- 15 أكتوبر 2005
- 2,341
- 1
- 0
- الجنس
- ذكر
[align=center]بسم الله الرحمـــــــن الرحيم[/align][align=center]تذكير الأصحاب
بفضل العلم
من آي الكتاب[/align]
إن الله عز و جل قد مدح العلم و أهله فقال تعالى { يرفع الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات} قال القاضي البيضاوي رحمه الله تعالى: { يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ } بالنصر وحسن الذكر في الدنيا، وإيوائهم غرف الجنان في الآخرة. { وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍ } ويرفع العلماء منهم خاصة درجات بما جمعوا من العلم والعمل، فإن العلم مع علو درجته يقتضي العمل المقرون به مزيد رفعة، ولذلك يقتدى بالعالم في أفعاله ولا يقتدى بغيره.قلت : إذن فأهل العلم لهم مزيد رفعة و علو درجات بما حملوا من العلم الذي اجتهدوا في طلبه و صبروا على تحصليه و عملوا بمقتضاه و العمل بالعلم شرط في تحصيل هذه المكانة لأن العلم النافع هو الذي يقترن به العمل الصالح , أما جمع العلم و ترك العمل فهو من صفات الهالكين عفانا الله , إذن فالله تعالى يرفع الذين أوتوا العلم درجات و هذا جزاءا لهم على صبرهم في تحصيله و الأخذ بأسبابه و تركهم التكاسل عنه و إخلاصهم النية في طلبه إذ هو من أسباب حفظ الشريعة .و قيل في تفسير هذه الآية إن العالم يحصل له بعلمه من المنزلة والرفعة ما لا يحصل لغيره لأنه يقتدي بالعالم في أقواله وفي أفعاله و المقصود أن هذا من صور رفعة أهل العلم في الدنيا ,فإن العالم له من المكانة في قلوب الناس ما ليس لغيره .
و قيل في هذه الآية كذلك { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ } أي بإيمانهم على من ليس بمنزلتهم في الإيمان { وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ } أي على من ليس بعالم.و هذا يدلك على فضل العلماء على غيرهم و يروى عن بن مسعود أنه كان إذا قرأ هذه الآية قال : (يا أيها الناس افهموا هذه الآية و لترغبكم في العلم) و عن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالْآخَرُ عَالِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ) (1) صحيح (صحيح الترمذي للألباني) و قال الله تعالى في سورة التوبة : { وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }. قال الإمام القرطبي في تفسير
هذه الآية :ـ هذه الآية أصل في وجوب طلب العلم؛ لأن المعنىٰ: وما كان المؤمنون لينفروا كافَّةً والنبيُّ صلى الله عليه وسلم مقيم لا يَنْفر فيتركوه وحده. { فَلَوْلاَ نَفَرَ } بعد ما علموا أن النفير لا يسع جميعهم. { مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ } وتبقىٰ بقيّتها مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ليتحملوا عنه الدين ويتفقهوا؛ فإذا رجع النافرون إليهم أخبروهم بما سمعوا وعلموه. وفي هذا إيجاب التفقه في الكتاب والسنة، وأنه على الكفاية دون الأعيان. ويدل عليه أيضاً قوله تعالىٰ:{ فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ }[النحل: 43] [الأنبياء: 7]. فدخل في هذا من لا يعلم الكتاب والسنن...ثم قال طلب العلم ينقسم قسمين: فرضٌ على الأعيان، كالصلاة والزكاة والصيام.قلت ـ وفي هذا المعنىٰ جاء الحديث المرويّ " إن طلب العلم فريضة " روىٰ عبد القدوس بن حبيب: أبو سعيد الوُحَاظيّ عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النَّخَعِيّ قال سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " طلب العلم فريضة على كل مسلم " صحيح (صحيح الترغيب والترهيب للألباني) قال إبراهيم: لم أسمع من أنس بن مالك إلا هذا الحديث. طلب العلم فضيلة عظيمة ومرتبة شريفة لا يوازيها عمل؛ روىٰ الترمذيّ من حديث أبي الدّرْدَاء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثةُ الأنبياء وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورَّثُوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر ". صحيح (صحيح الجامع للألباني) وروى الدّارِميّ أبو محمد في مسنده قال: حدثنا أبو المغيرة حدّثنا الأوزاعيّ عن الحسن قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجلين كانا في بني إسرائيل، أحدهما كان عالماً يصلّي المكتوبة ثم يجلس فيعلم الناس الخير. والآخر يصوم النهار ويقوم الليل، أيهما أفضل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل هذا العالم الذي يصلّي المكتوبة ثم يجلس فيعلم الناس الخير على العابد الذي يصوم النهار ويقوم الليل كفضلي على أدناكم» "( صحيح عن أبي أمامة) أسنده أبو عمر في كتاب (بيان العلم) عن أبي سعيد الخُدْري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي " وقال ٱبن عباس: أفضل الجهاد من بنى مسجداً يعلم فيه القرآن والفقه والسنة. رواه شُريك عن ليث بن أبي سليم عن يحيىٰ بن أبي كثير عن عليّ الأزدي قال: أردت الجهاد فقال لي ابن عباس ألا أدلك على ما هو خير لك من الجهاد، تأتي مسجداً فتقرىء فيه القرآن وتعلم فيه الفقه. وقال الربيع سمعت الشافعي يقول: طلب العلم أوجب من الصلاة النافلة. وقوله عليه السلام: " إن الملائكة لتضع أجنحتها " الحديث يحتمل وجهين: أحدهما أنها تعطف عليه وترحمه؛ كما قال الله تعالىٰ فيما وصى به الأولاد من الإحسان إلى الوالدين بقوله:{ وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ }[الإسراء: 24] أي تواضع لهما. والوجه الآخر ـ أن يكون المراد بوضع الأجنحة فرشها؛ لأن في بعض الروايات " وإن الملائكة تفرش أجنحتها " أي إن الملائكة إذا رأت طالب العلم يطلبه من وجهه ابتغاء مرضات الله وكانت سائر أحواله مشاكلة لطلب العلم فرشت له أجنحتها في رحلته وحملته عليها؛ فمن هناك يَسْلَم فلا يحفى إن كان ماشياً ولا يَعْيَا، وتقرُب عليه الطريق البعيدة ولا يصيبه ما يصيب المسافر من أنواع الضرر كالمرض وذهاب المال وضلال الطريق. وقد مضىٰ شيء من هذا المعنىٰ في «آل عمران» عند قوله تعالىٰ:{ شَهِدَ ٱللَّهُ }[آل عمران: 18] الآية، روىٰ عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " قال يزيد بن هارون: إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم؟.قلت: وهذا قول عبد الرزاق في تأويل الآية، إنهم أصحاب الحديث؛ ذكره الثعلبيّ. سمعت شيخنا الأستاذ المقرىء النحوي المحدث أبا جعفر أحمد بن محمد بن محمد القيسي القرطبي المعروف بابن أبي حجة رحمه الله يقول في تأويل قوله عليه السلام: " لا يزال أهل الغَرْب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " إنهم العلماء؛ قال: وذلك أن الغرب لفظ مشترك يطلق على الدلو الكبيرة وعلى مغرب الشمس، ويطلق على فَيْضة من الدمع. فمعنىٰ " لا يزال أهل الغرب " أي لا يزال أهل فيض الدمع من خشية الله عن علم به وبأحكامه ظاهرين؛ الحديث. قال الله تعالىٰ:{ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ }[فاطر: 28].قلت: وهذا التأويل يَعْضُده قوله عليه السلام في صحيح مسلم: " من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة " وظاهر هذا المساق أن أوّله مرتبط بآخره. والله أعلم.
و مما يدل على فضل العلم و اهله فيما أنزله الله تعالى في كتابه قوله عز وجل : { قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } قال الإمام القرطبي رحمة الله : ( في هذه الآية دليل على فضل العلم وأهله؛ وفي الحديث: " وإن الملائكة لتضع أجنحتها رِضاً لطالب العلم " أي تخضع وتتواضع؛ وإنما تفعل ذلك لأهل العلم خاصّة من بين سائر عيال الله؛ لأن الله تعالى ألزمها ذلك في آدم عليه السلام فتأدّبت بذلك الأدب. فكلما ظهر لها عِلْم في بشر خضعت له وتواضعت وتذلّلت إعظاماً للعلم وأهله، ورضًى منهم بالطلب له والشغل به. هذا في الطلاب منهم فكيف بالأحبار فيهم والربّانيين منهم! جعلنا الله منهم وفيهم، إنه ذو فضل عظيم.)قلت فالحمد لله الذي أعلى منار العلم و يسر سبله و دعا إليه و جعل الشرف و الرفعة في أهله الذين قدروه حق قدره, فاحرص أن تكون منهم .
و مما خص الله تعالى به أهل العلم (جعلنا الله منهم) من عظيم القدر و علو الشان أن قرن اسمهم باسمه الكريم فقال سبحانه { شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } قال الإمام القرطبي المالكي رحمه الله : (في هذه الآَية دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم؛ فإنه لو كان أحدٌ أشرفَ من العلماء لقرنهم الله باسمه وٱسم ملائكته كما قرن ٱسم العلماء. وقال في شرف العلم لنبيه صلى الله عليه وسلم{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِى عِلْماً } [طه: 114] فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله المزيد منه كما أمر يستزيده من العلم. وقال صلى الله عليه وسلم. " إنّ العلماء ورثة الأنبياء " وقال: " العلماء أُمَنَاء الله على خلقه " وهذا شرف للعلماء عظيم، ومحلُّ لهم في الدّين خطير. وخرّج أبو محمد عبد الغني الحافظ من حديث برَكَة بن نَشِيط ـ وهو عَنْكَل بن حكارك وتفسيره بركة بن نشيط ـ وكان حافظا، حدثنا عمر ٱبن المؤمل حدثنا محمد بن أبي الخصيب حدّثنا محمد بن إسحاق حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العلماء ورثة الأَنبياء يحبهم أهل السماء ويستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة " وفي هذا الباب (حديث) عن أبي الدرداء خرّجه أبو داود.).
و قال الله تعالى { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاء } و هذه فضيلة عظيمة للعلماء حيث أورثهم العلم الخشية و هي من أجلّ أعمال القلوب و هذا الخشية لا تنال إلا بالعلم فحرمها أهل الجهل , قال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية (يعني إن العلماء يعلمون خلق الله تعالى، ويتفكرون في خلقه ويعلمون ثوابه وعقابه فيخشونه ويعملون بالطاعة طمعاً لثوابه ويمتنعون عن المعاصي خشية عقابه وقال مقاتل أشد الناس خشية أعلمهم بالله تعالى), إذن فالعلم هو المفضي إلى إحياء القلوب بخشية الله و على هذا فمن ادعى خشية الله مع زهده في العلم و اسبابه علم بطلان دعواه و تجد هذا في كلام بعض المنتسبين على التصوف ممن ظنوا الإشتغال بتحصيل العلم عائقا عن الرقي في مقامات العارفين و هذا عين الجهل بالدين , قال الإمام البغوي : ( قال القاضي أبو محمد: وقال بعض المفسرين الخشية رأس العلم، وهذه عبارة وعظية لا تثبت عند النقد، بل الصحيح المطرد أن يقال العلم رأس الخشية،) و هذا كلام دقيق مفاده أن الخشية لا تتحقق دون علم من غير عكس و لهذا خص الله العلماء بالخشية قال النسفي (وتقديم اسم الله تعالى وتأخير العلماء يؤذن أن معناه أن الذين يخشون الله من عباده العلماء دون غيرهم.) .
وقال الله عز و جل : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } قال الإمام البغوي في تفسيره : قال الفضيل بن عياض: والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به .
و في قوله عز و جل : { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) } قال الحسن وسعيد بن جبير ومكحول: "وابتغوا من فضل الله" هو طلب العلم.و قال الله عز و جل {وَلَـٰكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ ٱلْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} قال علي وابن عباس والحسن: كونوا فقهاء علماء، وقال قتادة: حكماء علماء، وقال سعيد بن جبير: العالم الذي يعمل بعلمه، وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس: فقهاء مُعلّمين. وقيل: الرباني الذي يُربي الناس بصغار العلم قبل كباره، وقال عطاء: علماء حكماء نُصحاء لله في خلقه، قال أبو عبيدة: سمعت رجلاً عالماً يقول: الرباني العالم بالحلال والحرام والأمر والنهي، العالم بأنباء الأمة ما كان وما يكون، وقيل: الربانيون فوق الأحبار، والأحبار: العلماء، والربانيون: الذين جمعوا مع العلم البصارة بسياسة الناس ذكر هذا البغوي في تفسيره .
[align=center]أبو سليم وسام بن محمد الإسافني[/align]
بفضل العلم
من آي الكتاب[/align]
إن الله عز و جل قد مدح العلم و أهله فقال تعالى { يرفع الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات} قال القاضي البيضاوي رحمه الله تعالى: { يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ } بالنصر وحسن الذكر في الدنيا، وإيوائهم غرف الجنان في الآخرة. { وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍ } ويرفع العلماء منهم خاصة درجات بما جمعوا من العلم والعمل، فإن العلم مع علو درجته يقتضي العمل المقرون به مزيد رفعة، ولذلك يقتدى بالعالم في أفعاله ولا يقتدى بغيره.قلت : إذن فأهل العلم لهم مزيد رفعة و علو درجات بما حملوا من العلم الذي اجتهدوا في طلبه و صبروا على تحصليه و عملوا بمقتضاه و العمل بالعلم شرط في تحصيل هذه المكانة لأن العلم النافع هو الذي يقترن به العمل الصالح , أما جمع العلم و ترك العمل فهو من صفات الهالكين عفانا الله , إذن فالله تعالى يرفع الذين أوتوا العلم درجات و هذا جزاءا لهم على صبرهم في تحصيله و الأخذ بأسبابه و تركهم التكاسل عنه و إخلاصهم النية في طلبه إذ هو من أسباب حفظ الشريعة .و قيل في تفسير هذه الآية إن العالم يحصل له بعلمه من المنزلة والرفعة ما لا يحصل لغيره لأنه يقتدي بالعالم في أقواله وفي أفعاله و المقصود أن هذا من صور رفعة أهل العلم في الدنيا ,فإن العالم له من المكانة في قلوب الناس ما ليس لغيره .
و قيل في هذه الآية كذلك { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ } أي بإيمانهم على من ليس بمنزلتهم في الإيمان { وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ } أي على من ليس بعالم.و هذا يدلك على فضل العلماء على غيرهم و يروى عن بن مسعود أنه كان إذا قرأ هذه الآية قال : (يا أيها الناس افهموا هذه الآية و لترغبكم في العلم) و عن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالْآخَرُ عَالِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ) (1) صحيح (صحيح الترمذي للألباني) و قال الله تعالى في سورة التوبة : { وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }. قال الإمام القرطبي في تفسير
هذه الآية :ـ هذه الآية أصل في وجوب طلب العلم؛ لأن المعنىٰ: وما كان المؤمنون لينفروا كافَّةً والنبيُّ صلى الله عليه وسلم مقيم لا يَنْفر فيتركوه وحده. { فَلَوْلاَ نَفَرَ } بعد ما علموا أن النفير لا يسع جميعهم. { مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ } وتبقىٰ بقيّتها مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ليتحملوا عنه الدين ويتفقهوا؛ فإذا رجع النافرون إليهم أخبروهم بما سمعوا وعلموه. وفي هذا إيجاب التفقه في الكتاب والسنة، وأنه على الكفاية دون الأعيان. ويدل عليه أيضاً قوله تعالىٰ:{ فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ }[النحل: 43] [الأنبياء: 7]. فدخل في هذا من لا يعلم الكتاب والسنن...ثم قال طلب العلم ينقسم قسمين: فرضٌ على الأعيان، كالصلاة والزكاة والصيام.قلت ـ وفي هذا المعنىٰ جاء الحديث المرويّ " إن طلب العلم فريضة " روىٰ عبد القدوس بن حبيب: أبو سعيد الوُحَاظيّ عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النَّخَعِيّ قال سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " طلب العلم فريضة على كل مسلم " صحيح (صحيح الترغيب والترهيب للألباني) قال إبراهيم: لم أسمع من أنس بن مالك إلا هذا الحديث. طلب العلم فضيلة عظيمة ومرتبة شريفة لا يوازيها عمل؛ روىٰ الترمذيّ من حديث أبي الدّرْدَاء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثةُ الأنبياء وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورَّثُوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر ". صحيح (صحيح الجامع للألباني) وروى الدّارِميّ أبو محمد في مسنده قال: حدثنا أبو المغيرة حدّثنا الأوزاعيّ عن الحسن قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجلين كانا في بني إسرائيل، أحدهما كان عالماً يصلّي المكتوبة ثم يجلس فيعلم الناس الخير. والآخر يصوم النهار ويقوم الليل، أيهما أفضل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل هذا العالم الذي يصلّي المكتوبة ثم يجلس فيعلم الناس الخير على العابد الذي يصوم النهار ويقوم الليل كفضلي على أدناكم» "( صحيح عن أبي أمامة) أسنده أبو عمر في كتاب (بيان العلم) عن أبي سعيد الخُدْري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي " وقال ٱبن عباس: أفضل الجهاد من بنى مسجداً يعلم فيه القرآن والفقه والسنة. رواه شُريك عن ليث بن أبي سليم عن يحيىٰ بن أبي كثير عن عليّ الأزدي قال: أردت الجهاد فقال لي ابن عباس ألا أدلك على ما هو خير لك من الجهاد، تأتي مسجداً فتقرىء فيه القرآن وتعلم فيه الفقه. وقال الربيع سمعت الشافعي يقول: طلب العلم أوجب من الصلاة النافلة. وقوله عليه السلام: " إن الملائكة لتضع أجنحتها " الحديث يحتمل وجهين: أحدهما أنها تعطف عليه وترحمه؛ كما قال الله تعالىٰ فيما وصى به الأولاد من الإحسان إلى الوالدين بقوله:{ وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ }[الإسراء: 24] أي تواضع لهما. والوجه الآخر ـ أن يكون المراد بوضع الأجنحة فرشها؛ لأن في بعض الروايات " وإن الملائكة تفرش أجنحتها " أي إن الملائكة إذا رأت طالب العلم يطلبه من وجهه ابتغاء مرضات الله وكانت سائر أحواله مشاكلة لطلب العلم فرشت له أجنحتها في رحلته وحملته عليها؛ فمن هناك يَسْلَم فلا يحفى إن كان ماشياً ولا يَعْيَا، وتقرُب عليه الطريق البعيدة ولا يصيبه ما يصيب المسافر من أنواع الضرر كالمرض وذهاب المال وضلال الطريق. وقد مضىٰ شيء من هذا المعنىٰ في «آل عمران» عند قوله تعالىٰ:{ شَهِدَ ٱللَّهُ }[آل عمران: 18] الآية، روىٰ عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " قال يزيد بن هارون: إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم؟.قلت: وهذا قول عبد الرزاق في تأويل الآية، إنهم أصحاب الحديث؛ ذكره الثعلبيّ. سمعت شيخنا الأستاذ المقرىء النحوي المحدث أبا جعفر أحمد بن محمد بن محمد القيسي القرطبي المعروف بابن أبي حجة رحمه الله يقول في تأويل قوله عليه السلام: " لا يزال أهل الغَرْب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " إنهم العلماء؛ قال: وذلك أن الغرب لفظ مشترك يطلق على الدلو الكبيرة وعلى مغرب الشمس، ويطلق على فَيْضة من الدمع. فمعنىٰ " لا يزال أهل الغرب " أي لا يزال أهل فيض الدمع من خشية الله عن علم به وبأحكامه ظاهرين؛ الحديث. قال الله تعالىٰ:{ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ }[فاطر: 28].قلت: وهذا التأويل يَعْضُده قوله عليه السلام في صحيح مسلم: " من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة " وظاهر هذا المساق أن أوّله مرتبط بآخره. والله أعلم.
و مما يدل على فضل العلم و اهله فيما أنزله الله تعالى في كتابه قوله عز وجل : { قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } قال الإمام القرطبي رحمة الله : ( في هذه الآية دليل على فضل العلم وأهله؛ وفي الحديث: " وإن الملائكة لتضع أجنحتها رِضاً لطالب العلم " أي تخضع وتتواضع؛ وإنما تفعل ذلك لأهل العلم خاصّة من بين سائر عيال الله؛ لأن الله تعالى ألزمها ذلك في آدم عليه السلام فتأدّبت بذلك الأدب. فكلما ظهر لها عِلْم في بشر خضعت له وتواضعت وتذلّلت إعظاماً للعلم وأهله، ورضًى منهم بالطلب له والشغل به. هذا في الطلاب منهم فكيف بالأحبار فيهم والربّانيين منهم! جعلنا الله منهم وفيهم، إنه ذو فضل عظيم.)قلت فالحمد لله الذي أعلى منار العلم و يسر سبله و دعا إليه و جعل الشرف و الرفعة في أهله الذين قدروه حق قدره, فاحرص أن تكون منهم .
و مما خص الله تعالى به أهل العلم (جعلنا الله منهم) من عظيم القدر و علو الشان أن قرن اسمهم باسمه الكريم فقال سبحانه { شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } قال الإمام القرطبي المالكي رحمه الله : (في هذه الآَية دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم؛ فإنه لو كان أحدٌ أشرفَ من العلماء لقرنهم الله باسمه وٱسم ملائكته كما قرن ٱسم العلماء. وقال في شرف العلم لنبيه صلى الله عليه وسلم{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِى عِلْماً } [طه: 114] فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله المزيد منه كما أمر يستزيده من العلم. وقال صلى الله عليه وسلم. " إنّ العلماء ورثة الأنبياء " وقال: " العلماء أُمَنَاء الله على خلقه " وهذا شرف للعلماء عظيم، ومحلُّ لهم في الدّين خطير. وخرّج أبو محمد عبد الغني الحافظ من حديث برَكَة بن نَشِيط ـ وهو عَنْكَل بن حكارك وتفسيره بركة بن نشيط ـ وكان حافظا، حدثنا عمر ٱبن المؤمل حدثنا محمد بن أبي الخصيب حدّثنا محمد بن إسحاق حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العلماء ورثة الأَنبياء يحبهم أهل السماء ويستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة " وفي هذا الباب (حديث) عن أبي الدرداء خرّجه أبو داود.).
و قال الله تعالى { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاء } و هذه فضيلة عظيمة للعلماء حيث أورثهم العلم الخشية و هي من أجلّ أعمال القلوب و هذا الخشية لا تنال إلا بالعلم فحرمها أهل الجهل , قال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية (يعني إن العلماء يعلمون خلق الله تعالى، ويتفكرون في خلقه ويعلمون ثوابه وعقابه فيخشونه ويعملون بالطاعة طمعاً لثوابه ويمتنعون عن المعاصي خشية عقابه وقال مقاتل أشد الناس خشية أعلمهم بالله تعالى), إذن فالعلم هو المفضي إلى إحياء القلوب بخشية الله و على هذا فمن ادعى خشية الله مع زهده في العلم و اسبابه علم بطلان دعواه و تجد هذا في كلام بعض المنتسبين على التصوف ممن ظنوا الإشتغال بتحصيل العلم عائقا عن الرقي في مقامات العارفين و هذا عين الجهل بالدين , قال الإمام البغوي : ( قال القاضي أبو محمد: وقال بعض المفسرين الخشية رأس العلم، وهذه عبارة وعظية لا تثبت عند النقد، بل الصحيح المطرد أن يقال العلم رأس الخشية،) و هذا كلام دقيق مفاده أن الخشية لا تتحقق دون علم من غير عكس و لهذا خص الله العلماء بالخشية قال النسفي (وتقديم اسم الله تعالى وتأخير العلماء يؤذن أن معناه أن الذين يخشون الله من عباده العلماء دون غيرهم.) .
وقال الله عز و جل : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } قال الإمام البغوي في تفسيره : قال الفضيل بن عياض: والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به .
و في قوله عز و جل : { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) } قال الحسن وسعيد بن جبير ومكحول: "وابتغوا من فضل الله" هو طلب العلم.و قال الله عز و جل {وَلَـٰكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ ٱلْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} قال علي وابن عباس والحسن: كونوا فقهاء علماء، وقال قتادة: حكماء علماء، وقال سعيد بن جبير: العالم الذي يعمل بعلمه، وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس: فقهاء مُعلّمين. وقيل: الرباني الذي يُربي الناس بصغار العلم قبل كباره، وقال عطاء: علماء حكماء نُصحاء لله في خلقه، قال أبو عبيدة: سمعت رجلاً عالماً يقول: الرباني العالم بالحلال والحرام والأمر والنهي، العالم بأنباء الأمة ما كان وما يكون، وقيل: الربانيون فوق الأحبار، والأحبار: العلماء، والربانيون: الذين جمعوا مع العلم البصارة بسياسة الناس ذكر هذا البغوي في تفسيره .
[align=center]أبو سليم وسام بن محمد الإسافني[/align]
التعديل الأخير: