- 26 يونيو 2015
- 111
- 164
- 43
- الجنس
- أنثى
- القارئ المفضل
- محمود خليل الحصري
- علم البلد
-
اشتقتُ أن أداعب أجنحة الحروف المُرفرفة بعيدا عنّي ... و أن تتشرّب رئتاي من أنفاس المداد و ما بقيَ منه إلّا دمعات في حنجرة دواة فاضت فأرادت أن تمضي ، فأسرعتُ في عجلة الملهوف أراقب الأفق و أسلخ السّماء من المشارق حتى المغارب بنظراتي المتلألئة بزمرّد الدّموع و المنثالة شوقا على تنهيدات أفنان الشّجر و توسّلات شموع القمر ... و حشرجات المساء على وجنات الحجر ...
أراقب باحثا عن آخر ذكرى في عمري الذي تدفّق على ضفاف النّهر و تسرّب تحت ظلال الغيمات و في سيل المطر ... فلم أجد غير اليأس الذي كان يطاردني و الشّيبَ الذي يفزعني فنحّيتُ ناظريّ عنهما و يمّمتُ وجهي شطرَ روايات نحتّها و قلمي في مساحات فراغ ، روايات لم تكن شيئا مذكورا ثمّ كانت ، لوحات من روحي رسمتها عند جذع شجرة الكرز أو من فوق تلال التّبن أو عند مدامع الغدير أو على أكتاف الجسر ... رُحتُ أدعو قصائدي و أبيات شعري فأتاني اللّيل يجري و غطّى بياض شَعري و صكّ صفحة وجودي بملامح وجهي و نثر نجماته في إثري ..... مشيتُ إلى بقايا كانون كان أنيسي في أكباد الدّياجير حين كنتُ أكتب ، حين كنتُ أحلم ، حين كنتُ أنسج من وحدتي لقاء ضاجا بالأحباب و من تعاستي أغنيات فرح في أرجوحة منام ، و من هناك رُحتُ أجمع العيدان و أكسر اليابس من الأغصان و جررت عود ثقاب فكانت النّار ، تأجّجت فحرّكت مرساتي لتصفّر باخرتي ليسافر خيالي فأمسكتُ قلمي و بدأتُ أنظم الكلمات حزنا على ألمي و لكن صدّقوني كنتُ سعيدا لأنّي عدتُ إلى كهوف لا يعرفها النّاس و قد يستغربها النّاس لكنّها تنساني في عناقيد الصّدى و تصرفني عنهم لتلاقيني بهم ملِكًا في قصّة أو ملاكا في قصيدة ... إنّها كهوف الأدباء حيث يطلبون صمت الأشياء و يطلقون العنان لصخب الخيال ... و أخيرا أيها الكهف أتيتك فرفقا بي من بردك و ظلامك و اجعلهما عليّ سلاما كما عهدتك .
أراقب باحثا عن آخر ذكرى في عمري الذي تدفّق على ضفاف النّهر و تسرّب تحت ظلال الغيمات و في سيل المطر ... فلم أجد غير اليأس الذي كان يطاردني و الشّيبَ الذي يفزعني فنحّيتُ ناظريّ عنهما و يمّمتُ وجهي شطرَ روايات نحتّها و قلمي في مساحات فراغ ، روايات لم تكن شيئا مذكورا ثمّ كانت ، لوحات من روحي رسمتها عند جذع شجرة الكرز أو من فوق تلال التّبن أو عند مدامع الغدير أو على أكتاف الجسر ... رُحتُ أدعو قصائدي و أبيات شعري فأتاني اللّيل يجري و غطّى بياض شَعري و صكّ صفحة وجودي بملامح وجهي و نثر نجماته في إثري ..... مشيتُ إلى بقايا كانون كان أنيسي في أكباد الدّياجير حين كنتُ أكتب ، حين كنتُ أحلم ، حين كنتُ أنسج من وحدتي لقاء ضاجا بالأحباب و من تعاستي أغنيات فرح في أرجوحة منام ، و من هناك رُحتُ أجمع العيدان و أكسر اليابس من الأغصان و جررت عود ثقاب فكانت النّار ، تأجّجت فحرّكت مرساتي لتصفّر باخرتي ليسافر خيالي فأمسكتُ قلمي و بدأتُ أنظم الكلمات حزنا على ألمي و لكن صدّقوني كنتُ سعيدا لأنّي عدتُ إلى كهوف لا يعرفها النّاس و قد يستغربها النّاس لكنّها تنساني في عناقيد الصّدى و تصرفني عنهم لتلاقيني بهم ملِكًا في قصّة أو ملاكا في قصيدة ... إنّها كهوف الأدباء حيث يطلبون صمت الأشياء و يطلقون العنان لصخب الخيال ... و أخيرا أيها الكهف أتيتك فرفقا بي من بردك و ظلامك و اجعلهما عليّ سلاما كما عهدتك .