- 3 ديسمبر 2020
- 372
- 165
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
-
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد :
لقد بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذين الهمّين - فقال: " من كانت الدنيا همه فرّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيّته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة.
اولا : صاحب هم الدنيا : وصاحب هذا الهم له عقوبات ثلاث :
العقوبة الأولى: تشتت الشمل فهو مضطرب البال قلق الفكر غير موفق البركة منزوعة من وقته وماله يعيش خادما لدنياه لاهثا وراءها لا يجد طاعة في زوجه ولا برا في ولده لا يشعر بالسعادة وراحة البال وإن كان ذا مال وعيال.
العقوبة الثانية: يخشى الفقر دائما ولا يقنع بما أعطاه الله الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: لذلك كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا.
العقوبة الثالثة: أنه دائم الطلب للدنيا وهي دائمة الهروب منه ولا يحصل منها إلا ما كتبه الله له.
ثانيا : صاحب هم الآخرة : وهذا الصنف قد أنعم الله عليه بثلاث منح:
المنحة الأولى: يجعل الله غناه في قلبه؛ قال -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ، وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ ، قد استعف بغناه عما في أيدي الآخرين، قال ابن القيم: إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمل الله سبحانه حوائجه كلها وحمل عنه كل ما أهمه.
المنحة الثانية: أن يجمع الله له شمله، وجمع الشمل: هو الاجتماع بكل ما يعنيه من عموم، يجمع الله على صاحب الهم الأخروي قلبه، وفكره، ومقصده، وأهله، وولده، وقريبه، وصديقه، وماله، وتجارته، ويجمع الله عليه القلوب، ويكتب له القبول، فيجتمع لهذا العبد كل ما يحيط به من أمور الخير جميعا.
المنحة الثالثة: مجيء الدنيا له، وهي راغمة، فيأتيه رزقه من حيث لا يحتسب، ويجعل له ربه من كل أمر يسرا، فيوفق في دنياه، من غير مسألة ولا إشراف نفس.
إن صاحب الهم الأخروي قد كافأه ربه بنظير قصده، فلما جرد همه للآخرة، كفاه الله هم دنياه، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
وأخيرا ... ندعوا كما علّمنا النبي - صلى الله عليه وسلم- :" وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا " ... اللهم آمين
لقد بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذين الهمّين - فقال: " من كانت الدنيا همه فرّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيّته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة.
اولا : صاحب هم الدنيا : وصاحب هذا الهم له عقوبات ثلاث :
العقوبة الأولى: تشتت الشمل فهو مضطرب البال قلق الفكر غير موفق البركة منزوعة من وقته وماله يعيش خادما لدنياه لاهثا وراءها لا يجد طاعة في زوجه ولا برا في ولده لا يشعر بالسعادة وراحة البال وإن كان ذا مال وعيال.
العقوبة الثانية: يخشى الفقر دائما ولا يقنع بما أعطاه الله الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: لذلك كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا.
العقوبة الثالثة: أنه دائم الطلب للدنيا وهي دائمة الهروب منه ولا يحصل منها إلا ما كتبه الله له.
ثانيا : صاحب هم الآخرة : وهذا الصنف قد أنعم الله عليه بثلاث منح:
المنحة الأولى: يجعل الله غناه في قلبه؛ قال -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ، وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ ، قد استعف بغناه عما في أيدي الآخرين، قال ابن القيم: إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمل الله سبحانه حوائجه كلها وحمل عنه كل ما أهمه.
المنحة الثانية: أن يجمع الله له شمله، وجمع الشمل: هو الاجتماع بكل ما يعنيه من عموم، يجمع الله على صاحب الهم الأخروي قلبه، وفكره، ومقصده، وأهله، وولده، وقريبه، وصديقه، وماله، وتجارته، ويجمع الله عليه القلوب، ويكتب له القبول، فيجتمع لهذا العبد كل ما يحيط به من أمور الخير جميعا.
المنحة الثالثة: مجيء الدنيا له، وهي راغمة، فيأتيه رزقه من حيث لا يحتسب، ويجعل له ربه من كل أمر يسرا، فيوفق في دنياه، من غير مسألة ولا إشراف نفس.
إن صاحب الهم الأخروي قد كافأه ربه بنظير قصده، فلما جرد همه للآخرة، كفاه الله هم دنياه، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
وأخيرا ... ندعوا كما علّمنا النبي - صلى الله عليه وسلم- :" وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا " ... اللهم آمين
منقول بتصرّف