صفات القائد في الإسلام

[عمر محمود أبو أنس]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول وبعد :
ركّز الإسلام على أهمية صناعة القائد ودوره في التغيير، والقائد هو الذي يسوس الناس ويوجههم لتحقيق أهداف محددة ، ولا بد ان يتميّز بجملة من الصفات منها :

• النية الصادقة الصالحة : فهو يراقب الله في أقواله وأفعاله ولا يبتغي مصلحته الشخصية بل منفعة الناس وتحقيق الخير لهم ، يقول تعالى على لسان الأنبياء ( إن أجري إلا على الله )
• السيرة الحسنة الطيبة وذلك بالتزام أحكام الشرع وقواعد الحلال والحرام ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :" الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. ولله عاقبة الأمور "
• أن يكون قدوة للناس :" فكان عمر إذا نهى الناس عن شيء تقدم إلى أهله فقال: إني نهيت الناس عن كذا وكذا، وإن الناس ينظرون إليكم كما ينظر الطير إلى اللحم، فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا "
• الكفاءة في أداء المسئولية ، قال تعالى :" إن خير من استأجرت القوي الأمين " وقد كان العلم والخبرة سببا في جعل يوسف على خزائن الأرض وتمكّنه من القيام بهذه المسئولية على أكمل وجه :" قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم "
• الشورى وعدم الاستبداد بالرأي :" وشاورهم في الأمر " ففي ذلك تبادل الآراء وتنقيحها للوصول إلى أفضلها وأحسنها ، كما أنه أدعى لتأليف القلوب وجمع الكلمة وكذلك الاستفادة من اهل الاختصاص والخبرة في المجالات المختلفة ، وفيها أيضا إشراك الأمة في تحمّل المسئولية واتخاذ القرار عن طريق من يمثلها في مجلس الشورى ، ومن نماذج ذلك في القرآن ما قصه الله علينا من خبر ملكة سبأ :" قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ "
• الأمانة وعدم خيانة الأمة : قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ " فالقائد مؤتمن من قبل الرعيّة على ثروات ومقدّرات الأمة وعلى رعايتها لتحقيق النفع العام للناس ، ومن الأمانة اختيار الأكفاء الصالحين لتولّي المناصب والمسئوليّات والمهام
• إقامة العدل : قال تعالى :" وأمرت لأعدل بينكم " فبه يقوم الحكم وتعمر البلاد ، وبه تصان حقوق الضعفاء ويُقتص من الظالم للمظلوم
• الحكمة ووضع الأمور في نصابها ، واتخاذ القرار المناسب في الظرف المناسب وفي الوقت المناسب
• الرقابة المستمرة ومتابعة أحوال الرعية : وذلك إما بنفسه أو بتكليف من ينوب عنه في ذلك
• المحاسبة ومعاقبة المخالفين كي يكونوا عظة لغيرهم ولكي لا ينتشر الفساد وتنفلت الأمور وهذا يؤدي إلى الجدية والانضباط في العمل ‘ وتقليل الأخطاء ما أمكن ومنع العصيان
• الرفق واللين والرحمة بالرعيّة : فالقيادة الحكيمة تجمع بين العزيمة والرحمة بحيث لا تطغى احداها على الأخرى ، قال تعالى :" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ" وقد وصف الله نبيّه في أواخر التوبة فقال :" لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ"
• القوة البدنية والسلامة من العيوب وكذلك قوة الشخصية ، فذلك أدعى أن يقوم بمهام القيادة وأن يؤثر في الناس ويستجيبوا له :" ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ "
• تحمل المسئولية والقدرة على حل المشكلات ، كما أخبر تعالى عن ذي القرنين حين بنى السد ليحل مشكلة طغيان يأجوج ومأجوج :" قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا"
• التثبت من الأخبار وعدم الاستعجال :" أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"
• اختيار البطانة الصالحة من المساعدين والوزراء الذين يعينونه على أداء مهمته على أحسن وجه :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ"

هذا والله أعلم
منقول بتصرف​

 

[ابو العزام]

بارك الله فيك