- 25 فبراير 2007
- 1,424
- 2
- 0
- الجنس
- أنثى
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم
هذا تفسير أم القرآن .
للإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني الحسني ( ت 895 هـ )
ترجمة الشيخ السنوسي :
هو أبو عبد الله محمد بن يوسف الحسني السنوسي به عرف ، التلمساني ، عالمها و صالحها فاضلها، العلامة المتكلم المتفنن ، شيخ العلماء و الزهاد ، و الأساتذة العباد ، العارف بالله ، الجامع بين العلم و العمل . أخذ عن أئمة منهم والده و أخوه لأمه علي التالوتي ، و محمد بن العباس ، و أبو عبد الله الجلاب ، و الولي أبركان ، و انتفع به أبو زيد الثعالبي وأجازه . و روى الشفا للقاضي عياض عن إبراهيم التازي .
وأخذ عنه خلق كثير نذكر منهم : الملالي ، و ابن صعد ، و أبو القاسم الزواوي ، و ابن أبي مدين، و ابن العباس الصغير ، و أبو عبد الله المقيلي ، و الشيخ زروق .
للسنوسي كتب كثيرة تشهد بمكانته العلمية المتميزة : " العقائد وصغراه لا يعادلها شيء من العقائد، و هي الكبرى و شرحها ، و الوسطى و شرحها ، و الصغرى و شرحها ، و صغرى الصغرى و شرحها . و شرح لامية الجزيري ، و شرح الحوفية كبير الجرم و الفائدة ، و ألفه و هو ابن تسعة عشر عاما . و المقدمات و شرحها ، و شرح أسماء الله الحسنى ، و اختصر إكمال الكمال للأبي على صحيح مسلم . و له مختصر في المنطق و شرحه حسن جدا ، و شرح البخاري و صل فيه باب " من استبرأ لدينه " . و مشكلاته ، و له مختصر التفتازاني على الكشاف ، و شرح جمل الجونجي ، و رجز ابن البنا في الطب ، و لم يكمل شرح مختصر ابن عرفة ، و الشاطبية ، وجواهر العلوم للعضد في علم الكلام ، و تعليق على فرعي ابن الحاجب و غير ذلك مما هو كثير .
ترجمته واسعة ، أفردها تلميذه الملالي بالتأليف . ولد بعد الثلاثين وثمانمائة ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة 895 هـ .
عن كتاب : " شجرة النور الزكية في طبقات المالكية : محمد بن محمد مخلوف ، ص 266 ، دار الفكر ، بيروت ، بدون طبعة و لا تاريخ " .
كما ترجم له أحمد بابا في نيل الابتهاج ، ص 325/329 .
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله .
هذا تفسير الفاتحة باختصار عن نسخة مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط .
(الحمد لله): معناه الحمد كله لله وحده ، لأن كل كمال قديم فهو وصفه ، و كل كمال حادث فهو جعله .
(رب العالمين): معناه جميع الحوادث المختلفة في أجناسها وأنواعها و أصنافها ، و به مقاديرها وصفاتها وأزمنتها و أمكنتها ، وذلك الاختلاف دليل فيها على وجوب افتقارها إلى الله تبارك وتعالى ، و على وجوب وجوبه، ووحدانيته ، وكمال قدرته و إرادته ، و علمه وحياته ، وذلك دليل على ما دل عليه قوله : ( الحمد لله ) كون المدح بكل كمال لله تعالى وحده ، و من كونه هو المالك للعوالم ، الرب لها ، يجمع العالمين ليكون دليلا على ما قبله ، لأن الجمع دال على الاختلاف في الدال على وجوب الافتقار إلى الرب تبارك و تعالى .
(الرحمن الرحيم): المنعم بجميع النعم الدنيوية و الأخروية الجليلة و الحقيرة ، و يجب بعد رب العالمين للدلالة على أنه سبحانه إنما عامل العوالم في الغالب بمقتضى الرحمة ، لا بمقتضى الغضب ، و الإنس و الجن المغضوب عليهم قليلون جدا بالنسبة إلى كثرة من رحمته من العوالم السماوية والأرضية. و فيه دليل على أن نعمة صدرت منه جل و علا للعوالم ، فهي بمقتضى الرحمة والفضل، لا بمقتضى الوجوب و الاستحقاق .
(مالك يوم الدين): معناه المتجرد بالحكم يوم الجزاء ، و عزل بذلك اليوم جميع الحكام .
(إياك نعبد): معناه نخصك ـ يا مولاي بالطاعة ، و كمال الذلة ، و الخضوع على الوجه الذي بلغه رسولك ، و مصطفاك سيدنا محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ الذي رحمت بفضلك على يده العالمين ، و خلصتهم بأنوار بعثه من مهالك يوم الدين .
(إياك نستعين): معناه و منك ـ يا مولانا ـ نطلب العون على عبادتك التي هي عنوان النجاة من مهالك يوم الدين .
(إهدنا الصراط المستقيم): معناه : دلنا ـ يا مولانا ـ به إلى عبادتك على الطريق المستقيم الذي لا انحراف فيه إلى معصية ، و لا بدعة و لا هوى ، وأسألك ـ يا مولانا ـ أن تثبتنا حتى نلقاك .
(صراط الذين أنعمت عليهم): معناه : طريق الذين تفضلت عليهم بالهداية من النبييين والصديقين و الشهداء و الصالحين ، لا طريق يعتمدون به دينهم على طريق التقبيح و التحسين .
(غير المغضوب عليهم) : معناه جنبنا ـ يا مولانا ـ طريق الذين غضبت عليهم، أن حرمتهم من الهداية مع علمهم بطريقها كاليهود، والعلماء غير العاملين .
(ولا الضالين): الذين حرموا من الهداية مع جهلهم بطريقها كالنصارى، وغيرهم من الجاهلين.
إنتهى بحمد الله و حسن عونه .[/align]
وصلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم
هذا تفسير أم القرآن .
للإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني الحسني ( ت 895 هـ )
ترجمة الشيخ السنوسي :
هو أبو عبد الله محمد بن يوسف الحسني السنوسي به عرف ، التلمساني ، عالمها و صالحها فاضلها، العلامة المتكلم المتفنن ، شيخ العلماء و الزهاد ، و الأساتذة العباد ، العارف بالله ، الجامع بين العلم و العمل . أخذ عن أئمة منهم والده و أخوه لأمه علي التالوتي ، و محمد بن العباس ، و أبو عبد الله الجلاب ، و الولي أبركان ، و انتفع به أبو زيد الثعالبي وأجازه . و روى الشفا للقاضي عياض عن إبراهيم التازي .
وأخذ عنه خلق كثير نذكر منهم : الملالي ، و ابن صعد ، و أبو القاسم الزواوي ، و ابن أبي مدين، و ابن العباس الصغير ، و أبو عبد الله المقيلي ، و الشيخ زروق .
للسنوسي كتب كثيرة تشهد بمكانته العلمية المتميزة : " العقائد وصغراه لا يعادلها شيء من العقائد، و هي الكبرى و شرحها ، و الوسطى و شرحها ، و الصغرى و شرحها ، و صغرى الصغرى و شرحها . و شرح لامية الجزيري ، و شرح الحوفية كبير الجرم و الفائدة ، و ألفه و هو ابن تسعة عشر عاما . و المقدمات و شرحها ، و شرح أسماء الله الحسنى ، و اختصر إكمال الكمال للأبي على صحيح مسلم . و له مختصر في المنطق و شرحه حسن جدا ، و شرح البخاري و صل فيه باب " من استبرأ لدينه " . و مشكلاته ، و له مختصر التفتازاني على الكشاف ، و شرح جمل الجونجي ، و رجز ابن البنا في الطب ، و لم يكمل شرح مختصر ابن عرفة ، و الشاطبية ، وجواهر العلوم للعضد في علم الكلام ، و تعليق على فرعي ابن الحاجب و غير ذلك مما هو كثير .
ترجمته واسعة ، أفردها تلميذه الملالي بالتأليف . ولد بعد الثلاثين وثمانمائة ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة 895 هـ .
عن كتاب : " شجرة النور الزكية في طبقات المالكية : محمد بن محمد مخلوف ، ص 266 ، دار الفكر ، بيروت ، بدون طبعة و لا تاريخ " .
كما ترجم له أحمد بابا في نيل الابتهاج ، ص 325/329 .
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله .
هذا تفسير الفاتحة باختصار عن نسخة مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط .
(الحمد لله): معناه الحمد كله لله وحده ، لأن كل كمال قديم فهو وصفه ، و كل كمال حادث فهو جعله .
(رب العالمين): معناه جميع الحوادث المختلفة في أجناسها وأنواعها و أصنافها ، و به مقاديرها وصفاتها وأزمنتها و أمكنتها ، وذلك الاختلاف دليل فيها على وجوب افتقارها إلى الله تبارك وتعالى ، و على وجوب وجوبه، ووحدانيته ، وكمال قدرته و إرادته ، و علمه وحياته ، وذلك دليل على ما دل عليه قوله : ( الحمد لله ) كون المدح بكل كمال لله تعالى وحده ، و من كونه هو المالك للعوالم ، الرب لها ، يجمع العالمين ليكون دليلا على ما قبله ، لأن الجمع دال على الاختلاف في الدال على وجوب الافتقار إلى الرب تبارك و تعالى .
(الرحمن الرحيم): المنعم بجميع النعم الدنيوية و الأخروية الجليلة و الحقيرة ، و يجب بعد رب العالمين للدلالة على أنه سبحانه إنما عامل العوالم في الغالب بمقتضى الرحمة ، لا بمقتضى الغضب ، و الإنس و الجن المغضوب عليهم قليلون جدا بالنسبة إلى كثرة من رحمته من العوالم السماوية والأرضية. و فيه دليل على أن نعمة صدرت منه جل و علا للعوالم ، فهي بمقتضى الرحمة والفضل، لا بمقتضى الوجوب و الاستحقاق .
(مالك يوم الدين): معناه المتجرد بالحكم يوم الجزاء ، و عزل بذلك اليوم جميع الحكام .
(إياك نعبد): معناه نخصك ـ يا مولاي بالطاعة ، و كمال الذلة ، و الخضوع على الوجه الذي بلغه رسولك ، و مصطفاك سيدنا محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ الذي رحمت بفضلك على يده العالمين ، و خلصتهم بأنوار بعثه من مهالك يوم الدين .
(إياك نستعين): معناه و منك ـ يا مولانا ـ نطلب العون على عبادتك التي هي عنوان النجاة من مهالك يوم الدين .
(إهدنا الصراط المستقيم): معناه : دلنا ـ يا مولانا ـ به إلى عبادتك على الطريق المستقيم الذي لا انحراف فيه إلى معصية ، و لا بدعة و لا هوى ، وأسألك ـ يا مولانا ـ أن تثبتنا حتى نلقاك .
(صراط الذين أنعمت عليهم): معناه : طريق الذين تفضلت عليهم بالهداية من النبييين والصديقين و الشهداء و الصالحين ، لا طريق يعتمدون به دينهم على طريق التقبيح و التحسين .
(غير المغضوب عليهم) : معناه جنبنا ـ يا مولانا ـ طريق الذين غضبت عليهم، أن حرمتهم من الهداية مع علمهم بطريقها كاليهود، والعلماء غير العاملين .
(ولا الضالين): الذين حرموا من الهداية مع جهلهم بطريقها كالنصارى، وغيرهم من الجاهلين.
إنتهى بحمد الله و حسن عونه .[/align]