- 26 مايو 2009
- 25,394
- 1,156
- 0
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
-
حضارة الهند القديمة وعجائب المجتمع

قامت حضارة الهند القديمة على ضفاف أنهارها ودلتاتها، مثل: وادي السِّند وروافده، ونهر الغانج وروافده، وعلى ضفاف نهر كرشنا في الَّدكن
وأقدم حضارة عرفتها الهند قبل قدوم الآريين، كانت في وادي السند، وترجع إلي نحو 2500 ق. م.
لقد سكن الهند قبل هجرة الآريين إليها ” الدرافيديون ” Dravidians، ثم جاءها الآريون من الشمال والشمال الغربي بين 2000 و 1500 ق. م، واحتلوا سهل الغانج، ويُقَال إن موطنهم الأصلي أواسط آسيا شمالي بحر قزوين، ومنهم من هاجر جنوبًا، ومنهم من دخل أوروبا فهم شعوب هندو-أوربية.
حضارة الهند القديمة في عصر الفيدا : ( 2000-1000 ق.م.)
أقدم عصور حضارة للآريين في الهند هي عصر الفيدا: Vida، والفيدا: مجموعة أغنيات استقيت منها المعلومات عن الهنود الآريين، وهي أقدم أثر أدبي في أية لغة هندية-أوربية في الشرق والغرب،
والفيدا: تعني المعرفة، وكانوا يعيشون في هذه الفترة على الزراعة ورعي المواشي، ولهم إله خاص للأرض المحروثة، ويستخدمون البقرة دون أن ينزلوها من أنفسهم منزلة التقديس.

وأهم أسس الحياة الاجتماعية في الهند نظام الطبقات، وهي:
فالطبقة الرئيسة: هي الكهنة أو البراهمة، ويعتقدون أنهم خُلقوا من رأس براهما، أو من فمه، ويليهم المحاربون: وخُلقوا من كتفي براهما ويديه حسب زعمهم، والطبقة الثالثة هي المزارعون والتجار وأصحاب الحرف: و زعموا أنهم خُلِقوا من فخذي براهما، أما الطبقة الرابعة فهم الخدم:
و زعم الهنود القدامى (والحمد لله الذي عافانا) أنهم خلقوا من قدمي براهما، أما أقل طبقات المجتمع فهم المنبوذون، ولا ينتسبون إلى طبقة معينة: وهم نحو أربعين درجة، أما الديانة فكانت قائمة علي عبادة قوى الطبيعة، ولما كان وصول الآريين إلي الهند عن طريق آسيا الصغرى، وهضبة إيران، فلا بد أنهم تأثروا بحضارة البلاد التي مروا فيها، ومنها بلاد ما بين النهرين، ورغم هذا فقد انتشرت الرياضة في هذا المجتمع وعلى رأسها اليوجا.

حضارة عصر البطولة والديانة البراهمية: (1000 – 500 ق. م.)
مصدر المعلومات عن هذه الفترة ملحمتان تسميان المهابهراتا Mahabharata ، أو قصة أسرة بهراتا، وظهر في هذا العصر ثالوث إلهي مُؤَلَّف من براهما الخالق، وشيوا Sheva المهلك، وفشنو Vishnu الحافظ، والهندوسيون اليوم يتبعون إما شيوا أو فشنو، والتعليم في هذا العصر كان في طبقة الكهنة أو البراهمة، وكان شفهيًا حتى لا تصل المعرفة إذا كُتِبَت إلى الطبقات الدنيا.
كما ظهرت في هذه الفترة عقيدة التقمص، بمعني أن الروح تُولد مرات مُتَعَاقِبَة.
وقد حصل رد فعل ضد البراهمة؛ لأن الكهنة أصبحوا أقوياء، كما ظهرت – ضمن رد الفعل ضد البراهمة – البوذية، ومؤسسها غوماتا سيد هانا (564 – 483 ق. م.)، الذي دُعي بوذا، أي المستنير، أو الذي اهتدى، وكان ابن أمير منطقة على حدود نيبال.
فتنكر لسلطة الفيدا، الكهنة البراهمة، وقرر قواعد خلقية خمسًا، وهي بمثابة الوصايا، وهي:
لا يقتل أحد كائنًا حيًا. ولا يأخذ أحد ما لم يعط، ولا يقولن أحد كذبًا، ولا يشربن أحد مسكرًا، ولا يقيمن أحد على دنس.
بينما انتشرت البوذية في بلاد الشرق الأقصى، ويُعتبر آو زكا Asoka (273 – 232 ق. م)، ناشر البوذية؛ حيث أرسل بعثات التبشير إلي سيلان وبورمة وسيام…
وبجهوده أصبحت تلك البلاد بوذية، ومما يُذكر أنه في القرن التاسع ظهرت حضارة الراجبوت Rajput أي أبناء الملوك، التي انتهت بالفتح الإسلامي لوادي السند، وحوض الغانج.
علوم الهند القديمة :
عرفت الهند الطب والرياضيات، وازدهر الفلك بين القرنين الثالث والرابع الميلاديين، متأثر بالفلك البابلي.
ابتكر الهنود الأرقام التسعة والنظام العشري، وللهنود فضل على المثلثات.
أما في مجال الفلسفة فقد ازدهرت الحضارة الهندية بهذا، وأن الغاية من المعرفة ومن الفلسفة، ليست السيطرة على العالم بقدر ما هي الخلاص منه، وأن هدف الفكر هو التماس الحرية، وإذا كان علماء الغرب ومؤرخوه يجعلون اليونان معجزة الحضارات القديمة، وهذا خطأ جسيم، فإن الحضارة اليونانية اقتبست الكثير من حضارات الشرق: المصرية، والبابلية، والفينيقية.
المصدر :
محمد علي الصلابي ، فصل أحوال الأمم السابقة للإسلام