- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
(بسم الل)
من غرائب اللغة " الإتباع "
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم و رحمة الله :
من غرائب اللغة " الإتباع "
التعريف: هو الإتيان بكلمة على وزن الكلمة السابقة لتعزيز معناها ، وقد تكون الكلمة الثانية مرادفة للأولى فيؤتى بها تأكيداً، لأن لفظها مخالفٌ للفظ الأولى، و قد يكون معنى الكلمة الثانية غير معنى الأولى،و كثيرا ما تكون لا معنى لها.
ومن أمثلة الإتباع:
جائع نائع: جائع و عطشان
حائر بائر: شديد الحيرة
حِل ُ ُ و بِل ُ ُ، أو حلالا بلالا : حلال طيب .
لا يعرف الحوَّ من اللوِّ: أي أنه جاهل ، و من أمثلة التعبير عن الجهل قولهم :
لا يعرف الحيّ من الليّ.
لا هَرِيراً من غرير.
لا قَبيلاَ من دَبير.
لا أطرل وأكبر.
ما يعرف هِرّاً من بِرّ: أي ما يعرف من يَهِرُّه ممن يَبَرّه.
حيص بيص: في حيرة من أمره.
عفريت نفريت: خبيث ذو دهاء.
هرج مرج: اختلاط و مثله الحابل بالنابل.
هكعة نكعة: أحمق.
أين سكع و أين نكع؟: أين ذهب؟.
شحيح نحيح : بخيل.
شذر مذر : في كل اتجاه.
عطشان نطشان: نطشان مأخوذة من قولهم ما به نطيشٌ أي ما به حركة. شيطان ليطان: أي ملتصق به فلا يفارقه.
هنيءٌ مريءٌ: بالصحة و الهناء.
و قد أورد أبو علي القالي في أماليه ( الجزء 2 ) مجموعة كبيرة منها ، أنقل بعضا منها هنا لإخوتي :
'' من الإتباع قولهم: " أسوان أتوان " في الحزن، فأسوان من قولهم: أسى الرجل يأسى أسىً إذا حزن، ورجل أسيان وأسوان أس حزين. وأتوان من قولهم: أتوته آتوه بمعنى أتيته آتيه وهي لغة لهذيل، قال خالد بن زهير:
يا قوم ما بال أبى ذؤيب ... كنت إذا أتوته من غيب
يشمّ عطفي ويمسُّ ثوبي ... كأننّي أربته بريب
عييٌّ شويٌّ: فالشوى مأخوذٌ من الشوى: وهو رذال المال ورديئته، وقال الشاعر:
أكلنا الشّوى حتّى إذا لم ندع شوىً ... أشرنا إلى خيراتها بالأصابع
فمعناه عييٌّ رذلٌ، ويمكن أن يكون مأخوذاً من الشويّة وهي بقيّة قوم هلكوا، وجمعها شوايا، ويقولون: عييّ شيءٌّ، وشيءّ أصله شويّ، ولكنه أجرى على لفظ الأوّل ليكون مثله في البناء.
ويقولون: عريض أريض، فالأريض: الخليق للخير الجيد البنات، ويقال: أرض أريضة، قال الشاعر:
بلاد عريضة وأرض أريضة ... مدافع غيثٍ في فضاء عريض.
ويقولون: غنيّ مليّ، وهو بمعنى غنيّ.
ويقولون: خبيث نبيث، فالنبيث يمكن أن يكون الذي ينبث شّره أي يظهره، أو يكون الذي ينبث أمور الناس أي يستخرجها، وهو مأخوذ من قولهم: نبثت البئر أنبثها إذا أخرجت نبيثتها وهو ترابها، وكان قياسه أن يقول: خبيث نابث، فقيل: نبيث لمجاورته لخبيث. ويقولون: خبيث مجيث.
ويقولون: خفيف ذفيف، والذّفيف: السريع، ومنه سمّي الرجل ذفافة، ويقال: ذفّف على الجريح إذا أجهز عليه.
ويقولون: قسيم وسيم، فالقسيم: الجميل الحسن، يقال: رجل قسيم وامراة قسيمة، والقسام: الحسن والجمال، وأنشد يعقوب:
يسنّ على مراغمها القسام
وقال العجّاج: " وربّ هذا البلد المقسّم " أي المحسّن، وقال الشاعر:
ويوماً توافينا بوجهٍ مقسّمٍ ... كأن ظبيى تعطو إلى وارق السّلم
أي محسّن، والوسيم: الحسن الجميل، يقال: رجل وسيم وامرأة وسيمة، والميسم: الحسن والجمال، قال الشاعر:
لو قلت ما في قومها لم تيثم ... يفضلها في حسبٍ وميسم.
ويقولون: قبيح شقيح، فالشّقيح مأخوذ من قولهم شقّح البسر إذا تغيّرت خضرته بحمرة أو صفرة، وهو حينئذ أقبح ما يكون، وتلك البسرة تسّمى شقحةً، وحينئذ يقال: أشقح النخل، فمعنى قولهم: قبيح شقيح متناهى القبح، ويمكن أن يكون بمعنى مشقوح من قول العرب: لأشقحنّك شقح الجوز بالجندل أي لأكسرنّك، فيكون معناه قبيحاً مكسوراً، وقال الحياني: شقيح لقيح، فالشّقيح هاهنا المكسور على ما ذكرنا، والّلقيح مأخوذ من قولهم لقحت الناقة، ولقح الشجر، ولقحت الحرب، فمعناه مكسور حامل للشرّ.
ويقولون: كثيرُ بثيرُ، فالبثير هو الكثير مأخوذ من قولهم: ماء بثر أي كثير، فقالوا بثيرب لموضع كثير، كما قالوا: مهرة مأمورة، وسكّة مأبورة. وإنّي لآتية بالغدايا والعشايا. ويقولون: كثير بذير، فالبذير: المبذور وهو المفرّق. ويقولون: كثير بجيرٌ، فالبجير لغة في البجيل، وهو العظيم، كما قالوا: وجلت منه ووجرت منه.
ويقولون بذير عفير، والبذير: المبذور، والعفير: المفرق في العفر وهو التراب، أو المجعول في العفر.
ويقولون: ضئيل بئيل. فالبئيل هو الضئيل.
ويقولون: جديدٌ قشيبٌ، فالقشيب: الجديد. ويقولون: سليخ مليخ، للذي لا طعم له، قال الشاعر:
سليخ مليخ كلحم الحوار ... فلا أنت حلوٌ ولا أنت مرُّ
فالسّليخ: المسلوخ الطعم، والمليخ المملوخ وهو المنزوع الطعم، مأخوذ من قولهم: ملخت اللّحم من فم الدابة، وملخت اليربوع من الحجر، وملخت قضيباً من الشجرة إذا نزعته نزعاً سهلاً، والملخ في السيّر: السّل منه. ويقولون: فقيرٌ وقيرٌ، فالوقير: الموقور، من قولهم: وقرت العظم أقره، والوقرة: الهزمة في العظم، أنشدنا أبو بكر بن دريد:
رأوا وقرةً في العظم منّي فبادروا ... بها وعيها لما رأوني أخيمها
الوعى: أن ينجبر العظم على غير استواء، والوعى: أيضاً القيح والمدّة، يقال: وعى الجرح يعي وعياً إذا سال منه القيح والمدّة، والقول الثاني لأبي زيد، وأنشد:
كأنما كسّرت سواعده ... ثم وعى جبرها فما التأما
وأخيمها: أجبن عنها، يقال: خام إذا جبن.
ويقولون: مليح قزيح، وأصل هذين الحرفين في الطعام، فالقزيح: المقزوح، والمقزوح: الذي فيه الأقزاح، والأقزاح: الأبزار، واحدها قزحٌ، ومليح بمعنى مملوح من قولهم: ملحت القدر أملحها إذا جعلت فيها الملح بقدرٍ، فمعنى قولهم مليح قزيح: كامل الحسن لأن كمال طيب القدر أن تكون مقزوحةً مملوحةً.
ويقولون: مضيعٌ مسيعُ، والإساعة: الإضاعة، وناقة مسياعٌ إذا كانت تصبر على الإضاعة و الجفاء، ومعنى أساع ألقى في السّياع وهو الطين، قال القطامي: " كما بطّنت بالفدن السّياعا "
ويقولون: وحيدٌ قحيد، وواحدٌ قاحدٌ، وهو من قولهم: قحدت الناقة اذا عظم سنامها، والقحدو: السَّنام، ويقال أقحدت أيضاً، أنه واحد عظيم القدر والشأن في شيء واحد خاصة.
ويقولون: أشر أفر، فالأشر: البطر المرح، وكذلك الأفر عند ابن الأعرابيّ، فأما الأفر والأفور فالعدو، يقال: أفر يأفر أفراً.
من غرائب اللغة " الإتباع "
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم و رحمة الله :
من غرائب اللغة " الإتباع "
التعريف: هو الإتيان بكلمة على وزن الكلمة السابقة لتعزيز معناها ، وقد تكون الكلمة الثانية مرادفة للأولى فيؤتى بها تأكيداً، لأن لفظها مخالفٌ للفظ الأولى، و قد يكون معنى الكلمة الثانية غير معنى الأولى،و كثيرا ما تكون لا معنى لها.
ومن أمثلة الإتباع:
جائع نائع: جائع و عطشان
حائر بائر: شديد الحيرة
حِل ُ ُ و بِل ُ ُ، أو حلالا بلالا : حلال طيب .
لا يعرف الحوَّ من اللوِّ: أي أنه جاهل ، و من أمثلة التعبير عن الجهل قولهم :
لا يعرف الحيّ من الليّ.
لا هَرِيراً من غرير.
لا قَبيلاَ من دَبير.
لا أطرل وأكبر.
ما يعرف هِرّاً من بِرّ: أي ما يعرف من يَهِرُّه ممن يَبَرّه.
حيص بيص: في حيرة من أمره.
عفريت نفريت: خبيث ذو دهاء.
هرج مرج: اختلاط و مثله الحابل بالنابل.
هكعة نكعة: أحمق.
أين سكع و أين نكع؟: أين ذهب؟.
شحيح نحيح : بخيل.
شذر مذر : في كل اتجاه.
عطشان نطشان: نطشان مأخوذة من قولهم ما به نطيشٌ أي ما به حركة. شيطان ليطان: أي ملتصق به فلا يفارقه.
هنيءٌ مريءٌ: بالصحة و الهناء.
و قد أورد أبو علي القالي في أماليه ( الجزء 2 ) مجموعة كبيرة منها ، أنقل بعضا منها هنا لإخوتي :
'' من الإتباع قولهم: " أسوان أتوان " في الحزن، فأسوان من قولهم: أسى الرجل يأسى أسىً إذا حزن، ورجل أسيان وأسوان أس حزين. وأتوان من قولهم: أتوته آتوه بمعنى أتيته آتيه وهي لغة لهذيل، قال خالد بن زهير:
يا قوم ما بال أبى ذؤيب ... كنت إذا أتوته من غيب
يشمّ عطفي ويمسُّ ثوبي ... كأننّي أربته بريب
عييٌّ شويٌّ: فالشوى مأخوذٌ من الشوى: وهو رذال المال ورديئته، وقال الشاعر:
أكلنا الشّوى حتّى إذا لم ندع شوىً ... أشرنا إلى خيراتها بالأصابع
فمعناه عييٌّ رذلٌ، ويمكن أن يكون مأخوذاً من الشويّة وهي بقيّة قوم هلكوا، وجمعها شوايا، ويقولون: عييّ شيءٌّ، وشيءّ أصله شويّ، ولكنه أجرى على لفظ الأوّل ليكون مثله في البناء.
ويقولون: عريض أريض، فالأريض: الخليق للخير الجيد البنات، ويقال: أرض أريضة، قال الشاعر:
بلاد عريضة وأرض أريضة ... مدافع غيثٍ في فضاء عريض.
ويقولون: غنيّ مليّ، وهو بمعنى غنيّ.
ويقولون: خبيث نبيث، فالنبيث يمكن أن يكون الذي ينبث شّره أي يظهره، أو يكون الذي ينبث أمور الناس أي يستخرجها، وهو مأخوذ من قولهم: نبثت البئر أنبثها إذا أخرجت نبيثتها وهو ترابها، وكان قياسه أن يقول: خبيث نابث، فقيل: نبيث لمجاورته لخبيث. ويقولون: خبيث مجيث.
ويقولون: خفيف ذفيف، والذّفيف: السريع، ومنه سمّي الرجل ذفافة، ويقال: ذفّف على الجريح إذا أجهز عليه.
ويقولون: قسيم وسيم، فالقسيم: الجميل الحسن، يقال: رجل قسيم وامراة قسيمة، والقسام: الحسن والجمال، وأنشد يعقوب:
يسنّ على مراغمها القسام
وقال العجّاج: " وربّ هذا البلد المقسّم " أي المحسّن، وقال الشاعر:
ويوماً توافينا بوجهٍ مقسّمٍ ... كأن ظبيى تعطو إلى وارق السّلم
أي محسّن، والوسيم: الحسن الجميل، يقال: رجل وسيم وامرأة وسيمة، والميسم: الحسن والجمال، قال الشاعر:
لو قلت ما في قومها لم تيثم ... يفضلها في حسبٍ وميسم.
ويقولون: قبيح شقيح، فالشّقيح مأخوذ من قولهم شقّح البسر إذا تغيّرت خضرته بحمرة أو صفرة، وهو حينئذ أقبح ما يكون، وتلك البسرة تسّمى شقحةً، وحينئذ يقال: أشقح النخل، فمعنى قولهم: قبيح شقيح متناهى القبح، ويمكن أن يكون بمعنى مشقوح من قول العرب: لأشقحنّك شقح الجوز بالجندل أي لأكسرنّك، فيكون معناه قبيحاً مكسوراً، وقال الحياني: شقيح لقيح، فالشّقيح هاهنا المكسور على ما ذكرنا، والّلقيح مأخوذ من قولهم لقحت الناقة، ولقح الشجر، ولقحت الحرب، فمعناه مكسور حامل للشرّ.
ويقولون: كثيرُ بثيرُ، فالبثير هو الكثير مأخوذ من قولهم: ماء بثر أي كثير، فقالوا بثيرب لموضع كثير، كما قالوا: مهرة مأمورة، وسكّة مأبورة. وإنّي لآتية بالغدايا والعشايا. ويقولون: كثير بذير، فالبذير: المبذور وهو المفرّق. ويقولون: كثير بجيرٌ، فالبجير لغة في البجيل، وهو العظيم، كما قالوا: وجلت منه ووجرت منه.
ويقولون بذير عفير، والبذير: المبذور، والعفير: المفرق في العفر وهو التراب، أو المجعول في العفر.
ويقولون: ضئيل بئيل. فالبئيل هو الضئيل.
ويقولون: جديدٌ قشيبٌ، فالقشيب: الجديد. ويقولون: سليخ مليخ، للذي لا طعم له، قال الشاعر:
سليخ مليخ كلحم الحوار ... فلا أنت حلوٌ ولا أنت مرُّ
فالسّليخ: المسلوخ الطعم، والمليخ المملوخ وهو المنزوع الطعم، مأخوذ من قولهم: ملخت اللّحم من فم الدابة، وملخت اليربوع من الحجر، وملخت قضيباً من الشجرة إذا نزعته نزعاً سهلاً، والملخ في السيّر: السّل منه. ويقولون: فقيرٌ وقيرٌ، فالوقير: الموقور، من قولهم: وقرت العظم أقره، والوقرة: الهزمة في العظم، أنشدنا أبو بكر بن دريد:
رأوا وقرةً في العظم منّي فبادروا ... بها وعيها لما رأوني أخيمها
الوعى: أن ينجبر العظم على غير استواء، والوعى: أيضاً القيح والمدّة، يقال: وعى الجرح يعي وعياً إذا سال منه القيح والمدّة، والقول الثاني لأبي زيد، وأنشد:
كأنما كسّرت سواعده ... ثم وعى جبرها فما التأما
وأخيمها: أجبن عنها، يقال: خام إذا جبن.
ويقولون: مليح قزيح، وأصل هذين الحرفين في الطعام، فالقزيح: المقزوح، والمقزوح: الذي فيه الأقزاح، والأقزاح: الأبزار، واحدها قزحٌ، ومليح بمعنى مملوح من قولهم: ملحت القدر أملحها إذا جعلت فيها الملح بقدرٍ، فمعنى قولهم مليح قزيح: كامل الحسن لأن كمال طيب القدر أن تكون مقزوحةً مملوحةً.
ويقولون: مضيعٌ مسيعُ، والإساعة: الإضاعة، وناقة مسياعٌ إذا كانت تصبر على الإضاعة و الجفاء، ومعنى أساع ألقى في السّياع وهو الطين، قال القطامي: " كما بطّنت بالفدن السّياعا "
ويقولون: وحيدٌ قحيد، وواحدٌ قاحدٌ، وهو من قولهم: قحدت الناقة اذا عظم سنامها، والقحدو: السَّنام، ويقال أقحدت أيضاً، أنه واحد عظيم القدر والشأن في شيء واحد خاصة.
ويقولون: أشر أفر، فالأشر: البطر المرح، وكذلك الأفر عند ابن الأعرابيّ، فأما الأفر والأفور فالعدو، يقال: أفر يأفر أفراً.