إعلانات المنتدى


توبة شاب غافل بعد بِرُؤيَتِهِ مَصْرَعَ أخته المؤمنة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

راضِي

الإدارة التقنية للمنتدى
إدارة المنتدى
10 مايو 2015
27,999
1
5,662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الودود حنيف
علم البلد
توبة شاب غافل بعد بِرُؤيَتِهِ مَصْرَعَ أخته المؤمنة


يقول صاحب القصةِ كنت شابا غافلا عن الله ، بعيدا عنه ، غارقا في ظُلَمٍ مِنَ المعاصي بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْض ، فلما أَن أراد الله لي الهدايةَ قَدَّر لي حادثا أعادني إِلى رشدي وردَّني إِلى صوابي ، وإليكم القصة :
في يوم من الأيامِ وبعدَمَا قضينا أياما جميلة في نزهة عائلية إِلىمدينة الدمامْ ، انطلقتُ بسيارتي عبر الطريقِ السريعِ بين الدمامِ والرياضِ ومعي أخواتي الثلاث ، وبدلا مِن أن أدعوَ اللهَ بدعاء السفر المأثورِ استفزني الشيطان بخيلِهِ وَرَجِلِه ، وزين لي سماعَ لهو الحديث المحرم لأظل غافلا عن الله ، لم أكن حينذاك أحرص علىسماع إذاعة القرآن الكريم أوالأشرطة الإسلامية النافعة للمشايخ والعلماء ، لأن الحق والباطل لا يجتمعان في قلب وَاحِدٍ أَبَدَا !!!
إحدى أخواتي كانت صالحةً مؤمنة ذاكرة للهِ حافظةً لحدوده ، طلبت مني أن أسكت صوت الباطل ، وأستمع إِلى صوت الحقّ ، ولكن أَنَّى لي أن أستجيبَ وقد استحوذ عليَّ الشيطانُ وملك جوارحي وفؤادِي .. ؟!
فأخذتني العزة بالإثم ورفضت طلبها وَشاركَتْني في ذلك أختاي الأخريان ، وكررت أختي المؤمنة طلبها فازددت عنادا وإصراراً وأخذنا نسخر منها ونحتقرها ، بل إِنيِّ قلت لها ساخرا : إِنْ لَمْ تَصْمُتي سَأنزلكِ على قارعة الطريق !!!
فصمتتْ على مضضٍ وقد كرهتْ هذا العملَ بقلبها وأدت ما عليها ، والله تَعَالَىٰ لا يكلف نفسا إِلاَّ وسعها ، وفجأةً وبقدرٍ من الله مُسْبَقٍ انفجرت إحدى إِطَارَاتِ السيارة ونحن نسير بسرعة شديدةٍ فانحرفت السيارة عن الطريقِ وهوت في منحدر جانبيٍّ فانقلبت عدة مراتٍ حَتىَّ أصبحت رأسا على عقبْ ، وأصبحنا في حالٍ لا يعلمها إِلاَّ الله ، فاجتمع الناس حول السَّيَّارةِ المنكوبة وقام أهل المَعْرُوفِ بإخراجنا من بين الحطام والزجاج المتناثرِ لكن أَيْنَ أُخْتُنَا المُؤمِنَة 00؟!!
لقد خرجنا جميعا سالمين ـ اللَّهُمَّ إِلاَّ مِنْ بعض الإصابات البسيطة ـ إِلاَّ أختي المؤمنةِ الصابرة ، أختي الطيبة ، أَخْرَجُوهَا مَيْتَةً في مَنْظَرٍ يُقَطِّعُ الأَكْبَادَ وَيمَزِّقُ الفُؤادْ ، نعم لقد مَاتَتْ ، مَاتَتِ الَّتي كنا نستهزئ بها ، اختارها الله مِنْ بَيْنِنَا ، وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِينَا خَيْرَاً لاخْتَارَ لَنَا أَنْ نمُوتَ عَلَى مَا مَاتَتْ عَلَيْه ، وَلَكِنَّهُ أَخَّرَنَا لِنَتَّعِظَ وَنَعْمَلَ لهَذَا اليَوْمِ وَلمِثلِ هَذَا فَليَعْمَلِ العَامِلُون ، وإني لأرجو أن تكون في عداد الشهداء الأبرار ، وأسأل الله أن يعليَ مكانتها في جنات النعيم ♥
أما أنا فقد بكيْتُ على نفسي قبل أن أبكيَ على أختي مُرَّ البُكَاءِ وانكشف عن عَيْنيَّ الغطاءُ فأبصرت حقيقة نفسي وما كنت فيه من الغفلة والضياع ، وَعلمت أن الله ( ) قد أراد بيَ خيراً إِذ كتب لي عمرا جديداً لأَبْدَأَ حياةً جديدة ملؤها الإيمانُ والعملُ الصالح ♥
أما أختي الحبيبة فَكُنْتُ كلما تذكرتها أذرف دموع الحزن والندم وأتساءل في نفسي : هل سيغفر الله لي 00؟!! فأجد الجواب في كتاب الله ( ) في قوله تعالى ( ) : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ؛ إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
[الزُّمَرْ : 53]
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع