العواصم والقواصم - الصفحة أو الرقم: 8/401
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح وله طرق

[27] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3679
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[28] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2391
خلاصة حكم المحدث: صحيح

[29] الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3689
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[30] الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2401
خلاصة حكم المحدث: صحيح

[31] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2417
خلاصة حكم المحدث: صحيح

[32] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3697
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[33] الراوي: عبدالرحمن بن سمرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3701
خلاصة حكم المحدث: حسن غريب من هذا الوجه

[34] الراوي: عثمان بن عفان المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 6/39
خلاصة حكم المحدث: حسن

[35] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3130
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[36] الراوي: عثمان بن عبدالله بن موهب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3706
خلاصة حكم المحدث: صحيح

[37] الراوي: حبشي بن جنادة المحدث: الشوكاني - المصدر: در السحابة - الصفحة أو الرقم: 145
خلاصة حكم المحدث: إسناده رجاله ثقا

[38] الراوي: حبشي بن جنادة السلولي (صحابي) المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3719
خلاصة حكم المحدث: حسن


[39] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3720
خلاصة حكم المحدث: حسن غريب


[40] الراوي: عمرو بن شاس و جابر بن عبدالله المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 8266
خلاصة حكم المحدث: صحيح


[41] الراوي: أم سلمة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1299
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


[42] الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير -الصفحة أو الرقم: 5594
خلاصة حكم المحدث: حسن

[43] الراوي: - المحدث: ابن العربي - المصدر: أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم: 2/228
خلاصة حكم المحدث: صحيح
 

عيش المشتاقين

مشرفة سابقة
3 ديسمبر 2010
2,186
86
48
الجنس
أنثى
رد: الدرر المرصعة في سيرة الخلفاء الأربعة / اعداد لؤي مزهر

ماشاء الله موضوع ثري ، لي عودة بإذن الله ،،
جزاك الله خير و نفع بك ..
...
وإذا سمحت ينقل للركن المناسب ( ركن التاريخ و الحضارة الإسلامية )
 

الموجودة

مشرفة قديرة سابقة
5 يناير 2010
8,498
406
83
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الدرر المرصعة في سيرة الخلفاء الأربعة / اعداد لؤي مزهر

موضوع رائع عن صحابه الرسول صلى الله عليه وسلم
رضي الله عنهم وأرضاهم
أسأل الله أن يجمعنا معهم في جنات النعيم
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ونفع بك




 

صفو الأيام

مشرفة سابقة
26 نوفمبر 2009
3,418
70
0
الجنس
أنثى
رد: الدرر المرصعة في سيرة الخلفاء الأربعة / اعداد لؤي مزهر

موضوع جداً رائع ...
ربي يجزاك الجنه ويجعله في ميزان حسنااتك..
-------------
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع