- 8 ديسمبر 2006
- 653
- 2
- 0
- الجنس
- ذكر
[align=center]الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَسْبَغَ عَلَيْنَا نِعَمَهُ بَاطِنَاً وَظَاهِرَاً ، وَأَعْجَزَ عَنْ وَصْفِ إِحْسَانِهِ نَاظِمَاً وَنَاثِرَاً ، وَقَهَرَ الْخَلْقَ نَاهِيَاً وَآمِرَاً ، وَسَوَّغَ مَزِيدَ فَضْلِهِ حَامِدَاً وَشَاكِرَاً ، وَأَنْذَرَ بَطْشَهُ مُلْحِدَاً وَجَائِرَاً ، وَنَصَرَ الْحَقَّ وَحِزْبه وَكَفَى بِهِ وَلِيَّاً وَكَفَى بِهِ نَاصِرَاً .
نَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ الَّتِي أَجْزَلَتْ إِحْسَانَهَا ، وَقَرَنَتْ بِالشُّكْرِ إِمْتِنَانَهَا ، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً تُصَدِّقُ الْقُلُوبُ إِيْمَانَهَا ، وَيَدَخِّرُ قَائِلُهَا إِلَى يَوْمِ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ أَمَانَهَا ، وَيَتَبَوَّأُ بِهَا فِي الدَّارِ الآخِرَةِ جِنَانَهَا ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي أَظْهَرَ اللهُ تَعَالَى بِهِ الشَّرِيعَةَ الْمُطَهَّرَةَ وَأَبَانَهَا ، وَشَرَّفَ هَذِهِ الأُمَّةَ وَرَفَعَ عَلَى كُلِّ الأُمَّمِ شَأْنَهَا ، وَبَعَثَهُ رَحْمَةً إِلَى كَافَّةِ الْخَلْقِ فَأَوْضَحَ دَلِيلَ الْهِدَايَةِ وَبُرْهَانَهَا ، وَأَطْفَأَ بِنُورِ إِرْشَادِهِ شَرَرَ الضَّلالَةِ وَنِيرَانَهَا ، وَأَرْدَى بِدِينِهِ الْقَوِيْمِ مِلَلَ الْكُفْرِ وَالإِلْحَادِ وَأَدْيَانَهَا ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ مَا رَفَعَتْ مَآذِنُ التَّوْحِيدِ آذَانَهَا ، وَأَقَامَ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الصَّلَوَاتِ فَرَائِضَهَا وَأَرْكَانَهَا ، صَلاةً دَائِمَةً يَحْمَدُونَ بِالأُجُورِ اقْتِرَانَهَا ، وَرَضِيَ عَنْ آلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِينَ مَا مِنْهُمْ إِلاَّ مَنْ زَكَّا نَفْسَهُ وَصَانَهَا ، وَسَلَكَ فِي صُحْبَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَتَعْزِيرِهِ الطَّرِيقَةَ الْمُثْلَى فَأَحْسَنَ إِسْرَارَ أُمُورِهِ وَإِعْلانَهَا ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيْرَاً .
وَبَعْدُ ..
لَقَد مَنّ اللّهُ علِيَّ بِحَبٍّ عَجِيبٍ لِلشَّيْخِ الْدُّكْتُورِ الْمُقْرِئِ صَاحَبِ الصَّوْتِ الْرَّخِيْمِ الْخَاشِعِ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ سُعُوْد بَن إِبْرَاهِيم الْشُّرَيْمِ - حَفِظَه اللّه تَعَالَى - فَجَمَعَت مَا اسْتَطَعْتُ مَنْ قَصَائِدِهِ وَهَا أََنَا أَنْثُرُ عَبِيْرَهَا بَيْنَ يَدِيْكُم سَائِلاً الْمَغْفِرَةَ من اللهِ وَالدُّعَاءَ لِيَ بِالْإِخْلَاصِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَأَن يَحْفَظَ اللّهُ شَيْخِنَا وَيَمُدّ فِي عُمَرَهِ - على طاعته-
ولولا إِشَارَتَه مَن إِشَارَتَه حكمٌ ، وطاعته غنمٌ لمَا وَضَعَتْهَا هُنَا لَكِن طلائع الْخَيْر تُسْتَحَقّ وَزِيَادَة
كما قال شوقي :
جَاءَ النَّبِيُّونَ بِالآيَاتِ فَانْصَرَمَتْ ... وَجِئْـتَنَا بِحَكِـيمٍ غَيْرِ مُنْصَرِمِ
آياتُهُ كُلَّمَا طَالَ الْمَدَى جُـدُدٌ ... يَزِينُهُنَّ جَـلالُ الْعِتقِ وَالْقِـدَمِ
يَكَادُ فِي لَفْـظَةٍ مِنْهُ مُشَـرَّفَةٍ ... يُوصِيكَ بِالْحَقِّ وَالتَّقْوَى وَبِالْرَحِمِ
يَا أََفْصَحَ النَّاطِقِينَ الضَّادَ قَاطِبَةً ... حَدِيثُكَ الشَّهُدُ عِنَدَ الذَّائِقِ الْفَهِمِ
فهاكمو هَذِه الدرر الْغَرَر . .
أولاً : [نظم الصبابة في مدح المدينة طابة]:
صبابة حـب العاشقـين تسنم .............ونـار فـراق الوالهـين تضــرم
تكل قلـوب بالمفـاوز والنـوى..............ويكلمـها بعـد الحبيـب فتسقــم
ألا مـن دليل للمحـب ومحسن............. برته صروف البين وهي تصــرم
أسائل عنها كل بـاد وحاضـر.............. وذي النفـس لهفى للغـدو تشمـم
إذا عاين المشتاق صورة قدها...............تهـلل دمـع النفس وهي تبســم
فلا سائر سير المحب ورائـح............... يعــود مـلولا للقـاء ويســأم
وكنت إذا ما اشتد بي العهد والنوى..........أزيد اشتيـاقا في اللقـاء واحلــم
إلى طيبة الغـرا هيام يشـدني............. بهــا مسـجد للزائـرين يعظــم
بنـاه رسـول العالمـين محمد.............شفيـع الـورى بر يجـود ويرحـم
طريـد بـلاد الله من كل عصبة............ تنـادوا إلى قتل الحبيب وسومــوا
فمـن إله العالـمين بفضـله................على عبـده أرض المدينـة يكـرم
فغاظت قلـوب المشركين بهجرة ............. وأرغم أنف الكافـرين وأزكمـوا
ونال من الأنصـار كل تحـية.................أتـوه رجـالا ممتطيـن هواهــم
يقولـون مرحى بالنبي وصحبه...............حللتم بـنا أهــلا وسهلا وطأتــم
ألا سوف تفديك القلوب محـبة ..............وأرواحـنا من قبـل ذلـك والــدم
فسرت إلى تلك البقـاع مهرولا...............كمـا سـار قبـلي باشتياق متيــم
قصـدت صلاة مؤمنا أملا بما................تكـون به ألفـا صحيحـا وأقســم
فلله كـم فيها يـذوب منـافق ..............كملـح إلـى مـاء يـذوب فيعـدم
ولله كم ينـفى الحديـد بكيره ...............كذاك لتنفي مـن أسـاءوا وأجرمـوا
وكم يأرز الإيمـان فيها محببا ...............كمـا تأرز الحيـات بالجحر فافهمـوا
ولله كم فيـها يفـوز مسـالم ...............وسكنــاهم فيـها أعـز وأعظـم
ولله كـم فيها تـزول مضايق ...............وأحـزان مـن فيها تبـاد وتفصـم
ألا إنما الخيـرات فيها إجابـة................بلـى المختـار يدعــو فيكــرم
ألا إنما الدجـال عنها مصرف ................وعـن بلدة المختـار فهـو محجـم
ألا إنها خيـر البلاد مكانـة...................تلـى مكـة الكبـرى التي تتقــدم
هنيئا لكم يا أهل طيبة موطـن ................له فـي قلـوب العارفيـن مخــيم
هنيئا لكم يا أهل طابة مسجـد ............... له فـي شفـاه الزائريـن ترنــم
به الروضة المذكور حقا صفاتها .............من المنبر البـادي وذا القبر أشـأم
وذي روضة من جنـة الله إنها...............بنص النبي والنص حـق ومحكــم
وعرج إلى صوب البقيع تحيـة...............لأرواح مـن فيها وقلبـك مغــرم
تذكر أخي إن كنت حيا قبورهم ...............حوت معظم الأصحاب والصحب أكـرم
وفي أحد الأرواح صار مرامها.................وللشهــداء روح وخيـر وانعــم
بأرواحهم قادوا جحـافل ركبـهم............. سيوفهـم تعلـو الرقـاب وتهشـم
فلله كـم من متقيـن إذا رأوا ................قبورهـم حقـا بكـوا وتلعثمــوا
وهل لي إذا جن الظلام بمثـلهم؟ .............هم صفـوة المختـار لا شك فيهـم
فما كان يرضـيهم خنـوع وذلة..............ومـا كان يرضي الله فهـو مقـدم
وفيه قبـاء مسـجد لمؤسـس .............علـى البـر والتقوى إذا ما سألتـم
وفيـه صلاة من تقـي كـعمرة ........... رواه النسائـي وهـو شـاف معلـم
وكان رسول الله في السبت زائرا ............وفيه روى الجعفـي أيضا ومسلــم
أيا قارئـا هذا القصيد وسامعا ..............عليك بسـد العيـب إن كنـت تعلـم
ولا تنسيـن عبدا فقيرا مقصرا ............ بدعـوة ظهر الغيـب علك ترحــم
وآخر دعـوة من يروم إجابـة.............. أن الحمــد لله العظيـم أتمـــم
ويا خالقـي إن الصلاة ختـامها ............وحسـن ختـام المـرء خير وأقـوم
نُكْمِلُ بِمَشِيْئَةِ الله
وَباِللهِ حَوْلِي وَاعْتِصَامِي وَقُوَّتِي ... وَمَـالِي إِلا سِـتْرُهُ مُتَجَـلِّلا
فَيَا رَبِّ أَنْتَ اللهُ حَسْبِي وَعُدَّتِي ... عَلَيْكَ اعْتِمَادِي ضَارِعَا مُتَوَكِّلا
ـــــ ،،، ـــــ
[ثانياً] قصيدة في قيادة المرأة للسيارة:
قيل في الإعلام قـولٌ عن ولي العــهد فـينا
فانبرى الأقـــزام تواً فـــي ركــاب اللاهثينا
من مداد الخبث يُذكى فكرهم حيناً فحينـا
ثم قــالـــــوها بقـول يـكشف الرأي الدفـينا
كم خـــــطابات تولت لـــم نرى منهم طـنينا
ذاك ذئب بات يعـوي يـبتـــغي عجلاً ســمينا
(زيّف) الأقــلام يهذي كي يضل المهـــتديــنا
ظنّ أن الـــبنت صيدٌ يـدخل الجوف اللعــينا
أنشَــدُوهــا يا فـــتاةً في عـــداد الدارســينا
كيف يجديك احتشامٌ يكشف الوجه الحسينا
كيف يؤذيكِ اختلاط في صفوف المعجبينا
أنت عند القوم كأسٌ أو خــمور الأنــــذرينا
مزقي الجلباب قسراً واقــتداراً تصحـــــبينا
كيف (تؤوين) انتقاصاً؟ كيف باصاً تركبــــينا؟
إيه! قومي في إبــاءٍ اعلني القصد المشـينا
واركبي السيار قســراً رغــــم أنف المانعـينا
صرح المسؤول يوماً لن تراعــــوا لن نلينا
نحن للإسلام حصن في وجوه المغــرضينا
أسهم العلمان ترمى دون أرض المسلمــينا
منجنيق القوم عار والحصى أضحى طحينا
ما على قومٍ بُــــغاة أن طغـــوا مستـنصرينا
سوف يلقاهم عقابٌ مــن إلـــــــه العالمينا
شرعة الرحمن حق لا ادعاءاتُ المِئِــــيْنا
ليس هم القوم بنـتاً في صـــــلاح أو بنينـا
همهم كشف الخبايا من جمـــــال تُرزقينـا
أو ولوغ في إنــــاءٍ يجعل الألبان طـــــينا
يا لأختي ليس يجديـ ـهم عفـاف المؤمنـينا
ثَمَّ أمر ليس يخفـــى من نوايا العابثــــيـنا
أن تكون المرأة الغــَرْ ا إمام الــمسلمينا
أو رئيس مجــالس الـ وزراء يا للغافلـــينا!
أو ولي العــــهــــد إن كــنا لدون راغبينا
أو إمام المسجــديـــن إن فســدنا أو عميــنا
يالقومـــي مادهـــاكم أبــصِروهم مارقيـــنا
أبصروهم كـــي لـئلا ينقضوا الحبل المتيــنا
يافـتاة الخير أنت رغم أنف الماكــريــــنا
درّة الغـواص أنـت في بحار المـــتقــيــــنا
لاتملِي الستريـوماً وادخلي الحصن الحصينا
لاتكوني قط علــكاً تحت ناب الماضـــغينـــا
لن يدوم العلك حلوا بعد حين تُـــلـــفــظــــينا
يافــــتاة الخير إنـــي رغم كل الساقــــــطينا
أبعث الآهات حزنـــا قــــبلُ كنا آمــنيـــــــنا
لن يظل الذئب شيخاً في ثيــاب الناصـــحينا
هل رأيت الصدق يوماً في لسان الكاذبـــــينا
أو رأيت الذئب حــقاً في صفوف الراكعينا
بل أزيد الشعـــر بيتاً من قصـــيد الغابرينا
مخطئ من ظن يوماً أن للــــثعلب ديـــــناً
[ثالثاً]:قَصَائِدُ الْشَّيْخِ سُعُود الْشُّرَيْمِ فِي الْرِّثَاءِ
أ- فِي رِثَّاءِ ابْنِ بَازٍ - رَحِمَهُ اللهُ وَقَدّسَ رُوْحَهُ-
جل المصـاب وزاد همـي الخبـر
حل المشيب بنـا والغـم والسهـر
شل القلوب أسـى والبيـن مثلمـة
والأرض مظلمـة يجتاحهـا قتـر
يمضي الزمان علـى هـم أقلبـه
لو صب في جبـل لصـدع الحجـر
تجري السنون ولا شهـر نسائلـه
مضى محرمهـا وقـد بـدا صفـر
أيامهـا دهـر وليلـهـا سـنـة
لم يحيني طـرب فيهـا ولا سمـر
عفا الإمـام ولـم تخبـو مآثـره
عبد العزيز وهل يخفى لنا القمـر؟!
شيخ العلوم أبو الأشيـاخ مجتهـد
فـذّ أريـب نجيـب وصـفـه درر
قطب الحديث وطود يـا أخـا ثقـة
طب القلـوب لـه قـدر ومعتبـر
نـدُّ الزمـان ولا ميـن يكذبـنـي
في الحاضرين ولا ما ادعـي هـذر
لم يثنه ملـل عـن كـل مكرمـة
يدعو بهـا وكـذا لـم يثنـه كبـر
من كان فيه هوى يشنا به علمـا
فهو الصفيق وفـي إيمانـه نظـر
إني لفي كمد ، إنـي لفـي وجـل
الشوق مضطرم والحـزن يستعـر
هل من دليل إلـى شيـخ يشاكلـه
أو من قريب له يبدو لنـا الخبـر؟
رباه يا أملـي قـد هدّنـي حـزن
وضمني قلق واشتـد بـي ضجـر
جسمي لمرتعش والنفـس مكلمـة
والقلب منه دمي يرغـي ويعتصـر
البـال منكسـف والحـال منهكـة
والدمع منحـدر والنفـس تنفطـر
إني لفي عجـب مـن حبـه ثمـل
لو بحت عنه هنا لاستنكـر البشـر
واهـا لطلعتـه واهـا لبسمـتـه
فبحـره غـدق ووجهـه قـمـر
أوقاتـه سنـد يدليـه فـي ثقـة
يروي الحديث ولا يعلـو ويفتخـر
إن جئت مشتكيا أرضاك في عجـل
أو جئت ملتمسـا عونـا فمقتـدر
شجـاع أمتنـا وصدقـه عـلـم
النصح مذهبه لا الجبـن والخـور
أما النحيـب إذا خـاف الإلـه فـذا
لزيـم هيئتـه وهكـذا سـبـروا
كم قالها حكما كـم قالهـا عبـرا
كم قالها ووعى ذا الفـرد والأسـر
ما عاب ملتزما ما اغتاب منحرفـا
تبرى سريرتـه ومـا بـه وحـر
كم كان مطلعه والقلب فـي فـرح
قد غاب مشرقه في الجنـة النظـر
من للبخاري إذا طل الصباح ومـن
يفري الصحيح إذا شيخ الورى قبروا
مـن للبلـوغ وللأوطـار منفـرد
لله مـا ذهبـت أيامـهـا هــدر
من للفتاوى إذا ما غـاب عالمهـا
من للقرآن إذا ما أشكـل السـور
من للغيـور إذا تمضـي متارسـه
من للدعـاة كـذا للحـق ينتصـر
يا طائرا فرحا في الجـو مفترشـا
بلغ مقالة مـن بالخطـب يحتضـر
بلغ مقالـة مـن بالفـال مكتنـف
جفـت مدامعـه أو كـاد ينفـجـر
لا بد مـن أمـل فـي الله مرتقـب
فعهـده بلـج ووعــده سـحـر
إني على ثقـة أن ينجلـي خلـف
إنـي لمرتقـب للصبـح ينتـشـر
لله كم تـرح يمضـي وكـم فـرح
يأتي وكـم سعـد يتلوهمـا كـدر
إن العزاء لنا إيمان مـن علمـوا
أن الإلـه قضـى والنافـذ القـدر
إن الحيـاة لنـا ممـر معـتـرك
فساقـط بشـر وسـالـم نـفـر
كم عالم سلبـت نفسـا لـه غيـر
كم هالك كمدا بالحزن قـد غبـروا
رب العبـاد ألا فاجعـل منـازلـه
علو الجنان لـه قصـر بـه نهـر
واجعـل مقاعـده تـروي مراقـده
ومد ملحده فيمـا حـوى البصـر
إن العزاء لبيت البـاز فـي علـم
عوضتموا خلفـا والله فاصطبـروا
وفي الختام خذوا من حرقتي مثـلا
يمضي الكتاب فلا يبقـى ولا يـذر
لو كان من أحد ينجو علـى حـذر
من موتها لنجا عدنـان أو مضـر
لكنـه أجــل لا بــد مكتـمـل
يصـلاه مختـرم خبـاب أو عمـر
لا تركنن إلـى الأسبـاب معتمـدا
فالاعتماد على الأسبـاب محتقـر
تأتي المنون على أرواحنـا غيـر
والنفس ذائقـة للمـوت يـا بشـر
ثيابهـا كفـن وطيبـهـا حـنـط
وضوءهـا غسـق وبيتهـا حفـر
إما إلى سعـة فـي القبـر باديـة
أو في ثرى حفـر ميعادهـا سقـر
لله كـم ملـك بالسـؤل مؤتـمـر
لله كـم ملـك أعمالنـا خـبـروا
من منكر ونكيـر مـا لنـا هـرب
عمـا يـراد لنـا كــلا ولا وزر
للنـار مؤتمـن فمالـك حــرس
وللجنـان يـرى رضـوان يأتمـر
رباه إن لنـا فـي عفوكـم أمـلا
ما خاب ملتمـس والذنـب يغتفـر
أنت الملاذ لنـا مـن كـل حادثـة
أنت العياذ لنا من كل مـن حقـروا
ثم الصلاة علـى المختـار سيدنـا
ما طاف معتمـر أو حـج مفتقـر
[يُلاَ حَظُ فِي قَصِيْدَة ِالْشَّيْخِ حُزْنُهُ وَآسَاهُ الْبَالِغُ وَذَلِكَ لِتَأثُّرُهُ بِالْشَّيْخِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَّى لاَ سِيَّمًا وَهُوَ مِنْ مَشَايِخِهِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَى الْجَميْعِ]
- فِي رِثَّاءِ العثيمين -رَحِمَهُ اللهُ وَقَدّسَ رُوْحَهُ- :
الشيخ سعود الشريم في رثاء الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
ياعبلُ لا تلومـي إنْ نسينـا
هواكِ حيـن كنـتِ تعذلينـا
ياعبلُ لا مـلامَ فـي جفـاءٍ
ففينـا مايـروّعُ الجنيـنـا
ياعبل لا وصال فـي بـلاء
رزينـاً بالخطـوب سادرينـا
تالله ماطـاب لـنـا مـنـامٌ
يحـقُّ للمـنـام أنْ يبيـنـا
وزهَّد الصفـيَّ فـي تـلاقٍ
نــوازلُ تبـلِّـغُ اليقيـنـا
إنْ تسألـي ياعبـلُ مادهانـا
فلتسمعـي البكـاءَ والأنينـا
ولتبصري العيونَ شاخصاتٍ
حسيـرةً ممـا بـه رُزينـا
كي تعلمي المصابَ في جموعٍ
ولتعذري إن كنـت تعذرينـا
بفقـد شيـخٍ عالـم جليـلٍ
مـوسـداً بقـبـره دفيـنـا
أتـاه مايجـوب كـلَّ حـيٍّ
بالموت حين يقطـعَ الوتينـا
محمـد الصالـح يالقـومـي
لقينافـي المصـاب مالقينـا
لـو أننـا نُقـرُّ فـي فـداء
فيُفتـدى بالمـالِ والبنيـنـا
لكنه الممـات ليـس يُجـدي
فداؤنـا المكفَّـنَ القَطِيـنـا
آل عثيمـيـن ألا فصـبـراً
عزاؤكـم مصابُنـا عِزيـنـا
حبر وبحـرٌ للجميـع رحـبٌ
نـراه إذ نـراه مستبيـنـا
فإن تسل في النحو ذاك طود
والفقهُ صار ثوبَـه المتينـا
يقول بالنصوص فـي ثبـاتٍ
دليلـه أنبـانـا أو رُوِيـنـا
يُدارسُ العلـوم كـلَّ حيـنٍ
ويقهرُ الباطـلَ فينـا حينـا
لم تنثنـي قناتُـه اصطبـاراً
يقيمهـا الدهـورَ والسنينـا
يُجلُّ بالعلـم علـى افتخـارٍ
يُحـبُّ بالألـوفِ والمئيـنـا
يقـوم إنْ جـنَّ بـه ظـلامٌ
لله يقـرأ قـولَـه المُبيـنـا
كتابُنـا سلـتْ بـه قلـوبٌ
مـا آن للقلـوبِ أن تليـنـا
لله يالقـومـي مـادهـاكـم
ألا ترون الخطب حـلَّ فينـا
ألا ترون الأرض بعـد هـذا
تناقصـتْ بمـوتِ عالِمينـا
ويكلـمُ القلـوبَ أن تلاقـي
بموتهم فـي العلـم جاهلينـا
بجهلهـم تساقـط الأناسـي
واستسمنـوا ذا ورمٍ ثخينـا
فلـم يـع لهـازمُ البـرايـا
لم يستبينوا الغثّ والسمينـا
أبـرم لنـا ياربنـا شيوخـا
أمثالَـهُ يـجـدِّدون ديـنـا
كي نستفيق في الورى وهذا
دواؤنا مـن بعـد ماعيينـا
لـن أغفلـنَّ ياأُخـيَّ حتمـا
عن دعوة للشيـخ ماحيينـا
إن قائماً أو قاعداً أو راقـداً
وادعوا لـه ياقـومُ قانتينـا
بمثلـه فلتختـمـوا حـيـاةً
لاتختمـوا بمثـل مطربينـا
شتّان بيـن عـازفٍ بعـودٍ
حياتُـه أهـواكِ لـنْ ألينـا
وبيـن مـن حياتـه جهـادٌ
ويُبصر الطريـقَ إنْ عمينـا
فارحم إله العالميـن شيخـاً
ولتجزهِ فـي العـدن علِّيينـا
بفضلـك العظيـم ياإلـهـي
زوِّجه في الجنةِ حوراً عينـا
واخلف لنا في المسلمين خيراً
بالله قولـوا إخوتـي آمينـا
ثـم الصـلاة بعدهـا ختـام
على الـذي نفديـه والديِنـا
ب- فِي رِثَّاءِ الشيخ عمر السبيل -رَحِمَهُ اللهُ ُ- :
الشيخ سعود الشريم في رثاء الشيخ عمر السبيل رحمه الله .
خبر أتانا قرب جنـح ظـلام
هز الفؤاد فقض فيـه منامـي
مات الخطيب إمام أطهر بقعـة
هـذا قضـاء الواحـد العـلام
عمر السبيل في التراب مجندل
تالله هـذي لوعـة الأقــوام
في الحج أضحى للمخيط مجردا
واليوم أمسى شبه ذي الإحرام
يبكيه في كـل البـلاد أحبـة
يبكيه جمع من بنـي الإسـلام
فليهنه جمـع أتـاه مشيعـا
يدعو لـه بالعفـو والإنعـام
يا نفس عزي في المصيبة أمة
مكلـومـة بالـحـزن والآلام
عزي وقولي للخليفـة قولـة
ميعادنـا بجنائـز الأعــلام
عهد مضى عشنا صفاء محبة
فكأنه الأضغاث فـي الأحـلام
شيـخ جليـل لا أقـول تزلفـا
فالمذق سوء وهو غير تمـام
إن شئت فقها أو أردت تواضعا
أو بذل نصح من شفاه إمـام
نفحات عطر فـي فـؤاد نيـر
متوقد يرجـو بلـوغ مـرام
الفقه في جنبيه مثل صيـارف
ينبيك عن حـل بـه وحـرام
والسمت سمت العارفين تلطفـا
بالحزم يمضي ممسكـا بزمـام
خطب تنكر كـاللالـئ ثـرة
لله در الفـارس الضـرغـام
رأي حصيف يستضـئ بهمـة
أكـرم بهـذا العالـم الهمـام
قلب حوى من كل حقل زهـرة
هذي مآثـره مـدى الأعـوام
تالله ما وفيـت كـل خصـالـه
مهما سكبت السـود بالأقـلام
ما ضيع الأوقات حين أضاعهـا
من قطعوها مثل قطع حسـام
ما هكذا وقت الفتى في عمـره
سهو ولهو ثم فيض غرام
فالوقت مثل السيف في طياتـه
معنى يفوز بـه ذوو الأفهـام
فالله ندعو أن يثيب خطيبنـا
خيرا جزيلا وسـط دار سـلام
وزواجه بالحـور فـي جناتـه
آمين يـا ذا الجـود والاكـرام
صلى الإله على الحبيب محمد
ما هل قطر إثر ومض غمـام
رابعـــاً : قصيدة و انكسر الصنم
قالوا لماذا حطموا التمثالا؟
إنا نرى هذا الصنيع خبالا
قالوا لمن صان العقيدة إنكم
أخلفتم التاريخ والأجيال
وتتابعت أقلام أمتنا حمى
بثقافة مملوءة أثقالا
زادوا القروح يعللون تطببا
وأذاقنا المتفيقهون وبالا
يسعون في إبقاء بوذا شامخاً
نصروا له الآثار والأطلالا
والله ماكنا نخال عيوننا
يوماً ترى من يُعْظم التمثالا
هلا تركتم نصر بوذا ويْحكم
يكفي اكتتاباً فيه واسترسالا
من كان يسعى جاهداً في كسره
قالوا تنكر للجموع ومالا
أو من يهذّ الشعر مثلي نصرة
سيقال شط محملقين وغالا
إني سأعمل في القصيد مشاعري
نصراً لربي لا لأرقب مالا
ياكاتبين عن التماثيل التي
صال الزمان بمثلهن وجالا
صال الزمان بمثلهن وجالا
تحيي الموات وتوقظ الجهالا
باتت بأفغان الحياة أسيرة
أطفال يتـّم والنساء ثكالا
أضحوا يجوب الفقر كل ديارهم
والجوع يكسو أهلها السربالا
باتوا على طوى البطون تصبّرا
ولربما فقدوا الطعام هلالا
ولقد رأوا في المسلمين تجاهلا
فتجرعوا الإقلال والإغفالا
حتى إذا ما مس بوذا ويحهم
فاهت له الأفواه قيل وقالا
ماذا أقول؟ وفي الرعاع لهازم
واخجلتاه نعانق الأغلالا
واخجلتاه بملء فيّ أقولها
بالشعر أهجو الخزي والإذلالا
حتى متى تعطي الدنية أمتي؟
والقيد فيها ماثل سلسالا
فلأجل من صرنا قطيع حظيرة
ولأجل من نبقى دمى وعيالا
هذا مصير اللاهثين تخبطا
ما أبقت الأوجاع بعد مقالا
هذا كتاب الله بعض نصوصه
ضربت لنا في الأنبياء مثالا
قوموا إلى نهج الخليل فإنه
ماكان يرجو منحة ونوالا
بل حطم الأصنام غير كبيرهم
حتى غدت أنصابهم أوصالا
الرسل تحطم كل نُصب في الورى
صخراً يكون النصب أو صلصالا
يدعو الجميع إلى عبادة واحد
ماصدهم سوء يكون مآلا
ماصدهم كفر الجميع وإنهم
قد زلزلوا أصنامهم زلزالا
أين الجميع؟ ألا يعون محمداً
بالعود جز النُصب أن تتعالى
وبهدي أحمد في العباد صحابة
هدموا مناة بالسيوف رجالا
فاذكر جريراً إن تريد وخالداًَ
واذكر علياً شامخاً وبلالا
ماكان فعل الكل إفكا مفترى
أو كان طيفاً عابراً وخيالا
بل كان ضرباً من صميم عقيدة
أضحوا بها فوق الجبال جبالا
بذلوا النفيس لنصر شرعة أحمد
والدين يبقى للولي تعالى[/align]
نَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ الَّتِي أَجْزَلَتْ إِحْسَانَهَا ، وَقَرَنَتْ بِالشُّكْرِ إِمْتِنَانَهَا ، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً تُصَدِّقُ الْقُلُوبُ إِيْمَانَهَا ، وَيَدَخِّرُ قَائِلُهَا إِلَى يَوْمِ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ أَمَانَهَا ، وَيَتَبَوَّأُ بِهَا فِي الدَّارِ الآخِرَةِ جِنَانَهَا ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي أَظْهَرَ اللهُ تَعَالَى بِهِ الشَّرِيعَةَ الْمُطَهَّرَةَ وَأَبَانَهَا ، وَشَرَّفَ هَذِهِ الأُمَّةَ وَرَفَعَ عَلَى كُلِّ الأُمَّمِ شَأْنَهَا ، وَبَعَثَهُ رَحْمَةً إِلَى كَافَّةِ الْخَلْقِ فَأَوْضَحَ دَلِيلَ الْهِدَايَةِ وَبُرْهَانَهَا ، وَأَطْفَأَ بِنُورِ إِرْشَادِهِ شَرَرَ الضَّلالَةِ وَنِيرَانَهَا ، وَأَرْدَى بِدِينِهِ الْقَوِيْمِ مِلَلَ الْكُفْرِ وَالإِلْحَادِ وَأَدْيَانَهَا ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ مَا رَفَعَتْ مَآذِنُ التَّوْحِيدِ آذَانَهَا ، وَأَقَامَ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الصَّلَوَاتِ فَرَائِضَهَا وَأَرْكَانَهَا ، صَلاةً دَائِمَةً يَحْمَدُونَ بِالأُجُورِ اقْتِرَانَهَا ، وَرَضِيَ عَنْ آلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِينَ مَا مِنْهُمْ إِلاَّ مَنْ زَكَّا نَفْسَهُ وَصَانَهَا ، وَسَلَكَ فِي صُحْبَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَتَعْزِيرِهِ الطَّرِيقَةَ الْمُثْلَى فَأَحْسَنَ إِسْرَارَ أُمُورِهِ وَإِعْلانَهَا ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيْرَاً .
وَبَعْدُ ..
لَقَد مَنّ اللّهُ علِيَّ بِحَبٍّ عَجِيبٍ لِلشَّيْخِ الْدُّكْتُورِ الْمُقْرِئِ صَاحَبِ الصَّوْتِ الْرَّخِيْمِ الْخَاشِعِ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ سُعُوْد بَن إِبْرَاهِيم الْشُّرَيْمِ - حَفِظَه اللّه تَعَالَى - فَجَمَعَت مَا اسْتَطَعْتُ مَنْ قَصَائِدِهِ وَهَا أََنَا أَنْثُرُ عَبِيْرَهَا بَيْنَ يَدِيْكُم سَائِلاً الْمَغْفِرَةَ من اللهِ وَالدُّعَاءَ لِيَ بِالْإِخْلَاصِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَأَن يَحْفَظَ اللّهُ شَيْخِنَا وَيَمُدّ فِي عُمَرَهِ - على طاعته-
ولولا إِشَارَتَه مَن إِشَارَتَه حكمٌ ، وطاعته غنمٌ لمَا وَضَعَتْهَا هُنَا لَكِن طلائع الْخَيْر تُسْتَحَقّ وَزِيَادَة
كما قال شوقي :
جَاءَ النَّبِيُّونَ بِالآيَاتِ فَانْصَرَمَتْ ... وَجِئْـتَنَا بِحَكِـيمٍ غَيْرِ مُنْصَرِمِ
آياتُهُ كُلَّمَا طَالَ الْمَدَى جُـدُدٌ ... يَزِينُهُنَّ جَـلالُ الْعِتقِ وَالْقِـدَمِ
يَكَادُ فِي لَفْـظَةٍ مِنْهُ مُشَـرَّفَةٍ ... يُوصِيكَ بِالْحَقِّ وَالتَّقْوَى وَبِالْرَحِمِ
يَا أََفْصَحَ النَّاطِقِينَ الضَّادَ قَاطِبَةً ... حَدِيثُكَ الشَّهُدُ عِنَدَ الذَّائِقِ الْفَهِمِ
فهاكمو هَذِه الدرر الْغَرَر . .
أولاً : [نظم الصبابة في مدح المدينة طابة]:
صبابة حـب العاشقـين تسنم .............ونـار فـراق الوالهـين تضــرم
تكل قلـوب بالمفـاوز والنـوى..............ويكلمـها بعـد الحبيـب فتسقــم
ألا مـن دليل للمحـب ومحسن............. برته صروف البين وهي تصــرم
أسائل عنها كل بـاد وحاضـر.............. وذي النفـس لهفى للغـدو تشمـم
إذا عاين المشتاق صورة قدها...............تهـلل دمـع النفس وهي تبســم
فلا سائر سير المحب ورائـح............... يعــود مـلولا للقـاء ويســأم
وكنت إذا ما اشتد بي العهد والنوى..........أزيد اشتيـاقا في اللقـاء واحلــم
إلى طيبة الغـرا هيام يشـدني............. بهــا مسـجد للزائـرين يعظــم
بنـاه رسـول العالمـين محمد.............شفيـع الـورى بر يجـود ويرحـم
طريـد بـلاد الله من كل عصبة............ تنـادوا إلى قتل الحبيب وسومــوا
فمـن إله العالـمين بفضـله................على عبـده أرض المدينـة يكـرم
فغاظت قلـوب المشركين بهجرة ............. وأرغم أنف الكافـرين وأزكمـوا
ونال من الأنصـار كل تحـية.................أتـوه رجـالا ممتطيـن هواهــم
يقولـون مرحى بالنبي وصحبه...............حللتم بـنا أهــلا وسهلا وطأتــم
ألا سوف تفديك القلوب محـبة ..............وأرواحـنا من قبـل ذلـك والــدم
فسرت إلى تلك البقـاع مهرولا...............كمـا سـار قبـلي باشتياق متيــم
قصـدت صلاة مؤمنا أملا بما................تكـون به ألفـا صحيحـا وأقســم
فلله كـم فيها يـذوب منـافق ..............كملـح إلـى مـاء يـذوب فيعـدم
ولله كم ينـفى الحديـد بكيره ...............كذاك لتنفي مـن أسـاءوا وأجرمـوا
وكم يأرز الإيمـان فيها محببا ...............كمـا تأرز الحيـات بالجحر فافهمـوا
ولله كم فيـها يفـوز مسـالم ...............وسكنــاهم فيـها أعـز وأعظـم
ولله كـم فيها تـزول مضايق ...............وأحـزان مـن فيها تبـاد وتفصـم
ألا إنما الخيـرات فيها إجابـة................بلـى المختـار يدعــو فيكــرم
ألا إنما الدجـال عنها مصرف ................وعـن بلدة المختـار فهـو محجـم
ألا إنها خيـر البلاد مكانـة...................تلـى مكـة الكبـرى التي تتقــدم
هنيئا لكم يا أهل طيبة موطـن ................له فـي قلـوب العارفيـن مخــيم
هنيئا لكم يا أهل طابة مسجـد ............... له فـي شفـاه الزائريـن ترنــم
به الروضة المذكور حقا صفاتها .............من المنبر البـادي وذا القبر أشـأم
وذي روضة من جنـة الله إنها...............بنص النبي والنص حـق ومحكــم
وعرج إلى صوب البقيع تحيـة...............لأرواح مـن فيها وقلبـك مغــرم
تذكر أخي إن كنت حيا قبورهم ...............حوت معظم الأصحاب والصحب أكـرم
وفي أحد الأرواح صار مرامها.................وللشهــداء روح وخيـر وانعــم
بأرواحهم قادوا جحـافل ركبـهم............. سيوفهـم تعلـو الرقـاب وتهشـم
فلله كـم من متقيـن إذا رأوا ................قبورهـم حقـا بكـوا وتلعثمــوا
وهل لي إذا جن الظلام بمثـلهم؟ .............هم صفـوة المختـار لا شك فيهـم
فما كان يرضـيهم خنـوع وذلة..............ومـا كان يرضي الله فهـو مقـدم
وفيه قبـاء مسـجد لمؤسـس .............علـى البـر والتقوى إذا ما سألتـم
وفيـه صلاة من تقـي كـعمرة ........... رواه النسائـي وهـو شـاف معلـم
وكان رسول الله في السبت زائرا ............وفيه روى الجعفـي أيضا ومسلــم
أيا قارئـا هذا القصيد وسامعا ..............عليك بسـد العيـب إن كنـت تعلـم
ولا تنسيـن عبدا فقيرا مقصرا ............ بدعـوة ظهر الغيـب علك ترحــم
وآخر دعـوة من يروم إجابـة.............. أن الحمــد لله العظيـم أتمـــم
ويا خالقـي إن الصلاة ختـامها ............وحسـن ختـام المـرء خير وأقـوم
نُكْمِلُ بِمَشِيْئَةِ الله
وَباِللهِ حَوْلِي وَاعْتِصَامِي وَقُوَّتِي ... وَمَـالِي إِلا سِـتْرُهُ مُتَجَـلِّلا
فَيَا رَبِّ أَنْتَ اللهُ حَسْبِي وَعُدَّتِي ... عَلَيْكَ اعْتِمَادِي ضَارِعَا مُتَوَكِّلا
ـــــ ،،، ـــــ
[ثانياً] قصيدة في قيادة المرأة للسيارة:
قيل في الإعلام قـولٌ عن ولي العــهد فـينا
فانبرى الأقـــزام تواً فـــي ركــاب اللاهثينا
من مداد الخبث يُذكى فكرهم حيناً فحينـا
ثم قــالـــــوها بقـول يـكشف الرأي الدفـينا
كم خـــــطابات تولت لـــم نرى منهم طـنينا
ذاك ذئب بات يعـوي يـبتـــغي عجلاً ســمينا
(زيّف) الأقــلام يهذي كي يضل المهـــتديــنا
ظنّ أن الـــبنت صيدٌ يـدخل الجوف اللعــينا
أنشَــدُوهــا يا فـــتاةً في عـــداد الدارســينا
كيف يجديك احتشامٌ يكشف الوجه الحسينا
كيف يؤذيكِ اختلاط في صفوف المعجبينا
أنت عند القوم كأسٌ أو خــمور الأنــــذرينا
مزقي الجلباب قسراً واقــتداراً تصحـــــبينا
كيف (تؤوين) انتقاصاً؟ كيف باصاً تركبــــينا؟
إيه! قومي في إبــاءٍ اعلني القصد المشـينا
واركبي السيار قســراً رغــــم أنف المانعـينا
صرح المسؤول يوماً لن تراعــــوا لن نلينا
نحن للإسلام حصن في وجوه المغــرضينا
أسهم العلمان ترمى دون أرض المسلمــينا
منجنيق القوم عار والحصى أضحى طحينا
ما على قومٍ بُــــغاة أن طغـــوا مستـنصرينا
سوف يلقاهم عقابٌ مــن إلـــــــه العالمينا
شرعة الرحمن حق لا ادعاءاتُ المِئِــــيْنا
ليس هم القوم بنـتاً في صـــــلاح أو بنينـا
همهم كشف الخبايا من جمـــــال تُرزقينـا
أو ولوغ في إنــــاءٍ يجعل الألبان طـــــينا
يا لأختي ليس يجديـ ـهم عفـاف المؤمنـينا
ثَمَّ أمر ليس يخفـــى من نوايا العابثــــيـنا
أن تكون المرأة الغــَرْ ا إمام الــمسلمينا
أو رئيس مجــالس الـ وزراء يا للغافلـــينا!
أو ولي العــــهــــد إن كــنا لدون راغبينا
أو إمام المسجــديـــن إن فســدنا أو عميــنا
يالقومـــي مادهـــاكم أبــصِروهم مارقيـــنا
أبصروهم كـــي لـئلا ينقضوا الحبل المتيــنا
يافـتاة الخير أنت رغم أنف الماكــريــــنا
درّة الغـواص أنـت في بحار المـــتقــيــــنا
لاتملِي الستريـوماً وادخلي الحصن الحصينا
لاتكوني قط علــكاً تحت ناب الماضـــغينـــا
لن يدوم العلك حلوا بعد حين تُـــلـــفــظــــينا
يافــــتاة الخير إنـــي رغم كل الساقــــــطينا
أبعث الآهات حزنـــا قــــبلُ كنا آمــنيـــــــنا
لن يظل الذئب شيخاً في ثيــاب الناصـــحينا
هل رأيت الصدق يوماً في لسان الكاذبـــــينا
أو رأيت الذئب حــقاً في صفوف الراكعينا
بل أزيد الشعـــر بيتاً من قصـــيد الغابرينا
مخطئ من ظن يوماً أن للــــثعلب ديـــــناً
[ثالثاً]:قَصَائِدُ الْشَّيْخِ سُعُود الْشُّرَيْمِ فِي الْرِّثَاءِ
أ- فِي رِثَّاءِ ابْنِ بَازٍ - رَحِمَهُ اللهُ وَقَدّسَ رُوْحَهُ-
جل المصـاب وزاد همـي الخبـر
حل المشيب بنـا والغـم والسهـر
شل القلوب أسـى والبيـن مثلمـة
والأرض مظلمـة يجتاحهـا قتـر
يمضي الزمان علـى هـم أقلبـه
لو صب في جبـل لصـدع الحجـر
تجري السنون ولا شهـر نسائلـه
مضى محرمهـا وقـد بـدا صفـر
أيامهـا دهـر وليلـهـا سـنـة
لم يحيني طـرب فيهـا ولا سمـر
عفا الإمـام ولـم تخبـو مآثـره
عبد العزيز وهل يخفى لنا القمـر؟!
شيخ العلوم أبو الأشيـاخ مجتهـد
فـذّ أريـب نجيـب وصـفـه درر
قطب الحديث وطود يـا أخـا ثقـة
طب القلـوب لـه قـدر ومعتبـر
نـدُّ الزمـان ولا ميـن يكذبـنـي
في الحاضرين ولا ما ادعـي هـذر
لم يثنه ملـل عـن كـل مكرمـة
يدعو بهـا وكـذا لـم يثنـه كبـر
من كان فيه هوى يشنا به علمـا
فهو الصفيق وفـي إيمانـه نظـر
إني لفي كمد ، إنـي لفـي وجـل
الشوق مضطرم والحـزن يستعـر
هل من دليل إلـى شيـخ يشاكلـه
أو من قريب له يبدو لنـا الخبـر؟
رباه يا أملـي قـد هدّنـي حـزن
وضمني قلق واشتـد بـي ضجـر
جسمي لمرتعش والنفـس مكلمـة
والقلب منه دمي يرغـي ويعتصـر
البـال منكسـف والحـال منهكـة
والدمع منحـدر والنفـس تنفطـر
إني لفي عجـب مـن حبـه ثمـل
لو بحت عنه هنا لاستنكـر البشـر
واهـا لطلعتـه واهـا لبسمـتـه
فبحـره غـدق ووجهـه قـمـر
أوقاتـه سنـد يدليـه فـي ثقـة
يروي الحديث ولا يعلـو ويفتخـر
إن جئت مشتكيا أرضاك في عجـل
أو جئت ملتمسـا عونـا فمقتـدر
شجـاع أمتنـا وصدقـه عـلـم
النصح مذهبه لا الجبـن والخـور
أما النحيـب إذا خـاف الإلـه فـذا
لزيـم هيئتـه وهكـذا سـبـروا
كم قالها حكما كـم قالهـا عبـرا
كم قالها ووعى ذا الفـرد والأسـر
ما عاب ملتزما ما اغتاب منحرفـا
تبرى سريرتـه ومـا بـه وحـر
كم كان مطلعه والقلب فـي فـرح
قد غاب مشرقه في الجنـة النظـر
من للبخاري إذا طل الصباح ومـن
يفري الصحيح إذا شيخ الورى قبروا
مـن للبلـوغ وللأوطـار منفـرد
لله مـا ذهبـت أيامـهـا هــدر
من للفتاوى إذا ما غـاب عالمهـا
من للقرآن إذا ما أشكـل السـور
من للغيـور إذا تمضـي متارسـه
من للدعـاة كـذا للحـق ينتصـر
يا طائرا فرحا في الجـو مفترشـا
بلغ مقالة مـن بالخطـب يحتضـر
بلغ مقالـة مـن بالفـال مكتنـف
جفـت مدامعـه أو كـاد ينفـجـر
لا بد مـن أمـل فـي الله مرتقـب
فعهـده بلـج ووعــده سـحـر
إني على ثقـة أن ينجلـي خلـف
إنـي لمرتقـب للصبـح ينتـشـر
لله كم تـرح يمضـي وكـم فـرح
يأتي وكـم سعـد يتلوهمـا كـدر
إن العزاء لنا إيمان مـن علمـوا
أن الإلـه قضـى والنافـذ القـدر
إن الحيـاة لنـا ممـر معـتـرك
فساقـط بشـر وسـالـم نـفـر
كم عالم سلبـت نفسـا لـه غيـر
كم هالك كمدا بالحزن قـد غبـروا
رب العبـاد ألا فاجعـل منـازلـه
علو الجنان لـه قصـر بـه نهـر
واجعـل مقاعـده تـروي مراقـده
ومد ملحده فيمـا حـوى البصـر
إن العزاء لبيت البـاز فـي علـم
عوضتموا خلفـا والله فاصطبـروا
وفي الختام خذوا من حرقتي مثـلا
يمضي الكتاب فلا يبقـى ولا يـذر
لو كان من أحد ينجو علـى حـذر
من موتها لنجا عدنـان أو مضـر
لكنـه أجــل لا بــد مكتـمـل
يصـلاه مختـرم خبـاب أو عمـر
لا تركنن إلـى الأسبـاب معتمـدا
فالاعتماد على الأسبـاب محتقـر
تأتي المنون على أرواحنـا غيـر
والنفس ذائقـة للمـوت يـا بشـر
ثيابهـا كفـن وطيبـهـا حـنـط
وضوءهـا غسـق وبيتهـا حفـر
إما إلى سعـة فـي القبـر باديـة
أو في ثرى حفـر ميعادهـا سقـر
لله كـم ملـك بالسـؤل مؤتـمـر
لله كـم ملـك أعمالنـا خـبـروا
من منكر ونكيـر مـا لنـا هـرب
عمـا يـراد لنـا كــلا ولا وزر
للنـار مؤتمـن فمالـك حــرس
وللجنـان يـرى رضـوان يأتمـر
رباه إن لنـا فـي عفوكـم أمـلا
ما خاب ملتمـس والذنـب يغتفـر
أنت الملاذ لنـا مـن كـل حادثـة
أنت العياذ لنا من كل مـن حقـروا
ثم الصلاة علـى المختـار سيدنـا
ما طاف معتمـر أو حـج مفتقـر
[يُلاَ حَظُ فِي قَصِيْدَة ِالْشَّيْخِ حُزْنُهُ وَآسَاهُ الْبَالِغُ وَذَلِكَ لِتَأثُّرُهُ بِالْشَّيْخِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَّى لاَ سِيَّمًا وَهُوَ مِنْ مَشَايِخِهِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَى الْجَميْعِ]
- فِي رِثَّاءِ العثيمين -رَحِمَهُ اللهُ وَقَدّسَ رُوْحَهُ- :
الشيخ سعود الشريم في رثاء الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
ياعبلُ لا تلومـي إنْ نسينـا
هواكِ حيـن كنـتِ تعذلينـا
ياعبلُ لا مـلامَ فـي جفـاءٍ
ففينـا مايـروّعُ الجنيـنـا
ياعبل لا وصال فـي بـلاء
رزينـاً بالخطـوب سادرينـا
تالله ماطـاب لـنـا مـنـامٌ
يحـقُّ للمـنـام أنْ يبيـنـا
وزهَّد الصفـيَّ فـي تـلاقٍ
نــوازلُ تبـلِّـغُ اليقيـنـا
إنْ تسألـي ياعبـلُ مادهانـا
فلتسمعـي البكـاءَ والأنينـا
ولتبصري العيونَ شاخصاتٍ
حسيـرةً ممـا بـه رُزينـا
كي تعلمي المصابَ في جموعٍ
ولتعذري إن كنـت تعذرينـا
بفقـد شيـخٍ عالـم جليـلٍ
مـوسـداً بقـبـره دفيـنـا
أتـاه مايجـوب كـلَّ حـيٍّ
بالموت حين يقطـعَ الوتينـا
محمـد الصالـح يالقـومـي
لقينافـي المصـاب مالقينـا
لـو أننـا نُقـرُّ فـي فـداء
فيُفتـدى بالمـالِ والبنيـنـا
لكنه الممـات ليـس يُجـدي
فداؤنـا المكفَّـنَ القَطِيـنـا
آل عثيمـيـن ألا فصـبـراً
عزاؤكـم مصابُنـا عِزيـنـا
حبر وبحـرٌ للجميـع رحـبٌ
نـراه إذ نـراه مستبيـنـا
فإن تسل في النحو ذاك طود
والفقهُ صار ثوبَـه المتينـا
يقول بالنصوص فـي ثبـاتٍ
دليلـه أنبـانـا أو رُوِيـنـا
يُدارسُ العلـوم كـلَّ حيـنٍ
ويقهرُ الباطـلَ فينـا حينـا
لم تنثنـي قناتُـه اصطبـاراً
يقيمهـا الدهـورَ والسنينـا
يُجلُّ بالعلـم علـى افتخـارٍ
يُحـبُّ بالألـوفِ والمئيـنـا
يقـوم إنْ جـنَّ بـه ظـلامٌ
لله يقـرأ قـولَـه المُبيـنـا
كتابُنـا سلـتْ بـه قلـوبٌ
مـا آن للقلـوبِ أن تليـنـا
لله يالقـومـي مـادهـاكـم
ألا ترون الخطب حـلَّ فينـا
ألا ترون الأرض بعـد هـذا
تناقصـتْ بمـوتِ عالِمينـا
ويكلـمُ القلـوبَ أن تلاقـي
بموتهم فـي العلـم جاهلينـا
بجهلهـم تساقـط الأناسـي
واستسمنـوا ذا ورمٍ ثخينـا
فلـم يـع لهـازمُ البـرايـا
لم يستبينوا الغثّ والسمينـا
أبـرم لنـا ياربنـا شيوخـا
أمثالَـهُ يـجـدِّدون ديـنـا
كي نستفيق في الورى وهذا
دواؤنا مـن بعـد ماعيينـا
لـن أغفلـنَّ ياأُخـيَّ حتمـا
عن دعوة للشيـخ ماحيينـا
إن قائماً أو قاعداً أو راقـداً
وادعوا لـه ياقـومُ قانتينـا
بمثلـه فلتختـمـوا حـيـاةً
لاتختمـوا بمثـل مطربينـا
شتّان بيـن عـازفٍ بعـودٍ
حياتُـه أهـواكِ لـنْ ألينـا
وبيـن مـن حياتـه جهـادٌ
ويُبصر الطريـقَ إنْ عمينـا
فارحم إله العالميـن شيخـاً
ولتجزهِ فـي العـدن علِّيينـا
بفضلـك العظيـم ياإلـهـي
زوِّجه في الجنةِ حوراً عينـا
واخلف لنا في المسلمين خيراً
بالله قولـوا إخوتـي آمينـا
ثـم الصـلاة بعدهـا ختـام
على الـذي نفديـه والديِنـا
ب- فِي رِثَّاءِ الشيخ عمر السبيل -رَحِمَهُ اللهُ ُ- :
الشيخ سعود الشريم في رثاء الشيخ عمر السبيل رحمه الله .
خبر أتانا قرب جنـح ظـلام
هز الفؤاد فقض فيـه منامـي
مات الخطيب إمام أطهر بقعـة
هـذا قضـاء الواحـد العـلام
عمر السبيل في التراب مجندل
تالله هـذي لوعـة الأقــوام
في الحج أضحى للمخيط مجردا
واليوم أمسى شبه ذي الإحرام
يبكيه في كـل البـلاد أحبـة
يبكيه جمع من بنـي الإسـلام
فليهنه جمـع أتـاه مشيعـا
يدعو لـه بالعفـو والإنعـام
يا نفس عزي في المصيبة أمة
مكلـومـة بالـحـزن والآلام
عزي وقولي للخليفـة قولـة
ميعادنـا بجنائـز الأعــلام
عهد مضى عشنا صفاء محبة
فكأنه الأضغاث فـي الأحـلام
شيـخ جليـل لا أقـول تزلفـا
فالمذق سوء وهو غير تمـام
إن شئت فقها أو أردت تواضعا
أو بذل نصح من شفاه إمـام
نفحات عطر فـي فـؤاد نيـر
متوقد يرجـو بلـوغ مـرام
الفقه في جنبيه مثل صيـارف
ينبيك عن حـل بـه وحـرام
والسمت سمت العارفين تلطفـا
بالحزم يمضي ممسكـا بزمـام
خطب تنكر كـاللالـئ ثـرة
لله در الفـارس الضـرغـام
رأي حصيف يستضـئ بهمـة
أكـرم بهـذا العالـم الهمـام
قلب حوى من كل حقل زهـرة
هذي مآثـره مـدى الأعـوام
تالله ما وفيـت كـل خصـالـه
مهما سكبت السـود بالأقـلام
ما ضيع الأوقات حين أضاعهـا
من قطعوها مثل قطع حسـام
ما هكذا وقت الفتى في عمـره
سهو ولهو ثم فيض غرام
فالوقت مثل السيف في طياتـه
معنى يفوز بـه ذوو الأفهـام
فالله ندعو أن يثيب خطيبنـا
خيرا جزيلا وسـط دار سـلام
وزواجه بالحـور فـي جناتـه
آمين يـا ذا الجـود والاكـرام
صلى الإله على الحبيب محمد
ما هل قطر إثر ومض غمـام
رابعـــاً : قصيدة و انكسر الصنم
قالوا لماذا حطموا التمثالا؟
إنا نرى هذا الصنيع خبالا
قالوا لمن صان العقيدة إنكم
أخلفتم التاريخ والأجيال
وتتابعت أقلام أمتنا حمى
بثقافة مملوءة أثقالا
زادوا القروح يعللون تطببا
وأذاقنا المتفيقهون وبالا
يسعون في إبقاء بوذا شامخاً
نصروا له الآثار والأطلالا
والله ماكنا نخال عيوننا
يوماً ترى من يُعْظم التمثالا
هلا تركتم نصر بوذا ويْحكم
يكفي اكتتاباً فيه واسترسالا
من كان يسعى جاهداً في كسره
قالوا تنكر للجموع ومالا
أو من يهذّ الشعر مثلي نصرة
سيقال شط محملقين وغالا
إني سأعمل في القصيد مشاعري
نصراً لربي لا لأرقب مالا
ياكاتبين عن التماثيل التي
صال الزمان بمثلهن وجالا
صال الزمان بمثلهن وجالا
تحيي الموات وتوقظ الجهالا
باتت بأفغان الحياة أسيرة
أطفال يتـّم والنساء ثكالا
أضحوا يجوب الفقر كل ديارهم
والجوع يكسو أهلها السربالا
باتوا على طوى البطون تصبّرا
ولربما فقدوا الطعام هلالا
ولقد رأوا في المسلمين تجاهلا
فتجرعوا الإقلال والإغفالا
حتى إذا ما مس بوذا ويحهم
فاهت له الأفواه قيل وقالا
ماذا أقول؟ وفي الرعاع لهازم
واخجلتاه نعانق الأغلالا
واخجلتاه بملء فيّ أقولها
بالشعر أهجو الخزي والإذلالا
حتى متى تعطي الدنية أمتي؟
والقيد فيها ماثل سلسالا
فلأجل من صرنا قطيع حظيرة
ولأجل من نبقى دمى وعيالا
هذا مصير اللاهثين تخبطا
ما أبقت الأوجاع بعد مقالا
هذا كتاب الله بعض نصوصه
ضربت لنا في الأنبياء مثالا
قوموا إلى نهج الخليل فإنه
ماكان يرجو منحة ونوالا
بل حطم الأصنام غير كبيرهم
حتى غدت أنصابهم أوصالا
الرسل تحطم كل نُصب في الورى
صخراً يكون النصب أو صلصالا
يدعو الجميع إلى عبادة واحد
ماصدهم سوء يكون مآلا
ماصدهم كفر الجميع وإنهم
قد زلزلوا أصنامهم زلزالا
أين الجميع؟ ألا يعون محمداً
بالعود جز النُصب أن تتعالى
وبهدي أحمد في العباد صحابة
هدموا مناة بالسيوف رجالا
فاذكر جريراً إن تريد وخالداًَ
واذكر علياً شامخاً وبلالا
ماكان فعل الكل إفكا مفترى
أو كان طيفاً عابراً وخيالا
بل كان ضرباً من صميم عقيدة
أضحوا بها فوق الجبال جبالا
بذلوا النفيس لنصر شرعة أحمد
والدين يبقى للولي تعالى[/align]