إعلانات المنتدى


معوقات على الطريق

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
372
165
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

ولعلنا نقف مع هذه العوائق التي تثقل المرء وتقعده عن العمل :

1- ضعف الصلة بالله، ومقارفة الذنوب والمعاصي، وهجر المحراب، وزيادة الجفوة مع منابع الإيمان، ولذا فمعين الداعية يبدأ من محرابه وعبادته ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 2]، و﴿ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197]، والصبر مهما طال البلاء ﴿ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [النحل: 27]. وكم في ذلك من أثر على تهذيب النفس وتعهدها للسير على منهج الله .

2- ضعف التأصيل الشرعي وعدم الرجوع لأصول الشريعة، فيما يعرض للإنسان من أمور ومستجدات في هذه الحياة فتراه يفتي لنفسه بما يحلو له و يتكلف الاستدلال ويأتي بما لا يصلح، وقصده أن يظهر بمظهر المتقيد بالشرع.

3- الانشغال بزينة الحياة الدنيا والتعلق بها : ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ [التغابن: 15]، وقال: ﴿ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ ﴾ [التغابن: 14ومثل ذلك الانشغال بالدنيا، وجمع و قال سفيان بن عيينة: من أصلح ما بينه وبين الله: أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه

4- الانشغال بالنقد والتجريح، للآخرين ونسيان عيوب النفس والعمل على علاجها ، وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: إن المؤمنَ يقولُ قليلًا، ويعملُ كثيرًا، وإن المنافقَ يتكلمُ كثيرًا، ويعملُ قليلًا[14]. ].

5- الخوف من العواقب أو من آثار العمل، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ قال ابن القيم: ومتى شهد العبدُ أن ناصيتَه ونواصي العباد كلِّها بيد الله وحده يصرفهم كيف يشاء لم يخفهم بعد ذلك ولم يرجهم وإنما يمضي متوكلا على الله ، روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلا لا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ، فَإِنَّهُ لايُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ وَلا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ أَوْيُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ

6- انتظار من يوقظه، ويأخذ بيده إلى الطريق ! فهو لا يبتدئ عملاً، ولا يتبنى مشروعاً، وربما نسي قول الحق تبارك وتعالى: ﴿ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 95]، وبأنه سيدفن وحدَه ويبعثُ يوم القيامة وحده وسيقفُ بين يدي الله وحده، فيومئذ: ﴿ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ﴾].

7- الحساسية من النقد والتقويم وتقبل النصيحة من الأخر . رحم الله عمر رضي الله عنه حيث قال: رحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا! و قال بلال بن سعد لصاحبه: بلغني أن المؤمن مرآةُ أخيه،

8 - تفشي الباطل وانتشار المنكرات الذي قد يؤدي إلى الإحباط واليأس ، بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام، ويتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: بدا الاسلام غريبا ثم يعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء . قيل ومن هم ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس "

9- الشك في الطريق، وعدم الثبات فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حينما قال له أبومسعود الأنصاري رضي الله عنه: أوصني، قال: إن الضلالةَ حقَّ الضلالةِ أن تعرفَ ماكنت تنكر وتنكرَ ما كنت تعرف، وإياك والتلونَ في الدين فإن دينَ الله واحد وقال مالك: الداء العضال التنقل في الدين

10- التنازل عن الحق أو بعضه ، من اجل كسب الجماهير والتفاف الناس ، فإن ما بني على باطل فهو باطل . بل إن مثل هذا السلوك سيضعف ثقة الأخرين بك ويسقطك من أعينهم قال تعالى :" وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا"

11- استبطاء النتائج، والضجر من الصبر، والملل من العطاء، مع ضيق في النفس واستعجال لقطف الثمر قبل بدوّها، ويبدو هذا فيمن ابتعد عن سير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت)

12- الاتكالية وإلقاء المسؤولية على عاتق الغير، والشعور بأن الدعوة والعمل لدين الله من فضول الأعمال. ومن مظاهر التهرب من المسؤولية : التعذر بالأعذار أو تخذيل الآخرين أو تضخيم العقبات والمعوقات

13- اعتقاد الخيرية في العزلة، والبعد عن العامة، وهذا وهم خطير يصيب فئاماً من الناس بأوهام كثيرة، فربما يحدث نفسه بضرورة العلم الذي يلزم للدعوة، أو ضرر الناس على عبادته وإصلاح أهل بيته، وربما أتته العبرات تناديه بضرورة الزهد والورع عن الدنيا وحظ النفس في قلوب الخلق،.

14- اشتراط المؤهلات الأكاديمية والتجربة الطويلة والاعتداد بسنوات الخبرة، وهذا لاشك إن قلنا أننا نريدك مفتي الأمة وعالمها ومجددها، أما الاعتذار عن تعليم علم أو تذكير بخير، أو عمل ميداني لإغاثة المسلمين فهذا العائق لاشك أنه واهٍ ومردود، قال عليه الصلاة والسلام :" بلغوا عني ولو آية "

15- مجالسة الكسالى والقاعدين. فرّ منهم فرارك من المجذوم، ومن جالس الأجرب جرب معه، وهؤلاء لا تجدهم إلا في مستنقعات الفراغ وأوحال الكسل

ومما يعين على تجنب هذه العوائق :

1- الاستعانة بالله ومتابعة الدعاء بالهداية والسداد كما صح ذلك عن رسول الله. وقد قال ابن مسعود: إذا أراد الله بعبد خيراً سدده وجعل سؤاله عما يعينه وعلّمه فيما ينفعه[71].

2- دفع الذنوب وخواطرها، فإن لها شؤم على الفرد والمجتمع، قالت عائشة رضي الله عنها: أقلّوا الذنوب، فإنكم لن تلقوا الله بشيء أفضل من قلة الذنوب. فسرعان ما يفوق المؤمن ويسترجع قوته ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201]، فالمؤمن الحصيف يتبع السيئة الحسنة مباشرة كما في الخبر "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها.." الحديث؛ فهي بلا شك تذهبها وتزيلها قال جلّ من قائل سبحانه: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]. وقد قال أبو عبيدة - رضي الله عنه -: التهلكة: أن يذنب العبد ذنباً ثم لا يعمل بعده خيراً حتى يهلك.

3- ترك الأوهام وعدم الالتفات للعقبات، وقد قالوا أصدق ما قالت العرب قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : قيمة المرء فيما يحسن،

4- العيش في بيئات المصلحين. وهذا السر في قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما يأكل الذئبُ القاصية". وقال الحسن البصري: لم يبق من العيش إلا ثلاثٌ: أخٌ لك تصيب من عشرته خيراً، فإن زغت عن الطريق قومك، وكفافٌ من عيش ليس لأحد عليك فيه تبعة، وصلاةٌ في جمع تُكفى سهوَها، وتستوجب أجرَها[74]. ولذا فإن من معاني البيئات الصالحة المصلحة دفع الإنسان لمعالي الأمور والأخذ بيده إذا أصابه الفتور، بخلاف بيئة التثبيط والتحبيط وقد صدق الفاروق رضي الله عنه: لا تصاحب الفاجر فيعلمك من فجوره.

5- توطين النفس على العمل مع الطوارئ والأزمات والاستعداد للعمل في أي بيئة، وهذا يجعل في النفس مرونة في التعاطي مع الأحداث الراهنة والنظرالإيجابي لأي معضلة.

6- الاطلاع والقراءة في سير الأنبياء وآثار السلف وقصص الفاعلين فإن لها أنموذجاً وهدياً للعامل، يقيس عليها نفسه، ويرفع إليها سقفه.

7- البداية وعدم التسويف ؛ قال عمر رضي الله عنه: التؤدة في كل شيء خير إلا ما كان من أمر الآخرة.

هذا والله اعلم
منقول بتصرف
 

رشيد التلمساني

مشرف ركن مزامير المغرب الإسلامي
المشرفون
5 أبريل 2020
10,805
2,318
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
جزاك الله خيرا ونفع بك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع