إعلانات المنتدى


فتح الواحد الأحد في تدبر سورة المسد

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

خادم الفرقان محمد

مزمار جديد
6 أغسطس 2011
9
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
سعد سعيد الغامدي
بسم الله الرحمن الرحيم

{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ }

1- في قوله تعالى : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } دعاء من الله جل وعلا على أبي لهب بالخسارة والهلاك ، فقوله تعالى : { تَبَّتْ } دعاء عليه، وقوله جل وعلا :{ وَتَبَّ } إخبار عن حاله ومصيره ، وأنه تحقق له الهلاك .

2- في الآية إشارة إلى أن الجزاء من جنس العمل ، فسبب نزول هذه السورة : هو قول أَبي لهب للنبي صلى الله عليه وسلم : تَبًّا لكَ سائرَ اليَوْمِ ... ، فعاقبه الله بنفس كلامه وقال : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } .

3- في قوله تعالى : { ما أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَب } إشارة إلى أنه لم ينفعه ماله الذي كان يملكه ، ولا الجاه ولا الولد ولا أي شي من متاع الدنيا ؛ كما قال جل وعلا : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ } آل عمران 10وكما ذكر الله في كتابه عن أحوال أهل النار عندما يقول أحدهم : { مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } الحاقة 28-29. فماله وماكسبه لا يدفع عنه من عذاب الله شيئا.


4- لما أخبر تعالى عن حال أبي لهب في الماضي بالتباب والهلاك ، أخبر عن حاله في المستقبل فقال : { سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَب } أي سيدخل ناراً حامية ذات اشتعال وتوقُّد عظيم وهي نار جهنم نسأل الله السلامة والعافية .


5- في قوله تعالى :{ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَب } بيان جزاء أبي لهب ومن حذا حذوه من الكائدين لهذا الدين ، فكل كائد لدين الله وشريعته مصيره الخسران والهلاك في الدنيا والآخرة ، وإن ارتفع نسبه أو كثر ماله .


6- { وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } ستدخل هي أيضاً معه نار جهنم ، وقد وصفها جل وعلا بقوله : { حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } لم يكتف بقوله : { وامرأته } بل وصفها بأنها حمالة الحطب لدناءة فعلها وخساسته ، وبما حملت من الآثام في عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد كانت تؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم بحمل الحطب الذي فيه الشوك فتلقيه في طريقه .


7- في الآية يبيِّن لنا الحقُّ سبحانه وتعالى عقوبة هذه المرأة التي اعترضت سبيل الدعوة، وهي عبرة لكل من يحاول أن يقف حجر عثرة أمام قافلة الدعوة الإسلامية، مهما كان نسبه، أو منزلته، أو ماله .


8- في السورة دلالة على أنه مهما حرص الإنسان على أن يهتدي الأقربون منه فإن الهداية بيد الله جل وعلا ، فسيد الأولين والآخرين ، الذي كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً، وبالناس أجمعين ناصحاً شفيقاً، مات عمُه عدوا لله كافراً، وأنزل الله في ذمه قرآنا يتلى إلى يوم القيامة .


9- في السورة دلالة على أن كل نفس بما كسبت رهينة، ولا تُزر وازرة وزر أخرى، ولا تُغني نفسٌ عن نفس شيئاً، ومن أصلح فلنفسه ومن أساء فعليها، وما ربك بظلام للعبيد ، وهذه عظةٌ من الله تعالى، وبيانٌ للناس أجمعين .


10- في السورة دلالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان يداهن أحداً في الدين ويسامحه ، لكانت تلك المداهنة والمسامحة مع عمه الذي هو قائم مقام أبيه ، فالنسب وحده لا يغني ولهذا قال الله تعالى : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ } [ المؤمنون : 101 والمراد بنفي الأنساب في الآية كما قال أهل العلم هو : انقطاع فوائدها وآثارها التي كانت مترتبة عليها في الدنيا ؛ من العواطف والنفع والصلات والتفاخر بالآباء ، لا نفي حقيقتها .


11- في هذه السورة عظة ودرس عظيم لمن يدعي أن الإسلام بالنسب وليس بالعمل ، فلا كرامة ولا إكرام عند الله إلا بالتقوى ، وحسبك بمعيار الرفعة عند الله الذي رفع بلال ، فخذه وتمسك به ، يغنيك عن نسب لايغني عنك من الله شيئا ، ولم يغني عن أبي لهب كرم نسبه من قبل ، ولا قيمة لنسب إذا لم يكن له من التقوى سبب ، فمن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ، وصدق الشاعر حين قال :
فلا تحسب الأنساب تنجيك من لظى *** وإن كنت من قيس وعبد مدان
أبو لهب في النار وهو ابن هاشــم *** وسلمان في الفردوس من خرسان
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
5 يونيو 2009
302
7
18
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبدالله عواد الجهني
رد: فتح الواحد الأحد في تدبر سورة المسد

بارك الله فيك اخي محمد
 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: فتح الواحد الأحد في تدبر سورة المسد

جزاك الله خيراً
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع