- 3 ديسمبر 2020
- 372
- 165
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
-
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : " وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا" هذه جملةٌ من الحديث المروي ّعَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وقدأخرجه أحمد والترمذي وقال : غريب ، والبيهقى في شعب الإيمان .قال الألباني في \"السلسلة الصحيحة\" فمن علامات الإيمان كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية الجامعة المانعة أن يحب المسلم للناس ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه . فمن حق أخيك عليك أن تكره مضرته وتبادر إلى دفعها ، فان مسه ما يتأذى به شاركته الألم وبذلك يشعر المسلم بأن أخوه ظهير له في السراء والضراء ، وقد عبّر القرآن عن هذه الأخوة في قوله تعالى: " إنما المؤمنون إخوة " [الحجرات:10]، وعن النّعمانِ بن بشير رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم مثَلُ الجسد إذا اشتَكى منه عضوٌ تداعى له الجَسَد بالحمَّى والسّهَر» رواه البخاري ومسلم، وعن أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيانِ يشدُّ بعضه بعضًا» [رواه البخاري ومسلم]، وعن حقوق هذه الأخوّة جاء الحديث عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تحاسَدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابَروا، ولا يبع بعضكم على بيعِ بَعض، وكونوا عبادَ الله إخوانًا، المسلِم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا ـ ويشير إلى صدرِه ثلاث مرّات ـ، بحسب امرِئٍ من الشّرِّ أن يحقرَ أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرَام: دمه وماله وعِرضُه» رواه مسلم. فإذا وجدت الإنسان حريصاً على حب الخير للناس، حريصاً على نفعهم، سخيّ النفس، سمح النفس، يبذل ويعطي ويعين، تجده غداً أحرى بإمامة الناس، ودلالتهم على الخير، ونشر الخير بينهم؛ يقول ابنُ عباسٍ متحدِّثاً بنعمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ : فيَّ ثلاثُ خصالٍ : ما نزل غيثٌ بأرضٍ ، إلاَّ حمدتُ الله وسُررتُ بذلك ، وليس لي فيها شاةٌ ولا بعيرٌ . ولا سمعتُ بقاضٍ عادلٍ ، إلاَّ دعوتُ الله له ، وليس عنده لي قضيَّةٌ . ولا عَرَفتُ آيةً منْ كتابِ اللهِ ، إلاَّ ودِدتُ أنَّ الناس يعرفون منها ما أعرفُ . إن حب الخير للناس مما يقوم عليه ويتقوى به إيمان المؤمن، ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وسلم: \"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه\"، قال سفيان بن حسين: ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية فنظر في وجهي, وقال: أغزوت الروم؟؟قلت: لا قال: أغزوت الهند أو السند أو الترك؟؟قلت: لا قال: أفسلم منك الروم, والهند , والسند , والترك؟!ولم يسلم منك أخوك المسلم! . واخيرا فإن القلب الذي يحمل الحب والخير للآخرين ولا ينطوي على حقد او حسد هو من ينجو صاحبه وتكرم منزلته عند الله وعند الناس ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ( كُلّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ ). قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ ، نَعْرِفُهُ. فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ ؟ قَالَ: ( هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ. لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ ) رواه ابن ماجه (4307) وأبو نعم في الحلية 1/183 . منقول بتصرف من مقالات د. بدر عبد الحميد هميسة |