- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
(بسم الل)
هذه قصيدة الجرجاني في مدح الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله
حيث يقول:
يقولونَ لـي: فيكَ انقباضٌ وإنّمـا
رأوا رَجلاً عن موقفِ الذُّلِ أحجما
أرى النّاسَ مَن داناهُمُ هانَ عِندهمُ
ومن أكرمتْهُ عِزَّةُ النَّفـسِ أُكْرمـا
ولم أَقضِ حقَّ العِلمِ إنْ كانَ كُلَّمـا
بـدا طمـعٌ صيرتـه ليَ سُلَّمـا
إذا قيلَ: هذا مَنهلٌ قلتُ: قـد أَرى
ولكـنَّ نَفْسَ الحُرِّ تحتملُ الظَّمـا
أنزِّهُـها عن بعضِ ما لا يَشينُهـا
مخـافة أقوال العدا: فيم أو لما ؟
فأصبحُ عن عَيبِ اللّئيـم مُسَلَّمـاً
وقد رحت في نفس الكريم معظَّما
وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أبِـتْ
أقـلِّـبُ كفّـي إثـره مُتَنَـدِّمـا
ولكنَّـه إنْ جـاء عفـواً قَبِلْتـه
وإنْ مال لم أُتْبِعهُ (هلاَّ) و(لَيتما)!
وأَقبِضُ خَطويَ عن حُظوظٍ كَثيرةٍ
إذا لم أَنلها وافرَ العِرضِ مُكَرمـا
وأَكرِمُ نفسي أنْ أُضاحِكَ عابسـاً
وأَنْ أَتلقّـى بالمديـح مُـذَمَّمـا
وكم طالب رقي بِنُعماهُ لم يصـِلْ
إليـه وإن كان الرَّئيسَ المُعظَّمـا
وكم نعمةٍ كانت على الحرِّ نِقمةً
وكـم مغنَـمٍ يعْتـدُّه الحرُّ مغرَما
ولم أبتذِل في خدمةِ العلم مُهجَتي
لأَخدِمَ مـن لاقيتُ لكـن لأُخدمـا
أَأَشقى به غَرْساً وأجنيهِ ذِلَّـة ؟!
إذاً فاتِّبـاعُ الجهلِ قد كان أحزَمـا
ولو أنَّ أهلَ العِلمِ صانوه صانَهمُ
ولو عظَّمـوهُ فـي النُّفوسِ تَعَظَّما
ولكن أهانـوه فهـانَ ودنّسـوا
مُـحيّاهُ بالأطمـاعِ حتـى تَجهَّمـا
وما كـلُّ بـرقٍ لاحَ لي يسْتَفزُّنـي
ولا كـلُّ من لاقيتُ أرضاهُ منْعِمـا
هذه قصيدة الجرجاني في مدح الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله
حيث يقول:
يقولونَ لـي: فيكَ انقباضٌ وإنّمـا
رأوا رَجلاً عن موقفِ الذُّلِ أحجما
أرى النّاسَ مَن داناهُمُ هانَ عِندهمُ
ومن أكرمتْهُ عِزَّةُ النَّفـسِ أُكْرمـا
ولم أَقضِ حقَّ العِلمِ إنْ كانَ كُلَّمـا
بـدا طمـعٌ صيرتـه ليَ سُلَّمـا
إذا قيلَ: هذا مَنهلٌ قلتُ: قـد أَرى
ولكـنَّ نَفْسَ الحُرِّ تحتملُ الظَّمـا
أنزِّهُـها عن بعضِ ما لا يَشينُهـا
مخـافة أقوال العدا: فيم أو لما ؟
فأصبحُ عن عَيبِ اللّئيـم مُسَلَّمـاً
وقد رحت في نفس الكريم معظَّما
وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أبِـتْ
أقـلِّـبُ كفّـي إثـره مُتَنَـدِّمـا
ولكنَّـه إنْ جـاء عفـواً قَبِلْتـه
وإنْ مال لم أُتْبِعهُ (هلاَّ) و(لَيتما)!
وأَقبِضُ خَطويَ عن حُظوظٍ كَثيرةٍ
إذا لم أَنلها وافرَ العِرضِ مُكَرمـا
وأَكرِمُ نفسي أنْ أُضاحِكَ عابسـاً
وأَنْ أَتلقّـى بالمديـح مُـذَمَّمـا
وكم طالب رقي بِنُعماهُ لم يصـِلْ
إليـه وإن كان الرَّئيسَ المُعظَّمـا
وكم نعمةٍ كانت على الحرِّ نِقمةً
وكـم مغنَـمٍ يعْتـدُّه الحرُّ مغرَما
ولم أبتذِل في خدمةِ العلم مُهجَتي
لأَخدِمَ مـن لاقيتُ لكـن لأُخدمـا
أَأَشقى به غَرْساً وأجنيهِ ذِلَّـة ؟!
إذاً فاتِّبـاعُ الجهلِ قد كان أحزَمـا
ولو أنَّ أهلَ العِلمِ صانوه صانَهمُ
ولو عظَّمـوهُ فـي النُّفوسِ تَعَظَّما
ولكن أهانـوه فهـانَ ودنّسـوا
مُـحيّاهُ بالأطمـاعِ حتـى تَجهَّمـا
وما كـلُّ بـرقٍ لاحَ لي يسْتَفزُّنـي
ولا كـلُّ من لاقيتُ أرضاهُ منْعِمـا