- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
هذا هو الجزء الثالث والأخير في سلسلة الحديث عن تجربتي في التعليم قبل البدء بالحديث في المواضيع المختصة بالتوجيه والإرشاد .
المطالعة :
بسبب الضعف الظاهر والواضح في القراءة لدى كثير من الطلاب فقد كان التركيز - بتوجيه من المشرف - على الاستماع إلى قراءات الطلاب وتصويب أخطائهم وكنت أشرح لهم سريعا بعض ما يصعب عليهم فهمه في النص مع مرور سريع على الفكرة العامة والأفكار الجزئية وكتابتها أمام موضعها في النص .. المفارقة أن مدرستنا بها عدد كبير من غير العرب خاصة من الجالية البورمية الكريمة وكان مستواهم في القراءة ممتازا رغم عجمتهم بفضل عنايتهم بحفظ القرآن الكريم وكنت أستثمر هذه الجزئية لحث الطلاب على الالتحاق بحلقات التحفيظ لنيل الأجر أولا ولتحسين مستوى قراءتهم ثانيا .
الإنشاء :
الجميل في مقرر هذه المادة في السنوات التي قمت بتدريسها أنها أصبحت تهتم بتدريب الطلاب على المهارات الحياتية مثل كتابة : الرسائل بأنواعها , المعروض , التقرير , التحقيق , الحوار وأيضا المهارات الأدبية : المقالة بأنواعها , القصة , المسرحية .
ولأن الغالب على الطلاب - في كل المدارس - استعانتهم بالنت والنقل الحرفي منه وكثير من المعلمين للأسف لا يهتم بهذه المادة ولا يقرأ ما يكتبه الطلاب ولا يوجههم وربما حول الحصة إلى حصة تسميع لمادة الأدب أو حصة تصحيح لدفاتر الطلاب .
بالنسبة لي كنت أقسم الدرس على 4 أو 5 حصص وسأضرب مثالا بالمقال الوصفي :
في الحصة الأولى : التعريف بالمقالة وأنواعها وتعريف بالمقال الوصفي وأركانه وتطبيق ذلك على نموذج لمقال وصفي أضعه بين أيديهم ثم أطلب منهم إحضار نماذج لمقالات وصفية من الصحف أو النت .
الحصة الثانية : أطالع المقالات التي أحضروها وأستبعد مالا ينتمي منها إلى المقال الوصفي ثم نطبق تعريف وأركان المقال الوصفي على المقالات التي أحضرها الطلاب فيترسخ في أذهانهم التصور السليم عن هذا النوع من المقالات .
الحصة الثالثة : أطلب منهم أن يكتبوا في الحصة مقالا وصفيا يحاكون فيه المقالات التي أحضروها أو طالعوها وأتفرغ هنا لتصويب أخطائهم النحوية والإملائية والأسلوبية وكذلك تنبيه من يخرج مقاله عن حد وصفة المقال الوصفي ونستمر على ذلك حصة إضافية أو حصتين .
كنت أمنح كل من يكتب الواجب الإنشائي بنفسه دون انتحال أو نقل من النت أو الكتب الدرجة كاملة متى رأيته حريصا على التعلم وتجويد ما يكتب والذي همته أقل أنقص قليلا من درجاته لأحفزه على إعادة كتابة موضوعه ومن الطلاب من يستجيب ومنهم من يرضى بالدرجة التي حصل عليها .
ومن أجمل الدروس : دروس الحوار والمسرحية حيث كنت أنفذ الدرس كتابيا وعمليا فأقيم حلقات نقاش وحوار أدربهم فيها على آداب الحوار وكانوا يستمتعون بذلك كثيرا .
وفي درس المسرحية كنت أقسمهم إلى مجموعات كل مجموعة تجهز مشهدا تمثيليا وكانوا يتبارون ويتسابقون ومن حسن حظي أن المدارس التي عملت بها كانت تتميز بوفرة المواهب المسرحية .
من الطرائف أن بعض الطلاب يتعمدون انتحال بعض المواضيع ونسبتها إلى أنفسهم معتقدين أنني لن أكشفهم وهذا لم يحصل معي أبدا فلم يأت طالب بموضوع منتحل إلا كشفته وكان بعض الطلاب يستغرب من ذلك معتقدا أن عندي اطلاع واسع على كل ما ينشر في الشبكة وفي الصحف :yes: والمسألة بسيطة وسهلة فلكل كاتب بصمته ولغته الخاصة ومن السهل اكتشاف هل الطالب هو من كتب الموضوع بنفسه أو انتحله ؟ بسبب معرفتي بثقافة ولغة طلابي في التحدث والكتابة إلى جانب أن من ينتحل هذه المواضيع غالبا لا يعدل فيها أي شيء فيفضحه مضمون الموضوع والمعلومات الشخصية المنشورة فيه :yes:
هذه بعض تجاربي في تدريس مواد اللغة العربية ولا أدعي المثالية ولا أزعم أنني كنت ألتزم بكل ما ذكرته هنا حرفيا فالإنسان ينشط أحيانا فيبدع ويتكاسل أحيانا فيكتفي بالأساليب التقليدية لكني أحسب أن ما قلته لكم كان يمثل غالب ما كنت أنتهجه مع طلابي وأسأل الله تعالى أن يثيبني عليه وأن يكون طلابي قد انتفعوا من تدريسي لهم وأن يكون في مقالاتي هذه ما يستفيد منه من يطالعه الآن من المعلمين .
هذا المقال وما سبقه ستكون مقدمة لسلسلة مقالات تحت نفس العنوان : حكايات مرشد سأتحدث فيها عن تجاربي في التوجيه والإرشاد عندما كنت عضوا بلجان التوجيه والإرشاد وأنا معلم وكذلك عندما أصبحت مرشدا للطلاب فأسأل الله تعالى أن يبارك في الوقت والجهد لأصافحكم بهذه المقالات قريبا بإذن الله ولا أستغني عن آرائكم وملاحظاتكم وتوجيهاتكم وجزاكم الله خيرا وإلى لقاء قريب بإذن الله
الجزء الأول
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=179259
الجزء الثاني
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=180188
المطالعة :
بسبب الضعف الظاهر والواضح في القراءة لدى كثير من الطلاب فقد كان التركيز - بتوجيه من المشرف - على الاستماع إلى قراءات الطلاب وتصويب أخطائهم وكنت أشرح لهم سريعا بعض ما يصعب عليهم فهمه في النص مع مرور سريع على الفكرة العامة والأفكار الجزئية وكتابتها أمام موضعها في النص .. المفارقة أن مدرستنا بها عدد كبير من غير العرب خاصة من الجالية البورمية الكريمة وكان مستواهم في القراءة ممتازا رغم عجمتهم بفضل عنايتهم بحفظ القرآن الكريم وكنت أستثمر هذه الجزئية لحث الطلاب على الالتحاق بحلقات التحفيظ لنيل الأجر أولا ولتحسين مستوى قراءتهم ثانيا .
الإنشاء :
الجميل في مقرر هذه المادة في السنوات التي قمت بتدريسها أنها أصبحت تهتم بتدريب الطلاب على المهارات الحياتية مثل كتابة : الرسائل بأنواعها , المعروض , التقرير , التحقيق , الحوار وأيضا المهارات الأدبية : المقالة بأنواعها , القصة , المسرحية .
ولأن الغالب على الطلاب - في كل المدارس - استعانتهم بالنت والنقل الحرفي منه وكثير من المعلمين للأسف لا يهتم بهذه المادة ولا يقرأ ما يكتبه الطلاب ولا يوجههم وربما حول الحصة إلى حصة تسميع لمادة الأدب أو حصة تصحيح لدفاتر الطلاب .
بالنسبة لي كنت أقسم الدرس على 4 أو 5 حصص وسأضرب مثالا بالمقال الوصفي :
في الحصة الأولى : التعريف بالمقالة وأنواعها وتعريف بالمقال الوصفي وأركانه وتطبيق ذلك على نموذج لمقال وصفي أضعه بين أيديهم ثم أطلب منهم إحضار نماذج لمقالات وصفية من الصحف أو النت .
الحصة الثانية : أطالع المقالات التي أحضروها وأستبعد مالا ينتمي منها إلى المقال الوصفي ثم نطبق تعريف وأركان المقال الوصفي على المقالات التي أحضرها الطلاب فيترسخ في أذهانهم التصور السليم عن هذا النوع من المقالات .
الحصة الثالثة : أطلب منهم أن يكتبوا في الحصة مقالا وصفيا يحاكون فيه المقالات التي أحضروها أو طالعوها وأتفرغ هنا لتصويب أخطائهم النحوية والإملائية والأسلوبية وكذلك تنبيه من يخرج مقاله عن حد وصفة المقال الوصفي ونستمر على ذلك حصة إضافية أو حصتين .
كنت أمنح كل من يكتب الواجب الإنشائي بنفسه دون انتحال أو نقل من النت أو الكتب الدرجة كاملة متى رأيته حريصا على التعلم وتجويد ما يكتب والذي همته أقل أنقص قليلا من درجاته لأحفزه على إعادة كتابة موضوعه ومن الطلاب من يستجيب ومنهم من يرضى بالدرجة التي حصل عليها .
ومن أجمل الدروس : دروس الحوار والمسرحية حيث كنت أنفذ الدرس كتابيا وعمليا فأقيم حلقات نقاش وحوار أدربهم فيها على آداب الحوار وكانوا يستمتعون بذلك كثيرا .
وفي درس المسرحية كنت أقسمهم إلى مجموعات كل مجموعة تجهز مشهدا تمثيليا وكانوا يتبارون ويتسابقون ومن حسن حظي أن المدارس التي عملت بها كانت تتميز بوفرة المواهب المسرحية .
من الطرائف أن بعض الطلاب يتعمدون انتحال بعض المواضيع ونسبتها إلى أنفسهم معتقدين أنني لن أكشفهم وهذا لم يحصل معي أبدا فلم يأت طالب بموضوع منتحل إلا كشفته وكان بعض الطلاب يستغرب من ذلك معتقدا أن عندي اطلاع واسع على كل ما ينشر في الشبكة وفي الصحف :yes: والمسألة بسيطة وسهلة فلكل كاتب بصمته ولغته الخاصة ومن السهل اكتشاف هل الطالب هو من كتب الموضوع بنفسه أو انتحله ؟ بسبب معرفتي بثقافة ولغة طلابي في التحدث والكتابة إلى جانب أن من ينتحل هذه المواضيع غالبا لا يعدل فيها أي شيء فيفضحه مضمون الموضوع والمعلومات الشخصية المنشورة فيه :yes:
هذه بعض تجاربي في تدريس مواد اللغة العربية ولا أدعي المثالية ولا أزعم أنني كنت ألتزم بكل ما ذكرته هنا حرفيا فالإنسان ينشط أحيانا فيبدع ويتكاسل أحيانا فيكتفي بالأساليب التقليدية لكني أحسب أن ما قلته لكم كان يمثل غالب ما كنت أنتهجه مع طلابي وأسأل الله تعالى أن يثيبني عليه وأن يكون طلابي قد انتفعوا من تدريسي لهم وأن يكون في مقالاتي هذه ما يستفيد منه من يطالعه الآن من المعلمين .
هذا المقال وما سبقه ستكون مقدمة لسلسلة مقالات تحت نفس العنوان : حكايات مرشد سأتحدث فيها عن تجاربي في التوجيه والإرشاد عندما كنت عضوا بلجان التوجيه والإرشاد وأنا معلم وكذلك عندما أصبحت مرشدا للطلاب فأسأل الله تعالى أن يبارك في الوقت والجهد لأصافحكم بهذه المقالات قريبا بإذن الله ولا أستغني عن آرائكم وملاحظاتكم وتوجيهاتكم وجزاكم الله خيرا وإلى لقاء قريب بإذن الله
الجزء الأول
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=179259
الجزء الثاني
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=180188