إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

بين الوحشة والأنس

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
318
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
إن الحياة مستحيلة ، من غير مشاعر ايجابية متبادلة ومن دون وجود دعم معنوي، هذا الدعم الذي يتحول بدوره إلى مشاعر داخلية؛ تشجع على العمل ، و تثبت السائر على الطريق .
ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فبعد أن نزل الروح الأمين عليه في جبل حِراء ، عاد خائفا إلى بيت زوجه خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، مُناديُا: "زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي"، "دَثِّرُوني دَثِّرُوني"، فلمَّا زُمِّلَ ودُثِّر، واستمعت إليه زوجه الكريمة، كان الدفء الحقيقي الذي ينشده الناس ذوو القلوب النقية، كان دفء كلماتها عظيمًا، لدرجة أنه لا زال ذلك الدفء يسري في القلوب المؤمنة إلى هذا اليوم، فقالت: "كلَّا! والله ما يُخزيك الله أبدًا؛ إنك لَتَصِل الرحم، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتكسِبُ المعدومَ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
فكان لتلك الكلمات القلائل أثر عظيم في نفس الرسول صلى الله عليه وسلم، ورغم أن هذا القلب قلب نبي مُرسل، فإن تلك الكلمات كانت بليغة الأثر في استكمال الدعوة.
وموسى عليه السلام لما كُلِّفَ بمهمة الرسالة وإبلاغ فرعون، سألَ الله عز وجل أن يَشدد أزره بأخيه، فدعا اللهَ قائلًا: ﴿ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ﴾ [طه: 31]، وقال: ﴿ فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ﴾ [القصص: 34]، فكانت الإجابة من الله: ﴿ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ﴾ [القصص: 35].
وقد كان بإمكانه أن يسأل الله أن يُطلق لسانه، أو يُلهمه الحجة والصواب والثبات، لكنه آثر أن يشدَّ أزره بأخيه، وأن يكون أخوه له وزيرًا مُستشارًا مُعينًا!
فهذا كان دعم الأخ لأخيه، وذاك كان دعم الزوجة لزوجها، وهنا نذكر دعم الصديق لصديقه؛ لَمَّا أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم وعُرِج به، تهكَّم الكفار والمشركون بالنبي الصادق الأمين، وكذبوه، وأرادوا أن يضعفوا أقوى داعم له، وهو الصِّديق أبو بكر؛ ؛ فاستبقوا وسبقوا الرسولَ في إبلاغ أبي بكر بالإسراء والمعراج، فلما أُخبر الصديقُ الخبرَ ما زاد على كلمته: "إن كان قال ذلك، فقد صدق"، فَرُدَّ الكيدُ إلى نحورهم!
فالدعم المعنوي الذي كان في الحوادث المذكورة كان له بالغ الأثر على الإنسانية كلها وتاريخها، رغم أن الأخ و الصديق والزوجة لن يُعيد المفقود ولن يُرجع الغائب، لكن الوجود بجوار المكلوم يُذهِب الألم، ويُطبب الجرح، ويُخفف وَقْعَ الحدث، وفي الفرح تكتمل السعادة بحضور من نُحب، وتزداد الهناءة بسعادة الغير ومشاركته فرحتنا، والنفس تأنس إلى من تُحب وترتاح إلى من تهوى .
فما أحوجنا اليوم ونحن في زمن العربة أن يشد بعضنا أزر بعض بكلمة حانية ومشاعرصادقة ودعوة خالصة .

منقول بتصرف
 

ابو العزام

مراقب الأركان العامة والتقنية
مراقب عام
27 أغسطس 2009
62,248
4,522
113
الجنس
ذكر
بارك الله فيك
 

رشيد التلمساني

مشرف ركن مزامير المغرب الإسلامي
المشرفون
5 أبريل 2020
10,327
2,165
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
بارك الله فيك ونفع بك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع