- 22 يوليو 2008
- 16,039
- 146
- 63
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على نبينا الكريم وعلى آله وصحابته الكرام والتابعين لهم يإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
منظومة المفيد في التجويد تأليف الإمام أحمد بن احمد الطيبي 910-979
وشرحها للإمام الدكتور القارئ والمقرئ أيمن رشدي سويد
شرح قصيدة الإمام الطيبي _ منظومة المفيد في التجويد تماشيا" مع الحلقات التي تبث حاليا" على قناة اقرأ
...
منظومة المفيد في التجويد
قَالَ الْفَقِيرُ أَحــــْمَدُ بْنُ الطِّيبِي أَحْمَدَ -يَرْجُو رَحْمَةَ الْمُــجِيبِ-
الْحَمْدُ لِلِه الَّذِي تَفَضَّــــــلَا وَأَنْزَلَ الْقُرْآنَ نُوراً لِلْمَـــــلَا
هَدَى بِهِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَــــادِهِ مُوَفِّقاً لَهُ إِلَى رَشَـــــــادِهِ
ثُمَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ سَرْمَـــــدَا عَلَى النَّبِيِّ الْهَاشِمِيِّ أَحْمَــــدَا
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الْأَعْيَـــــــانِ وَقَارِئِي وَمُقْرِئِي الْقُــــــرْآنِ
وَبَعْدُ: قَدْ نَظَمْتُ فِي التّـــَجْوِيدِ بَعْضَ مُهِمَّاتٍ لِمُسْتَفِيــــــدِ
فَلْيَتَفَهَّمَنْهُ بِالْإِتْقَانِ مَــــــنْ يَبْغِي قِرَاءَةً عَلـــَى الْوَجْهِ الْحَسَنْ
وَاللهُ فَضْلاً يَنْشُرُ النَّفْعَ بِـــــهِ فِي خَلْقِهِ بِالْمـــُصْطَفَى وَصَحْبِهِ
حُرُوفُ الْهِجَاءِ
وَعِدَّةُ الْحُرُوفِ لِلْهِجَــــــاءِ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ بِلَا امْتِـــــرَاءِ
أَوَّلُهَا الْهَمْزَةُ، لَكِنْ سُمِّيَــــتْ: بِأَلِفٍ مَجَازاً؛ اذْ قَدْ صُــــوِّرَتْ
بِهَا فِي الِابْتِدَاءِ حَتْـــماً، وَهْيَ فِي سِوَاهُ بِالْوَاوِ وَيَا وَأَلِــــــفِ
وَدُونَ صُورَةٍ، فَمَا لِلْهَمْـــــزَةِ مُمَيِّزٌ يَخُصُّهَا مِنْ صُـــــورَة
بَلْ يَسْتَعِيرُونَ لَهَا صُورَةَ مَــــا مَرَّ لِتَخْفِيفٍ إِلَيْهِ عُلِمَــــــا
وَالْأَلِفُ: الْمَدُّ الَّذِي يَنْشَأُ مِـــنْ إِشْبَاعِ فَتْحَةٍ كَـ مَنْ صَــافَى أَمِنْ
فَلَفْظُهَا مُفْرَدَةً مُمْتَنِـــــــعُ وَلَم تَكُنْ فِي الِابْتِدَاءِ تَقَـــــعُ
إِذْ تَلْزَمُ السُّكُونَ، وَالْفَتْحُ لِمَــــا تَلِيهِ، فَاحْتَاجَتْ لِحَرْفٍ قُدِّمَــــا
فَاخْتِـــيرَتِ اللَّامُ وَقَالُوا: لَامَ الِفْ أَيْ لَفْظُهَا بِهَذِهِ اللَّامِ عُـــرِفْ(1)
إِذْ قَدْ تَوَصَّلُوا لِلَامٍ سَكَنَـــــتْ أَيْ لَامِ "اَلْـ" بِأَلِفٍ تَــحَرَّكَـتْ
أَيْ: هَمْـزَةٍ، فَعَكَسُوا ذَا فِي الْأَلِفْ مَعْ أَنَّ "لا" حَرْفٌ لَهُ مَعـْنىً أُلِـفْ
فَمَنْ يَكُنْ عَنْ أَلِفٍ قَدْ سُئِــــلَا بِأَنْ يُبِينَ لَفْظَهَا؟ يَقُـــــولُ: لا
وَالْمَدُّ وَالْقَصْرُ جَمِيعاً رُوِيَــــا فِـي: بَا وَتَا وَثَا وَحَا وَخَا وَيَا (2)
وَرَا وَطَا وَظَا وَفَا وَهَا، فَــــزِدْ هَمْزَةً انْ شِئْتَ، وَدَعْ إِنْ لَمْ تُــرِدْ
وَلُغَةُ الْقَصْرِ بِهَا الذِّكْــــرُ وَرَدْ وَمَنْ يَعُدَّ الزَّايَ مِنْهَا لَمْ يُــرَدّ (3)
وَلَكِنِ الزَّايُ بِيَاءٍ أَشْهَــــــرُ وَجَاءَ زِيٌّ دُونَ زَيْنٍ فَانْظُــــرُوا
وَقَوْلُهُمْ فِي ذِي: حُرُوفٌ، إِنَّمَـــا يَعْنُونَ أَسْمَاءَ الْحُرُوفِ فَاعْلَمَـــا
أَمَّا الْحُرُوفُ -وَهِيَ الْمُسَمَّـــى- فَتِلْكَ أَلْفَاظٌ بِذِي تُسَمَّـــــى
وَكُلُّ حَرْفٍ وَاحِدٍ -إِلَّا الْأَلِـــفْ- أَحْوَالُهُ أَرْبَعَةٌ بِهَا وُصِـــــفْ:
سَاكِنٌ، اوْ مُحَرَّكٌ بِفَتْحَـــــةِ أَوْ كَسْرَةٍ تَكُونُ، أَوْ بِضَمَّــــةِ
مِثَالُهُ: بَ، بِ، بُ، إِبْ، لِلْبَـــاءِ وَقِسْ عَلَى ذَا سَائِرَ الْهِجَــــاءِ
وَسَاغَ الِابْتِدَا بِهَا، وَجَــــازَ أَنْ تَتْبَعَ مَا حُرِّكَ وَالَّذِي سَكَــــنْ
فَسِتَّ عَشْرَةً مِنَ الْأَحْـــــوَالِ لِلْحَرْفِ فِي وَقْفٍ وَفِي اتِّصَـالِ (4)
إِنْ خُفِّفَ الْحَرْفُ كَذَا إِنْ شُــدِّدَا وَزِدْ ثَلَاثَةً لِخِفٍّ فِي ابْتِـــــدَا
فَأْتِ إِذَا نَطَقْتَ بِالْمُحَرَّكَــــهْ بِهَاءِ سَكْتٍ نَحْوُ: كُهْ وَكِهْ وَكَهْ (5)
وَإٍنْ تُرِدْ نُطْقاً بِمَا مِنْهَا سَكَـــنْ فَهَمْزَةً مَكْسُورَةً بِهَا ابْـــــدَأَنْ
وَالْبَدْءُ بِالتَّشْدِيدِ غَيْرُ مُمْكِــــنِ وَلَا بِمَا خُفِّفَ مِنْ مُسَكَّـــــنِ
وَكُلُّ مَا شُدِّدَ فِــــــي وِزَانِ حَرْفَيْنِ: سَاكِنٍ بِضِمْنِ (6) ثَــانِ
مِثَالُ هَمْزٍ شَدَّدُوا: سُـــؤَّالُ (7) وَلَيْسَ فِي الذِّكْرِ لَهُ مِثَـــــالُ
وَأَهْمَلُوا اسْتِعْمَالَ وَاوٍ سَكَنَـــتْ مِنْ بَعْدِ كَسْرٍ، وَبِيَاءٍ قُلِبَــــتْ
وَهَكَذَا إِنْ تَسْكُنِ الْيَا بَعْدَ ضَـــمّ فَقَلْبُهَا وَاواً لَدَيْهِمُ انْحَتَـــــمْ
الْحُرُوفُ الْفَرْعِيَّةُ
وَاسْتَعْمَلُوا أَيْضاً حُرُوفاً زَائِـــدَهْ عَلَى الَّتِي تَقَدَّمَتْ (8) لِفَائــِـدَهْ
كَقَصْدِ تَخْفِيفٍ، وَقَدْ تَفَرَّعَـــتْ مِنْ تِلْكَ، كَالْهَمْزَةِ حِينَ سُهِّلَــتْ
وَأَلِفٍ كَالْيَاءِ إِذْ تُمَــــــالُ وَالصَّـــادِ كَالزَّايِ كَمَا قَدْ قَالُوا
وَالْيَاءِ كَالْوَاوِ كَـ: قِيلَ، مِمَّـــا كَسْرَ ابْتِدَائِهِ أَشَمُّوا ضَمَّـــــا
وَالْأَلِفُ الَّتِي تَرَاهَا فُخِّمَـــــتْ وَهَكَذَا اللَّامُ إِذَا مَا غُلِّظَــــتْ
وَالنُّونَ، عَدُّوهَا إِذَا لَمْ يـــُظْهِرُوا قُلْتُ: كَذَاكَ الْمِيــمُ فِيمَا يَظْهَـرُ
الْحَرَكَاتُ الثَّلَاثُ وَالسُّكُونُ
وَالْحَرَكَاتُ وَرَدَتْ أَصْلِيَّـــــهْ وَهْيَ الثَّلَاثُ، وَأَتَتْ فَرْعِيَّـــــهْ
وَهْيَ الَّتِي قَبْلَ الَّذِي أُمِيـــــلَا وَكَسْرَةٌ كَضَمَّةٍ كَـ: قِيـــــلَ
وَعِنْدَ نُطْقِ الْحَرَكَاتِ فَاحْـــذَرَا نَقْصاً أَوِ اشْــبَاعاً أَوَ انْ (9) تُغَيِّرَا
بِمَزْجِ بَعْضِهَا بِصَوْتِ بَعْــــضِ أَوْ بِسُكُونٍ فَهْوَ غَيْرُ مَرْضِــــي
فَمَزْجُ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ إِنَّمَـــــا يَجُوزُ فِي الْفَرْعِي الَّذِي تَقَدَّمَـــا
وَحَيْثُ أَشْبَعْتَ فَقَدْ وَلَّدْتَ مَـــدّ وَلَمْ يَجُزْ إِلَّا بِحَرْفٍ انْفَـــــرَدْ
أَعْنِي بِهِ (10) هَاءَ الضَّمِيرِ بَعْدَ مَا حُرِّكَ، نَحْوُ إنه به سَمَــــــا
فَتَصِلُ الْهَاءَ بِوَاوٍ أَوْ (11) بِيَــا وَصْلاً إِذَا مُحَرَّكٌ قَدْ وَلِيَـــــا
وَالنَّقْصُ رَوْمٌ، أَوْ: هُوَ اخْتِـــلَاسُ وَلَيْسَ كُلٌّ مِنْهُمَا يَنْقَــــــاسُ
بَلْ هُوَ مُخْتَصٌّ كَرَوْمِ الْحَـــرْفِ إِنْ يُكْسَرَ اوْ يُضَمَّ حَالَ الْوَقْـــفِ
وَالِاخْتِلَاسُ فِي: نِعِمَّا، أَرِنَــــا وَنَحْـــــوِ: بارئكم وَ: لا تأمنا
وَ: لَا تَعَدُّواْ، لَا يَهَـــــدِّي إلا وَهم يخصمون ، فَادْرِ الْكُــــلَّا
وَقَدْ يُعَبِّرُونَ عَنْ تَرْكِ الصِّلَــــهْ لِلْهَا بِالِاخْتِلَاسِ، وَهْيَ مُكْمَلَــــهْ
لِأَنَّ وَصْلَهَا بِذَاكَ قُــــــدِّرَا تَمَامَ تَحْرِيكٍ لَهَا، بِهِ يُــرَى (12)
وَكُلُّ مَضْمُومٍ فَلَنْ يَتِمَّــــــا إِلَّا بِضَمِّ الشَّفَتَيْنِ ضَمَّـــــــا
وَذُو انْخِفَاضٍ بِانْخِفَاضٍ لِلْفَـــمِ يَتِمُّ وَالْمَفْتُوحُ بِالْفَتْحِ افْهَـــــمِ
إِذِ الْحُرُوفُ إِنْ تَكُنْ مُحَرَّكَـــهْ يَشْرَكُهَا مَخْرَجُ أَصْلِ الْحَرَكَهْ (13)
أَيْ مَخْرَجُ الْوَاوِ وَمَخْرَجُ الْأَلِــفْ وَالْيَاءُ فِي مَخْرَجِهَا الَّذِي عُـــرِفْ
فَإِنْ تَرَ الْقَارِئَ لَنْ تَنْطَبِقَـــــا شِفَاهُهُ بِالضَّمِّ كُنْ مُحَقِّقَـــــا
بِأَنَّهُ مُنْتَقِصٌ مَا ضَمَّـــــــا وَالْوَاجِبُ النُّطْقُ بِهِ مُتَمَّــــــا
كَذَاكَ ذُو فَتْحٍ وَذُو كَسْرٍ يَجِــبْ إِتْمَامُ كُلٍّ مِنْهُمَا افْهَمْهُ تُصِــــبْ
فَالنَّقْصُ فِي هَذَا لَدَى التَّأَمُّــــلِ أَقْبَحُ فِي الْمَعْنَى مِنَ اللَّحْنِ الْجَلِـي
إِذْ هُوَ تَغْيِيرٌ لِذَاتِ الْحَــــرْفِ وَاللَّحْنُ تَغْيِيرٌ لَهُ بِالْوَصْـــــفِ
فَكُلَّ حَرْفٍ رُدَّهُ لِأَصْلِــــــهِ وَانْطِقْ بِهِ مُكَمَّلاً بِكُلِّـــــــهِ
وَحَقِّقِ السُّكُونَ فِيمَا سُكِّنَــــا وَلَا تُحَرِّكْهُ كَـ: أنعمـــت اهدنا
وَهَكَذَا: المغضـــوب مَعْ ظللنا وَنَحْوِهِ، وَاللَّامَ أَظْهِرَنَّـــــــا
التَّنْوِينُ
وَالْحَرْفُ لَا يَقْبَلُ تَحْرِيكَيْــــنِ مَعاً، كَضَمَّيْنِ وَفَتْحَتَيْــــــنِ
وَنَحْوُ: باً، وَبٍ، وَبٌ: تَنْوِيـــنُ نُونٌ غَدَتْ يَلْزَمُهَا السُّكُــــونُ
مَزِيدَةً بَعْدَ تَمَامِ الْاسْــــــمِ وَمَا لَهَا مِنْ صُورَةٍ فِي الرَّسْـــمِ
فِي الْوَصْلِ أَثْبِتْهَا وَفِي الْوَقْفِ احْذِفَا لَا بَعْدَ فَتْحٍ فَاقْلِبَنْهَا أَلِفَــــــا
إِلَّا إِذَا مَا هَاءَ تَأْنِيثٍ تَلَـــــتْ فَمُطْلَقاً فِي الْوَقْفِ حَتْماً حُذِفَــتْ
مِنْ أَجْلِ ذَاكَ لَمْ يُصَوَّرْ بِالْأَلِـــفْ وَنَحْوُ : ماء قِفْ عَلَيْهِ بِالْأَلِفْ (14)
هَذَا وَهُمْ قَدْ صَوَّرُوا التَّنْوِينَ -فِــي لَفْظٍ- بِنُونٍ رُسِمَتْ فِي الْمُصْحَـفِ
وَهْوَ: كَأَيِّنْ، وَبِنُونٍ يُوقَــــفُ عَلَيْهِ لِلرَّسْمِ، وَبَعْضٌ يَحْــــذِفُ
وَالنُّونُ لِلتَّوْكِيدِ مِنْ: يَكُونَــــا وَنسفعا قَدْ صُوِّرَتْ تَنْوِينَــــا
أَيْ أَلِفاً كَمَا تَصِيرُ وَقْفَــــــا وَهَكَذَا: إِذاً، وَأَعْنِي الْحَرْفَــــا
الْهَمَزَاتُ
وَهَمْزَةٌ تَثْبُتُ فِي الْحَالَيْـــــنِ هَمْزَةُ قَطْعٍ، نَحْوُ: أَبْيَضَيْـــــنِ
وَهَمْزَةٌ تَثْبُتُ فِي الْبَدْءِ فَقَــــطْ هَمْزَةُ وَصْلٍ، نَحْوُ قَوْلِكَ: النَّمَــطْ
تُكْسَرُ فِي الْبَدْءِ مِنَ الْأَسْمَــــاءِ وَهْيَ مِنَ ال تُفْتَحُ كَــــ: الأنباء
وَكُسِرَتْ فِي الْفِعْلِ إِلَّا أَنْ يُضَـــمّ ثَالِثُهُ ضَمّاً لُزُوماً فَتُضَــــــمّ
وَهَمْزُ وَصْلٍ إِنْ عَلَيْهِ دَخَـــــلَا هَمْزَةُ الِاسْتِفْهَامِ: أَبْدِلْ، سَهِّـــلَا
إِنْ كَـــانَ هَمْزَ"ال وَإِلَّا فَاحْذِفَا كَـــ: اتخذتم، افتري، وَاصطفي
وَآخِرُ الْهَمْزَيْنِ إِنْ يَسْكُنْ وَجَــبْ إِبْدَالُهُ مَدّاً كَـ: ءَاتِ مَنْ طَلَـــبْ
كَذَا: وَأُوتِينَا، و إيتاء، اعْــــدُدَا وَاؤتمن ائتوني ائــت : حَالَ الِابْتِدَا
حُرُوفُ الْمَدِّ
وَأَحْرُفُ الْمَدِّ ثَلَاثٌ: الْأَلِـــــفْ سُكُونُهَا مِنْ بَعْدِ فَتْحٍ قَدْ عُـــرِفْ
وَالْوَاوُ وَالْيَا سَاكِنَيْنِ: وَالْيَـــــا كَسْراً تَلَتْ، وَالْوَاوُ ضَمّاً وَلِيَــــا
وَالْهَمْزُ وَالسُّكُونُ لِلْمَدِّ سَبَــــبْ إِنْ وُجِدَا مِنْ بَعْدِهِ: وَقُلْ (15) وَجَبْ
إِنْ وَقَعَ الْهَمْزُ بِهِ مُتَّصِــــــلَا بِكِلْمَةٍ، وَجَازَ حَيْثُ انْفَصَــــلَا
وَإِنْ أَتَى قَبْلَ سُكُونٍ قَدْ لَــــزِمْ فِي كِلْمَةٍ: فَالْمَدُّ فِيهِ قَدْ حُتِــــمْ
وَسَوِّ بَيْنَ مُدْغَمٍ مُثَقَّـــــــلِ وَمُظْهَرٍ مُخَفَّفٍ عَلَى الْجَلِـــــي
وَمَا أَتَى قَبْلَ سُكُونٍ انْفَصَــــلْ فَحَذْفُهُ حَتْمٌ إِذَا بِهِ اتَّصَــــــلْ
إِلَّا الَّذِي تَلَاهُ تَاءٌ شُــــــدِّدَتْ لِأَحْمَدَ الْبَزِّي فَإِنَّهُ ثَبَــــــتْ
لِأَنَّ الِادْغَامَ عَلَى الْمَدِّ طَـــــرَا فَلَمْ يَكُنْ مِثْلَ الَّذِي تَقَـــــرَّرَا
وَمَا تَلَاهُ سَاكِنٌ قَدْ عَرَضَـــــا لِلْوَقْفِ فَالتَّثْلِيثُ فِيهِ يُرْتَضَـــــى
مَعَ السُّكُونِ الْمَحْضِ وَالْإِشْمَـــامِ وَاقْصُرْ مَعَ الرَّوْمِ بِلَا مَــــــلَامِ
وَإِنْ تَرَ الْآخِرَ هَمْزاً كَــــ: السَّمَآ فَالْوَقْفُ مُطْلَقاً بِمَدٍّ حُتِمَــــــا
وَمَا تَلَاهُ مُدْغَمٌ لِابْنِ الْعَــــــلَا فَهْوَ كَعَارِضٍ، فَثَلِّثْ مُسْجَــــلَا
وَمَا تَلَاهُ مُدْغَمُ الزَّيَّـــــــاتِ وَمُدْغَمُ الْبَزِّي مِنَ التَّـــــاءَاتِ
يُمَدُّ حَتْماً؛ إِذْ مَعَ الْإِدْغَـــــامِ قَدْ مَنَعَا الرَّوْمَ مَعَ الْإِشْمَـــــامِ
وَابْنُ الْعَلَا يَرَاهُمَا، فَالْمُدْغَـــــمُ لَدَيْهِ كَالسَّاكِنِ وَقْفاً فَاعْلَمُــــوا
وَمَا أَتَى مِنْ قَبْلِ هَمْزٍ غُيِّـــــرَا أَوْ سَاكِنٍ كَذَاكَ: فَامْدُدْ وَاقْصُـــرَا
وَمَدَّ حَجْزٍ بَيْنَ هَمْزَيْنِ فَصَــــلْ فَاقْصُرْ، وَبَعْضٌ عَدَّهُ مِمَّا اتَّصَـــلْ
وَمَا خَلَا عَنْ سَبَبٍ مِمَّا ذُكِــــرْ فَهْوَ طَبِيعِيٌّ لَدَيْهِمْ، وَقُصِـــــرْ
حَرْفَا اللِّينِ
وَالْوَاوُ وَالْيَاءُ إِذَا مَا سَكَنَــــا مِنْ بَعْدِ فَتْحَةٍ كَـ: قَوْلِ غَيْرِنــــا
يُسَمِّيَانِ: حَرْفَيِ اللِّـــــينِ، وَلَا تَمُدَّ إِلَّا مَعْ سُكُونٍ وُصِــــــلَا
وَثُلِّثَا مَعْ عَارِضٍ لِلْوَقْــــــفِ وَمُدْغَمٍ لِابْنِ الْعَلَاءِ (16) تُلْفِـــي
وَامْدُدْ وَوَسِّطْ مَعَ لَازِمٍ (17) كَـ: ع مَعاً، وَلِلْمَكِّيِّ: هاتين الَّذَيْـنْ (18)
وَ"النَّشْرُ" سَوَّى بَيْنَ عَارِضٍ وَمَـــا لِابْنِ الْعــَلَا وَبَيْنَ مَا قَدْ لَزِمَا (19)
وَقَبْلَ لَازِمٍ أَتَى مُنْفَصِـــــــلَا فَالْوَاوَ ضُمَّ، وَاكْسِرِ الْيَا مُوصِـــلَا
أَحْكَامُ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ
أَرْبَعَةٌ أَحْكَامُهُمْ لِلنُّـــــــونِ سَاكِنَةً رَسْماً وَلِلتَّنْوِيـــــــنِ
الِادْغَامُ فِي أَحْرُفِ: يَرْمُلــــُـونَ لَا مِثْلَ: بُنْيَانٍ وَلَا يَنْــــــوُونَ
وَتَرَكُوا الْغُنَّةَ مَــــــعْ لَامٍ وَرَا وَمَنْ يُبَقِّ مَعْهُمَا مَا اشْتَهَــــــرَا
لَكِنَّ مَعْ أَحْرُفِ "يَنْمُو" نُــــبْقِي وَأَظْهِرَنْ عِـنْدَ حُرُوفِ الْحَلْقِ (20)
وَتِلْكَ سِتَّةٌ تَـــــــرَاهَا أَوَّلَا: أَلا هُدَى عَالٍ حَلا غَادٍ خَـــــلا
وَاقْلِبْهُمَا مِنْ قَــــــبْلِ بَاءٍ مِيمَا وَأَخْفِ بِالْغُنَّةِ تِلْكَ الْمِيمَــــــا
وَعِنْدَ بَاقِي أَحْــــرُفِ الْهِجَاءِ قَدْ أَخْفَوْهُمَا بِغُنَّةٍ كَمَــــــا وَرَدْ
وَأَظْهِرِ الْغُنَّةَ بِالتَّبْيِيــــــــنِ مِنْ كُلِّ مِيمٍ شُدِّدَتْ أَوْ نُونِ (21)
كَـــقَوْلِهِمْ: هَمٌّ، وَغَمٌّ، ثُمَّ، ثَـمّ لَكِنَّ، إِنَّهُنَّ، عَنْهُنَّ، فَتَــــــمّ
...
والصلاة على نبينا الكريم وعلى آله وصحابته الكرام والتابعين لهم يإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
منظومة المفيد في التجويد تأليف الإمام أحمد بن احمد الطيبي 910-979
وشرحها للإمام الدكتور القارئ والمقرئ أيمن رشدي سويد
شرح قصيدة الإمام الطيبي _ منظومة المفيد في التجويد تماشيا" مع الحلقات التي تبث حاليا" على قناة اقرأ
...
منظومة المفيد في التجويد
قَالَ الْفَقِيرُ أَحــــْمَدُ بْنُ الطِّيبِي أَحْمَدَ -يَرْجُو رَحْمَةَ الْمُــجِيبِ-
الْحَمْدُ لِلِه الَّذِي تَفَضَّــــــلَا وَأَنْزَلَ الْقُرْآنَ نُوراً لِلْمَـــــلَا
هَدَى بِهِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَــــادِهِ مُوَفِّقاً لَهُ إِلَى رَشَـــــــادِهِ
ثُمَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ سَرْمَـــــدَا عَلَى النَّبِيِّ الْهَاشِمِيِّ أَحْمَــــدَا
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الْأَعْيَـــــــانِ وَقَارِئِي وَمُقْرِئِي الْقُــــــرْآنِ
وَبَعْدُ: قَدْ نَظَمْتُ فِي التّـــَجْوِيدِ بَعْضَ مُهِمَّاتٍ لِمُسْتَفِيــــــدِ
فَلْيَتَفَهَّمَنْهُ بِالْإِتْقَانِ مَــــــنْ يَبْغِي قِرَاءَةً عَلـــَى الْوَجْهِ الْحَسَنْ
وَاللهُ فَضْلاً يَنْشُرُ النَّفْعَ بِـــــهِ فِي خَلْقِهِ بِالْمـــُصْطَفَى وَصَحْبِهِ
حُرُوفُ الْهِجَاءِ
وَعِدَّةُ الْحُرُوفِ لِلْهِجَــــــاءِ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ بِلَا امْتِـــــرَاءِ
أَوَّلُهَا الْهَمْزَةُ، لَكِنْ سُمِّيَــــتْ: بِأَلِفٍ مَجَازاً؛ اذْ قَدْ صُــــوِّرَتْ
بِهَا فِي الِابْتِدَاءِ حَتْـــماً، وَهْيَ فِي سِوَاهُ بِالْوَاوِ وَيَا وَأَلِــــــفِ
وَدُونَ صُورَةٍ، فَمَا لِلْهَمْـــــزَةِ مُمَيِّزٌ يَخُصُّهَا مِنْ صُـــــورَة
بَلْ يَسْتَعِيرُونَ لَهَا صُورَةَ مَــــا مَرَّ لِتَخْفِيفٍ إِلَيْهِ عُلِمَــــــا
وَالْأَلِفُ: الْمَدُّ الَّذِي يَنْشَأُ مِـــنْ إِشْبَاعِ فَتْحَةٍ كَـ مَنْ صَــافَى أَمِنْ
فَلَفْظُهَا مُفْرَدَةً مُمْتَنِـــــــعُ وَلَم تَكُنْ فِي الِابْتِدَاءِ تَقَـــــعُ
إِذْ تَلْزَمُ السُّكُونَ، وَالْفَتْحُ لِمَــــا تَلِيهِ، فَاحْتَاجَتْ لِحَرْفٍ قُدِّمَــــا
فَاخْتِـــيرَتِ اللَّامُ وَقَالُوا: لَامَ الِفْ أَيْ لَفْظُهَا بِهَذِهِ اللَّامِ عُـــرِفْ(1)
إِذْ قَدْ تَوَصَّلُوا لِلَامٍ سَكَنَـــــتْ أَيْ لَامِ "اَلْـ" بِأَلِفٍ تَــحَرَّكَـتْ
أَيْ: هَمْـزَةٍ، فَعَكَسُوا ذَا فِي الْأَلِفْ مَعْ أَنَّ "لا" حَرْفٌ لَهُ مَعـْنىً أُلِـفْ
فَمَنْ يَكُنْ عَنْ أَلِفٍ قَدْ سُئِــــلَا بِأَنْ يُبِينَ لَفْظَهَا؟ يَقُـــــولُ: لا
وَالْمَدُّ وَالْقَصْرُ جَمِيعاً رُوِيَــــا فِـي: بَا وَتَا وَثَا وَحَا وَخَا وَيَا (2)
وَرَا وَطَا وَظَا وَفَا وَهَا، فَــــزِدْ هَمْزَةً انْ شِئْتَ، وَدَعْ إِنْ لَمْ تُــرِدْ
وَلُغَةُ الْقَصْرِ بِهَا الذِّكْــــرُ وَرَدْ وَمَنْ يَعُدَّ الزَّايَ مِنْهَا لَمْ يُــرَدّ (3)
وَلَكِنِ الزَّايُ بِيَاءٍ أَشْهَــــــرُ وَجَاءَ زِيٌّ دُونَ زَيْنٍ فَانْظُــــرُوا
وَقَوْلُهُمْ فِي ذِي: حُرُوفٌ، إِنَّمَـــا يَعْنُونَ أَسْمَاءَ الْحُرُوفِ فَاعْلَمَـــا
أَمَّا الْحُرُوفُ -وَهِيَ الْمُسَمَّـــى- فَتِلْكَ أَلْفَاظٌ بِذِي تُسَمَّـــــى
وَكُلُّ حَرْفٍ وَاحِدٍ -إِلَّا الْأَلِـــفْ- أَحْوَالُهُ أَرْبَعَةٌ بِهَا وُصِـــــفْ:
سَاكِنٌ، اوْ مُحَرَّكٌ بِفَتْحَـــــةِ أَوْ كَسْرَةٍ تَكُونُ، أَوْ بِضَمَّــــةِ
مِثَالُهُ: بَ، بِ، بُ، إِبْ، لِلْبَـــاءِ وَقِسْ عَلَى ذَا سَائِرَ الْهِجَــــاءِ
وَسَاغَ الِابْتِدَا بِهَا، وَجَــــازَ أَنْ تَتْبَعَ مَا حُرِّكَ وَالَّذِي سَكَــــنْ
فَسِتَّ عَشْرَةً مِنَ الْأَحْـــــوَالِ لِلْحَرْفِ فِي وَقْفٍ وَفِي اتِّصَـالِ (4)
إِنْ خُفِّفَ الْحَرْفُ كَذَا إِنْ شُــدِّدَا وَزِدْ ثَلَاثَةً لِخِفٍّ فِي ابْتِـــــدَا
فَأْتِ إِذَا نَطَقْتَ بِالْمُحَرَّكَــــهْ بِهَاءِ سَكْتٍ نَحْوُ: كُهْ وَكِهْ وَكَهْ (5)
وَإٍنْ تُرِدْ نُطْقاً بِمَا مِنْهَا سَكَـــنْ فَهَمْزَةً مَكْسُورَةً بِهَا ابْـــــدَأَنْ
وَالْبَدْءُ بِالتَّشْدِيدِ غَيْرُ مُمْكِــــنِ وَلَا بِمَا خُفِّفَ مِنْ مُسَكَّـــــنِ
وَكُلُّ مَا شُدِّدَ فِــــــي وِزَانِ حَرْفَيْنِ: سَاكِنٍ بِضِمْنِ (6) ثَــانِ
مِثَالُ هَمْزٍ شَدَّدُوا: سُـــؤَّالُ (7) وَلَيْسَ فِي الذِّكْرِ لَهُ مِثَـــــالُ
وَأَهْمَلُوا اسْتِعْمَالَ وَاوٍ سَكَنَـــتْ مِنْ بَعْدِ كَسْرٍ، وَبِيَاءٍ قُلِبَــــتْ
وَهَكَذَا إِنْ تَسْكُنِ الْيَا بَعْدَ ضَـــمّ فَقَلْبُهَا وَاواً لَدَيْهِمُ انْحَتَـــــمْ
الْحُرُوفُ الْفَرْعِيَّةُ
وَاسْتَعْمَلُوا أَيْضاً حُرُوفاً زَائِـــدَهْ عَلَى الَّتِي تَقَدَّمَتْ (8) لِفَائــِـدَهْ
كَقَصْدِ تَخْفِيفٍ، وَقَدْ تَفَرَّعَـــتْ مِنْ تِلْكَ، كَالْهَمْزَةِ حِينَ سُهِّلَــتْ
وَأَلِفٍ كَالْيَاءِ إِذْ تُمَــــــالُ وَالصَّـــادِ كَالزَّايِ كَمَا قَدْ قَالُوا
وَالْيَاءِ كَالْوَاوِ كَـ: قِيلَ، مِمَّـــا كَسْرَ ابْتِدَائِهِ أَشَمُّوا ضَمَّـــــا
وَالْأَلِفُ الَّتِي تَرَاهَا فُخِّمَـــــتْ وَهَكَذَا اللَّامُ إِذَا مَا غُلِّظَــــتْ
وَالنُّونَ، عَدُّوهَا إِذَا لَمْ يـــُظْهِرُوا قُلْتُ: كَذَاكَ الْمِيــمُ فِيمَا يَظْهَـرُ
الْحَرَكَاتُ الثَّلَاثُ وَالسُّكُونُ
وَالْحَرَكَاتُ وَرَدَتْ أَصْلِيَّـــــهْ وَهْيَ الثَّلَاثُ، وَأَتَتْ فَرْعِيَّـــــهْ
وَهْيَ الَّتِي قَبْلَ الَّذِي أُمِيـــــلَا وَكَسْرَةٌ كَضَمَّةٍ كَـ: قِيـــــلَ
وَعِنْدَ نُطْقِ الْحَرَكَاتِ فَاحْـــذَرَا نَقْصاً أَوِ اشْــبَاعاً أَوَ انْ (9) تُغَيِّرَا
بِمَزْجِ بَعْضِهَا بِصَوْتِ بَعْــــضِ أَوْ بِسُكُونٍ فَهْوَ غَيْرُ مَرْضِــــي
فَمَزْجُ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ إِنَّمَـــــا يَجُوزُ فِي الْفَرْعِي الَّذِي تَقَدَّمَـــا
وَحَيْثُ أَشْبَعْتَ فَقَدْ وَلَّدْتَ مَـــدّ وَلَمْ يَجُزْ إِلَّا بِحَرْفٍ انْفَـــــرَدْ
أَعْنِي بِهِ (10) هَاءَ الضَّمِيرِ بَعْدَ مَا حُرِّكَ، نَحْوُ إنه به سَمَــــــا
فَتَصِلُ الْهَاءَ بِوَاوٍ أَوْ (11) بِيَــا وَصْلاً إِذَا مُحَرَّكٌ قَدْ وَلِيَـــــا
وَالنَّقْصُ رَوْمٌ، أَوْ: هُوَ اخْتِـــلَاسُ وَلَيْسَ كُلٌّ مِنْهُمَا يَنْقَــــــاسُ
بَلْ هُوَ مُخْتَصٌّ كَرَوْمِ الْحَـــرْفِ إِنْ يُكْسَرَ اوْ يُضَمَّ حَالَ الْوَقْـــفِ
وَالِاخْتِلَاسُ فِي: نِعِمَّا، أَرِنَــــا وَنَحْـــــوِ: بارئكم وَ: لا تأمنا
وَ: لَا تَعَدُّواْ، لَا يَهَـــــدِّي إلا وَهم يخصمون ، فَادْرِ الْكُــــلَّا
وَقَدْ يُعَبِّرُونَ عَنْ تَرْكِ الصِّلَــــهْ لِلْهَا بِالِاخْتِلَاسِ، وَهْيَ مُكْمَلَــــهْ
لِأَنَّ وَصْلَهَا بِذَاكَ قُــــــدِّرَا تَمَامَ تَحْرِيكٍ لَهَا، بِهِ يُــرَى (12)
وَكُلُّ مَضْمُومٍ فَلَنْ يَتِمَّــــــا إِلَّا بِضَمِّ الشَّفَتَيْنِ ضَمَّـــــــا
وَذُو انْخِفَاضٍ بِانْخِفَاضٍ لِلْفَـــمِ يَتِمُّ وَالْمَفْتُوحُ بِالْفَتْحِ افْهَـــــمِ
إِذِ الْحُرُوفُ إِنْ تَكُنْ مُحَرَّكَـــهْ يَشْرَكُهَا مَخْرَجُ أَصْلِ الْحَرَكَهْ (13)
أَيْ مَخْرَجُ الْوَاوِ وَمَخْرَجُ الْأَلِــفْ وَالْيَاءُ فِي مَخْرَجِهَا الَّذِي عُـــرِفْ
فَإِنْ تَرَ الْقَارِئَ لَنْ تَنْطَبِقَـــــا شِفَاهُهُ بِالضَّمِّ كُنْ مُحَقِّقَـــــا
بِأَنَّهُ مُنْتَقِصٌ مَا ضَمَّـــــــا وَالْوَاجِبُ النُّطْقُ بِهِ مُتَمَّــــــا
كَذَاكَ ذُو فَتْحٍ وَذُو كَسْرٍ يَجِــبْ إِتْمَامُ كُلٍّ مِنْهُمَا افْهَمْهُ تُصِــــبْ
فَالنَّقْصُ فِي هَذَا لَدَى التَّأَمُّــــلِ أَقْبَحُ فِي الْمَعْنَى مِنَ اللَّحْنِ الْجَلِـي
إِذْ هُوَ تَغْيِيرٌ لِذَاتِ الْحَــــرْفِ وَاللَّحْنُ تَغْيِيرٌ لَهُ بِالْوَصْـــــفِ
فَكُلَّ حَرْفٍ رُدَّهُ لِأَصْلِــــــهِ وَانْطِقْ بِهِ مُكَمَّلاً بِكُلِّـــــــهِ
وَحَقِّقِ السُّكُونَ فِيمَا سُكِّنَــــا وَلَا تُحَرِّكْهُ كَـ: أنعمـــت اهدنا
وَهَكَذَا: المغضـــوب مَعْ ظللنا وَنَحْوِهِ، وَاللَّامَ أَظْهِرَنَّـــــــا
التَّنْوِينُ
وَالْحَرْفُ لَا يَقْبَلُ تَحْرِيكَيْــــنِ مَعاً، كَضَمَّيْنِ وَفَتْحَتَيْــــــنِ
وَنَحْوُ: باً، وَبٍ، وَبٌ: تَنْوِيـــنُ نُونٌ غَدَتْ يَلْزَمُهَا السُّكُــــونُ
مَزِيدَةً بَعْدَ تَمَامِ الْاسْــــــمِ وَمَا لَهَا مِنْ صُورَةٍ فِي الرَّسْـــمِ
فِي الْوَصْلِ أَثْبِتْهَا وَفِي الْوَقْفِ احْذِفَا لَا بَعْدَ فَتْحٍ فَاقْلِبَنْهَا أَلِفَــــــا
إِلَّا إِذَا مَا هَاءَ تَأْنِيثٍ تَلَـــــتْ فَمُطْلَقاً فِي الْوَقْفِ حَتْماً حُذِفَــتْ
مِنْ أَجْلِ ذَاكَ لَمْ يُصَوَّرْ بِالْأَلِـــفْ وَنَحْوُ : ماء قِفْ عَلَيْهِ بِالْأَلِفْ (14)
هَذَا وَهُمْ قَدْ صَوَّرُوا التَّنْوِينَ -فِــي لَفْظٍ- بِنُونٍ رُسِمَتْ فِي الْمُصْحَـفِ
وَهْوَ: كَأَيِّنْ، وَبِنُونٍ يُوقَــــفُ عَلَيْهِ لِلرَّسْمِ، وَبَعْضٌ يَحْــــذِفُ
وَالنُّونُ لِلتَّوْكِيدِ مِنْ: يَكُونَــــا وَنسفعا قَدْ صُوِّرَتْ تَنْوِينَــــا
أَيْ أَلِفاً كَمَا تَصِيرُ وَقْفَــــــا وَهَكَذَا: إِذاً، وَأَعْنِي الْحَرْفَــــا
الْهَمَزَاتُ
وَهَمْزَةٌ تَثْبُتُ فِي الْحَالَيْـــــنِ هَمْزَةُ قَطْعٍ، نَحْوُ: أَبْيَضَيْـــــنِ
وَهَمْزَةٌ تَثْبُتُ فِي الْبَدْءِ فَقَــــطْ هَمْزَةُ وَصْلٍ، نَحْوُ قَوْلِكَ: النَّمَــطْ
تُكْسَرُ فِي الْبَدْءِ مِنَ الْأَسْمَــــاءِ وَهْيَ مِنَ ال تُفْتَحُ كَــــ: الأنباء
وَكُسِرَتْ فِي الْفِعْلِ إِلَّا أَنْ يُضَـــمّ ثَالِثُهُ ضَمّاً لُزُوماً فَتُضَــــــمّ
وَهَمْزُ وَصْلٍ إِنْ عَلَيْهِ دَخَـــــلَا هَمْزَةُ الِاسْتِفْهَامِ: أَبْدِلْ، سَهِّـــلَا
إِنْ كَـــانَ هَمْزَ"ال وَإِلَّا فَاحْذِفَا كَـــ: اتخذتم، افتري، وَاصطفي
وَآخِرُ الْهَمْزَيْنِ إِنْ يَسْكُنْ وَجَــبْ إِبْدَالُهُ مَدّاً كَـ: ءَاتِ مَنْ طَلَـــبْ
كَذَا: وَأُوتِينَا، و إيتاء، اعْــــدُدَا وَاؤتمن ائتوني ائــت : حَالَ الِابْتِدَا
حُرُوفُ الْمَدِّ
وَأَحْرُفُ الْمَدِّ ثَلَاثٌ: الْأَلِـــــفْ سُكُونُهَا مِنْ بَعْدِ فَتْحٍ قَدْ عُـــرِفْ
وَالْوَاوُ وَالْيَا سَاكِنَيْنِ: وَالْيَـــــا كَسْراً تَلَتْ، وَالْوَاوُ ضَمّاً وَلِيَــــا
وَالْهَمْزُ وَالسُّكُونُ لِلْمَدِّ سَبَــــبْ إِنْ وُجِدَا مِنْ بَعْدِهِ: وَقُلْ (15) وَجَبْ
إِنْ وَقَعَ الْهَمْزُ بِهِ مُتَّصِــــــلَا بِكِلْمَةٍ، وَجَازَ حَيْثُ انْفَصَــــلَا
وَإِنْ أَتَى قَبْلَ سُكُونٍ قَدْ لَــــزِمْ فِي كِلْمَةٍ: فَالْمَدُّ فِيهِ قَدْ حُتِــــمْ
وَسَوِّ بَيْنَ مُدْغَمٍ مُثَقَّـــــــلِ وَمُظْهَرٍ مُخَفَّفٍ عَلَى الْجَلِـــــي
وَمَا أَتَى قَبْلَ سُكُونٍ انْفَصَــــلْ فَحَذْفُهُ حَتْمٌ إِذَا بِهِ اتَّصَــــــلْ
إِلَّا الَّذِي تَلَاهُ تَاءٌ شُــــــدِّدَتْ لِأَحْمَدَ الْبَزِّي فَإِنَّهُ ثَبَــــــتْ
لِأَنَّ الِادْغَامَ عَلَى الْمَدِّ طَـــــرَا فَلَمْ يَكُنْ مِثْلَ الَّذِي تَقَـــــرَّرَا
وَمَا تَلَاهُ سَاكِنٌ قَدْ عَرَضَـــــا لِلْوَقْفِ فَالتَّثْلِيثُ فِيهِ يُرْتَضَـــــى
مَعَ السُّكُونِ الْمَحْضِ وَالْإِشْمَـــامِ وَاقْصُرْ مَعَ الرَّوْمِ بِلَا مَــــــلَامِ
وَإِنْ تَرَ الْآخِرَ هَمْزاً كَــــ: السَّمَآ فَالْوَقْفُ مُطْلَقاً بِمَدٍّ حُتِمَــــــا
وَمَا تَلَاهُ مُدْغَمٌ لِابْنِ الْعَــــــلَا فَهْوَ كَعَارِضٍ، فَثَلِّثْ مُسْجَــــلَا
وَمَا تَلَاهُ مُدْغَمُ الزَّيَّـــــــاتِ وَمُدْغَمُ الْبَزِّي مِنَ التَّـــــاءَاتِ
يُمَدُّ حَتْماً؛ إِذْ مَعَ الْإِدْغَـــــامِ قَدْ مَنَعَا الرَّوْمَ مَعَ الْإِشْمَـــــامِ
وَابْنُ الْعَلَا يَرَاهُمَا، فَالْمُدْغَـــــمُ لَدَيْهِ كَالسَّاكِنِ وَقْفاً فَاعْلَمُــــوا
وَمَا أَتَى مِنْ قَبْلِ هَمْزٍ غُيِّـــــرَا أَوْ سَاكِنٍ كَذَاكَ: فَامْدُدْ وَاقْصُـــرَا
وَمَدَّ حَجْزٍ بَيْنَ هَمْزَيْنِ فَصَــــلْ فَاقْصُرْ، وَبَعْضٌ عَدَّهُ مِمَّا اتَّصَـــلْ
وَمَا خَلَا عَنْ سَبَبٍ مِمَّا ذُكِــــرْ فَهْوَ طَبِيعِيٌّ لَدَيْهِمْ، وَقُصِـــــرْ
حَرْفَا اللِّينِ
وَالْوَاوُ وَالْيَاءُ إِذَا مَا سَكَنَــــا مِنْ بَعْدِ فَتْحَةٍ كَـ: قَوْلِ غَيْرِنــــا
يُسَمِّيَانِ: حَرْفَيِ اللِّـــــينِ، وَلَا تَمُدَّ إِلَّا مَعْ سُكُونٍ وُصِــــــلَا
وَثُلِّثَا مَعْ عَارِضٍ لِلْوَقْــــــفِ وَمُدْغَمٍ لِابْنِ الْعَلَاءِ (16) تُلْفِـــي
وَامْدُدْ وَوَسِّطْ مَعَ لَازِمٍ (17) كَـ: ع مَعاً، وَلِلْمَكِّيِّ: هاتين الَّذَيْـنْ (18)
وَ"النَّشْرُ" سَوَّى بَيْنَ عَارِضٍ وَمَـــا لِابْنِ الْعــَلَا وَبَيْنَ مَا قَدْ لَزِمَا (19)
وَقَبْلَ لَازِمٍ أَتَى مُنْفَصِـــــــلَا فَالْوَاوَ ضُمَّ، وَاكْسِرِ الْيَا مُوصِـــلَا
أَحْكَامُ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ
أَرْبَعَةٌ أَحْكَامُهُمْ لِلنُّـــــــونِ سَاكِنَةً رَسْماً وَلِلتَّنْوِيـــــــنِ
الِادْغَامُ فِي أَحْرُفِ: يَرْمُلــــُـونَ لَا مِثْلَ: بُنْيَانٍ وَلَا يَنْــــــوُونَ
وَتَرَكُوا الْغُنَّةَ مَــــــعْ لَامٍ وَرَا وَمَنْ يُبَقِّ مَعْهُمَا مَا اشْتَهَــــــرَا
لَكِنَّ مَعْ أَحْرُفِ "يَنْمُو" نُــــبْقِي وَأَظْهِرَنْ عِـنْدَ حُرُوفِ الْحَلْقِ (20)
وَتِلْكَ سِتَّةٌ تَـــــــرَاهَا أَوَّلَا: أَلا هُدَى عَالٍ حَلا غَادٍ خَـــــلا
وَاقْلِبْهُمَا مِنْ قَــــــبْلِ بَاءٍ مِيمَا وَأَخْفِ بِالْغُنَّةِ تِلْكَ الْمِيمَــــــا
وَعِنْدَ بَاقِي أَحْــــرُفِ الْهِجَاءِ قَدْ أَخْفَوْهُمَا بِغُنَّةٍ كَمَــــــا وَرَدْ
وَأَظْهِرِ الْغُنَّةَ بِالتَّبْيِيــــــــنِ مِنْ كُلِّ مِيمٍ شُدِّدَتْ أَوْ نُونِ (21)
كَـــقَوْلِهِمْ: هَمٌّ، وَغَمٌّ، ثُمَّ، ثَـمّ لَكِنَّ، إِنَّهُنَّ، عَنْهُنَّ، فَتَــــــمّ
...