إعلانات المنتدى


" وعجلت إليك رب لترضى "

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
372
165
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
لما كانت العجلة من طبيعة الإنسان بشهادة خالقة سبحانه وتعالى: { وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا } [الإسراء: 11] فإن الإسلام ينظر إلى الاستعجال نظرة عدالة وإنصاف، فلا يحمده بالمرة ولا يذمه بالمرة، وإنما يحمد بعضه، ويذم البعض الآخر.

النوع الأول: الاستعجال المذموم وله صور كثيرة منها:

1- الاستعجال في الدعاء :
{ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } [يونس: 11]
ولعل كثيرًا مما نرى من المصائب والأمراض وفساد الأولاد يكون بسبب الدعاء عليهم، وكثير من الناس لا يشعر بذلك، فهل من مدكر؟!
ومنه أيضا استعجال استجابة الدعاء : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: (( يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ رَبِّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي )).

2- الاستعجال في الصلاة: وله صور منها:
- استعجال بعض المصلين في صلاتهم، فلا يُتِمّونَ رُكُوعَهَا ولا سُجُودَهَا ولا يَطْمَئِنّونَ فيها

- الاستعجال في سبق الإمام

3 - استعجال بعض الدعاة والمصلحين في إصلاح الناس وتغيير واقعهم بين عشية وضحاها : فإذا ما حصل له نوع من أنواع الابتلاء من عدم استجابة الناس، أو عدم زوال المنكرات، بدأ يتململ ويتذمر وربما يتوقف عن مواصلة الطريق ، وليتذكّر أنه ليس مطالباً بالنتائج لكنه مطالب ببذل الجهد فحسب: { فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ} [الشورى: 48]

4- الاستعجال في نشر الخبر قبل التثبّت من صحته : فالمسلم مأمور بالتثبت من الخبر قبل نقله، يقول الله سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } [الحجرات: 6].

5- الاستعجال في طلب العلم وعدم الصبر في تحصيله والتمكّن منه


6- استعجال الرزق : وصورته أن يستبطئ الإنسان الرزق فيستعجل، فيطلبه من طرق محرمة ووجوه غير مشروعة، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( إِنَّ رَوْحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِيَ أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَلَا يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بِمَعْصِيَةٍ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ )).

وأما النوع الثاني: الاستعجال المحمود
وهو الاستعجال في المبادرة و والمسارعة في أعمال الآخرة، وقد مدح الله أهل السبق والمسارعة إلى الخيرات، فقال سبحانه: { أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 61]
وهذه عدة أمور يستحب بل ربما يجب في بعضها العجلة:

1- الاستعجال والمسارعة إلى امتثال أوامر الله ورسوله
-صلى الله عليه وسلم-
2- الاستعجال والمسارعة في التوبة إلى الله
3- الاستعجال في أداء الحقوق وردِ المظالم إلى أهلها

4- الاستعجالُ في أداء الدَّيْنِ لخطورته
5- العجلة في أداء فريضة الحج :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ - يَعْنِي: الْفَرِيضَةَ - فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ )). (22)
6- تعجيل الفطر: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (( لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ )). (24)

ثالثًا: سبل الوقاية من العجلة المذمومة وعلاجها
- إمعان النظر في الآثار والعواقب المترتبة على الاستعجال
؛ فإن ذلك مما يهدئ النفس، ويحمل على التريث والتأني.
- دوام المطالعة في السنة والسيرة النبوية؛ فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحلم الناس وأحكم الناس، لذلك ينبغي للمسلم التأسي به في كل أموره
- مجاهدة النفس، وتدريبها على ضرورة التريث والتأني والتروي؛ فإنما الحلم بالتحلم، ومن يتصبَّرْ يُصبِّرْه الله.
- مصاحبة الحكماء وأهل الحلم والعقل فالمرء على دين خليله، يتعلم منهم ويقتدي بهم

هذا والله أعلم
منقول بتصرف


 

ابو العزام

مراقب الأركان العامة والتقنية
مراقب عام
27 أغسطس 2009
62,790
4,710
113
الجنس
ذكر
جزاك الله خيرًا
 

رشيد التلمساني

مشرف ركن مزامير المغرب الإسلامي
المشرفون
5 أبريل 2020
10,805
2,318
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
جزاك الله خيرا ونفع بك
 

سعــــــود

مشرف ركن مزامير جزيرة العرب والحرمين الشريفين
المشرفون
2 يونيو 2008
6,977
1,574
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
جزاك الله خيرًا ونفع بك وبارك فيك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع