- 3 ديسمبر 2020
- 372
- 165
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
-
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
لقد شاء -سبحانه وتعالى- أن يبتلي عباده بشيء مِن الخوف والجوع، ونقص مِن الأموال والأنفس والثمرات، قال تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:155-157).
و قدّر الله -تعالى- البلاء والآلام؛ لأنه يحب أن يسمع تضرعنا ودعاءنا واستغاثتنا، هكذا أخبر -سبحانه- قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام 42ـ43).
وفي هذه الآية الكريمة: حثٌ مِن الله -سبحانه- لعباده، وترغيبٌ لهم إذا حلت بهم المصائب من الأمراض والجراح، والقتال والزلازل، والريح العاصفة، وغير ذلك من المصائب، أن يتضرعوا إليه ويفتقروا إليه فيسألوه العون، وهذا هو معنى قوله -سبحانه-:
(فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا)، والمعنى: هلاَّ إذ جاءهم بأسنا تضرعوا.
ثم بيَّن -سبحانه- أن قسوة قلوبهم، وتزيين الشيطان لهم أعمالهم السيئة؛ كل ذلك بسبب صدهم عن التوبة والضراعة والاستغفار، فقال -عز وجل-: (وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
وفي آية أخرى قال -تعالى-: (أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:74).
فهذا التضرع يحبه الله، يحب أن تقوم القلوب قبل الأبدان ذليلة لله، منكسرة له، فقيرة إليه، تعلم أن لا ناصر لها في الأرض سواه، وإن اجتمعت الأمم مِن أولها إلى آخرها فالله نعم المولى ونعم النصير، فمن أيقن بذلك وقام لله -عز وجل- داعيًا متضرعًا مستغيثًا، يتشبه بقيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة بدر وهو يرى قريشًا ، قد جاءت بحدها وحديدها وأشرافها وكبرها يحادون الله ورسوله، فما نام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة، وإنما ظل يصلي ويبكي يتضرع إلى الله، هكذا يقول علي -رضي الله عنه-: "وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا فِينَا إِلا نَائِمٌ، إِلا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَحْتَ شَجَرَةٍ يُصَلِّي، وَيَبْكِي، حَتَّى أَصْبَحَ" (رواه أحمد، وصححه الألباني)، وفي ذلك أنزل الله -تعالى-: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) (الأنفال:9).
ونختم بقول جميل في هذا السياق لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "فمن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين, أن ينزل بهم الشدة والضر, ما يلجئهم إلى توحيده, فيدعونه مخلصين له الدين, ويرجونه ولا يرجون أحداً سواه, وتتعلق قلوبهم به لا بغيره, فيحصل لهم من التوكل عليه, والإنابة إليه, وحلاوة الإيمان, وذوق طعمه...ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض...أو حصول اليسر وزوال العسر في المعيشة"
لقد شاء -سبحانه وتعالى- أن يبتلي عباده بشيء مِن الخوف والجوع، ونقص مِن الأموال والأنفس والثمرات، قال تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:155-157).
و قدّر الله -تعالى- البلاء والآلام؛ لأنه يحب أن يسمع تضرعنا ودعاءنا واستغاثتنا، هكذا أخبر -سبحانه- قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام 42ـ43).
وفي هذه الآية الكريمة: حثٌ مِن الله -سبحانه- لعباده، وترغيبٌ لهم إذا حلت بهم المصائب من الأمراض والجراح، والقتال والزلازل، والريح العاصفة، وغير ذلك من المصائب، أن يتضرعوا إليه ويفتقروا إليه فيسألوه العون، وهذا هو معنى قوله -سبحانه-:
(فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا)، والمعنى: هلاَّ إذ جاءهم بأسنا تضرعوا.
ثم بيَّن -سبحانه- أن قسوة قلوبهم، وتزيين الشيطان لهم أعمالهم السيئة؛ كل ذلك بسبب صدهم عن التوبة والضراعة والاستغفار، فقال -عز وجل-: (وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
وفي آية أخرى قال -تعالى-: (أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:74).
فهذا التضرع يحبه الله، يحب أن تقوم القلوب قبل الأبدان ذليلة لله، منكسرة له، فقيرة إليه، تعلم أن لا ناصر لها في الأرض سواه، وإن اجتمعت الأمم مِن أولها إلى آخرها فالله نعم المولى ونعم النصير، فمن أيقن بذلك وقام لله -عز وجل- داعيًا متضرعًا مستغيثًا، يتشبه بقيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة بدر وهو يرى قريشًا ، قد جاءت بحدها وحديدها وأشرافها وكبرها يحادون الله ورسوله، فما نام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة، وإنما ظل يصلي ويبكي يتضرع إلى الله، هكذا يقول علي -رضي الله عنه-: "وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا فِينَا إِلا نَائِمٌ، إِلا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَحْتَ شَجَرَةٍ يُصَلِّي، وَيَبْكِي، حَتَّى أَصْبَحَ" (رواه أحمد، وصححه الألباني)، وفي ذلك أنزل الله -تعالى-: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) (الأنفال:9).
ونختم بقول جميل في هذا السياق لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "فمن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين, أن ينزل بهم الشدة والضر, ما يلجئهم إلى توحيده, فيدعونه مخلصين له الدين, ويرجونه ولا يرجون أحداً سواه, وتتعلق قلوبهم به لا بغيره, فيحصل لهم من التوكل عليه, والإنابة إليه, وحلاوة الإيمان, وذوق طعمه...ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض...أو حصول اليسر وزوال العسر في المعيشة"
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقول بتصرف
منقول بتصرف