- 16 يونيو 2007
- 86
- 2
- 8
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
(بسم الل)
السلام عليكم
قال تعالى
({وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }البقرة132
وقال أيضا ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102
وفي الجملة المقدسة منهما (وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )
مجاز طريف جدا---فيمكنك أن تقول للإنسان " لا تأكلّن الخيار"
أو "لا تسمعنّ الموسيقى".
أنت في الجملتين نهيته عن فعل في مقدوره وضمن استطاعته---أمّا الموت فهو فعل الله لا فعل العبد---
ففي الجملة مجاز تأويله هو "حافظوا على إسلامكم حتّى يأتينكم الموت" --وقد أوقع النهي على السبب- وهو الموت - لأنّ الإنسان يتقي الله ويلتزم الصالحات مخافة أن يأتيه الموت وهو على حال غير مناسبة لاستقباله
قال العلّامة ابن عاشور فيها
(وللعرب في النهي المراد منه النهي عن لازمه طرق ثلاثة:
الأول: أن يجعلوا المنهي عنه مما لا قدرة للمخاطب على اجتنابه فيدلوا بذلك على أن المراد نفي لازمه مثل قولهم لا تنس كذا أي لا ترتكب أسباب النسيان، ومثل قولهم: لا أعرفنك تفعل كذا أي لا تفعل فأعرفك لأن معرفة المتكلم لا ينهى عنها المخاطب، وفي الحديث: " فلا يذادن أقوام عن حوضي " ،
الثاني: أن يكون المنهي عنه مقدوراً للمخاطب ولا يريد المتكلم النهي عنه ولكن عما يتصل به أو يقارنه فيجعل النهي في اللفظ عن شيء ويقيده بمقارنه للعلم بأن المنهي عنه مضطر لإيقاعه فإذا أوقعه اضطر لإيقاع مقارنه نحو قولك لا أراك بثياب مشوهة، ومنه قوله تعالى: { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } }
،ترى هل ينطبق موضوع القسم الثاني على الآية؟؟؟
أنا لا أظنّ ذلك لأن الموت المنهي عنه ليس مقدورا للمخاطب--
ترى هل أنا مصيب في ظنّي؟؟