إعلانات المنتدى


ابني .... حبيبي

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
372
165
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد

بسم الله الرحمن الرحيم
أبناؤنا هم هبة الله تعالى لنا، وهم العيون التي نرى بها والأفئدة التي نحس بها , والماضي الذي نعتز به , والحاضر الذي نعيش له , والمستقبل المنشود الذي نتشوق إليه .
فهم هبة الله تعالى لنا , قال سبحانه :\" يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) - سورة الشورى .
وهم قرة العين في هذه الحياة , قال تعالى : \" وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) سورة الفرقان .
وهم زينة الحياة الدنيا , قال تعالى : \" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " (46) سورة الكهف
ولقد فطر الله تعالى الوالدين على محبة الولد، وجعله ثمرة الفؤاد وقرة العين، وهذه المحبة هي مصدر الأمن والاستواء النفسي للولد، كما أنها القاعدة الصلبة لبناء شخصيته على الاستقامة والصلاح والتفاعل الإيجابي مع المجتمع من حوله.
ولا شك أن جميع الآباء يحبون أبناءهم، وإنما يختلفون في طريقة التعبير عن ذلك الحب؛ غير أن شعور الأبناء بحب آبائهم لهم عنصر حاسم في بناء الثقة بين الطرفين، وفي ضمان نجاح تربيتهم .
فنداء الحب للأبناء والتعبير عن حبهم بالإشارة والعبارة لهو أبلغ الأدلة على هذا الحب , ولقد ضرب لنا القرآن الكريم الكريم أبلغ الأمثلة على ضرورة تعبير الوالدين عن حبهم لابناءهم بنداء الحب الخالد .. ولدي .. ابني .. بُني .. فها هو نبي الله نوح عليه السلام على الرغم من جحود ابنه وكفره وعناده إلا أنه لم يتخل عن نداء الحب له , قال تعالى : \" وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) سورة هود.
ثم يوصي إبراهيم أبناءه بهذا النداء ,قال تعالى : \" وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) سورة البقرة .
وفي قصة لقمان يتكرر النداء المحب ممتزجاً بالوصايا الغاليات النافعات , قال تعالى : \" وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وقوله أيضا " يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) - سورة لقمان .
وعلى هذا فإن الوالد لا يضنّ بقول أو فعل من أجل صلاح ولده وحسن تربيته ،
وهذا أحد الحكماء يعبر عن حبه لولده بوصايا جامعة رائعة فيقول له :
يا بنى : إذا اجْتَمَعَتْ عليك أعمالٌ كثيرة، فابْدَأ بأحبِّهَا , إلى اللّهِ عز وجل، وأَحْمَدِها عاقبة.
يا بني : إذا فعلت معروفا فلا تَمنَّ به، فإن الِمَّنة تهدِم الصنيعة وتُحْبط الأجرَ، وتسْقِط الشكر.
يا بني : عليك بالوفاء، فإنه يدعو إلى التُّقَى، واعلم أنه لا يتمُّ كرمُ المرء إلا بحسنَ وفائه.
يا بني : خذ في أمورك بالأناة وحسن التثبت، تسلمْ من عتاب الإخوان.
يا بني : إذا ائتمنكَ أحدٌ على أمانة فاحفظها حتى تُسَلِّمَهَا مصونةً إلى أهلها.
يا بني : لا تعب أحداً مما يبدو لك من عيوبه، فإذا هممت بذلك فاذكر عيوب نفسك ففيها ما يَشْغَلُكَ عن عيوب الناس، فإن عبت أحداً بما فيه كان ذلك قبيحاً، وأقبحُ منه أن تعيبه بما فيك .
يا بني : إياك وقرينَ السوء فإنما صلاحُ أخلاق المرء بمقارنة الكرام، وفسادُها بمحادثة اللئام، وإنما عُرف المرء بقرينه.

وعلى كل أبٍ ومربّي أن يتيقن تمام اليقين أن كل ما يعمله من عمل صالح أو غيره سيبقى أثره أول ما يبقى في أولاده وذريته , ولقد أرشدنا إلى ذلك المولى الكريم في كتابه, قال سبحانه :\" وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9) سورة النساء .
كما ذكر لنا القرآن الكريم طرفاً من قصة العبد الصالح مع نبي الله موسى عليه السلام حينما نزلا إلى قرية فأصلح العبد الصالح جداراً أوشك على السقوط كان تحته كنز لغلامين يتيمين في المدينة فلما سأله موسى عن فعله هذا أخبره أن أباهما كان صالحا , فأبقى الله تعالى أثر صلاح الوالدين في أولادهما , قال سبحانه : \" \"وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) سورة الكهف .


اللهم أصلح لنا أولادنا وانفعهم بنا وانفعنا بهم ... اللهم آمين
منقول بتصرف
من مقالات الدكتور بدر عبد الحميد هميسة

 

رشيد التلمساني

مشرف ركن مزامير المغرب الإسلامي
المشرفون
5 أبريل 2020
10,805
2,318
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
آمين
بارك الله فيك وأثابك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع