إعلانات المنتدى


دار السلام

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
319
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
من الآيات الكريمة التي أرشدت العباد إلى سلوك طريق الرشاد، قوله تعالى: { والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }

وقد ذهب أكثر المفسرين إلى أن المراد من { دار السلام } الجنة، بدليل قوله سبحانه: { لهم دار السلام عند ربهم } (الأنعام:127)، قال ابن كثير وغيره: هي الجنة.
وقد ذكر المفسرون ثلاثة أسباب لتسمية الجنة داراً للسلام: فقال بعضهم: إنها سميت بذلك؛ لأن السلام هو الله تعالى، والجنة داره. وهذا مروي عن قتادة وغيره.
وقال آخرون: سميت بذلك؛ لأن من دخلها سَلِمَ من الآفات. فالسلام - بحسب هذا - بمعنى السلامة . فإن الإنسان هناك يسلم من كل الآفات، كالموت والمرض والألم والمصائب ونزعات الشيطان والكفر والبدعة والكد والتعب.
وثمة قول ثالث يرى أن الجنة سميت بـ { دار السلام }؛ لأنه تعالى يُسلِّم على أهلها، كما قال تعالى: { سلام قولا من رب رحيم } (يس:58)، والملائكة يسلمون عليهم أيضا، كما قال تعالى: { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم } (الرعد:23-24)، وأهل الجنة أيضاً يحيي بعضهم بعضاً بالسلام، كما أخبر عنهم سبحانه بقوله: { تحيتهم فيها سلام } (يونس:10)، ويصل سلامهم إلى السعداء من أهل الدنيا، كما قال تعالى: { وأما إن كان من أصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب اليمين } (الواقعة: 90-91).

وجدير بنا - ونحن في ظلال هذه الآية - أن ننبه إلى أمرين، لا يليق تجاوزهما:
أحدهما: أن دعوته سبحانه العباد إلى { دار السلام }، يدل على أن { دار السلام } ليست كغيرها من ديار الناس، بل هي دار تفارق ديار الدنيا من كل وجه؛ إذ فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر؛ أرشد لهذا، أن العظيم إذا استعظم شيئاً، ورغَّب فيه، وبالغ في ذلك الترغيب، دلَّّ على كمال حال ذلك الشيء، ولا سيما وقد ملأ الله قرآنه من وصف الجنة،

ثانيهما: أن حذف مفعول الفعل { يدعو }؛ لإفادة عموم المأمورين، فلم يقل سبحانه: (والله يدعو المؤمنين...أو المسلمين)، بل حذف مفعول الفعل؛ لينبه على أن الدعوة موجهة لكل أحد كي يجتهد أن يكون من أهلها .

وقد أرشد ختام الآية { ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }، إلى أن الله سبحانه يهدي من يشاء من خلقه، فيوفقه لإصابة الطريق المستقيم، وهو الإسلام الذي جعله جل ثناؤه سببًا للوصول إلى رضاه، وطريقًا لمن ركبه وسلك فيه إلى جنانه ورضوانه.

منقول بتصرف
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع