إعلانات المنتدى


لطفُ الله بعباده

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
372
165
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال الله -تعالى-: (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) (الشورى:19).

ومِن لطفه بعباده: أنه يُقدّر أرزاقهم بحسب علمه بمصلحتهم لا بحسب مرادهم، فقد يريدون شيئًا وغيره أصلح لهم، وأنَّهُ لا يَتْرُكُ أحَدًا مِنهم بِلا رِزْقٍ بل وأنَّهُ فَضَّلَ بَعْضَهم عَلى بَعْضٍ في الرِّزْقِ جَرْيًا عَلى مَشِيئَتِهِ. وعَطْفُ (وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) عَلى صِفَةِ لَطِيفٍ أوْ عَلى جُمْلَةِ: (يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ) تَمْجِيدٌ لِلَّهِ -تَعالى- بِهاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ، ويُفِيدُ الِاحْتِراسَ مِن تَوَهُّمِ أنَّ لُطْفَهُ عَنْ عَجْزٍ أوْ مُصانَعَةٍ، فَإنَّهُ قَوِيٌّ عَزِيزٌ لا يَعْجِزُ ولا يُصانِعُ، أوْ عَنْ تَوَهُّمِ أنَّ رِزْقَهُ لِمَن يَشاءُ عَنْ شُحٍّ أوْ قِلَّةٍ فَإنَّهُ القَوِيُّ، والقَوِيُّ تَنْتَفِي عَنْهُ أسْبابُ الشُّحِّ، والعَزِيزُ يَنْتَفِي عَنْهُ سَبَبُ الفَقْرِ فَرِزْقُهُ لِمَن يَشاءُ بِما يَشاءُ مَنُوطٌ لِحِكْمَةٍ عَلِمَها في أحْوالِ خَلْقِهِ عامَّةً وخاصَّةً، قالَ -تَعالى-: (ولَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا في الأرْضِ ولَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ) (الشورى:??).

وكم استشرف العبد على مطلوب من مطالب الدنيا من ولاية ورياسة أو سبب من الأسباب المحبوبة فيصرفه الله عنها ويصرفها عنه رحمة به؛ لئلا تضره في دينه، فيظل العبد حزينًا من جهله وعدم معرفته بربه، ولو علم ما ادخر له في الغيب من صلاح أمره ؛ لحمد الله وشكره على ذلك، فإن الله بعباده رءوف رحيم، لطيف بأوليائه.

- فهو اللطيف الذي يَنشر من عباده المناقب ويستر عليهم المثالب، وهو الذي يقبل القليل ويبذل الجزيل.
- وهو الذي يجبر الكسير وييسر العسير.
- وهو الذي لا يخاف إلا عدله ولا يرجى إلا فضله.
- وهو الذي يبذل لعبده النعمة فوق الهمة ولا يكلفه الطاعة فوق الطاقة، قال -تعالى-: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوها) (النحل:18)، وقال: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً) (لقمان:??).
- وهو الذي لا يُعاجِل مَن عصاه، ولا يخيب مَن رجاه.
- وهو الذي لا يرد سائله، ولا يوئس آمله.
- وهو الذي يعفو عمن يهفو، وهو الذي يرحم مَن لا يرحم نفسه.
- وهو الذي أوقد في أسرار العارفين مِن المشاهدة سراجًا، وجعل الصراط المستقيم لهم منهاجًا، وأجزل لهم مِن سحائب بره ماءً ثجاجًا.


اللهم أكرمنا بأسرار لطفك ما يصلح أحوالنا في الدنيا والأخرة .... اللهم آمين
منقول بتصرف- موقع صوت السلف
 

ابو العزام

مراقب الأركان العامة والتقنية
مراقب عام
27 أغسطس 2009
62,790
4,710
113
الجنس
ذكر
جزاك الله خيرًا
 

رشيد التلمساني

مشرف ركن مزامير المغرب الإسلامي
المشرفون
5 أبريل 2020
10,805
2,318
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
جزاك الله خيرا ونفع بك
 

سعــــــود

مشرف ركن مزامير جزيرة العرب والحرمين الشريفين
المشرفون
2 يونيو 2008
6,977
1,574
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
جزيت خيرًا ودمت مباركًا
 

راضِي

الإدارة التقنية للمنتدى
إدارة المنتدى
10 مايو 2015
27,998
1
5,659
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الودود حنيف
علم البلد
جزاك الله خيرًا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع