- 8 ديسمبر 2006
- 8,690
- 58
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمود خليل الحصري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعند الصباح يحمد القوم السرى
قال الميداني في مَجْمَع الأمثال :
قال المفضّل : إن أول من قال ذلك خالد بن الوليد لما بَعث إليه أبو بكر رضي الله عنهما وهو باليمامة : أنْ سِر إلى العراق . فأراد سلوك المفازة ، فقال له رافع الطائي : قد سَلَكْتُها في الجاهلية ، وهي خَمْسٌ للإبل الواردة ، ولا أظنك تَقْدِر عليها إلا أن تَحْمِل من الماء ، فاشترى مائة شَارِف فَعَطّشها ، ثم سَقاها الماء حتى رَويت ، ثم كتبها وكَعَمَ أفواهها ، ثم سَلَك المفازة حتى إذا مَضى يومان وخاف العطش على الناس والخيل وخَشِي أن يَذهب ما في بُطون الإبل نَحَرَ الإبل واستخرج ما في بطونها من الماء ، فَسَقَى الناس والخيل ، ومَضَى ، فلما كان في الليلة الرابعة قال رافع : انظروا هل تَرون سِدرا عظاما ؟ فإن رأيتموها وإلا فهو الهلاك ! فنظر الناس فرأوا السِّدْر فأخبروه فَكَبّر وكَبّر الناس ، ثم هجموا على الماء ، فقال خالد :
لله در رافع أنَّى اهْتَدَى = فوز من قراقر إلى نَوى
خَمْسًا إذا سَار به الجيش بَكى = ما سَارَها قَبْلك إنْسِيّ يُرى
عند الصباح يَحْمَد القوم السُّرى = وتَنجلي عنهم عيابات الكَرى
وذكرها ابن كثير في التاريخ في قصة وقعة اليرموك
والمعنَى : أن الذي يسْرِي ليلاً يَحمَد مَسِيرَه إذا أصِبَح .
فالذي يمشي بالليل يَفرَح بمسِيرِه إذا طَلَع النهار
بِخلاف الذي ينام ليله ، فإنه يَندم إذا طَلَع النهار
فالسُّرَى هو سَيْر الليل خاصة .
ثم استُعمِل هذا في المعاني ، فقد ذَكَر ابن الجوزي في سيرة زمعة بن صالح المكي أنه كان يقوم فيُصَلّي ليلا طويلا ، فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته : أيها الرَّكْب الْمُعَرِّسُون . أكُلّ هذا الليل تَرْقُدُون ؟ ألا تقومون فَتَرْحَلُون ؟ فَيُسْمَع مِن ها هنا بَاكٍ ، ومِن ها هنا داعٍ ، ومِن ها هنا قارئ ، ومَن ها هنا متوضئ . فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته : عند الصباح يَحْمَد القوم السُّرَى .
وهذا مُستَعْمَل في المعاني ، فالذي يَقوم الليل سوف يُسَرّ به إذا كان يوم القيامة .
والله تعالى أعلم .
::: منقـول :::
وعند الصباح يحمد القوم السرى
قال الميداني في مَجْمَع الأمثال :
قال المفضّل : إن أول من قال ذلك خالد بن الوليد لما بَعث إليه أبو بكر رضي الله عنهما وهو باليمامة : أنْ سِر إلى العراق . فأراد سلوك المفازة ، فقال له رافع الطائي : قد سَلَكْتُها في الجاهلية ، وهي خَمْسٌ للإبل الواردة ، ولا أظنك تَقْدِر عليها إلا أن تَحْمِل من الماء ، فاشترى مائة شَارِف فَعَطّشها ، ثم سَقاها الماء حتى رَويت ، ثم كتبها وكَعَمَ أفواهها ، ثم سَلَك المفازة حتى إذا مَضى يومان وخاف العطش على الناس والخيل وخَشِي أن يَذهب ما في بُطون الإبل نَحَرَ الإبل واستخرج ما في بطونها من الماء ، فَسَقَى الناس والخيل ، ومَضَى ، فلما كان في الليلة الرابعة قال رافع : انظروا هل تَرون سِدرا عظاما ؟ فإن رأيتموها وإلا فهو الهلاك ! فنظر الناس فرأوا السِّدْر فأخبروه فَكَبّر وكَبّر الناس ، ثم هجموا على الماء ، فقال خالد :
لله در رافع أنَّى اهْتَدَى = فوز من قراقر إلى نَوى
خَمْسًا إذا سَار به الجيش بَكى = ما سَارَها قَبْلك إنْسِيّ يُرى
عند الصباح يَحْمَد القوم السُّرى = وتَنجلي عنهم عيابات الكَرى
وذكرها ابن كثير في التاريخ في قصة وقعة اليرموك
والمعنَى : أن الذي يسْرِي ليلاً يَحمَد مَسِيرَه إذا أصِبَح .
فالذي يمشي بالليل يَفرَح بمسِيرِه إذا طَلَع النهار
بِخلاف الذي ينام ليله ، فإنه يَندم إذا طَلَع النهار
فالسُّرَى هو سَيْر الليل خاصة .
ثم استُعمِل هذا في المعاني ، فقد ذَكَر ابن الجوزي في سيرة زمعة بن صالح المكي أنه كان يقوم فيُصَلّي ليلا طويلا ، فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته : أيها الرَّكْب الْمُعَرِّسُون . أكُلّ هذا الليل تَرْقُدُون ؟ ألا تقومون فَتَرْحَلُون ؟ فَيُسْمَع مِن ها هنا بَاكٍ ، ومِن ها هنا داعٍ ، ومِن ها هنا قارئ ، ومَن ها هنا متوضئ . فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته : عند الصباح يَحْمَد القوم السُّرَى .
وهذا مُستَعْمَل في المعاني ، فالذي يَقوم الليل سوف يُسَرّ به إذا كان يوم القيامة .
والله تعالى أعلم .
::: منقـول :::