إعلانات المنتدى


الآثار الإيمانية للصيام

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
319
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
فنعرض لأهم الأثار الايمانية للصيام ، وأثرها على تربية المؤمن في هذا الشهر الكريم ، ومنها :
1- تحقيق أعلى مراتب الدين وهو الإحسان
قال ابن القيم: فهو- أي الصيام - ترك محبوبات النفس وتلذذاتها إيثارًا لمحبة الله ومرضاته، وهو سرٌّ بين العبد وربه لا يطلع عليه سواه، والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة
2 - أنه أعظم عون على التقوي
قال ابن القيم: الصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويُعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات، فهو من أكبر العون على التقوى
فالصيام شرع لتحصيل التقوى وهي كلمة جامعة لكل خصال الخير، ومؤداها أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، فمن لم يجد أثر التقوى، فليراجع نفسه
3 - تجريد الإخلاص
في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أن رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي)
فاختصّ الله تعالى الصوم دون سائر العبادات بهذا الفضل لأن الصوم سرٌّ بين العبد وبين الله تعالى يفعله خالصا له طالبا لرضاه
4- تعويد النفس على الانقياد والتسليم لأوامر الشرع دائما
قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187]
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ)
5 - تقوية روح الأخوة وتدعيم رابطة الدين
وذلك باجتماع المسلمين على موائد الإفطار ، وأداء صلوات الفريضة والتراويح جماعة في المساجد
6- تزكية النفس وتطهيرها وتربيتها على مكارم الأخلاق
قال ابن القيم: المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية، لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها، وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها الأبدية، ويكسر الجوع والظمأ من حدتها وسورتها، ويذكرها بحال الأكباد الجائعة من المساكين
قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- (إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ).
وقال -صلى الله عليه وسلم- (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)
7 - أنه جُنّة من الشهوات المحرمة وجُنّة من النار
قال ابن رجب: إذا كان الصوم جُنة للعبد من المعاصي، كان له في الآخرة جُنة من النار، وإن لم يكن له جنة في الدنيا من المعاصي، لم يكن له جنة في الآخرة من النار
8- التزام الصبر وتقوية الإرادة
فالصيام بمثابة تمرين للمسلم على الصبر والتحمل والجلد؛ لأنه يحمله على ترك محبوباته وشهواته
9 - الشعور بالعدل والمساواة
فالجميع يمسك عن الطعام في وقت واحد ويفطرون في وقت واحد، لا فرق بين أمير ومأمور، ولا صغير وكبير، ولا شريف ووضيع
10 - دفع العبد لشكر النعم
والنِّعَم لا تعرف إلا بفقدانها، فالصحة لا تُعرف قيمتها إلا عند المرض، والمال لا تدرك قيمته إلا عند الفقر، والشبع لا تدرك أهميته إلا عند الجوع
11- الرحمة بالفقير والمسكين
فالإنسان إذا ذاق ألم الجوع في نهار رمضان تذكر الفقير الجائع في كل الأوقات فيسارع إلى رحمته والإحسان إليه وبذلك تسود روح الأخوة والمحبة بين المسلمين
12- ترسيخ اليقين باليوم الآخر باستذكار جزاء الصائم في الآخرة
فالصيام والقرآن يشفعان للصائمين يوم القيامة كما أنهم يدخلون الجنة من باب الريان ، واستحضار هذه المشاهد من اليوم الآخر تزيد الايمان وتحث على الطاعة .

جعلنا الله وإياكم ممن صام رمضان إيمانا واحتسابا ... اللهم آمين
منقول بتصرف
مقالات موقع صوت السلف
 

رشيد التلمساني

مشرف ركن مزامير المغرب الإسلامي
المشرفون
5 أبريل 2020
10,401
2,205
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
بارك الله فيك وأحسن إليك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع